مجلة العلوم التربوية و النفسية

أثر استخدام نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التواصل والتخيّل لدى طالبات الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن

أثر استخدام نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التواصل والتخيّل لدى طالبات الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن

دانيه علي محمود الطوس                                     عودة عبد الجواد أبو سنينة

كلية العلوم التربوية والنفسية || جامعة عمان العربية || عمان || الأردن

الملخص: هدفت هذه الدراسة إلى قياس أثر استخدام نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التواصل والتخيّل لدى طلبة الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن.

وقد تم استخدام المنهج شبه التجريبي للمجموعتين المتكافئتين باختبارين قبلي وبعدي، وقد تم تطوير أداتين الأولى اختبار لقياس تنمية مهارات التواصل والثانية اختبار لقياس تنمية مهارات التخيل. تم تطبيقها على عينة الدراسة؛ التي تكونت من شعبتين تم اختيارهما بطريقة عشوائية من طالبات الصف الرابع الأساسي في مدرسة عاتكة بنت عبد المطلب في العام الدراسي 2018/2017م، وقد بلغ عدد الطالبات في الشعبة (أ) المشمولة بالدراسة (45) طالبة مجموعة تجريبية والشعبة (ب) و بلغ عدد الطالبات فيها (45) مجموعة ضابطة.

وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، أهمها وجود فرق ذي دلالة إحصائية بين المتوسطين الحسابيين لعلامات الطالبات في المجموعتين (التجريبية والضابطة) على اختبار تنمية مهارات التواصل حيث حصلت التجريبية على متوسط عام 21.91))؛ فيما حصلت الضابطة على متوسط عام (14.02) ولصالح المجموعة التجريبية. ووجود فرق ذي دلالة إحصائية بين المتوسطين الحسابين لعلامات الطالبات في المجموعتين (التجريبية والضابطة) على اختبار تنمية مهارات التخيل حيث حصلت التجريبية على متوسط عام (21.78)، فيما حصلت الضابطة على متوسط عام 21.53)) ولصالح المجموعة التجريبية. وعلى ضوء هذه النتائج تم صياغة عدة توصيات أهمها إجراء حلقات تدريبية من قبل المشرفين التربويين لزيادة الاهتمام بنماذج التدريس, التي تسهم في التأثير الإيجابي في جعل الطالبات محور العملية التعليمية من خلال مشاركتهن الفاعلة في المناقشة والاستفسار واقتراح الحلول والعمل على استخدام نموذج الصف المفتوح في تدريس التربية الاجتماعية والوطنية والمناهج الاخرى.

الكلمات المفتاحية: نموذج التدريس. الصف المفتوح. التواصل. التخيل. التربية الاجتماعية والوطنية.

المقدمة:

تعد التربية وسيلة المجتمع التي تعمل على تحقيق تقدمه الحضاري والثقافي؛ في شتى مجالات الحياة، حيث تعمل على تحقيق أهـداف المجتمـع وفقـاً لخـصائص العـصر ومتطلباته، وهي عملية مستمرة لا تتوقف إلا بتوقف الحياة، وقد ازداد الاهتمام بها في العصر الحاضر بالإضافة إلى أنها لم تهمل الجانب الاجتماعي، كما تعاونت التربية مع علم النفس وعلم الاجتماع لكي يتطبع الإنسان بطباع المجتمع الذي يعيش فيه.

والمنهاج التربوي يقوم بدور أساسي في بناء الإنسان وتنميته، وبما أن  الإنسأنهو هدف التنمية ووسـيلتها أصبح لزامًا على المنهاج التربوي أن  يسعى إلى تسليحه بالكفايات والمهارات التـي تمكنه من بناء مجتمعه وتطويره. (العبيدات، 2010)

ويتطلب العالم الذي نعيش فيه- ويتميز بالثورة التكنولوجية والنهضة الشاملة في جميع مجالات الحياة- وإعداد أفراد قادرين على مواكبة التحديات والكم الهائل من المعارف والمهارات والانفتاح الثقافي والحـضاري العالمي، وهذه التحديات جميعها ستتطلب منا تطوير مهارات التفكير العليا ومهارات التخيّل والتواصل بالرغم من أن  مدارسنا لا زالت تعتمد الطريقة التقليدية (الاعتيادية) القائمة على التلقين والتي تجعل المعلم هو المرسل والطالب هو المستقبل.

ويتناول مفهوم التربية الاجتماعية جميع الخبرات والفعاليات التربوية التي تسهم في خلق التعلم الاجتماعي، وتحسين العلاقات الإنسانية بين الإنسان واخيه الإنسان، وبين الإنسان ومجتمعه، كما تساعد على عملية التطبيع الاجتماعي، من أجل إيجاد قيم موجبة ومثل واتجاهات وعادات مرغوب فيها، بصور سلوكية يمكن ملاحظتها، وبذلك تعتبر التربية الاجتماعية عملية تلاحظ في جميع المواقف التي يتفاعل فيها الطفل مع البيئة المحيطة به. (السكران، 2000)

ولا يغيب عن بال المعنيين بالعملية التربوية، أن  العامل الذي حدد استخدام نموذج محدد دون غيره; هو الموقف التعليمي وخصائص المتعلمين واحتياجاتهم، وطبيعة المحتوى التعلمية الذي يراد تحقيقه لدى الناشئة والمتعلمين، ويضيف أن  التصميم المناسب لبيئة التعلم وفق نموذج التعلم غير المباشر هو تصميم الصفوف المفتوحة، كما جاء في مدرسة (Summer Hill)، ويتم عقد اتفاقات بين المعلم والطلاب لتحديد المهام التعليمية التي يرغبون في تعلمها أو التعامل معها. (قطامي، 2011)

لذا دعونا نغير ونجدد في طرق تدريسنا ونعرف الطلاب بما تحمله الأرض لهم من كنز كبير لا نهاية له، وأن ننتقل من الصف المغلق إلى الصف المفتوح على الطبيعة الخضراء الساحرة.

مشكلة الدراسة:

تكمن مشكلة الدراسة في أن  هناك أسباباّ تستدعي الاهتمام بنماذج التدريس وتطويرها لحاجات التلاميذ التربوية والذهنية، فبدل أن  يكون الصف هو المكان الوحيد الذي يتلقى به الطالب المعلومة تصبح أماكن متعددة؛ تسهل هذه العملية بطريقة مرنة ومشوقة وتسهم في صقل المعرفة وتنميتها، ولذلك فإن الغرض من هذه الدراسة هو الوقوف على أثر استخدام نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التواصل والتخيّل لدى طلبة الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن.

أسئلة الدراسة:

تسعى الدراسة للإجابة عن السؤالين الآتيين:

  1. ما أثر استخدام نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التواصل لدى طالبات الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن مقارنة بالطريقة الاعتيادية؟
  2. ما أثر استخدام نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التخيل لدى طالبات الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن مقارنة بالطريقة الاعتيادية؟

فرضيات الدراسة:

  • لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (05= α) بين علامات المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في استخدام نموذج الصف المفتوح على اختبار تنمية مهارات التواصل لدى طلبة الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن.
  • لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (05= α) بين علامات المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في استخدام نموذج الصف المفتوح على اختبار تنمية مهارات التخيّل لدى طلبة الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن.

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة إلى:

قياس أثر وبيان مدى وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (0.05= α) نتيجة استخدام نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التواصل والتخيّل لدى طالبات الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن مقارنة بالطريقة الاعتيادية.

أهمية الدراسة:

الأهمية النظرية:

تتمثل الأهمية النظرية من خلال ما ستقدمه الدراسة الحالية من أطر نظرية هامة تتعلق بأثر استخدام نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التواصل والتخيّل لدى طلبة الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن.

الأهمية العملية:

تظهر الأهمية العملية للدراسة الحالية من خلال الفوائد التطبيقية في الميدان التربوي والمدرسي وما ستوفره من أدوات لقياس أثر استخدام الصف المفتوح في تنمية مهارات التواصل والتخيّل لدى طلبة الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن. حيث يتوقع أن  تفيد كلاً من:

  • الطلبة: بزيادة مهاراتهم في التواصل والتخيل والتعلم الحديث وفقاً لنموذج الصف المفتوح، بما يزيد من مهاراتهم وقدراتهم في مختلف مجالات الحياة.
  • المعلمين: بفتح آفاق جديدة لهم للتعامل مع طلبتهم وتوصيل المادة العلمية بسهولة، وبما يحقق الأهداف المنشودة من العملية التربوية.
  • قد تزود أصحاب القرار في وزارة التربية والتعليم بمعلومات عن أمر ضروري لنوعية التعليم والرعاية المقدمة التي تسمح للطالب بالإبداع واللعب والتخيل بشكل فردي أو جمعي وهذا سيطور علاقته مع البيئة كونها مساحة للتفكير والاسترخاء والخروج من نظام الصف المغلق.

حدود الدراسة:

تمثلت حدود الدراسة فيما يلي:

  • الحدود الموضوعية: أثر استخدام نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التواصل والتخيّل لطالبات الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية بالأردن.
  • الحدود المكانية: اقتصرت هذه الدراسة على مدرسة عاتكة بنت عبد المطلب/لواء الرصيفة.
  • الحدود الزمنية: تم تطبيق هذه الدراسة في الفصل الأول من العام الدراسي (2017/ 2018).
  • الحدود البشرية: اقتصرت هذه الدراسة على طلبة الصف الرابع الأساسي في مدرسة عاتكة بنت عبد المطلب/لواء الرصيفة.

مصطلحات الدراسة:

نموذج التدريس:

وعرف على أنه: الاستراتيجيات التي يوظفها المعلم في الموقف، بهدف تحقيق نواتج تعلمية لدى الطلاب، مستندا فيها إلى افتراضات يقوم عليها النموذج، ويتحدد فيه دور المعلم والطلاب وأسلوب التقويم المناسب. (قطامي، 2011)

ويعرف إجرائيا بأنه مجموعة من الأنماط والسلوكيات والخطط البسيطة التي تستخدم في تصميم المناهج ويحتوي على مبادئ أو أسس ينبغي أن  يقوم بها المعلم.

الصف المفتوح:

وعرف على أنه: “التنظيم المرن للغرفة والتجهيزات المدرسية بصيغ متغيرة فردية ومستقلة وجماعية ومجموعات صغيرة، تستجيب مباشرة لرغبات أفراد التلاميذ وحاجات تعلمهم المرحلي”. (المراغي، 1994 : 208)

ويعرف إجرائيا بأنه برنامج يهتم بربط الطالب بالبيئة التي يتفاعل معها من خلال الممارسات العملية بطريقة مرنة ومساحات واسعة لتحقيق التعلم بأفضل طريقة، ويتم إعداده وفق حاجات الطالب ومطالب نموه.

 التواصل:

عرف على أنه: العملية التي يتفاعل فيها طرفا عملية التواصل؛ المرسل والمستقبل عن طريق المشاركة الإيجابية بالسلوك اللفظي وغير اللفظي في نطاق رسائل معينة (أهداف, محتوى) بطريقة مباشرة وغير مباشرة باستخدام وسائط مادية كالتلفاز أو الهاتف بهدف إحداث تأثير معين. (صواوين, 2004)

ويعرف إجرائيا بأنه: العلامة التي يحصل عليها الطالب عند تطبيق اختبار تنمية مهارات التواصل. التخيل:

وعرف على أنه: “القدرة الذهنية على تشكيل صور ذهنية للأصوات والمناظر والأذواق والروائح والحركات التي ليس لها مثير حسي مباشر”. (الدبوس، 2002: 408)

ويعرف على أنه: القدرة على ابداع الصور الذهنية عن أشياء غير مماثلة أمام الحواس أو لم تشاهد من قبل في عالم الحقيقة. (السيوف، 2009)

ويعرف إجرائيا بأنه العلامة التي يحصل عليها الطالب عند تطبيق اختبار تنمية مهارات التخيل.

التربية الاجتماعية والوطنية:

وتعرف على أنها: المناهج المقررة على طلبة رياض الأطفال ومدارس الصفوف الثلاثة الأولى، وتعتبر هذه المادة القاعدة الأساسية الأولى للدراسات الاجتماعية، وهذه تكسب المتعلمين الخبرات والقيم والمهارات الاجتماعية والوطنية، من أجل إيجاد المواطن الصالح والقادر على التفاعل مع البيئتين الاجتماعية والطبيعية وبعقلانية. (أبو سنينة، 2011)

وتعرف إجرائيا بأنها جزء من الدراسات الاجتماعية الذي يدرس من الصف الأول إلى الصف الرابع وتهدف إلى التطبيع الاجتماعي عند الطلبة.

2- الإطار النظري والدراسات السابقة ذات الصلة:

أولاً/ الإطار النظري:

مفهوم نموذج الصف المفتوح:

يبنى هذا المفهوم على التعلم التجريبي و فلسفات والنظريات والتطبيقات ويمكن ببساطة تعريفه على أنه تعليم من خلال التجربة, ومن الصعب الوصول إلى تعريف موحد ومشترك وذلك بسبب اختلاف الثقافات والمجتمعات والظروف الاقتصادية والاجتماعية لكل مجتمع, ولكن المفهوم مرتبط بالتعلم بالمغامرة والترفيه والتعليم في الغابات والصحراء وكل البيئات الطبيعية المجاورة, والسمة المميزة لهذا المفهوم أنه يركز على كل أن واع التعلم خارج غرفة الصف المغلق.
وهذا النوع من التعليم يختلف عن التعليم التقليدي المغلق الذي يتكون من غرفة وفيها معلمين وطلاب وكتب وسبورة، فهو يشتمل على رحلات ميدانية في الطبيعة للبحث عن حشرات أو نباتات أو حيوانات أو صخور أو زيارة متحف أو مسرح أو سوق شعبي، مما يساعد في التعرف على تاريخ الحياة ويطور المهارات الاجتماعية والتواصلية والتخيلية لدى الطلاب.

وإجرائيا هو برنامج يهتم بربط الطالب بالبيئة التي تفاعل معها من خلال الممارسات العملية بطريقة مرنة ومساحات واسعة لتحقيق التعلم بأفضل طريقة, ويتم إعداده وفق حاجات الطالب ومطالب نموه.

التطور التاريخي وفكرة نموذج الصف المفتوح:

هو أحد تصميمات الفصول المدرسية التي تركز على الطالب والتي شاعت في الولايات المتحدة, وتم بناء المدارس بأكملها بدون جدران داخلية، الأمر الذي وصل في بعض الحالات إلى أن  يصبح التدريس بصوتٍ عالٍ وفوضوي, وكانت فكرة الصف المفتوح ضم مجموعة كبيرة من الطلاب المتفاوتين في مهاراتهم في فصل واحد كبير يشرف عليهم فيه عدة معلمين, وفكرة الفصل المفتوح

مأخوذة أساسًا من مدرسة الفصل الواحد، ولكن الأمر وصل في بعض الأحيان إلى وجود أكثر من مائتي طالب من مختلف الأعمار والمراحل التعليمية في فصل واحد. وعادةً ما يقضي الطلاب والمعلمون الأسابيع الأولى من العام الدراسي في تعلم كيفية الدراسة بفاعلية في مثل هذا الفصل, وبعد أن  يتعلم الطلاب أساليب تقليل الإزعاج الذي قد يسببونه لزملائهم قدر الإمكان، يبدأ العمل الفعلي للمدرسة ويُقسم الطلاب عادة عند دراسة كل مادة إلى مجموعاتٍ مختلفة وفقًا لمستوى مهارتهم فيها ولا يقوم مدرس واحد بالتدريس للمجموعة كلها, ثم يدرس الطلاب في هذه المجموعات الصغيرة لإنجاز الأهداف الموضوعة لهم وذلك غالبًا في نظام تعاوني ويجمع المعلم في مثل هذا الفصل بين دور الميسر والمعلم ويقضي الطلاب في الفصول المفتوحة فترة تناظر عدة صفوف دراسية في المدارس العادية.

ولأن الفصول المفتوحة تُركّز على التدريس وفقًا لمستوى المهارة الفعلي في القراءة والرياضيات، فإن هذا لا يمثل مشكلة إذ يمضي الطلاب في تعلم المادة حسب سرعتهم, ويومًا بعد يوم تتزايد ندرة الفصول المفتوحة، حيث إن  العديد من المدارس التي بنيت “بدون جدران” وضعت حواجز ثابتة ذات ارتفاعات مختلفة.

وعند تعيين معلم تقليدي ليعمل في فصل مفتوح دون تدريبه على ذلك، تصبح فرص نجاحه ضعيفة, وأيسر سبب يمكن تقديمه هو عدم وجود جدران أو (اختيارات) تربوية وفي المقابل يستطيع المعلم المدرب المقتنع بفكرة الفصول المفتوحة عند وجود إدارة تدعمه أن  ينشئ فصلاً يقوم على فلسفة الفصول المفتوحة في أي مدرسة.

الهدف الأساسي من تطبيق نموذج الصف المفتوح:

أن يشعر الطالب أن  هذه البيئة آمنة ومريحة, ليس مكان يغلق على الطالب ويعزل به, فنراعي أن  الطالب سينفصل عن أمه فيجب أن  تكون هذه البيئة مريحة له ويدرب بها على الأنظمة والقوانين والتزامه بها دون أن  يكون هناك صرامة في الضبط, وعملية المتابعة تكون واضحة بشكل لا يتعارض مع خصوصية المعلم و يسانده في الضبط, وعندما يعتاد الطفل على هذا النموذج يقدر أهمية الجار و يلتزم بالأنظمة والقوانين كالتزام بالهدوء, بالتالي اكتسابه بعض الأخلاقيات.

 النظرية التي يستند إليها نموذج الصف المفتوح:

يستند هذا النموذج من خلال الرجوع إلى (فرماوي, والمجادي, 1999) و(عريفج وأبو طه, 2001), و(اليتيم, 2010) ومن خلال النظر في مبادئه وأسسه التي من أهمها الاهتمام بالجانب المعرفي, والتفاعل بين الطفل والبيئة, فإن من أبرز النظريات التي يعتمد عليها هي نظرية النمو المعرفي (بياجيه) حيث يصف التعلم بأنه نمواً وتطوراً في المخططات المعرفية لدى المتعلم يأتي كثمرة لنشاطه مع البيئة المعدة للتعليم.

وأيضا الاهتمام بمهارات التفكير التي تؤثر في نمو الطفل ونمو لغته, حيث يرى بياجيه أن  التفكير ينظم الكلام لكن العكس غير صحيح.

وأشار أيضاً إلى استخدام أسلوب الملاحظة لدراسة تصرفات الأطفال العفوية, كما يرى أن  على المعلم أن  يدرك ما يثير الأطفال بتوفير أن واع مختلفة من الأنشطة مع مراعاة الفروق الفردية بينهم, كما أنه من المهم أن  تترك الحرية لكل طفل في اختيار نشاطه, وينصح بمحادثة الأطفال وترك المجال لهم للمناقشة والحوار, وعلى المعلم أن  يفسح المجال للتنظيم الذاتي للطفل, أي التعلم بالاكتشاف للوصول إلى التعلم الجيد.

وترى الباحثة أيضاً أنه يمكن تداخل عدد من النظريات في نموذج الصف المفتوح وذلك وفقاً لكيفية إعداد برامجه وتنظيمها، حيث أنه يتميز بالمرونة ولا يتقيد بمنهج محدد طالما أن  المبادئ والأسس للصف المفتوح تتحقق.

 خصائص غرفة الصف المفتوح:

ويمكن توضيح الجو الصفي المفتوح كما ورد عند: (قطامي,2011)؛ بالرغم من أن  هناك حداً أدنى من الأهداف الموصوفة سلفاً في المهارات الأساسية المتصلة باللغة الشفوية أو المكتوبة إلا أن  الطالب هو الذي يصوغ أهداف تعلمه ويحددها و هناك حد أدنى من الدروس لطلاب الصف ككل, وتتم معظم نشاطات التعلم في مجموعات صغيرة أو من قبل أفراد متعلمين و تجد عدداً متنوعاً من النشاطات تسير معاً في غرفة الصف المفتوح وتتصف بالمرونة, إذ يسمح لأي طالب بالانشغال بالنشاطات المختلفة, ولفترات متنوعة من الوقت.

وتعتبر بيئة الصف المفتوح مصدراً غنياً بمواد التعلم, سواء منها المواد المصنعة داخل المدرسة, أو في بيوت الطلاب والمعلمين, أو التي تم الحصول عليها جاهزة, و يمارس الطلاب حرية الحركة داخل غرفة الصف, ويتحادثون ويعملون معاً, ويطلبون المساعدة من بعضهم بعضاً ولا يوجد منهاج دراسي محدد سلفاً, بل للطلاب الحرية أن  يتفحصوا ويختبروا ويبحثوا مشاكل ومسائل ذات قيمة بالنسبة لهم.

ويستخدم أسلوب المنهاج المتكامل ((Integrated Curriculum وليس هناك تدريس منفصل لموضوع دراسي أو مادة دراسية و يتم التركيز في التعلم على التجريب والتعلم الخبراتي (Experiental Iearing), وتبنى خبرات التعلم ونتائجه.

أما بالنسبة إلى مجموعات التعلم, فتصنف على أنها مجموعات مرنة يتم تشكيلها حول ميول الطلاب وحاجاتهم الأكاديمية, وهي مجموعات تنظم من قبل كل من المعلم والطلاب يسود فيها جو من الثقة, والتقبل, واحترام الاختلاف بين الطلاب والفروق الفردية, ويتم التركيز والاهتمام على حاجات الطلاب الذهنية بشكل متكامل والحاجات الانفعالية, والجسمية, والاجتماعية و على تشجيع النشاطات الإبداعية التعليمية عند الطلاب, واعتبارها جزءاً من المنهاج و تقليل ترتيبات التقويم وإصدار أحكام إلى الحد الأدنى و التركيز على نواتج التعلم الاجتماعية والانفعالية بحيث تصبح محط الاهتمام الأولي, يلي ذلك النواتج الأكاديمية التعلمية, ويوصف بأنه موجه نحو المتعلم, ثم تسود علاقة صداقة, ودفء, واحترام بين الطالب والمعلم, والطالب والطالبة, والكف عن استخدام السلطة في ممارسة الاتصال غير المباشرة وهذا يقودنا إلى التطور الذاتي الفعال لدى الطلاب ويصبح المعلم مسهل, دليل, موجه, مشرف ومصدر المعرفة.

من خلال ما سبق ترى الباحثة أن  من أهم مميزات الصف المفتوح أنه يراعي الفروق الفردية بين الطلاب, والمرونة المتواجدة فيه تسمح للطالب باختيار ما يرغب تعلمه ويهتم بربط الطالب بالبيئة المحيطة و بحاجات الطالب, حيث أن  دور المعلم خاضع للطالب, ويمنح الطلاب مزيدا من الراحة وهم يتلقون المعلومة تحت أشعة الشمس والهواء العليل, ويطرأ تغير في طرح الرسالة المقدمة من تلقين إلى عمل تجريبي أو فهم واستيعاب أكثر من أن  يكون حفظا وتغيراً أيضا في نفسية الطالب والمعلم، فيصبح المعلم أكثر عطاء، والطالب أكثر حبا للعلم, أما عيوب الصف المفتوح فتتمحور حول مواجهة بعض الصعوبة بضبط الطلاب في الصف المفتوح أكثر من غيره بشكل غير تعسفي, و تنمية مهارات التفكير والمهارات المعرفية لدى الطالب أكثر من المهارات الاجتماعية والوجدانية.

الأمور الواجب مراعاتها في تطبيق نموذج الصف المفتوح في التدريس:

ترى الباحثة أنه يجب على المعلم الذي يستخدم نموذج الصف المفتوح في التدريس أن  يراعي بعض الأمور منها تقسيم الطلاب إلى مجموعات تمارس مشاريعها المختلفة وأنشطتها المتنوعة بإبداع وتميز, وملاحظة الطلاب وتوفير الاهتمام والانتباه الكافي لهم من قبل المعلمين, والعمل مع عدد من المعلمين والمساعدين كفريق متعاون, وقد يكون من معلمتين أو أكثر باستعمال أساليب متنوعة في التدريس و الاحتفاظ بسجل مفصل لإنجازات وتحصيل وسلوك كل طالب.

ويجب على المعلم التحلي بالصبر بالتفاعل مع الطلاب و تفهم مشاعر ومواقف وصعوبات كل طالب مهما كان نوعها, محاولاً لإيجاد حلول بناءة, وأن يركز على النواحي العاطفية والاجتماعية والسلوكية الحركية, بجانب الإدراك والتعلم الإدراكي وعلى المفاهيم والخبرات العامة و تنمية القدرة على التخيل والتواصل والتفاعل مع البيئة المحيطة.

الدراسات السابقة:

قام حمودة ((2013 بدراسة هدفت إلى تقصي أثر استخدام استراتيجية التخيل في تدريس مادة التربية الإسلامية على تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى طالبات الصف الخامس الأساسي في منطقة جنوب عمان التابعة لوكالة الغوث الدولية واتجاهاتهن نحو المادة، وكذلك الكشف عن العلاقة بين التفكير الإبداعي والاتجاهات لدى الطالبات ممن درسن باستخدام استراتيجية التخيل, واستخدمت المنهج شبه التجريبي، اختيرت عينة الدراسة بطريقة قصدية، من طالبات الصف الخامس الأساسي في مدرستي أن اث الزهور الابتدائية الأولى والثانية، التابعتين لمنطقة جنوب عمان التعليمية في وكالة الغوث الدولية للعام الدراسي 2013/2012، وقد بلغ عدد الطالبات في المدرستين (108) طالبة، موزعات في أربع شعب، تم تقسيمهنّ إلى مجموعتين؛ إحداهما تجريبية درست باستراتيجية التخيّل، والأخرى ضابطة درست بالطريقة الاعتيادية، وتم استخدام التعيين العشوائي لتوزيع المجموعتين إلى ضابطة و تجريبية, وأظهرت الدراسة وجود فروق دلالة إحصائياً عند مستوى الدلالة في تنمية مهارات التفكير الإبداعي (الطلاقة، والأصالة، والمرونة) وبين المتوسطات الحسابية، تعزى لاختلاف استراتيجية التدريس وكانت لصالح المجموعة التجريبية التي درست باستخدام استراتيجية التخيّل، وعدم وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة معامل الارتباط (بيرسون) بين التفكير الإبداعي ومهاراته.

وفي دراسة أجراها عتيلي ونصر2015)) هدفت إلى تقصّـي أثر تـدريس التربيـة الإسـلامية باستراتيجية السّرد القصصي الشفوي والسـرد القصصـي الإلكترونـي فـي تحسـين مهـارات التخيّـل لدى طالبـات المرحلـة الأساسـية فـي الأردن، تكوّنـت عينـة الدراسـة مـن (90) طالبـة مـن الصـف الخـامس الأساسـي فـي ثـلاث مـدارس اختيـرت قصـديًا مـن منطقـة ماركـا التعليمية فـي عمّـان، واختيـر أفـراد الدراسـة عشـوائيًا بواقـع شـعبة مـن كـل مدرسـة، واستخدمت استراتيجية السرد القصصـي الشـفوي فـي تـدريس المجموعـة التجريبيـة الأولـى، واستراتيجية السـرد القصصـي الإلكترونـي فـي تـدريس المجموعـة التجريبيـة الثانيــة، فــي حــين استخدمت الطريقــة الاعتيادية فــي تــدريس طالبــات المجموعــة الضـابطة, واستخدمت أداة من إعداد الباحثين, عبارة عن اختبار مقالي لقياس مهارات التخيل تكون من (36) فقرة, واستخدمت ثلاث وحدات دراسية من منهاج التربية الإسلامية للصف الخامس, أظهرت الدراسة وجود فروق دالّة إحصائيًا بـين أداء الطالبات على مهارات التخيّل تعزى لاستراتيجية التـدريس المسـتخدمة، لصـالح استراتيجية السـرد القصصـي الشـفوي، واستراتيجية السـرد القصصـي الإلكترونـي، ووجود فروق دالّة إحصائيًا بين أداء طالبات المجموعتين التجـريبيتين علـى مهـارات التخيّل لصـالح المجموعـة التجريبيـة الأولـى, وفي ضوء النتائج اوصي بدعوة معلمي التربية الإسلامية إلى تفعيل استراتيجية السرد القصصي ببعديها لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة, ودعوتهم أيضا إلى الاستفادة من القصص في تعليم محتوى مناهج التربية الإسلامية وحث معلمي التربية الإسلامية على ضرورة توظيف التكنولوجيا في تصميم مواقف تدريس موضوعات التربية الإسلامية.

وأجرى القاضي 2011)) دراسة هدفت إلى التعرف على أثر تدريس اللغة العربية باستخدام استراتيجية التعلم المتمازج في تنمية مهارات التواصل اللفظي لدى طلبة الصف السابع الأساسي في الأردن (البادية الشمالية الغربية)، واستخدمت المنهج شبه التجريبي، واشتملت الدراسة على (110) من الطلاب والطالبات بواقع (60) طالبا وطالبة مثلو المجموعة الضابطة، وقد اختيرت هذه المجموعات عشوائيًا؛ ولأغراض الدراسة اعد اختبار تحصيليًا، من نوع الأسئلة المفتوحة، وروعيت فيه تنمية مهارات التواصل اللفظي: الاستماع، والحديث، والقراءة، وقد صيغت فقرات الاختبار مراعية المؤشرات السلوكية الدالة على هذه المهارات، وتوصلت الدراسة إلى النتائج الآتية: وجود فروق العربية ذات دلالة إحصائية بين المجموعات الدراسية التجريبية والضابطة لصالح المجموعة التجريبية التي درست باستخدام استراتيجية التعلم المتمازج في تنمية مهارات التواصل اللفظي، بمتوسط حسابي معدل بلغ (51.05) ووجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعات الدراسية تعزى إلى جنس الطلبة لصالح الاناث، بمتوسط حسابي معدل بلغ (51.58).

التعقيب على الدراسات السابقة:

يلاحظ من خلال مراجعة الدراسات السابقة تنوع المتغيرات التابعة التي تناولتها تلك الدراسات:

أن دراسة (القاضي, 2011) تناولت التدريس باستراتيجية التخيّل الموجه في تنمية مهارات الاتصال والتواصل اللفظي, و دراسة (حموده, 2013) تناولت أثر استخدام استراتيجية التخيل في تدريس مادة التربية الإسلامية, و دراسة (عتيلي ونصر, 2015) تناولت أثر تـدريس التربيـة الإسـلامية باستراتيجية السّرد القصصي الشفوي والسـرد القصصـي الإلكترونـي فـي تحسـين مهـارات التخيّـل.

وبالنسبة للمرحلة التعليمية التي تناولتها الدراسات السابقة نجد هناك تبايناً في المرحلة أو الصف الدراسي بين تلك الدراسات فعلى سبيل المثال طبقت دراسة (حمودة, 2013؛ عتيلي ونصر, 2015) على طلبة المرحلة الأساسية بشكل عام.

وفي حدود علم الباحثة فإن الدراسة الحالية هي الأولى من نوعها في المملكة الأردنية الهاشمية التي تناولت أثر استخدام نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التواصل لدى طلبة الصف الرابع الأساسي، وذلك لأن جميع الدراسات السابقة كانت تتناول مهارات التخيل ومهارات التواصل ولم تتحدث عن نموذج الصف المفتوح كمتغير مستقل مما يعطي ميزة كبيرة لهذه الدراسة.

استفادت الباحثة من الدراسات السابقة في:

  • المضمون التربوي الذي تقوم عليه خطوات استراتيجية التواصل والتخيل.
  • بناء الاختبار التحصيلي وتوجيه نحو طالبات الصف الرابع.

ولاحظت ما يلي:

  • ندرة الدراسات المرتبطة بنموذج الصف المفتوح في الوقت الحالي وأهميتها في معرفة قيمة الأرض والسماح للطالب بالإبداع واللعب والتخيل وتطوير العلاقات بالبيئة.
  • خلو مضامين المناهج العربية من استثمار نموذج الصف المفتوح, وهذا الأمر الذي تتناوله الدراسة.
  • تطابق عينة الدراسة الحالية (طلبة الصف الرابع الأساسي) مع معظم الدراسات السابقة.
  • تتفق الدراسة الحالية مع بعض الدراسات التي استخدم فيها التواصل والتخيل كاستراتيجية.

حاولت الباحثة من خلال هذه الدراسة التمييز بتقديم الفائدة من أثر استخدام نموذج الصف المفتوح في عملية التدريس، والبحث في الأثر الإيجابي الناتج عن استخدام هذا النموذج في تعليم مقرر التربية الاجتماعية والوطنية على وجه الخصوص, وذلك من خلال إعداد وحدة دراسية يتم تدريسها باستخدام نموذج الصف المفتوح لاكتشاف أثره على تنمية مهارات التواصل والتخيل على طالبات الصف الرابع الأساسي. وبذلك يمكن أن  تضيف الدراسة الحالية لبنة جديدة إلى الأدب التربوي حول أهمية استحداث طرق جديدة في التدريس وأهمية ذلك في زيادة الدافعية لدى الطلاب.

3- منهجية وإجراءات الدراسة:

 منهجية الدراسة:

اعتمدت الدراسة المنهج شبه التجريبي للمجموعتين المتكافئتين باختبارين (قبلي وبعدي) ووفق هذا التصميم تم أخذ شعبتين من طالبات الصف الرابع الأساسي وخصصت إحداهما لتكون مجموعة تجريبية والأخرى مجموعة ضابطة، وذلك بطريقة عشوائية, ومن ثم إجراء التحليلات الإحصائية المناسبة بغية الوصول إلى تحقيق أهداف الدراسة، والإجابة عن أسئلتها.

مجتمع وعينة الدراسة:

مجتمع الدراسة:

يتكون مجتمع الدراسة من جميع طالبات الصف الرابع الأساسي في المدارس الحكومية في مديرية الرصيفة, خلال الفصل الدراسي الأول العام الدراسي 2018/2017 حيث يبلغ عددهم (2961) طالبة.

عينة الدراسة:

تكون أفراد الدراسة من طالبات الصف الرابع الأساسي في مدرسة عاتكة بنت عبد المطلب/لواء الرصيفة العام الدراسي2018/2017 وبلغ عدد شعب الصف الرابع الأساسي في مدرسة عاتكة بنت عبد المطلب أربع شعب (أ، ب، جـ, د) وتم اختيار شعبتين بشكل عشوائي وتعيين إحداهما كمجموعة ضابطة وتعيين الأخرى كمجموعة تجريبية وفق التصميم شبه التجريبي, وبلغ عدد الطالبات في الشعبة (أ) المشمولة بالدراسة (45) طالبة وخصصت كمجموعة تجريبية، والشعبة (ب) كمجموعة ضابطة، والتي بلغ عدد الطالبات فيها (45) طالبة.

إجراءات الدراسة:

من أجل تحقيق الأهداف والنتائج المرجوة من الدراسة قامت الباحثة بالإجراءات التالية:

  • قامت الباحثتان بتناول الإطار النظري والدراسات السابقة والتوسع بها لتغطي كافة جوانب متغيرات الدراسة.
  • تحديد مجتمع الدراسة من خلال الرجوع إلى سجلات مديرية التربية التعليم في لواء الرصيفة.
  • الحصول على كتاب تسهيل مهمة من عمادة البحث العلمي في جامعة عمان العربية موجه إلى مديرية التربية والتعليم في لواء الرصيفة لتوجيه كتاب رسمي إلى المدرسة المستهدفة بالتطبيق من أجل الحصول على البيانات اللازمة لتحقيق أهداف الدراسة.
  • زيارة المدرسة التي شملتها عينة الدراسة للتعريف بالباحثتين من أجل الحصول على مساعدة الإدارة في تطبيق الدراسة.
  • الاجتماع بمديرة المدرسة والمعلمات اللواتي يدرسن طالبات الصف الرابع الأساسي من أجل توضيح أهداف الدراسة وبيان أهمية البيانات التي سيتم الحصول عليها تربويا.
  • الاجتماع بطالبات الصف الرابع الأساسي من أجل توضيح أهداف الدراسة المتمثلة بإعطاء الدروس خارج الصف المغلق في بيئة آمنة لا يشعرن بالعزلة أو الغربة ولا يخشين السؤال عن أي شيء.
  • مراعاة فكرة البيئة متدرجة الاتساع, أي التعليم على شكل دوائر, تبدأ إجمالاً, بالطفل وتنتهي بالعالم.
  • توزيع أداة الدراسة على أفراد العينة, وإعطائهن الوقت الكافي للإجابة على فقرات الأداة.
  • جمع الأدوات من عينة الدراسة من أجل استخراج البيانات وتحليلها إحصائياً.

أداة الدراسة:

استخدمت الدراسة أداتين وهما:

اختبار لقياس تنمية مهارات التواصل, والثاني لقياس تنمية مهارات التخيل نحو مقرر التربية الاجتماعية والوطنية من إعداد الباحثة وتم استخراج الصدق والثبات لهما.

أولا: الاختبار القبلي:

اعتماد العلامات المدرسية (الشهر الأول) لمعرفة مستويات المجموعتين التجريبية والضابطة قبل بدء الباحثتين بتدريس نموذج الصف المفتوح وتنمية مهارات التواصل والتخيل في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية, وذلك بعد الحصول على الموافقة الرسمية بالتطبيق الميداني من جامعة عمان العربية.

ثانيا: اختبار تنمية مهارات التواصل والتخيل:

لإعداد هذا الاختبار قامت الباحثتان بما يأتي:

  1. الرجوع إلى المصادر والمراجع ذات الصلة والأخذ بآراء الخبراء والمستشارين ذوي الاختصاص في مجال المناهج وطرائق التدريس في عدة جامعات في المملكة الأردنية الهاشمية إضافة إلى الأخذ بآراء مشرفين عاملين في وزارة التربية والتعليم من ذوي الاختصاص في مجال المناهج.
  2. تم إعداد اختبار يتضمن مهارات التواصل والتخيل معاً لطالبات الصف الرابع الأساسي؛ بحيث يهدف إلى التعرف على تحصيل الطالبات في الموضوعات الدراسية المعتمدة في منهج وزارة التربية والتعليم في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية للعام الدراسي 2018/ 2017وقد اختير نمط أول سؤال الاختيار من متعدد ليكون لدى المجموعتين متعارف عليه في الاختبار, بحيث يعرض في كل سؤال عبارة ما مرتبطة بالمادة العلمية, ويتبعه أربعة بدائل للإجابة, بينهم إجابة واحدة فقط هي الصحيحة, بحيث يضع الطالب دائرة واحدة فقط أمام الإجابة الصحيحة, وتم صياغة السؤال الثانية من أسئلة تضمن إجابات قصيرة, أما بالنسبة إلى السؤال الثالث كان عبارة عن جدول والطالب يكمله, وهذه الأسئلة تم وضعها في بداية الاختبار لاعتياد الطالب عليها.
  3. أما السؤال الرابع والخامس تضمنا مهارات التواصل والتخيل لدى الطالبات, وقد تضمن الاختبار خمسة أسئلة.
  4. ولقد تم وضع معلومات (بيانات) على ورقة الامتحان مثل: الصف، المادة, وتحديد العلامة, وتم تحديد موعد الاختبار قبل أسبوع, وكان الاختبار للشعبتين في نفس اليوم من أصل اربع شعب، والتذكير به يوميا، وإعطاء معلومات عن مدة الاختبار وعدد الأسئلة ثم توزيع الاختبار في نفس اليوم للشعبتين التجريبية والضابطة، وقراءته وتوضيح الأسئلة، وتم وضع نموذج إجابة للاختبار مع توزيع العلامة على كل سؤال في الاختبار بنفس الأسلوب من حيث دقة المعلومة وسلامة اللغة وتنظيم الإجابة ومن ثم رصد العلامة في جدول يتضمن الاسم وعلامة الاختبار القبلي.

اختبار الصدق والثبات للأداة:

1.       صدق اختبار تنمية مهارات التواصل والتخيل معاً:

للتأكد من صدق الاختبار تم عرضه على (10) من المحكمين من ذوي الخبرة والاختصاص في المناهج وطرائق التدريس من مشرفين ومعلمين، وطلب منهم إبداء الرأي حول المحتوى العلمي لفقرات الاختبار, وفيما إذا كانت دقة الصياغة اللغوية صحيحة, واقتراح البديل المناسب للأخطاء في حال وجودها, وإبداء أي تعديلات مقترحة. وبعد رصد آراء واقتراحات المحكمين تمت إعادة صياغة سؤال من الاختبار لغوياً, ولم تحذف أي فقرة منه.

2.       ثبات اختبار تنمية مهارات التواصل والتخيل:

للتحقق من ثبات الاختبار، تم اختيار عينة استطلاعية من خارج عينة الدراسة من طالبات الصف الرابع الأساسي مكونة من (25) طالبة وتطبيق الاختبار على أفراد هذه العينة مرتين، بفاصل زمني مقداره (15) يوماً، وباستخدام طريقة الاتساق الداخلي، تم حساب ثبات الاختبار إذ بلغ (0.69), وتم حساب ثبات الإعادة إذ بلغ (0.73), وهذا دليل على أن  الاختبار يتمتع بدرجة ثبات كافية ومناسبة لأغراض الدراسة كما وضح الجدول الآتي:

الجدول (1) معامل الثبات بطريقتي الاتساق الداخلي وثبات الإعادة(مهارات التواصل والتخيل

الرقم البيان معامل ثبات الاتساق الداخلي

(كرونباخ ألفا)

ثبات الإعادة
1 مهارة التواصل 0.69 0.73
2 مهارة التخيل 0.74 0.85

تطبيق الدراسة:

تم إخضاع المجموعة التجريبية لدراسة التربية الاجتماعية والوطنية وفق نموذج الصف المفتوح، بينما درست المجموعة الضابطة التربية الاجتماعية والوطنية بالطريقة الاعتيادية وقد خضع أفراد المجموعتين لاختبار تحصيلي. وتم حساب الفروق في أداء المجموعتين (التجريبية والضابطة) على الاختبارين القبلي والبعدي، وذلك للتحقق من أثر نموذج الصف المفتوح في أداء المجموعتين التجريبية والضابطة.

ويمكن التعبير عن تصميم الدراسة بالرموز على النحو الآتي:

Ge: O1 O2 X O1 O2

Gc: O1 O 2 X O1 O2

متغيرات الدراسة:

تضمنت الدراسة الحالية المتغيرات الآتية:

1-      المتغير المستقل: استراتيجية التدريس ويشتمل على فئتين:

  • استراتيجية التدريس وفق نموذج الصف المفتوح.
  • الطريقة الاعتيادية في تدريس مادة التربية الاجتماعية والوطنية.

2-      المتغيرات التابعة:

  • مهارات التواصل.
  • مهارات التخيل.

المعالجة الإحصائية:

تم إجراء تحليل التباين المشترك (ANCOVA) ثم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية ومربع (ETA) لقياس أثر استخدام نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التواصل والتخيّل لدى طالبات الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن.

 

4-عرض ومناقشة نتــائـج الدراسة:

يتناول هذا الفصل خلاصة نتائج الدراسة, ومناقشتها, وتفسيرها, وذلك من خلال الإجابة عن السؤالين التاليين:

  • السؤال الأول: ” ما أثر استخدام نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التواصل لدى طالبات الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن”؟.

وللإجابة عن السؤال تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لعلامات الطالبات في المجموعتين: التجريبية (التي خضعت للاستراتيجية التعليمية القائمة على استخدام نموذج الصف المفتوح، والضابطة (التي خضعت للنظام التعليمي الاعتيادي) على اختبار تنمية مهارات التواصل والتخيل القبلي والبعدي، ويبين تلك النتائج الجدول ((2

 

 

الجدول (2) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لعلامات الطالبات على اختبار تنمية مهارات التواصل (القبلي والبعدي).

الاختبار الاختبار القبلي الاختبار البعدي
المجموعة المتوسط الحسابي الانحراف المعياري المتوسط الحسابي الانحراف المعياري
المجموعة التجريبية 18.60 4.16 21.91 1.87
المجموعة الضابطة 17.91 4.84 14.02 4.41

تشير النتائج الواردة في الجدول (2) إلى وجود فرق ظاهري بين المتوسطين الحسابيين لعلامات طالبات المجموعتين الضابطة والتجريبية على اختبار تنمية مهارات التواصل القبلي، وقد تم إجراء تحليل التباين المشترك (ANCOVA) بهدف ضبط الفرق بين المتوسطين الحسابيين لعلامات طالبات المجموعتين في التطبيق القبلي لاختبار تنمية مهارات التواصل، وكذلك للكشف عن دلالة الفروق بين المتوسطيين الحسابيين لعلامات الطالبات في التطبيق البعدي لاختبار تنمية مهارات التواصل القبلي، تبعاً لمتغير الاستراتيجية التعليمية، حيث بلغت (18.60) للطالبات اللواتي درسن باستخدام نموذج الصف المفتوح بينما بلغ المتوسط الحسابي (17.91) للطالبات اللواتي درسن باستخدام الطريقة الاعتيادية من الاختبار القبلي. أما النتائج التي ظهرت في الاختبار البعدي فكانت للطالبات اللاتي درسن العلوم باستخدام استراتيجية التدريس المعدلة (21.91) مقارنة بالطريقة الاعتيادية فكانت (14.02). وللتحقق من صحة الفرق بين الاستراتيجيتين استخدم تحليل التباين المشترك التي ظهرت نتائجه كما هو موضح في الجدول(3):

الجدول(3) نتائج تحليل التباين المشترك (ANCOVA) للكشف عن دلالة الفرق بين علامات الطالبات

 على اختبار تنمية مهارات التواصل البعدي مقارنة بالطريقة الاعتيادية.

مصدر التباين مجموع المربعات درجات الحرية متوسط المربعات قيمة (ف) مستوى الدلالة
التطبيق البعدي 12.935 1 12.935 119.326 0.000
التطبيق القبلي 0.001 1 0.001 0.009 0.925
الخطأ 9.431 87 0.108
الكلي 22.500 89

يتضح من الجدول السابق بأن مستوى الدلالة للتطبيق البعدي كان 0.000)) , وهي أقل من (0.05= α), وهذا يعني وجود فروق ذات دلالة إحصائية, وقد كانت هذه الفروق لصالح المجموعة التجريبية, وبلغت قيمة (ف) المحسوبة له ((119.326 وهذا يعني رفض الفرضية الصفرية وقبول الفرضية البديلة.

وللتعرف على حجم تأثير متغير الاستراتيجية التعليمية في تنمية مهارات التواصل مقارنة بالطريقة الاعتيادية, تم حساب مربع Eta))، والتي بلغت قيمتها (0.581)، وبذلك يمكننا القول إن التباين في القدرة على تنمية مهارات التواصل لدى طالبات الصف الرابع الأساسي يرجع لمتغير الاستراتيجية التعليمية المستخدمة كما هو موضح في الجدول التالي:

الجدول(4) نسبة الأثر في تنمية مهارات التواصل مقارنة بالطريقة الاعتيادية

البيان Eta Eta Squared
مهارات التواصل× المجموعة 0.762 0.581

 

  • السؤال الثاني: ” ما أثر استخدام نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التخيل لدى طالبات الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن”؟

و للإجابة عن السؤال تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية القبلية والبعدية لعلامات الطالبات في المجموعتين: التجريبية (التي خضعت للاستراتيجية التعليمية القائمة على استخدام نموذج الصف المفتوح، والضابطة (التي خضعت للنظام التعليمي الاعتيادي) على اختبار تنمية مهارات التخيل القبلي والبعدي، كما هو موضح في الجدول التالي:

الجدول (5) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لعلامات الطالبات على اختبار تنمية مهارات التخيل (القبلي والبعدي).

التحصيل التحصيل القبلي التحصيل البعدي
المجموعة المتوسط الحسابي الانحراف المعياري المتوسط الحسابي الانحراف المعياري
المجموعة التجريبية 17.333 5.027 21.777 1.704
المجموعة الضابطة 14.088 4.461 21.5333 1.829

تشير النتائج الواردة في الجدول(5) إلى وجود فروقاً ظاهرية في متوسط علامات الطالبات على اختبار تنمية مهارات التخيل، وقد تم إجراء تحليل التباين المشترك (ANCOVA)بهدف ضبط الفروق بين المتوسطات الحسابية لعلامات الطالبات في التطبيق القبلي لاختبار تنمية مهارات التخيل، وكذلك للكشف عن دلالة الفروق في المتوسطات الحسابية لعلامات الطالبات في التطبيق البعدي لاختبار تنمية مهارات التخيل، تبعاً لمتغير الاستراتيجية التعليمية، حيث بلغت (17.333) للطالبات اللواتي درسن باستخدام نموذج الصف المفتوح بينما بلغ المتوسط الحسابي (14.088) للطالبات اللواتي درسن باستخدام الطريقة الاعتيادية من الاختبار القبلي. أما النتائج التي ظهرت في الاختبار البعدي فكانت للطالبات اللاتي درسن التربية الاجتماعية والوطنية باستخدام استراتيجية نموذج الصف المفتوح (21.777) مقارنة بالطريقة الاعتيادية فكانت (21.533). وللتحقق من صحة الفرق بين الاستراتيجيتين استخدم تحليل التباين المشترك (ANCOVA) ظهرت نتائجه كما هو موضح في الجدول التالي:

 

 

الجدول(6): نتائج تحليل التباين المشترك (ANCOVA) للكشف عن دلالة الفرق بين علامات الطالبات على اختبار تنمية مهارات التخيل البعدي مقارنة بالطريقة الاعتيادية.

مصدر التباين مجموع المربعات درجات الحرية متوسط المربعات قيمة (ف) مستوى الدلالة
التطبيق البعدي 2.390 1 2.390 10.398 0.002
التطبيق القبلي 0.104 1 0.104 0.454 0.502
الخطأ 20.000 87 0.230
الكلي 22.500 89

 

a. R Squared = .581 (Adjusted R Squared = .571

يتضح من الجدول السابق بأن مستوى الدلالة للتطبيق البعدي كان0.002)), وهي أقل من (0.05= α)

وهذا يعني وجود فروق ذات دلالة إحصائية, وقد كانت هذه الفروق لصالح . المجموعة التجريبية, وبلغت قيمة (ف) المحسوبة له ((10.398, وللتعرف إلى حجم تأثير متغير الاستراتيجية التعليمية في تنمية مهارات التخيل مقارنة بالطريقة الاعتيادية, تم حساب مربع Eta)), والتي بلغت قيمتها (0.106) وبذلك يمكننا القول أن  التباين في القدرة على تنمية مهارات التخيل لدى طالبات الصف الرابع الأساسي يرجع لمتغير الاستراتيجية التعليمية المستخدمة كما هو موضح في الجدول التالي:

الجدول(7) نسبة الأثر في تنمية مهارات التخيل مقارنة بالطريقة الاعتيادية.

البيان Eta Eta Squared
مهارات التخيل ×المجموعة 0.326 0.106

مناقشة النتائج والتوصيات

أولاً: مناقشة النتائج المتعلقة بالسؤال الأول والذي ينص على: ما أثر استخدام نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التواصل والتخيل لدى طالبات الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن؟

أظهرت نتائج الدراسة من خلال استخدام تحليل التباين المشترك (ANCOVA) للمتوسطات البعدية لطالبات الدراسات وجود فرق ذي دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0.000)) وهي أقل من 0.05)= α) وفي الأداء بين طالبات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة لمهارات التواصل ولصالح المجموعة التجريبية, مما يشير إلى فاعلية نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التواصل لدى طالبات الصف الرابع الأساسي, وبمقارنة هذه النتيجة بما توصلت إلية الدراسات المشابهة مثل دراسة (القاضي, 2011) التي توصلت إلى النتيجة التالية وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعات الدراسية تعزى إلى جنس الطلبة لصالح الاناث, وبهذا يمكن رفض الفرضية الصفرية الأولى والتي تنص على:” لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05= α) بين علامات المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في استخدام نموذج الصف المفتوح على اختبار تنمية مهارات التواصل لدى طلبة الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن”.

وتعزى هذه النتيجة إلى استجابة أفراد المجموعة التجريبية لنموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التواصل كونه أثار حماستهم ودافعيتهم للاندماج في البيئة والانشطة المرفقة. كما تعزى أيضاً إلى تأثير البيئة الصفية التي كان لها أثراً هاماً في تحقيق طالبات المجموعة التجريبية لنتائج أفضل على الأداء البعدي حيث أن خفضت القيود المفروضة على الطالبات من قبل المعلمة وأتيحت لهم فرصه التمتع بتلقي الدروس في ببيئة جديدة وتحت أشعة الشمس وعدم الاعتماد على أسلوب التلقين بل أصبح يجب على كل طالبة أن  تعبر عن نفسها وتتحاور باجابتها مع من يجاورها.

ثانياً: مناقشة النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني والذي ينص على: ما أثر استخدام نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التخيل لدى طالبات الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن؟

أظهرت نتائج الدراسة من خلال استخدام تحليل التباين المشترك (ANCOVA) للمتوسطات البعدية لطالبات الدراسات وجود فروق ذات دلالة إحصائيا عند مستوى الدلالة (0.002) وهي أقل من 0.05)= α) في الأداء بين طالبات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة لمهارات التخيل ولصالح المجموعة التجريبية, مما يشير إلى فاعلية نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التخيل لدى طالبات الصف الرابع الأساسي, وبمقارنة هذه النتيجة مع الدراسات المشابهة مثل دراسة (عتيلي ونصر, 2015) التي توصلت إلى وجود فروق دالة إحصائيًا بين أداء طالبات المجموعتين التجـريبيتين علـى مهـارات التخيّل لصـالح المجموعـة التجريبيـة الأولـى, وبهذا يمكن رفض الفرضية الصفرية الثانية والتي تنص على: “لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05= α) بين علامات المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في استخدام نموذج الصف المفتوح على اختبار تنمية مهارات التخيّل لدى طلبة الصف الرابع الأساسي في مقرر التربية الاجتماعية والوطنية في الأردن”.

وهناك عامل أسهم في فاعلية استراتيجية نموذج الصف المفتوح في تنمية مهارات التخيل وهو أن  الباحثة قامت بتنفيذ الاستراتيجية بنفسها, وقد تعزى هذه النتيجة إلى الاستراتيجية بنفسها, ولعل حماسة الباحثة وحرصها على الالتزام بكل خطوة من خطوات تنفيذ الاستراتيجية أثناء التنفيذ قد لعب دوراً في ذلك الأثر الإيحابي, ولذلك يجب على من يرغبون في تطبيق نموذج الصف المفتوح أن  يعملوا على تنفيذه بدافعية عالية, وقد تعزى أيضاً إلى نموذج التدريس هذا بمثابة أسلوب للتعلم من خلال اللعب والانخراط بالبيئة المجاورة من خلال الرحلات التخيلية والتعزيز الفظي وتوظيف نظام متعدد الحواس.

 

التوصيات والمقترحات:

في ضوء نتائج هذه الدراسة يمكن تقديم التوصيات والمقترحات الآتية:

  1. تدريب المعلمين والمعلمات قبل الخدمة وإثنائها على استخدام نموذج الصف المفتوح في الروضات والمدارس الأساسية لأثراء خبرات الطلاب.
  2. زيادة الاهتمام بالتخطيط لبرامج تدريبية تساهم في تعريف المعلمات عن نموذج الصف المفتوح, الذي يسهم في التأثير الايجابي في جعل الطالبات محور العملية التعليمية من خلال مشاركتهم الفاعلة في المناقشة والاستفسار واقتراح الحلول.
  3. إجراء دراسات أخرى مماثلة للدراسة الحالية لدراسة أثر نموذج الصف المفتوح لدى طلبة الصف الرابع على متغيرات أخرى مثل الجنس و مهارات التفكير والتحصيل.

قائمة المراجع

أولاً/ المراجع بالعربية:

  • أبو سنينة، عودة عبد الجواد (2011). القيم التربوية لمعلمي التربية الاجتماعية والوطنية في الصفوف الأساسية لمدارس الغوث للاجئين الفلسطينيين في الأردن. مجلة شؤون اجتماعية، 112 ، ص ص77-47.
  • حمودة، مثلى ابراهيم (2013). أثر استخدام استراتيجية التخيّل في تدريس مادة التربية الإسلامية على تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى طالبات المرحلة الأساسية في مدارس وكالة الغوث الدولية واتجاهاتهن نحوها. أطروحة دكتوراه غير منشورة، الجامعة الأردنية، عمان، الأردن.
  • الدبوس، جواهر (2002). القاموس التربوي، الكويت: مجلس النشر العلمي.
  • السكران، محمد (2000). أساليب تدريس الدراسات الاجتماعية. عمان: دار الشروق.
  • السيوف، أحمد علي (2009). أثر التدريس باستراتيجية التخيّل الموجه في تنمية مهارات الاتصال وحل المشكلات لدى أطفال الروضة في الأردن. أطروحة دكتوراه غير منشورة، جامعة عمان العربية للدراسات العليا، عمان، الأردن
  • صواوين, راشد ((2004. تنمية مهارات التواصل الشفوي (التحدث والاستماع). القاهرة: ايتراك للنشر والتوزيع.
  • العبيدات، محمد علي (2010). تقييم كتب التربية الاجتماعية والوطنية للصف الثامن الأساسي من وجهة نظر المعلمين في محافظة مأدبا. رسالة ماجستير. كلية التربية. جامعة مؤتة.
  • عتيلي, تقوى عفيف ونصر حمدان علي (2015). أثر تدريس التربية الإسلامية باستراتيجية السرد القصصي الشفوي والإلكتروني في تحسين مهارات التخيّل لدى طالبات المرحلة الأساسية في الأردن. المجلة الأردنية في العلوم التربوية، مجلد 11، عدد4 ، 2015، 525 -537.
  • عريفج, سامي وأبو طه, منى (2001). برامج طفل ما قبل المدرسة. عمان: دار الفكر.
  • فرماوي, محمد, والمجادي, حياة (1999). مناهج وطرق تدريس رياض الأطفال وتطبيقاتها العملية. الكويت: مكتبة الفلاح.
  • القاضي، هيثم ممدوح (2011). أثر تدريس اللغة العربية باستخدام استراتيجية التعلم المتمازج في تنمية مهارات التواصل اللفظي لدى طلبة الصف السابع الأساسي في الأردن. مجلة الأكاديمية للدراسات الاجتماعية والإنسانية– العدد7 – 2011، ص ص 14-3.
  • قطامي، يوسف (2011). نماذج التدريس. (ط.(1. عمان: دار وائل.
  • المراغي، السيد (1994). اتجاهات حديثة في تدريس العلوم. المدينة المنورة: دار الزمان.
  • اليتيم, عزيزة (2010). الأسلوب الإبداع في تعليم طفل ما قبل المدرسة. (ط.1). الرياض: مكتبة الفلاح.

ثانياً/ المراجع بالإنجليزية:

  • Leahy, Wayne & Sweller, John. (2004). Cognitive load and the imagination effect, Cognitive Psychology. 18, (1), 857-875.

The Effect Of Using The Open Class Model In Developing Communication And Visualization Skills Among The Fourth Grade Students In The Social And National Education Course In Jordan

ABSTRACT: This study aimed at measuring the effect of using the open class model in developing communication and imagination skills among the fourth graders in social and national education in Jordan.

The quasi – experimental design was used by applying pre – and – post test.

Participants of the study consisted of fourth graders at Ateka Bint Abduimottalib school , the academic year 2017/2018.

The participants were randomly divided in to two groups: section (A) of (45) female students as the control group, and section (B) of (45) female students as the experimental group.

Two instruments were developed to collect data, the first one was developed to measure the communication skills, and the second one was a test to measure the development of imagination skills after verifying validity and reliability.

The results of the data analysis revealed that there was a statistically significant difference in the general averages of the female students’ grades applying the test of the development of communication skills in the two groups which came in favor of the experimental group as the general average was (21.91) while the general average of the control group was (14.02), applying the test of the development of imagination skills it has also shown a statistically significant difference in the general averages of the female students’ grades between the two groups which came in favor of the experimental group as the general average was (21.78) while the general average of the control group was (21.53).

In the light of these results, some recommendations were formulated, most important of which was to conduct training workshops by educational supervisors to increase interest in teaching models, which in turn will have positive effect of mating students the focus of the educational process through achier participation of the students in discussion and inquiry, with training them to propose solutions though working on open class strategies in teaching social and national education altogether with the rest of curriculum.

Keywords: Teaching Model. Open Classroom. Communication. Imagination. Social and national education.

لتحميل البحث كامل المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث