التحولات في الذهنية الأنثوية في السعودية – دراسة حالة لعينة قصدية من طالبات جامعة الملك سعود –

التحولات في الذهنية الأنثوية في السعودية
– دراسة حالة لعينة قصدية من طالبات جامعة الملك سعود –

لما محمد عبد العزيز البدنه
  جامعة الملك سعود || الرياض || المملكة العربية السعودية

الملخص: تهدف الدراسة إلى إلقاء الضوء على بعض التحولات في الذهنية الأنثوية السعودية فيما يتعلق ببعض القيم الثقافية والاجتماعية ، بالإضافة للعوامل التي أدت لتشكل هذه الذهنية والتي أدت إلى هذه التحولات. توظف الدراسة الأسلوب الكيفي. وتكونت حالات الدراسة من 15 حالة من الإناث في الفئة العمرية 18- 25 سنة، تم اختيارهن من خلال الملاحظة، وجُمعت البيانات منهم بالاعتماد على المقابلة المعمقة شبه الموجهة. بيَّنت النتائج أن هناك درجة عالية من الوعي لدى الحالات المدروسة يفرقن به بين ما هو محرم شرعاً وما هو محرم اجتماعياً. وتمتلك معظمهن آراء وتصورات مستحدثة إلا أنهن يعزفن عن التعبير عنها خوفاً من سطوة النظرة والتصنيف وطمعاً في تحقيق القبول الاجتماعي وهو ما دفع بعضهن للجوء للتعبير تحت أسماء مستعارة، بل وإنشاء حسابات غير حساباتهم الشخصية للدفاع عن قناعاتهم التي لا تجد القبول في محيطها. ويتطلعن لمستقبل يحققن فيه الاستقلال الذاتي والمادي بأحلامهن اللاتي تجاوز بها – بعضهن- الحدود الجغرافية.

الكلمات الافتتاحية: الثقافة، الذهنية الأنثوية، طالبات، جامعة الملك سعود.

مقدمة:

تفرّد  الإنسان بالثقافة عن غيره من الكائنات في هذا العالم، فهي علامته الفارقة له في هذا الوجود وخاصية من خصائصه الفريدة، حيث أشار الله عز وجل في قوله: (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ) بمعنى تفكَّر فيه وقوَّمه. وهو البرهان على وجوده بالاستناد للحقيقة الفلسفية التي تقول بأن “كل مُفكّر موجود”، فالإنسان يبني تصوراته عن الأشياء وعن مسبباتها وعللها حتى يتوصّل إلى ما يحكم المواقف بالتجربة والإدراك، أعطى الأشياء من حوله معنىً من خلال التفكير فيها والتمعّن بها. وقد مرَّ التفكير الإنساني بعدة مراحل حتى وصل لمرحلة متقدمة من التجرُّد والاختزال يستطيع أن يعوِّل على المعرفة والتراث العلمي دون الحاجة للتجربة.

أما الثقافة؛ فتشمل المعرفة والتراث والدين والممارسات والأساليب التي تُملى على الأفراد وتحدد لهم الأعراف والمعايير ونمط العلاقات، وتخلق لهم الرمز والدلالة. بل وتساهم في تنميط سلوك الأفراد وتوحّد المعنى فيما بينهم. وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) (رواه البخاري 1358 ومسلم  2658) كل ذلك يعني أنَّ الثقافة تكتسب بالغرس والتطبيع بشكل مقصود وعرضي، والتربية هي الوسيلة التي يتم بها فرض الثقافة. وما تنقله التربية للصغار هو من نواة الثقافة. وبقدر حاجة المجتمع الى نواة ثقافية تعطيه هويته، فهو بحاجة الى التربية لكي يؤكد وجود هذه النواة واستمرارية القيام بهذه الوظيفة (الأمين، 2005: 14).

والثقافة امتداد لوجود الإنسان، تواجدت بتواجده وتكونت بكينونته، ولا يكاد يخلو مجتمع انساني من ثقافة وإن اختلفت في مدى بساطتها أو تعقيدها أو كونها نابعة من ذات المجتمع أم أنها منتقلة من مجتمع آخر- من خلال الاتصال الثقافي-. وإذا افترضنا أن الثقافة (كما عرّفها تايلور) هي المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون وكل القدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضو في المجتمع فيمكننا بذلك تفسير الكثير من الظواهر الاجتماعية رجوعاً إلى الثقافة السائدة؛ بافتراض أنها المتغير المستقل independent variableالمؤثر على باقي المتغيرات وذي ثقل كبير في تأثيره على سلوكيات الأفراد وحركية المجتمعات البشرية (الذوادي، 2010: 21). كما أن الجينات تستطيع أن تنتقل من أجسام الكائنات وتلج أجساماً أخرى؛ حيث تتكاثر- كما يحصل مع الفيروسات البيولوجية- كذلك تستطيع أنماط السلوك أن تنتقل بالتقليد من مجتمع إلى مجتمع وتتكاثر على غرار انتقال اللغات والتقنيات، هذا ما يبرر المماثلة بين الجينات وأنماط السلوك الاجتماعي إذ في كلتا الحالتين يبدو أن المفهوم المركزي هو عملية النقل التي تتم عبر وحدات؛ هي الجينات من جهة ونمط السلوك من جهة أخرى (عبود، 2008: 13). ولعل من مميزات الثقافة أنها قابلة للانتقال والتكيف ربما النمو والتطور والتحوّر، وهذه النقطة تعزز من مكانة الثقافة كمحرك أساسي لسلوك الأفراد. وقد ساهمت التقنية الحديثة في بناء جسور تواصل وقنوات اتصال متعددة تعبر من خلالها الثقافات من مجتمعات إلى أخرى.

ولم تخضع الثقافة في المجتمع السعودي للتوثيق والدراسة إلا في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين على يد المستشرقين وبعض الباحثين العرب الذين عملوا مع الملك عبد العزيز (البشر، 2013: 37). ويمكن إرجاع السبب لعوامل بيئية وفكرية واجتماعية، وبالعودة إلى التاريخ- باعتبار أن التاريخ هو تاريخ الثقافة بشكل عام-، فطبيعة المملكة العربية السعودية- ومنطقة نجد تحديداً- صحراوية قاحلة طاردة للسكان لصعوبة أسلوب العيش فيها لذلك كانت منغلقة على نفسها- بطبيعة الحال- وهذا ما ساهم بدوره في إفراز أنظمة قبلية تنظم الحياة الاجتماعية. أما ما يتعلق بالأيديولوجيا لعل دعوة محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية في أواخر القرن السابع عشر أضفت على التفكير الاجتماعي السعودي صبغة التدين وعززت بعض القيم الاجتماعية التي كانت موجودة سلفاً. وهو ما عمل بدوره على تشكيل هوية الثقافة السعودية؛ حين تحول مفهوم الدولة من دولة قبلية إلى دولة دينية. وإبان ظهور النفط عالميا في عشرينات القرن التاسع عشر؛ فقد فرضت الحداثة قيما جديدة تُناقض القيم السائدة مما ولَّد نوعاً من الصراع القيمي بين ثقافتين تحمل كلاها خصائص الثقافة الحقة.

إن التغير في المجتمع السعودي قد طال الجوانب المادية أكثر من الغير مادية وهو ما شكّل هذه الفجوة الثقافية وأن درجة التغير ليست واحدة في جميع الجوانب (الخطيب،2010). إلا أنه في الفترة الحالية طرأت الكثير من التغييرات على المستوى الثقافي لا سيما فيما يتعلق بالأنثى – وهي محط الدراسة- والنظرة لها.

وقد توصلت الباحثة الفرنسية أميلي لورونار- في دراستها عن النساء الشابات السعوديات في الفئة العمرية من 20 إلى 30 سنة- أن النساء السعوديات أصبحن مرئيات أكثر فأكثر في السيارة وفي مراكز التسوق وفي بعض أماكن العمل، حيث إن نفاذ السعوديات في الفضاءات العامة قد تزايد إلا أن وجوههن تبدو غالباً مغطاة أي أنها مرئية ولكنها غير معروفة (لورونار، 2013: 7). وهذا إن دل فإنما يدل على ديناميكية التغير الثقافي في المجتمع السعودي.

وعزت الباحثة –لهذا الدراسة – أن لخطة الإصلاح السياسية والتي أعطت للمرأة دوراً لصناعة القرار واتخاذه؛ مما خلق فارقاً ثقافياً في النظرة للمرأة، فقد ذكرت الاجتماعية بدرية البشر في سياق دراسة لها؛ أن عزل المرأة السعودية في الحياة العامة عزز من النظرة الدونية لها وحرمها الكثير من حقوقها؛ ففي التعليم لا تزال محرومة من الكثير من التخصصات كالهندسة والإعلام والصحافة والمحاماة بحجة عدم ملائمتها للمرأة، بالإضافة لحرمانها من قيادتها للسيارة ومنعها من المشاركة في الانتخابات للمجالس البلدية (البشر، 2008: 191). بيد أنه الآن أصبح المجال أمام الأنثى السعودية أكثر توسعاً حيث أتيحت بعض التخصصات؛ التي كانت غير مسموح بها سابقاً ومن ثم دخلت المرأة مجال السياسية وأعطيت حق الترشح والانتخاب.

 

مشكلة الدراسة:

تسعى المنظمات العالمية في مختلف المجالات التي تدعو لوحدة ثقافية أممية وهوية محددة للعالم، لصياغة سياساتها في سياق العولمة الثقافية وتكريس جهودها لتحقيق أهدافها وذلك باعتبار أن الثقافة ليست مجرد تنظير جامد إنما يتعدى ليكون نمط وأسلوب حياة. الانفتاح الذي تعيشه المملكة العربية السعودية اليوم على جميع المستويات ولا سيما المستوى الثقافي، يعزز من التبادلات الثقافية بين المجتمعات العالمية وبين المجتمع السعودي. وتعتبر الذهنية الأنثوية جزء من الثقافة الفرعية في السعودية لتباينها مع الثقافة العامة في عدة سمات. وهو ما قد يؤدي بدوره إلى ردود فعل ثقافية تأخذ شكل الاصطدامات والصراعات أو ابتكار حيلة جديدة للتعبير عن التمرد والاحتجاج.

(الهيئة العامة للإحصاء،2016: 38)

من هنا تبلور سؤال هذه الدراسة الرئيسي حول ماهي التحولات التي طرأت على الذهنية الأنثوية السعودية وماهي العوامل التي أدت إلى تشكلها.

أهداف الدراسة:

  • رصد التحولات التي طرأت على الذهنية الأنثوية السعودية.
  • الوقوف وراء أبرز العوامل التي ساهمت في تشكيل الذهنية السعودية.

أهمية الدراسة:

تنبع أهمية هذه الدراسة في كونها تتناول دراسة جزء من البناء الثقافي في المجتمع السعودي في ظل التغيرات المتسارعة التي يعيشها المجتمع اليوم، وذلك بالتركيز على الثقافة الفرعية لدى أكبر شريحة تمثل المجتمع السعودي وهي الشباب وتحديداً الإناث. ورغم أنها لا تهدف إلى تعميم النتائج إلا أنها تقدم وصفاً كيفياً للحالات المبحوثة وتعطي تصور عن الحياة العقلية لدى الحالات وارتباطها بالسلوك والممارسات. وهو ما سيساعد المؤسسات المعنية –خصوصاً  بهذه الفئة لصياغة رسالتها وأهدافها وخطاباتها في ضوء الفهم العميق لأسلوب حياة هذه الفئة ومنظومة أفكارهم.

حدود الدراسة:

  1. الحدود المكانية: جامعة الملك سعود، المدينة الجامعية للطالبات بالرياض.
  2. الحدود البشرية: الحالات المدروسة المنتظمات للدراسة من سن 18 على 25 سنة، المنتظمات في الدراسة للعام 1437/ 1438هـ ويحملن الجنسية السعودية.
  3. الحدود الزمانية: 1437هـ

مفاهيم الدراسة:

التحولات الذهنية:

يُقصد بالتحول الذهني؛ أي تغيّر طرأ على العمليات الذهنية (العقلية) والتي تعتبر نتاج تأثير الثقافة على الفرد عبر التنشئة الاجتماعية التي تتلقاها الأنثى من قبل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية.

وقد صنف العلماء عقل الإنسان إلى نصفين العقل اللاواعي والعقل الواعي، ويقوم الأول على التحكم في سلوك الإنسان بشكل لا إرادي وتلعب التنشئة الاجتماعية وعمليات التطبيع دوراً بارزاً في توجهيه بما تحمله من رموز ودلالات ومعاني كامنة.

الأنثى السعودية:

المقصود بها إجرائياً هي كل أنثى تحمل الجنسية السعودية وتنتظم في الدراسة الجامعية ويتراوح عمرها ما بين 18 إلى 28 سنة.

ومما لا شك فيه أن الأنثى السعودية تعرضت للعديد من موجات التحولات التي شكّلت ذهنيتها، وأعادت صياغة معاني الرموز ودلالاتها وهو ما انعكس بدوره على سلوكها. وفي 2017م شهد المجتمع السعودي ما يسمى بـ “الحراك النسوي” حيث انضم له عدد كبير من النساء السعوديات – في منصة تويتر- مطالبات بعدد من الإجراءات التي تساهم في تمكين المرأة.

وقد صدرت عدد من القرارات التي كان لها دور بارز في تمكين المرأة كدخولها في مجلس الشورى السعودي بأمرٍ ملكي سامٍ، وفتح باب الابتعاث لها للدراسة في الخارج.

وفي سياق رؤية 2030م تحققت بعض المطالب لكونها تتواءم مع أهداف الرؤية الاقتصادية، وقد عزز ذلك من قوة الحراك ومن خلق صورة ذهنية جديدة عن الأنثى السعودية.

جامعة الملك سعود: تعتبر ثاني جامعة افتتحت في المملكة العربية السعودية سنة 1957م، تقع في مدينة الرياض وحصلت على المركز الأول عربياً في تصنيف شنغهاي 2013م.

الدراسات السابقة:

أولاً: دراسة آل الشيخ (2007) بعنوان: اتجاهات الشباب السعودي نحو أثر ثقافة العولمة على القيم المحلية: دراسة تطبيقية لعينة من طلبة وطالبات بعض الجامعات السعودية. هدفت الباحثة من خلالها إلى التعرف على اتجاهات عينة الدراسة نحو تأثير العولمة الثقافية المتمثلة في برامج القنوات الفضائية واستخدام شبكة الانترنت باستخدام منهج المسح الاجتماعي عن طريق العينة العشوائية معتمدة على الاستبانة كوسيلة لجمع البيانات. وتوصلت إلى أن الاتجاه السائد بين الطلاب والطالبات الجامعيين هو التأثر بقيم العولمة وأن هناك اتجاه لدى بعض أفراد العينة بأنها أصبحت تنتمي إلى ثقافة عالمية وأنها تواجه نوع من الازدواجية بين ما تؤمن به وما يمكن أن تقوم به فعلياً. بالإضافة لوجود علاقة ارتباط متوسط موجب بين قيم العولمة وعلاقات القرابة وبين قيم العولمة والطموح والتطلعات.

ثانياً: دراسة الشقير (2011) بعنوان: موقف الشباب الجامعي من قيم التحديث: دراسة ميدانية على عينة من الطلاب والطالبات السعوديين في جامعة الملك سعود. هدف من خلالها التعرف على موقف الشباب الجامعي من قيم التحديث في المجتمع السعودي من حيث قبوله لقيم التحديث أو رفضها أو الاستعداد لقبولها ، وهي دراسة وصفية استخدم فيها منهج المسح الاجتماعي على عينة من الطلاب والطالبات المقيدين بالدراسة الجامعية بلغت (284) مفردة وتوصل إلى أن الشباب السعودي حداثي في تعامله مع قيم الحفاظ على البيئة واحترام المرأة وتقليدي في تعامله مع قيم الصحة والمرض ورؤية العالم والادخار وانتقالي في تعامله مع قبول الآخر والانجاز والتخطيط والإفادة من الوقت والاختيار الزواجي والاستهلاك والاختيار المهني والتعرض للتقنية ووسائل الاتصال والهوية الذاتية والالتزام بالأنظمة والقوانين.

ثالثاً: دراسة الخلف (2012) بعنوان: المجتمعات الافتراضية وعلاقتها بالقيم الاجتماعية: دراسة مقارنة لعينة من طلاب وطالبات الجامعات في مدينة الرياض. هدفت الباحثة إلى تقصي العلاقة الاختلافية من خلال الكشف عن اختلاف المتغيرين المستقلين (الجنس وخصائص المجتمعات الافتراضية) والتفاعل بين المتغيرين المستقلين، استهدفت عينتها (1120) مفردة من طلاب وطالبات يدرسون في الجامعات الحكومية والأهلية بالرياض باستخدام منهج المسح عن طريق العينة. قارنت فيها اختلاف القيم في المجتمعات الافتراضية في ضوء متغيرين هما (الجنس وخصائص المجتمعات الافتراضية) استخدمت فيها الاستبيان ومقياس لتقدير القيم الاجتماعية وتوصلت إلى أن للجنس وخصائص المجتمعات الافتراضية والتفاعل بينهما اختلاف جزئي على القيم الاجتماعية كما أن هناك مواضيع يتم تداولها في المجتمع الافتراضي ولا يتم ذلك في المجتمع الواقعي وتوصلت إلى أن النتائج أدت إلى وجود هجرة افتراضية، ثقافة فرعية لدى مجتمع الدراسة.

رابعاً: دراسة العرفج (2014) بعنوان: العولمة وانعكاساتها على قيم الشباب السعودي: دراسة مطبقة على عينة من طلاب جامعتي الملك سعود والقصيم.  وهدفت إلى التعرف على مدى انتشار القيم المحلية التقليدية ( القيم الجماعية أو قيم ال- نحن)، و القيم الغربية الحديثة (القيم الفردية أو قيم الأنا) لدى عينة الدراسة من الشباب السعودي وبالتالي الكشف عما إذا كان ثمة ازدواج قيمي لديهم و مدى ارتباط انتشار القيم الغربية الحديثة بأدوات العولمة التي حددت بالبث الفضائي و الإنترنت و السفر للخارج و العلاقة مع المقيمين و مشاهدة الأفلام الأجنبية، واستخدم الباحث منهج المسح الاجتماعي  وقد صمم مقياس لجمع المعلومات يحتوي على نمطين رئيسيين من القيم أولاً؛ القيم المحلية التقليدية. ثانياً؛ القيم الغربية الحديثة باستخدام مقياس ليكرت المتكون من 5 درجات. وكشفت الدراسة عن انتشار القيم التقليدية المحلية والقيم الغربية الحديثة بدرجة مرتفعة مع وجود فروق ذات دلالة لصالح القيم الغربية الحديثة مما يشير إلى وجود شكل من أشكال الازدواج القيمي لدى أفراد عينة الدراسة.

خامساً: دراسة العتيبي (2014) بعنوان: ثقافة الشباب الماضي والحاضر: قراءة تحليلية وتفسيرية في التراث السوسيولوجي. وتهدف إلى تقديم صورة متكاملة عن ثقافة الشباب منذ النشأة في النصف الثاني من القرن العشرين، كما سعت إلى تفسير هذه الثقافة من خلال الحقبة الزمنية، معتمداً على مراجعة التراث السوسيولوجي. وقد كشفت عن صورتين لثقافة الشباب، صورة الماضي التي تشكلت في القرن العشرين من ثقافات فرعية متنوعة وصورة الحاضر التي تحولت فيها هذه الثقافات الفرعية إلى ثقافات سائدة في القرن العشرين بفعل الانفتاح والثورة المعلوماتية.

التعقيب على الدراسات السابقة:

رغم التنوع الذي تحظى به المجتمعات العربية إلا أن هناك خطوطاً عريضة تلون هذه المجتمعات بلون واحد وإن اختلفت في بعض الملامح بسبب عوامل جغرافية وتاريخية، وقد استعانت هذه الدراسة بالدراسات العربية السابقة التي تتصل بموضوع الشباب والثقافة وذلك للأخذ بهذه السمات المشتركة بهدف الاستفادة من  التصوّر العام لواقع الشباب العربي في سياق الظروف و العوامل السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية التي تمر بها المجتمعات العربية، والتحديات التي تواجه الشباب في القطر العربي باعتبار أن لمجتمع السعودي جزء لا يتجزأ منها.

وقد اتفقت الدراسات العربية السابقة على أهمية العامل التكنولوجي في اعتباره حلقة وصل بين المجتمعات العالمية وتأثر الشباب بتكنولوجيات الاتصال إبان انغماسهم فيها، تعزز ذلك نتيجة دراسة (أبيض 1967) حيث أثبتت أن الشباب يسعون للحصول على مهن تختلف عن مهن آبائهم وهذا ما أفرز ثقافة فرعية لدى الشباب متباينة مع ثقافة الآباء. لكن هذا التباين لم يلغي من تقاطعهم مع بعضهم البعض وهو ما أكدته (دراسة مصطفي 1999). أما على مستوى الدراسات المحلية فقد تبين أن الاتجاه السائد بين الجامعيين من الجنسين هو التأثر بقيم العولمة وأن هناك اتجاه لدى أفراد العينة بأنها أصبحت تنتمي لثقافة عالمية وأنها تواجه نوع من الازدواجية بين ما تؤمن به وما يمكن أن تقوم به فعلياً (آل الشيخ 2007) ويتفق معها في ذلك (العرفج 2014) حيث يؤكد على وجود فروق ذات دلالة إحصائية لصالح القيم الغربية الحديثة مما يشير إلى وجود شكل من أشكال الازدواج القيمي. ويعزز ذلك نتائج (دراسة الشقير 2011) في أن الشباب حداثي في تعامله مع بعض القيم وتقليدي في بعضها وانتقالي في بعضها الآخر، ولعل الأمر يُعزى لتطور وسائل الاتصال التكنولوجي عبر العالم مما يخلق جسور للتواصل فيما بين المجتمعات بحسب (دراسة العتيبي 2014).

وتستند الدراسة الحالية على نتائج الدراسات السابقة أعلاه وتعتبرها كمنطلق لها من حيث وجود ازدواجية ثقافية وهروب افتراضي أدى لتكوين الثقافة الفرعية (الخلف 2012) التي نحن بصدد دراستها دراسة كيفية معمقة لدى الحالات المدروسة. إن الفرق الجوهري بين الدراسات السابقة والدراسة الحالية؛ هو سعينا لتقديم وصف كيفي للتحولات في الذهنية الأنثوية السعودية ودورها في تنميط سلوك الطالبات وفي تقديم تفسير للعالم من حولهم، باستخدام منهج دراسة الحالة بالاعتماد على ثلاثة أدوات الملاحظة والمقابلة وتحليل المضمون.

الإجراءات المنهجية للدراسة:

نوع الدراسة:

تعد هذه الدراسة اثنوغرافية لاعتمادها على تدوين النشاط الثقافي للمبحوثات ومعايشتهن. يتميز مجتمع الدراسة بكونه فتي ونشيط وعلى درجة لافته من الوعي بحكم وجوده في بيئة تعليمية تسمح بقدر من الحرية في المظهر والتفكير والتعبير، لذا فمساحات التعبير عن الذات في البيئة الجامعية أوسع. مما يسمح بتعدد الأنماط الثقافية داخل البيئة الجامعية. وهو ما دعى الباحثة إلى انتقاء الحالات مع الأخذ بعين الاعتبار التباين الثقافي، لأن الهدف في هذه الدراسة ليس التعميم بقدر ما هو سبر غور الحالات المدروسة وفهمها بشكل أعمق. وبحكم كون الباحثة تنتمي لمجتمع الدراسة، عمرياً وفكرياً فقد جعلها ذلك أكثر قرباً وفهماً وقبولاً عند المبحوثات، لا سيما وقد درست مرحلتي البكالوريوس والماجستير في نفس الجامعة مما أعطاها فرصة للانغماس داخل مجتمع البحث وهيأها لقراءة بعض الرموز وفهم دلالاتها الثقافية خصوصاً تلك التي تتعلق باللغة والمصطلحات الرائجة، كما ساعدها ذلك في الدخول في تفاصيل هي من صلب اهتمام الحالات المدروسة؛ كأسماء بعض الفرق الغنائية  والمطربين، وفيما يتعلق بالدراما وتوجهاتها، وبعض الشخصيات المعروفة في شبكات التواصل الاجتماعية، الأمر الذي يجعل هذه الدراسة تندرج ضمن الدراسات الاثنوغرافية.

وبحكم أن الدراسة تسعى للكشف عن طبيعة الذهنية الأنثوية السعودية، مرتكزة على منظومة الأفكار والقيم التي تحملها العينة في ذهنيتها الثقافية، لجأت الباحثة لاستخدام الأسلوب الكيفي في جمع وتدوين البيانات وذلك من خلال عدة أدوات سيأتي ذكرها بالتفصيل.

منهج الدراسة:

منهج هذه الدراسة هو منهج دراسة الحالة case study وتتفق أغلب التعريفات على أن منهج دراسة الحالة هو الذي يتجه إلى جمع البيانات العلمية المتعلقة بأية وحدة سواء أكانت فردا أو مؤسسة أو نظم اجتماعية أو مجتمعاً محلياً أو مجتمعاً عاماً وهو يقوم على أساس التعمق في دراسة مرحلة معينة من تاريخ الوحدة، أو دراسة جميع المراحل التي مرت بها (حسن، 1998: 240).

مجتمع الدراسة:

كافة الطالبات بجامعة الملك سعود المنتظمات في الدراسة الجامعية ويحملن الجنسية السعودية.

عينة الدراسة:

عينة قصدية، وهي تندرج ضمن العينات غير الاحتمالية وتؤخذ بناء على الحكم الشخصي للباحث على أنها هي العينة المستهدفة أو المهمة للدراسة، أو القدرة على إعطاء بيانات والمعلومات اللازمة للإجابة على تساؤلات الدراسة أو اختبار فرضياتها (القحطاني وآخرون، 2013: 273).

  • تنتمي الحالات المدروسة من ضمن مواليد السنة الميلادية 1992م وحتى 1997م.
  • فيما يتعلق بالوضع الاجتماعي ضمت الحالات المدروسة 15 طالبة جامعية عزباء ولم يسبق لها الزواج وهذا مؤشر يؤكد على أنَّ الزواج لم يعد من أولويات اهتمام الحالات المدروسة، لعدة أسباب، منها أن الأولوية كانت للدراسة وتحقيق الذات والاستقلال المادي بالإضافة للتصور السلبي عن الرجل السعودي في ذهنية الحالات المدروسة.
  • وجود المكافأة التي تستلمها الحالة المدروسة من الجامعة أعطى لها مزيداً من الاستقلالية وإن لم تكن بشكل كبير إلا أنها تظل عاملاً مؤثر اً في حرية التصرف به.

أولت الباحثة الاهتمام للتاريخ الصحي للمبحوثات لما للمرض العضوي أثر في تشكيل شخصية الإنسان ومزاجه سواء كان مرض عضوي أو نفسي أو نفسجسمي. ويشكل عامل مؤثر في مدى اندماجه أو انخراطه في المجتمع.

اعتمدت الباحثة على الملاحظة الأولية كإحدى الأدوات المستخدمة، فقد طبقتها في مجال الدراسة المكاني، في أماكن متعددة، وقد تم اختيار عدد من المبحوثات كنتيجة لهذه الملاحظة، بحيث ركزت على المظهر الخارجي واللغة المستخدمة والسلوك الممارس باعتبارها مؤشرات لوجود ثقافة فرعية.

أدوات جمع البيانات:

لجأت الباحثة إلى تُعدد مصادر الحصول على المعلومات؛ حيث استخدمت أكثر من أداة لكون بعض المبحوثات اعتبرن وسائل التواصل الاجتماعية وخاصة تويتر مساحة للتعبير و(الفضفضة) -على حد تعبيرهن – وهو ما دفع الباحثة لاستخدام تحليل المضمون (لبعض التغريدات) كأداة للدراسة.

أولاً: المقابلة interview:

وهي عبارة عن تفاعل بين شخصين في موقف مواجهة حيث يحاول أحدهما وهو القائم بالمقابلة أن يستثير بعض المعلومات أو التعبيرات لدى المبحوث، والتي تدور حول آرائه ومعتقداته (حسن، 1998: 331). وقد تم الاعتماد عليها بشكل أساسي كمصدر للبيانات، من خلال عدة أسئلة مفتوحة مُعدة مُسبقاً في استمارة إلا أنها كانت موجهة فقط لسير الحديث، وذلك بحسب طريقة المبحوثة في الإجابة وأسلوبها والموضوعات التي تطرقت لها. حيث ان بعض المبحوثات أسهبن في جوانب معينة تثير شغفهن، ولم يحدث ذلك مع مبحوثات أخريات. كما أبدت معظم المبحوثات موافقتهن على تسجيل المقابلة صوتياً، وبعضهن رفضن في البداية لكن وافقن حين علمن أن المعلومات سرية وأنها تجمع لغرض البحث العلمي فقط ولن يطلع عليها أحد باستثناء الباحثة- بطبيعة الحال-. أما اللاتي رفضن فاستعاضت الباحثة بالتدوين أثناء المقابلة بشكل نقاط، واستكمالها بعد نهاية المقابلة. ويمكن عزو هذه الموافقة على تمتع المبحوثات بمستوى عالٍ من الوعي بأهمية البحث العلمي وأسلوبه وطرائقه، لاسيما كونه مجتمع متعلم وواعٍ.

ثانياً: الملاحظة observation:

تم الاعتماد عليها لانتقاء المبحوثة- بناء على عدة مؤشرات-؛ سواء في المظهر الخارجي، كاللبس والشعر والإكسسوارات، حيث أصبحت ألوان الشعر الأخضر والأبيض والرمادي وغيرها رائجة لدى مجتمع الدراسة، كما لوحظ اهتمامهن بتركيب الأقراط الكثيرة على الأذن والأنف والبعض تحت الشفة أو فوق الحاجب، أو الظهور بمظهر رجولي (Tomboy  تومبوي) – كما سمته إحدى المبحوثات- أو (البوية)، بحيث ترتدي ملابس رجالية وتضع عطر رجالي وتبتعد عن وضع مساحيق التجميل نهائياً، وتتصرف بخشونة وفي بعض الحالات يبدو صوتها ضخماً مستعاراً. أو أن تكون حليقة الشعر تماماً لكنها لا تعكس مظهراً رجولياً بل تضع مساحيق تجميلية وتبرز ملامحها الأنثوية. وقد يكون هناك مؤشر لفظي أو سلوكي؛ فأثناء قيام الباحثة بالملاحظة في بهو الكلية؛ أطلقت إحداهن عبارة (مجتمع متخلّف) وهو ما دفعها لإدخالها ضمن عينة البحث وبعد إجراء المقابلة تبين أن لديها موقفاً سلبياً من العادات والتقاليد. أما السلوكي، فقد تجلى ذلك في رقص وغناء إحدى المبحوثات أثناء سيرها دون أن تلقي اهتماماً لمن حولها.

إلا أنه يجب التنويه أن هذه المؤشرات ولا سيما المظهر الخارجي لا يعكس بالضرورة وجود منظومة أفكار غير تقليدية لدى المبحوثة، فقد اتضح في النتائج، وسيتم توضيح ذلك بالتفصيل في فصل النتائج – أن المظهر الخارجي ليس معياراً ثابتاً ودليلاً قاطعاً لوجود ثقافة فرعية. وهو ما جعل الباحثة تسعى للقيام بمقابلات مع مبحوثات لم يعكسن مؤشراً مادياً وملموساً لوجود ثقافة فرعية للتأكد من ذلك.

ثالثاً: سيرة الحياة life history:

قامت الباحثة بسؤال المبحوثات عن سير حياتهن life history وتجاربهن التي شكلت شخصياتهن، وشمل ذلك الحالة الاجتماعية، الاقتصادية، وجود الوالدين ووضعهم الزواجي ومستوى تعليمهم، مقر الإقامة والتنقلات، تاريخ الطفولة ونظرة الآخرين للمبحوثة بالإضافة للتاريخ الصحي لها. وقد ساعد سرد السيرة على كسر الحواجز بين الباحثة والمبحوثة بالإضافة لفهم الحالة بشكل أعمق.

رابعاً: تحليل المضمون content analysis:

يعتمد على تحليل وتفسير مختلف أنواع الاتصال المبثوث عبر أشكال مختلفة من الخطاب، مهما كانت مظاهره: لغة مكتوبة أو لغة منطوقة، أو صور مرسومة. ومهما كان نوع المادة الإعلامية: كتب، مجلات، صحف يومية، وثائق رسمية، مذكرات شخصية، رسائل متبادلة، برامج إذاعية وتلفزيونية، مقابلات، استبيانات، ملصقات حائطية. فكل هذه المواد يمكن إخضاعها للتحليل، قصد تحديد الرسالة التي تحملها وتسعى إلى تبليغها (أوزي، 2008: 5). وذلك من خلال تحليل مضمون تغريدات المبحوثات التي يطلقنها على حساباتهن في موقع تويتر، واكتفت الباحثة بتحليل التغريدات التي قامت المبحوثة بتغريدها من بداية يناير 2016م وحتى نوفمبر من نفس السنة. بحيث يعتبر ديسمبر 2016م الشهر الذي قامت فيه الباحثة بإجراء تحليل المضمون. وقد خضعت 6 حسابات من أصل 15 حالة لتحليل المضمون، باعتبار أن البعض لا يمتلكن حساب على تويتر أو أن حساباتهن غير نشطة. وقد صممت الباحثة استمارة لتحليل المضمون، بحيث يتجه التحليل نحو موضوع التغريدة كوحدة للتحليل ووضعها في فئات لتخضع للتجريد والترميز ثم التحليل.

أسلوب تحليل البيانات:

بعد إجراء المقابلات أصبح لدى الباحثة عدد كبير من البيانات النوعية ذات موضوعات متعددة ومتباينة قامت بتسجيل بعضها صوتياً بعد أخذ إذن المبحوثات بذلك واللاتي رفضن التسجيل الصوتي تم تدوين مقابلتهن كتابةً وبعد الانتهاء من المقابلة مباشرة رجعت الباحثة للملاحظات التي دونتها أثناء المقابلة والإسهاب في تفاصيلها، بعد ذلك تم تفريغ البيانات المسجلة صوتياً كتابياً وبذلك تصبح المقابلات متوفرة صوتياً وكتابياً مما يسهل الرجوع لها عند الحاجة لبعض البيانات، تلا ذلك قيام الباحثة بفرزها وتبويبها يدوياً عبر جداول. وقد تم تصنيفها كالتالي؛ احتوى العامود الأول على السؤال الأول يليه إجابات المبحوثات عليه والعامود الثاني على السؤال الثاني مع إجابات المبحوثات، وهكذا مع جميع الأسئلة المطروحة أثناء المقابلة. ثم جمعت المواضيع الفرعية تحت ثيمات ترتبط بها. وانتقلت لمرحلة التبويب من خلال وضع الإجابات في ثيمات محددة. بعدها انتقلت لمرحلة التحليل النوعي. ولكي لاتفقد كل مبحوثة هويتها في السرد بسبب إدراجها في الموضوع فقد خصصت الباحثة فصلاً لكل سيرة حياة. ولاحتواء الدراسة على بعض البيانات الكمية تم استخدام برنامج  SPSSللتحليل الإحصائي بشكل مساند كأسلوب مناسب لعرض بعض البيانات الكمية والبيانات الأولية. وبحكم أن الدراسة لا تهدف عموما للتعميم- كما ورد سابقا- فإن التحليل كان يهدف كذلك إلى إبراز التنوع لدى المبحوثات (عدة أصوات) وفهم أعمق للذهنية الأنثوية السعودية ومن ثم عرض ذلك التنوع ضمن السياق التحليلي.

صدق الأداة:

من الصعوبات التي تواجه الأبحاث النوعية هي صعوبة قياس صدق الأداة وثباتها، لأن الباحث يعتمد بالدرجة الأولى على الوصف (خصوصاً في الأبحاث الإثنوغرافية)، بالإضافة لأنه يدرس الفعل الاجتماعي في سياقه الثقافي فمن الصعب إعادة إخضاع الحالة لنفس الظروف تماماً.

إلا أنه لا يلغي من التزام الباحث الكيفي بمنهجية واضحة وصارمة، لذلك تم الاحتكام لأكثر من أداة لضمان الإفلات من قبضة ذاتية الباحث. بالإضافة إلى أن الدراسة هدفت إلى سبر غور الحالات مما حتم استخدام أكثر من أداة للوصول للإجابة من مصادر مختلفة. وقد حرصت الباحثة على تحقيق أكبر قدر من الموضوعية والبعد عن التحيز الشخصي والذاتية، ذلك من خلال تعدد أدوات جمع البيانات Triangulation. كما أن بعض المبحوثات اعتبرن وسائل التواصل الاجتماعية وخاصة تويتر مساحة للتعبير و(الفضفضة) -على حد تعبيرهن – وهو ما دفع الباحثة لاستخدام تحليل المضمون (لبعض التغريدات) كأداة للدراسة.

عرض ومناقشة النتائج:

يتناول هذا الجزء عدة محاور بافتراض أنها بعض الثيمات الأساسية للدراسة وفي نفس الوقت السمات المكونة للذهنية الأنثوية السعودية؛ ويمكن تلخيصها في موقفهن من العادات والتقاليد، الطقوس والممارسات اليومية، منظومة القيم والأفكار التي يؤمنَّ بها، طرق تعبيرهن عن ذواتهن، ونمط العلاقة التي تربطهن بمجتمعهن الكلي، بالإضافة للبيانات الأولية عنهن.

 

  • أوضحت النتائج أن هناك أمراض عضوية ونفسية تعاني منها الحالات المدروسة تم التشافي من بعضها إلا أن الأثر الذي يتركه المرض العضوي على شخصية المبحوثة يمكن ملاحظته، حيث يصبغ النفس بصبغة روحانية تجعلها أكثر تديناً من هنا نخلص إلى أن التوافق الاجتماعي، العزلة، التدين. هي سمات اجتماعية/ثقافية أفرزها المرض عند الحالات المدروسة.

 

  • غالبية الحالات المدروسة اتخذن موقفاً وسطياً حيث أبدين تمسكهن ببعض العادات والتقاليد الإيجابية كاحترام المرأة وتقديمها قبل الرجل في الأماكن العامة، صلة الرحم والاجتماعات العائلية الدورية. واتفقن على كونها غير إلزامية وتعتمد على حرية الفرد في العمل بها. لكن هذا لا يتوافق مع الثقافة العامة التي يؤمن بها جيل الآباء، حيث اتضح أن الرأي يبقى مجرد رأي، ذلك أن العادات والتقاليد مازالت تتمتع ببعض السيطرة على حياة المبحوثات وتؤثر على قراراتهن ومسار حياتهن كاختيار التخصص والزواج وغيره.
  • ترى الحالات المدروسة أن الدين هو المعيار المُفترض للحكم على الأشياء، وبشكلٍ عام نبذت تقديس العادات والتقاليد حد التزمت والخلط بين ما هو من العادات وما هو من الدين. وتبين أن المبحوثات على درجة من الوعي للتفريق بين ما هو محرم شرعاً وما هو محرم اجتماعياً.
  • وصفت الحالات المدروسة العادات والتقاليد بعدة أوصاف جرت على ألسنتهن ككونها قيد وطوق ورادع كبير فُرض عليهن وقلل من سقف أحلامهن.
  • أكدت الحالات المدروسة على الدور المهم الذي تؤديه العادات والتقاليد في حياتهن وفاعليتها سواءً سلباً أو إيجابا. وتعتقد البعض منهن أنها تستهدف المرأة بشكل أكثر من الرجل.
  • أن الدلالات الثقافية للحجاب نفسه – لدى الحالات المدروسة- تغيرت فلم يعد يرمز للعفة فقط بل قد يرمز للعفة والأناقة في آن معاً، حيث تغيرت الألوان ولم تعد مقتصرة على اللون الأسود فقط ومؤخراً أصبح الحجاب وسيلة للتعبير عن الاحتجاج والتمرد الاجتماعي.
  • المظهر الخارجي للطالبات الجامعيات يتصف بالعصرية والجرأة، ومتزامن تماماً مع الموضة العالمية. العودة للطابع الكلاسيكي، الشعر ذو الألوان الغير اعتيادية كالأخضر والأبيض والوردي وغيره. وهذا يعود للانفتاح الثقافي
  • ما زالت سطوة الثقافة التقليدية حاضرة عند الحالات المدروسة بالإضافة للمرجعية الدينية كمؤثرات دافعة لتبني سلوك ما أو نبذه.
  • تعتبر الجامعة فضاء اجتماعي كبير تتوفر فيه شبكة من العلاقات وسقف حرية أعلى نسبياً
  • وفيما يتعلق بالمعنى الذي تصنعه الموسيقى لدى الحالات المدروسة والإحساس الذي تتركه فيهن فيمكن سرد الإجابات تراتبياً لثلاثة أصناف:

الصنف الأول: لم تترك الموسيقى أثرا قوياً بل يستمعن إليها لمجرد تمضية الوقت أو لحجب الأصوات في الأماكن العامة أو لاستجلاب النشاط.

الصنف الثاني: يشعرن بالفرح والمتعة ويستمعن لها من باب التسلية والترويح عن النفس.

 الصنف الثالث: ترى المبحوثات أن الموسيقى تهبهن مساحة خاصة وجو خاص يبتعدن به عن الضغوط المحيطة بهن وينشغلن بها، كما يعتبرنها مساحة وملاذ وفرصة للانتقال لعالم آخر وبتعبير إحداهن: ” عالم ثاني “.

 

11-  يمكن تصنيف العلاقات على نمطين؛ علاقات واقعية وعلاقات افتراضية وهي التي تتكون وتنمو داخل شبكات التواصل الاجتماعية. حيث تقيم بعض الحالات المدروسة علاقات افتراضية مع الجنس الآخر وتدور الحوارات التي تحدث فيما بينهم حول الروتين اليومي (سواليف) والاهتمامات المشتركة ومجالات تخصصهم. في حين أنه لا تشكل العلاقات مع الجنس الآخر أهمية لهن في الحياة الواقعية.

12-وجود صورة ضبابية لدى الحالات المدروسة عن الجنس الآخر.

13- النظرة للحب مُغلفة بالكثير من الخوف والتشكك وعدم الثقة، خاصة فيما يتعلق بالجنس الآخر. وثمة عوامل مشتركة أسهمت في تشكيل التصور عن الحب والرجل معاً. إن الحالات المدروسة يدركن جيداً نظرة المجتمع للحب، وقد جرى وصفهِ بـ “الشيء الصعب” عند أكثر من حالة. لعدم سهولة حدوثه ولكونه لا يملك مقومات الاستمرار. ولعله يتحلى بالكثير من الغموض والتستر

14- الواقع الذي تعيشه الحالات المدروسة يؤثّر بشكل كبير في خلق قلقهن من المستقبل خصوصاً فيما يتعلق بالارتباط والزواج، وانفتاحهن على ثقافات أخرى مختلفة تماماً جعل هناك هوة بين الواقع والمأمول، حيث أن الدور الذي كان يقوم به الرجل ما عاد مطلوباً في نظرهن. بل أصبحن يتطلعن لأدوار أخرى كالدعم لتحقيق الذات في الوقت الذي تتمتع فيه الفتاة بطموحات وأحلام تسعى لإنجازها.

مناقشة النتائج:

أوضحت النتائج أن للحالات المدروسة وجهات نظر في بعض القضايا تتباين مع وجهة النظر التقليدية، فيما يتعلق بالنظرة للذات وتغير الأولويات والرغبة بالإنجاز وأنماط العلاقات وحتى المظهر الخارجي؛ وينجذبن كثيراً لمتابعة خطوط الموضة العالمية وتحديداً الآسيوية كالشعر الملون بالألوان الصارخة كالأخضر والأبيض والوردي وغيرها، وطريقة تسريح الشعر. وهذا يتفق مع ما جاءت به نظرية الانتشار الثقافي وانتقال الأنماط الثقافية على مستوى أفقي ويتطابق مع دراسة آل الشيخ (2007) حول وجود اتجاه سائد بين طلاب وطالبات الجامعة هو التأثر بقيم العولمة.

ويمتد هذا التأثر- أيضاً- في الطموح والتطلعات. حيث توصلت دراستنا الحالية إلى أن الحالات المدروسة يحملن في أذهانهن بعض الأدوار التي يرغبن بتأديتها مستقبلاً لكنها ما تزل غير معترف بها داخل الثقافة التقليدية سواء كدورها كفتاة عزباء أو تصورها عن دورها وهي زوجة، بل بعض طموحهن يتجاوز الحدود الجغرافية حيث لم يعدن يكتفين بما هو موجود ومتاح فقط بل يتطلعن لصناعة الغير موجود. إلا أن هذا التباين لم يخلق ردة فعل حادة أو صراع عنيف، بل على العكس؛ حيث تتمتع الحالات بوعي كاف بطبيعة مجتمعهن واعترفن بالتحديات الثقافية اللاتي تواجههن ورغم استيائهن يسعين لإحداث التغيير والتكيف بل وافتعال التكيف الذي يزيح من على كاهلهن فكرة الصراع من أجل الفكرة التي لا تتوافق مع الثقافة التقليدية. حيث تلجأ الفتاة لعدم التعمق في الحاجة أو التفكير بها كثيراً لأنها تعرف سلفاً أنها قد تعرضها لخوض صراع مع مجتمعها وقد تخسر ما تتحلى به من قبول اجتماعي.

الخلاصة:

لم تفقد العادات والتقاليد سيطرتها تماما على ذهنية الإناث بل تراجعت قليلاً وخفَت بريقها في نظرهن، أي أنه حتى وإن لم يكنَّ يتفقن معها فهي مازالت تُحكم قبضتها عليهن. فقد عبرت بعض المبحوثات عن عدم تأييدها للزواج التقليدي ويفضلن الزواج بعد فترة من التعارف والحب وصرحن أنهن فعلياً لا يستطعن ذلك خوفاً من أن يتعرضن للاضطهاد أو فقدان القبول الاجتماعي لذلك تظل تحت حكم المسموح به فقط. وتعد هذه قضية شائكة حول ما إذا كان خروج الفتاة عن دائرة المسموح يعد تصرف انحراف أم لا؟، باعتبار أنه “خروج عن طاعة الولي” وهو مصطلح واسع وفضفاض يتم إدراجه لوصف عدد من قضايا الخروج عن العُرف والتقاليد. وهذا يتفق مع ما ذكره ميرتون في نظرية الثقافة الفرعية حيث إن هناك نوعين من الانحراف؛ المعيب وغير المعيب ويعد الأول جريمة والثاني خرقاً للتقاليد فقط ولا يتم تجريم السلوك. وترى الحالات المدروسة أن الدين هو المعيار الثابت للحكم على الأشياء من حولهن وأنه هو المرجعية الأساسية لضبط السلوك وتقنينه وليس العادات والتقاليد.

التوصيات:

من خلال النتائج التي توصلت لها الدراسة توصي الباحثة بالآتي:

  • فيما يتعلق بالوالدين يجب أن يدركوا أن الفجوة العمرية بينهم وبين أبنائهم تجعل هناك اختلافات على عدة مستويات في التفكير والمظهر  والدوافع والأهداف وهذا طبيعي جداً، حتى أنه جاء في الأثر  “ربوا أبناءكم على غير أخلاقكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم” فالأجدر  هو أن يستمعوا لهم ويرشدوهم دون فرض وإجبار.
  • فيما يتعلق بالعاملين في المؤسسات الخدماتية في جميع المجالات؛ سواء الخدمات التعليمية، الاجتماعية فإنه يلزمهم الاحتواء وخلق فرص للحوار والنقاش وطرح وجهات النظر حول الصراعات القيمية حتى يتم تأصيل المعتقدات وفق المطلوب.
  • فيما يتعلق بالعاملين في مجال الإعلام، توصي الدراسة بإعادة صياغة الخطاب الموجه للأنثى السعودية وإخراجها من الصورة النمطية الإنهزامية والمحصورة في مجالات معينة من الحياة بما يتواكب والرؤية الجديدة للملكة العربية السعودية.
  • فيما يتعلق بالمؤثرين في شبكات التواصل الاجتماعية باعتبار أنهم يمتلكون أداة للوصول للوعي الجمعي فيقع على عاتقهم تصحيح المفاهيم المغلوطة وإعادة إحياء القيم الإيجابية عن المرأة من خلال طرحها على العامة.

قائمة المراجع:

  1. أبو شعيرة، خالد. وغباري، ثائر (2008): الثقافة وعناصرها. مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع. الأردن.
  2. الأمين، عدنان(2005): التنشئة الاجتماعية وتكوين الطباع. المركز الثقافي العربي. المغرب.
  3. أوزي، أحمد(2008): منهجية البحث وتحليل المضمون. مطبعة النجاح الجديدة. الدار البيضاء.
  4. برنامج الأمم المتحدة (2014): إستراتيجية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للمساواة بين الجنسين. نيويورك.
  5. البشر، بدرية (2008): وقع العولمة في مجتمعات الخليج العربي دبي والرياض أنموذجان. مركز دراسات الوحدة العربية. بيروت.
  6. البشر، بدرية(2013) نجد قبل النفط دراسة سوسيولوجية تحليلية للحكايات الشعبية. جداول للنشر والتوزيع. لبنان.
  7. بن السعدي، إسماعيل (2002 ديسمبر): الثقافة والثقافة الفرعية تحليل في المحتوى والخصائص النموذجية. مجلة العلوم الإنسانية. العدد 18. صفحة 79 -86.
  8. بيومي، محمد (1983): الانثروبولوجيا الثقافية. الدار الجامعية. لبنان.
  9. حجازي، عزت (1985): الشباب العربي ومشكلاته. سلسلة عالم المعرفة. الكويت.
  10. الحربي، مروان، صعدي، إبراهيم(2013): التغير القيمي لدى العائدين من الابتعاث الخارجي في ضوء بعض المتغيرات النفسية والديموغرافية. كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز للقيم الأخلاقية. جامعة الملك عبد العزيز. جدة.
  11. حسن، عبد الباسط (1998): أصول البحث الاجتماعي. مكتبة وهبة. مصر.
  12. الخطيب، سلوى (2002): نظرة في علم الاجتماع المعاصر. مكتبة الشقري. الرياض.
  13. الخطيب، سلوى (2008): مقدمة في علم الأنثروبولوجيا. المصرية لخدمات الطباعة. الرياض
  14. الخطيب، سلوى، (2010): التغيرات الاجتماعية وأثرها على الأسرة. كرسي الأميرة صيته، الكتاب السنوي.
  15. داوكينز، ريتشارد (2009): الجينة الأنانية. (ترجمة تانيا ناجيا): دار الساقي. لبنان
  16. ديبور، جي (1979): مجتمع الاستعراض مع تعليقات عليه وتصدير الطبعة الإيطالية. دار سرقيات للنشر والتوزيع. القاهرة.
  17. الذوادي، محمود(2010): المقدمة في علم الاجتماع الثقافي برؤية عربية إسلامية.مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر. لبنان.
  18. الرويتع، عبد الله(2004): تباين العلاقة الإرشادية بين الثقافة الجمعية والفردية. المؤتمر السنوي الحادي عشر. جامعة عين شمس. مصر.
  19. الرويتع، عبد الله(2014): في الشخصية السعودية العوامل والمحددات. دار جامعة الملك سعود. الرياض.
  20. شتا، السيد علي (1984): التنظيم الاجتماعي وظاهرة الاغتراب. دار الإصلاح للطباعة والنشر. الدمام.
  21. الصغير، صالح. شباب المملكة العربية السعودية ومشكلاته الواقع والدوافع. علم الاجتماع، كلية الآداب، جامعة الملك سعود. الرياض.
  22. عبود، منى (2008): الميمياء نظرية تطورية في تفسير الثقافة. بيسان للنشر والتوزيع. لبنان
  23. عرابي، محمود (2006): تأثير العولمة على ثقافة الشباب. الدار الثقافية. مصر.
  24. علي، محمد (1985): الشباب العربي. دار النهضة العربية. لبنان.
  25. العمر، معن خليل (2008): علم المشكلات الاجتماعية. دار الشروق. عمان.
  26. الغذامي، عبد الله (2015): ما بعد الصحوة تحولات الخطاب من التفرد إلى التعدد. المركز الثقافي العربي. الدار البيضاء.
  27. الغريب، عبد العزيز(2010): التغير الاجتماعي والثقافي مع نماذج تطبيقية من المجتمع السعودي. الرياض.
  28. غوزيليميان، آرا (2005): نظائر ومفارقات استكشافات في الموسيقى والمجتمع. دار الآداب. لبنان.
  29. غيث، عاطف (2006): قاموس علم الاجتماع. دار المعرفة الجامعية. مصر.
  30. القحطاني، سالم وآخرون (2013): منهج البحث في العلوم السلوكية. السعودية.
  31. القحطاني، نورة. (2007): صورة الرجل السعودي في الرواية النسائية السعودية. لغة عربية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الملك عبد العزيز. جدة.
  32. لطفي، طلعت (2009): النظريات الاجتماعية المعاصرة. دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع. مصر.
  33. لورونار، أميلي (2013):النساء والفضاءات العامة في المملكة العربية السعودية. الشبكة العربية للأبحاث والنشر. بيروت.
  34. محروس، محمد (2004): الجماعات الدينية والثقافات الفرعية. المكتبة المصرية. مصر.
  35. المصراتي، عبد الله، الظاهرة الإجرامية الماهية والتفسير بمنظور اجتماعي معاصر. علم الاجتماع. كلية الآداب. جامعة قاريونس. ليبيا.
  36. هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (2015): إحصائيات قضايا الابتزاز. مقدمة إلى المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الجرائم المعلوماتية. الرياض.
  37. الهيئة العامة للإحصاء (2016): الإحصاءات السكانية والحيوية. المملكة العربية السعودية. وزارة الاقتصاد والتخطيط.
  38. الهيئة العامة للإحصاء (2016): المسح الديموغرافي. المملكة العربية السعودية. وزارة الاقتصاد والتخطيط.

 

ABSTRACT: The study aims to shed light on some shifts in Saudi female mentality with regard to some of the cultural and social values, as well as the factors that led to form such a mentality which led to these transformations. The study employed a qualitative approach. The study consisted of 15 cases of the female population in the age group 18 to 25 years, selected through Scientific observation and data collected were based on in-depth semi-directed interview. The results showed that there is a high degree of awareness of the cases studied are aware of what is religiously forbidden and what is forbidden socially. Most owns updated views and perceptions, but they avoid expressed fear of the power of perception and classification and greed in achieving social acceptance is what pushed them to resort to express under Pseudonyms, but the establishment of personal accounts to defend their convictions which do not find acceptance in its surroundings. And hope for the future of the autonomy and material gain pictures who exceeded by some — the geographical borders.

Keywords: culture, mentality, female students, King Saud University

 

لتحميل البحث كامل المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث