مجلة العلوم التربوية و النفسية

الميول المهنية لدى عينة من المراهقين بمدينة إربد في ضوء بعض المتغيرات – دراسة مقارنة بين المراهقين الصم والعاديين –

الميول المهنية لدى عينة من المراهقين بمدينة إربد في ضوء بعض المتغيرات
– دراسة مقارنة بين المراهقين الصم والعاديين –

رافع مساعده

قسم الإرشاد النفسي والتربوي والتربية الخاصة || كلية العلوم التربوية || جامعة إربد الأهلية  || الأردن

الملخص: هدفت الدراسة إلى التعرف على الميول المهنية لدى المراهقين الصم والعاديين بمدينة إربد في ضوء متغيرات الجنس، وطبيعة المراهقين، ومرحلة المراهقة، والدخل الشهري؛ واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي المسحي، والاستبانة أداةً للدراسة، وتكونت عينة الدراسة من (200) مراهقاً ومراهقة. وبالمعالجة الإحصائية ببرنامج (SPSS)؛ أظهرت النتائج وجود فروق بين الجنسين في الميول المهنية، حيث حصل الذكور على متوسط (3.18) في مقابل (3.07) للإناث،  وكذلك في الميول الواقعية والتحليلية والتجارية كانت أعلى لدى الذكور، بمتوسطات (3.04؛ 4.16؛ 2.91) على التوالي؛ في مقابل (2.72؛ 4.03؛ 2.79) للإناث، والميول الاجتماعية والتقليدية والفنية كانت أعلى لدى الإناث بمتوسطات (2.48؛ 4.28؛ 2.75) على التوالي؛ في مقابل (2.15؛ 4.01؛ 2.21) للذكور، وأظهرت النتائج وجود فروق بين المراهقين الصم والعاديين في الميول المهنية، فالميول التحليلية والتجارية والتقليدية كانت أعلى لدى المراهقين العاديين، والميول الاجتماعية والفنية كانت أعلى لدى المراهقين الصم، باستثناء الميول الواقعية لم يكن هناك فروق. كما كشفت النتائج وجود فروق في الميول المهنية لدى المراهقين الصم والعاديين تعزى لمرحلة المراهقة لصالح مرحلة المراهقة المتوسطة والمتأخرة، وأظهرت النتائج وجود فروق في الميول المهنية لدى المراهقين الصم والعاديين تعزى لمتغير الدخل الشهري لصالح الدخل الشهري (أكثر من 751 دينار). وفي ضوء النتائج؛ تم التوصية بجملة من التوصيات المفيدة في التعامل مع هذه الشريحة.

الكلمات الافتتاحية: الميول المهنية، الفروق بين الجنسين، المراهقين الصم، الدخل الشهري.

المقدمة:

تعتبر مرحلة المراهقة مرحلة يواجه فيها الأفراد مهمات عديدة، ومن هذه المهام كيفية التكيف مع الآخرين المحيطين بهم، الأمر الذي يؤدي بهم إلى تغييرات عديدة، وقد تؤدي هذه التغييرات إلى انتقال المراهقين إلى حالة من الوعي الذاتي لمقارنة أنفسهم بالآخرين من حولهم في بيئات اجتماعية مختلفة، هذه التغييرات تخلق العديد من التحديات الإضافية لدى المراهق وخاصة المراهقين الصم (Blakemore & Mills, 2014). حيث تعرف المراهقة بأنها مرحلة انتقالية ينتقل فيها الفرد من التطور البدني والنفسي- التي تحدث عادة خلال الفترة من البلوغ إلى سن الرشد-، حيث تبدأ التغييرات في الأشكال الجسدية والنفسية والمهنية وغيرها في وقت مبكر. فهي مرحلة تشمل العديد من الأمور كالتعليم والميول المهنية والتدريب (Adler, Rosenfeld, Proctor & Winder, 2012).

وتعتبر سنوات المراهقة تحديا للمراهقين الصم، إذ يواجهون العديد من المشكلات المعقدة التي تتطلب بعض المهارات في المجالات المختلفة، فالآباء الذين يعانون من إعاقة سمعية لا يسمحون لأبنائهم من الانتقال إلى الاستقلال؛ خوفاً من أن يتعرضوا للأذى الجسدي والنفسي والاجتماعي وغيره. فهناك فئتان من الأفراد الذين لديهم فقدان في السمع: 1. الأفراد الذين يولدون ولديهم صعوبة في السمع أو الصمم؛ 2. الأفراد الذين يعانون من فقدان السمع في وقت لاحق من مراحل حياتهم، فلكل واحدة من هاتين الفئتين تحديات ومشكلات تميزها على الأخرى (Sexton, 2017).

ففي أمريكا يولد فرد من كل 1000؛ بنوع من فقدان السمع، فهم يجدون أنفسهم حالة استثنائية وفريدة من نوعها، الأمر الذي يضيف مستوى من التعقيد لنضالهم للوصول إلى التنمية الشخصية، فالتغييرات والعلميات الإضافية لهؤلاء المراهقين الصم تختلف بطبيعتها عن المراهقين الطبيعيين، فأسر المراهقين الصم تواجه قرارات صعبة لا تواجهها الأسر التي تخلو من ضعاف السمع، فآباؤهم يتعين عليهم اتخاذ القرارات المتعلقة بحياة الأصم وخصوصاً عند انتقاله لمرحلة المراهقة (Crone & Dahl, 2012). كما تشير تقارير المسح الاسترالي للسمع (Australian Hearing, 2013) أن 12 فرداً من بين كل 10000 فرد يولدون ولديهم مشاكل من المعتدلة إلى الشديدة في الأذن، وأن 23 فرداً من بين كل 10000 يحصل لديهم إعاقة سمعية ناتجة عن الحوادث أو الأمراض … الخ، كما أن 14% من المراهقين الصم لديهم مشكلات في الصحة النفسية.

وتبلغ نسبة انتشار صعوبات السمع بين الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن 8.4%، وأن صعوبات السمع تنتشر لدى الذكور أكثر منها عند الإناث حيث شكلت عند الذكور56.3% والإناث 43.7%، كما أن نسبة انتشار صعوبات السمع كانت للأشخاص في الفئة العمرية 65 سنة فأكثر وبلغت 46.3%، تلاها من يقعون في الفئة العمرية 45-64 بنسبة 31.6% (المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين، 2015).

ويعرف الصم على أنهم مجموعة من الأفراد الذين يعانون من صمم عميق واعتبار أنفسهم ضعفاء السمع (Peper & Dahl, 2013). حيث يمتاز الصم بالعديد من الخصائص الاجتماعية والنفسية التي تميزهم عن غيرهم، فهم يجدون صعوبات في الاتصال اللفظي لإقامة علاقات اجتماعية، كما أنهم يحاولون تجنب مواقف التفاعل الاجتماعي في مجموعة، ويميلون إلى العزلة؛ نتيجة لإحساسهم بعدم المشاركة أو الانتماء إلى الأفراد الآخرين، وحتى في ألعابهم يميلون إلى الألعاب الفردية التي لا تتطلب مشاركة جماعية. كما أن النضج المهني والاجتماعي للأفراد الصم يسير بمعدل أبطأ منه لدى الأفراد العاديين (Knoors & Marschark, 2014).

ويصنف الأفراد الصم تبعا للعديد من العوامل- سواء كانت وراثية أو بيئية-، ومن هذه التصنيفات ما يلي:

  1. التصنيف حسب طبيعة وموقع الإصابة؛ ومنها الفقدان السمعي التوصيلي الذي ينشأ من تشوهات خلقية في القناة السمعية أو التعرض للالتهابات، حيث يحول دون نقل الموجات الصوتية إلى الأذن الداخلية. الفقدان السمعي الحس عصبي والذي ينشأ عن أسباب مرضية، الأمر ينتج عن خلل في الأذن الداخلية أو العصب السمعي مما يؤدي إلى عدم تحويل موجات الصوت إلى شحنات كهربائية داخل القوقعة. الفقدان السمعي المختلط وهو أن الفرد المصاب بهذا النوع يجمع بين فقدان سمعي توصيلي وفقدان سمعي حس عصبي في الوقت نفسه. فقدان السمعي المركزي وهو ينتج عن خلل في الممرات السمعية في جذع الدماغ أو المراكز السمعية.
  2. التصنيف حسب العمر: ومنها صمم ما قبل تعلم اللغة الذي يحدث في عمر مبكر من حياة الفرد، حيث يتم تعلم اللغة من خلال حاسة البصر، ويطلق عليهم الصم البكم. وصمم ما بعد تعلم اللغة وهم الذين فقدوا السمع بعدما اكتسبوا اللغة، وهم يطلق عليهم الصم (الجوالدة، 2012). وهناك العديد من العوامل المرتبطة بالصحة النفسية لدى المراهقين الصم، ومنها: الذكاء، ضعف التواصل بين الأقران، وضعف التواصل مع الوالدين، المشكلات الانفعالية والسلوكية والمهنية. فهذه العوامل ترتفع بحسب شدة الصمم الذي يعاني منه المراهق (Van Gent, Goedhart & Treffers, 2012).

فالمراهقون الصم- من آباء صم- غالباً ما يظهرون أداءاً أكاديمياً أفضل، وصورة ذاتية إيجابية، وأقل اندفاعاً، وأكثر فاعلية (Humphries et al., 2012). بينما يرى تراب-بيتي (Trapp-Petty, 2014) أن المراهقين الصم لديهم جودة حياة أقل، ومستوى أقل من الرضا عن الإحساس الذاتي والميول نحو الأشياء. ويذكر الجوالدة (2012) أن الأصم يعتمد على مدى تأثير فقدان السمع على فهم اللغة والإدراك، وهذا يعني أنه انحراف في السمع يحد من القدرة على التواصل السمعي واللفظي، كما أن الفرد الأصم هو الذي تمنعه إعاقته من اكتساب المعلومات اللغوية عن طريق حاسة السمع باستخدام السماعات الطبية أو بدونها.

حيث تعتبر الميول لدى المراهقين قوة دافعة تساعدهم على اكتساب الخبرات التعليمية، فهي تحدد مواقفهم وسماتهم الشخصية، ومن ثم توجه مسار نموهم وتنميتها (Kumar, 2017)، والميول من أهم العوامل الرئيسية التي تعمل على توجيه الفرد نحو نوعية المجال المهني أو الدراسي الذي يحقق إشباع الحاجات ودوافعه النفسية ويحقق له الرضا والاستقرار المهني، فالميول تعمل على تكوين الفرد وتدفعه إلى الانتباه واستحواذ اهتمامه نحو أمور معينة أو القيام بعمل ما (Rounds & Su, 2014). وتعرف الميول بأنها الرغبة والتفضيلات التي تؤدي إلى التعمق في خبرة ما والاستمرار فيها، والنزعة للبحث عن الأنشطة أو الأشياء التي تحقق قدراً كافياً من الإشباع أو الرضا، وتعرف- أيضاً- بأنها نزعة سلوكية لدى الفرد للانجذاب نحو أمور معينة بمعنى انجذابه واهتمامه أو توجهه نحو شيء معين، يهدف للحصول على شيء له قيمة كامنة بالنسبة له (Kumar, 2017).

وتعتبر الحياة المهنية للفرد عملية تنموية تنطوي على فترات مختلفة من مراحل الحياة، التي تؤدي إلى نتائج تراكمية في التطور الوظيفي (Otta & Williams, 2012)، وتعتمد التفضيلات الشخصية للميول المهنية على تقييم الأنشطة المهنية التي ترتبط بالاستراتيجيات الخاصة بالتدخل للتوجه المهني، ودخل الفرد السنوي، بالإضافة إلى ارتباطها إيجاباً بالاستعداد للقرارات المهنية، والهوية المهنية، والفاعلية الذاتية، والنضج المهني (Huang & Pearce, 2013).

ويشير ناي وآخرون (Nye et al., 2012) إلى أن الميول المهنية ترتبط بشكل كبير بالأداء والمثابرة في الأعمال والسياقات الأكاديمية. فالأفراد ذوي الميول المهنية لديهم القدرة على النجاح في البيئات المهنية، وهي مفيدة في مواجهة التغييرات المهنية خلال فترة المراهقة (Huang & Pearce, 2013)، فهي تساعد على تحديد المهارات التي يفضل الفرد امتلاكها في مراحل النمو المهني، وهي سمة من سمات الشخصية التي ترتبط بالإقبال على النواحي والنشاطات في مجالات مختلفة، وتساهم أيضاً- كغيرها من السمات- في تشكيل النضج والميول المهنية، وأن الأفراد يكونون أكثر رضا في حالة عملوا في مهن تتطلب نمطاً من الميول قريباً من سماتهم الشخصية (Bastien, 2014).

وقام هولاند بقياس الميول المهنية من خلال تقسيم التوجهات إلى ستة فروع رئيسية هي: 1. الواقعي: وهو الذي يدل على الأعمال التي تتطلب مجهوداً عضلياً فردياً؛ 2. العقلي: ويدل على الأعمال التي تتطلب مجهوداً عقلياً تؤدى بشكل فردي؛ 3. الاجتماعي: ويدل على الأعمال الجماعية التي تتطلب مساعدة الآخرين وإرشادهم وتخفيف آلامهم؛ 4. التقليدي: ويدل على الأعمال التي تتطلب دقة في الأداء وإتباع التعليمات؛ 5. المغامر: ويدل على الأعمال التي تتطلب قيادة اجتماعية كإدارة المشاريع والمؤسسات وغيرها؛ 6. الفني: ويدل على الأعمال التي تتطلب إبداعاً وقدرة فنية على التعبير الرمزي عما يدور في الذات (عبدالهادي والعزة، 2014).

الدراسات السابقة:

أجرى شارما (Sharma, 2016) دراسة هدفت لمعرفة الفروق بين الجنسين في الميول المهنية لدى عينة من المراهقين في مدينة روهتاك الهندية، واستخدم المنهج المسحي الوصفي؛ تكونت عينة الدراسة من (300) طالباً وطالبة. أظهرت النتائج وجود فروق بين الجسين، حيث الأبعاد الزراعية والبيئية كانت لدى الذكور، بينما الإناث كانت لديهن الأبعاد الفنية والاجتماعية والمنزلية أعلى.

وفي دراسة ديماكاكو ودروسوس (Dimakakou & Drosos, 2016) التي بحثت الميول المهنية لدى عينة من المراهقين في قبرص، واستخدم المنهج المسحي الوصفي؛ وتكونت عينة الدراسة من (3579) طالباً وطالبة. أظهرت النتائج مستوى عالٍ من الميول في كل من: علوم الحاسوب، الرياضيات والعلوم، والزراعة، والإدارة، والاقتصاد، والهندسة، والرياضة، والمهن العسكرية والشرطية، والمهن الفنية. بينما الإناث سجلن مستويات أعلى من الذكور في كل من: الخدمات التعليمية، والعلوم الاجتماعية، والخدمات القانونية، والفنون التصويرية، الصحة وعلم الأحياء، وخدمات العملاء، وعلم الفلسفة.

وتناولت دراسة جينش وهيرشي وسبرك (Jaensch, Hirschi & Spurk, 2016) خصائص الميول المهنية وارتباطها بالتأهيل الوظيفي لدى عينة من المراهقين في سويسرا، واستخدم المنهج المسحي الوصفي؛ وتكونت عينة الدراسة من (239) طالباً. أظهرت النتائج أن التحكم بالمتغيرات الاجتماعية الديمغرافية كشف عن ارتباط إيجابي بين التفاضل والقرار والمشاركة المهنية، كما ارتفعت إيجابياً بمعتقدات الفاعلية الذاتية المهنية والمشاركة المهنية.

وأجرى موريس (Morris, 2016) دراسة هدفت للتعرف على الميول المهنية في الولايات المتحدة، واستخدم المنهج المسحي الوصفي؛ وتكونت عينة الدراسة من (1283) ذكراً وأنثى. أظهرت النتائج أن الذكور كانت ميولهم نحو الجانب التحقيقي والمغامرة، بينما مالت الإناث نحو الجوانب الفنية والاجتماعية، وأن الميول المهنية كانت لدى الأصغر سناً، بينما كانت طفيفة بين عمر (18-22) سنة.

أما دراسة نوروتها وأمبيل (Noronha & Ambiel, 2015) فقد هدفت إلى معرفة مستوى التفاضل بين الميول المهنية لدى عينة من البرازيليين، واستخدم المنهج المسحي الوصفي؛ وتكونت عينة الدراسة من (6824) ذكراً وأنثى. وأظهرت النتائج اختلافاً واضحاً في التفاضل بين الجنسين في الميول المهنية، وفي مقدمتها الفنون والاتصالات، والعلوم البيولوجية والصحية، والعلوم الزراعية والبيئية، والأنشطة البيروقراطية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية والتطبيقية، والترفيه. كما أشارت النتائج إلى أنه كلما زاد العمر ومستوى التعليم زادت القدرة على التفاضل في الميول المهنية.

وفي دراسة براون وكونيس (Brown & Cones, 2015) التي أشارت لمشكلات الصحة النفسية التي يعاني منها المراهقون من ذوي الإعاقة السمعية في استراليا، واستخدم المنهج المسحي الوصفي؛ وتكونت عينة الدراسة من (89) مراهقاً. أظهرت النتائج ارتفاع المشكلات النفسية لدى فاقدين السمع مقارنة مع أقرانهم من ضعاف السمع، وارتباطها بالرفاه الاجتماعي والانفعالي، والجانب المهني من تدريب واختيار.

وقام أندريا-ايلينا (Andreea-Elena, 2014) بدراسة هدفت لمعرفة الدور الجندري في تكوين الميول المهنية والتوجه الوظيفي خلال مرحلة المراهقة بوخارست، واستخدم المنهج المسحي الوصفي؛ وتكونت عينة الدراسة من (88) طالباً وطالبة. أظهرت النتائج عدم وجود فروق بين الجنسين في الميول المهنية أو التوجه الوظيفي.

وأشارت دراسة حيدر وآخرون (Haider, et al., 2014) إلى العوامل التي تؤثر على الميول المهنية لدى عينة من المراهقين، واستخدم المنهج المسحي الوصفي؛ وتكونت عينة الدراسة من (200) مراهقاً ومراهقة. وأظهرت النتائج فروقاً بين الميول المهنية والوضع الاقتصادي والاجتماعي للمراهقين، والمناطق الريفية والحضرية وكان هذا لصالح الآباء ذوي المهن التالية: مدير تنفيذي، تجار، البناء، الفني، الزراعة.

وهدفت دراسة التلاهين (2013) إلى التعرف على أثر أنماط الميول المهنية على النضج المهني لدى عينة من المراهقين في الكرك بالأردن، واستخدم المنهج المسحي الوصفي؛ وتكونت عينة الدراسة من (530) طالباً وطالبة. أظهرت النتائج عدم وجود فروق بين الجنسين في الميول المهنية.

وأشارت دراسة كيليشي وأولاليكان وأولفيمي (Kelechi, Olalekan & Olufemi, 2013) إلى العوامل الأسرية والتربوية التي تحدد القرارات المهنية للمراهقين ذوي الإعاقة السمعية في نيجيريا، واستخدم المنهج المسحي الوصفي؛ وتكونت عينة الدراسة من (77) أسرة و(69) معلما لذوي الإعاقة السمعية. وأظهرت النتائج أن الأسرة لها التأثير الكبير على القرارات المهنية، وأن المعلمين ذوو أهمية إيجابية في هذه القرارات.

وفي دراسة إبراهيم (2012) التي هدفت لمعرفة الميول المهنية لدى طلبة الثانوية من ذوي الاحتياجات الخاصة، واستخدم المنهج المسحي الوصفي؛ وتكونت عينة الدراسة من (139) طالباً وطالبة بمصر. وأظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات الذكور والإناث الصم في الميول المهنية، كما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات الذكور والإناث الصم في الميول المهنية بين من هم أصغر سناً وأكبر سناً، وأظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات الذكور والإناث الصم في الميول المهنية من حيث نوع الإعاقة.

وأجرت أبو زغيله (2014) دراسة هدفت إلى التعرف على مستوى الميول المهنية لدى عينة من المراهقين في بئر السبع، واستخدم المنهج المسحي الوصفي؛ وتكونت عينة الدراسة من (500) طالباً وطالبة. وأظهرت النتائج مستوى متوسط من الميول المهنية، وأن الإناث يتفوقن على الذكور في البيئة العقلية والبيئة التقليدية والبيئة الفنية والمغامرة، بينما ظهرت فروق في الميول تبعاً لمتغير المؤهل العلمي للأب لصالح، وعدم وجود فروق في الميول تبعاً لمتغير المؤهل العلمي للأم.

تنوعت الدراسات السابقة في تناولها للهدف الخاصة بها بين معرفة مستوى الميول المهنية والعوامل المؤثرة في هذه الميول، بالإضافة إلى تناولها لكلا الفئتين (العاديين والصم) من كلا الجنسين. كما تناولت الدراسات متغيرات مختلفة كالعمر والمستوى التعليمي للوالدين.

مشكلة الدراسة وأسئلتها:

يواجه المراهقون- بشكل عام والمراهقون الصم بشكل خاص- تحديات عديدة في الجوانب النفسية والجسدية نحو تطورهم المهني، وخصوصاً في مرحلة الانتقال من المدرسة إلى الدور الوظيفي. كما يواجه المراهقون الصم العديد من المعيقات- سواء كانت بشرية أو مادية أو تعليمية- التي تقف حاجزاً وعائقاً أمام ميولهم المهنية، فهم قد يواجهون صعوبات ناتجة عن عدم قدرتهم على سماع الآخرين، وكسب المعلومات الصحيحة في نفس الوقت. فهناك العديد من العديد من العوامل التي تؤثر على الميول المهنية لدى الأفراد، فاستكشاف الميول المهنية لذوي الإعاقة السمعية جزءاً لا يتجزأ من خطة التطوير الوظيفي التي تعزز التكيف المهني لهؤلاء الصم، ومن هنا نشأت مشكلة الدراسة وهي الميول المهنية لدى عينة من المراهقين الصم بمدينة إربد في ضوء متغيرات الجنس وطبيعة المراهقين ومرحلة المرحلة المراهقة والدخل الشهري، ومن هنا يمكن توضيح وصياغة مشكلة الدراسة في الأسئلة الآتية:

  1. هل هناك فروق بين مدركات الجنسين من المراهقين الصم على أبعاد مقياس الميول المهنية؟
  2. هل هناك فروق بين المراهقين الصم والمراهقين العاديين على أبعاد مقياس الميول المهنية؟
  3. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α ≤ 0.05) في متوسطات تقديرات المراهقين الصم والعاديين؛ على مقياس الميول المهنية تعزى لمتغيري (مرحلة المراهقة، الدخل الشهري)؟

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة الحالية للكشف عن الفروق في الميول المهنية للمراهقين الصم والعاديين في مدينة إربد تبعاً لمتغيرات: الجنس، طبيعة المراهقين، مرحلة المراهقة، الدخل الشهري.

أهمية الدراسة:

تبرز أهمية الدراسة الحالية من أهمية الفئة التي يتم تناولها وهي فئة المراهقين الصم وما لها من خصائص تميزها عن باقي المراهقين من حولهم؛ حيث من المتوقع أن تفيد نتائج الدراسة كالآتي:

  1. العمل على تنمية وتطوير الميول المهنية لدى المراهقين العاديين والصم في هذه المرحلة الحرجة.
  2. مساعدتهم في التعرف على الإمكانات والقدرات الميول التي يمتلكونها ومتطلبات البيئة التي يعيشون فيها عند تخطيطيهم لمستقبلهم التربوي والمهني لاتخاذ القرار المناسب.
  3. ألقاء الضوء على الميول لدى طبيعة المراهقة، ومرحلة المراهقة والدخل الشهري لدى شريحة هامة ومهمشة نوعاً ما.
  4. لفت أنظار القائمين على التوعية والتوجيه المهني للأفراد العاديين والصم للإفادة من نتائجها وتوصياتها.
  5. تطوير برامج إرشادية تربوية لتحسين الميول المهنية لدى هؤلاء المراهقين الصم،
  6. لفت أنظار المعنيين من أولياء الأمور والمدرسين والمرشدين والمربين في توفير البيئة المناسبة لنمو الميول المهنية.
  7. عقد دورات متخصصة في التوجيه والإرشاد المهني للمرشدين النفسيين- بشكل خاص- ضمن المدارس ومراكز الصم والإداريين في المدرسة بشكل عام في كيفية التعامل مع الطلبة وتوعيتهم لاختيار المسار المهني وتعزيز ميولهم.

حدود الدراسة:

  1. الحد الزماني: خلال شهر تشرين الأول من العام 2017م.
  2. الحد المكاني: نادي سمو الأمير علي، ومدرسة الأمل للصم؛ ومدراس لواء قصبة إربد في مدينة إربد بالأردن.
  3. الحد البشري: المراهقين من تتراوح أعمارهم ما بين (12-18) سنة.
  4. المقياس المستخدم في الدراسة ليست أداة تشخيصية وإنما هي وسائل توفر إعطاء مؤشرات للميول المهنية وتتحدد إمكانية تعميم نتائج الدراسة بمدى توافر دلالات صدق وثبات المقياس.

مصطلحات الدراسة:

الميول المهنية:

يعرف لغوياً بأنها الرغبة الجامحة والشديدة من الفرد لاختيار مهنية معينة . أما اصطلاحاً هي تفضيلات الفرد لمهنة أو وظيفة معينة بناءً على تصورات وأفكار معينة أو خصائص شخصية، وهي أحد المظاهر الشخصية التي تصف السمات الشخصية للفرد، والتي تتم تقريرها بناءً على الأنشطة التي يميل الفرد إلى أدائها (مقداد وعبدالله، 2014: 215).

وتعرف إجرائياً بالدرجة التي يحصل عليها المراهق الصم على فقرات المقاييس المستخدمة في الدراسة الحالية.

المراهقين الصم:

 يعرف لغوياً بأنها سدد الأذن وعدم القيام بوظائفها. أما اصطلاحاً هم المراهقين الذين فقدوا القدرة السمعية بشكل تام منذ ولادتهم أو خلال السنوات الأولى من عمرهم، بحيث تزيد عن (90) ديسبل، وهم ليس لديهم القدرة على الكلام وفهم اللغة؛ وبالتالي هم بحاجة إلى خدمات تربوية وتعليمية وتأهيلية في مؤسسات خاصة بذوي الإعاقة السمعية (أبو شعبان، 2016: 57).

 

المراهقين العاديين:

هم المراهقين الذين يمرون بتغييرات مختلفة في النمو الجسمي والفسيولوجي والاجتماعي … الخ، وتتراوح أعمارهم ما بين 12-18 سنة.

مدينة إربد:

هي أحدى مدن الواقعة في شمال المملكة الأردنية الهاشمية، وتمتد حدودها لتصل إلى الحدود السورية. ويبلغ عدد سكانها حوالي 1.700.000 نسمة.

منهجية الدراسة وإجراءاتها

منهجية الدراسة

استخدمت الدراسة المنهج الوصفي، إذ حاولت الدراسة التعرف على الفروق بين الجنسين، وطبيعة المراهقين في الميول المهنية، وفيما إذا كانت هناك فروق تختلف باختلاف مرحلة المراهقة، والدخل الشهري.

مجتمع الدراسة

يتكون مجتمع الدراسة من جميع المراهقين الصم والعاديين في مدينة إربد، وهم المراجعين لنادي سمو الأمير علي للصم، ومدرسة الأمل للصم؛ ومدارس لواء قصبة إربد.

عينة الدراسة

تكونت عينة الدراسة من (200) مراهقاً ومراهقة منهم (100 مراهقاً أصماً، و100 مراهقاً عادياً)، تم اختيارهم بالطريقة القصدية من خلال اختيار نادي سمو الأمير علي ومدرسة الأمل للصم؛ ومدارس لواء قصبة إربد.

متغيرات الدراسة:

المتغيرات المستقلة:

  1. الجنس وله فيئتان (ذكر، والأنثى).
  2. طبيعة المراهقين ولها فيئتان (الصم، العاديين).
  3. مرحلة المراهقة ولها ثلاث فئات (المراهقة المبكرة، المراهقة المتوسطة، المراهقة المتأخرة).
  4. الدخل الشهري وله أربع فئات (أقل من 250 دينار، 251-500 دينار، 501-750 دينار، اكثر من 751 دينار).

المتغيرات التابعة:

  1. الميول المهنية وتتشمل على ستة أبعاد هي (الميول الواقعية، والميول التحليلية، والميول التجارية، والميول التقليدية، والميول الفنية، والميول الاجتماعية). وجدول (1) يبين توزيع أفراد العينة على متغيرات الدراسة.

 

جدول (1): توزيع أفراد العينة على متغيرات الدراسة

الجنس
المتغيرات أنثى النسبة % ذكر النسبة % المجموع النسبة %
طبيعة المراهقين الصم 50 25 50 25 100 50
العاديين 50 25 50 25 100 50
المجموع 100 50 100 50 200 100
 

مرحلة المراهقة

المبكرة 24 18.5 26 13 50 31.5
المتوسطة 37 12 31 15.5 68 27.5
المتأخرة 39 19.5 43 21.5 82 41
المجموع 100 50 100 50 200 100
 

الدخل الشهري

أقل من 250 دينار 18 9 14 7 32 16
256-500 دينار 33 16.5 37 18.5 70 35
501-750 دينار 37 18.5 41 20.5 78 39
أكثر من 751 دينار 12 6 8 4 20 10
المجموع 100 50 100 50 200 100

أدوات الدراسة

مقياس الميول المهنية:

قام الباحث بالرجوع إلى الأدب والدراسات السابقة المتعلقة بالميول المهنية، كدراسة المسعود وطنوس (2015)، ودراسة إبراهيم (2012)، ودراسة عياد (2011) وهو الصورة المعربة لمقياس هولاند للميول المهنية (Holland, 1985)، ويرى الباحث أنه من الأفضل استخدام المقياس المستخدم في دراسة عياد (2011). حيث يتكون المقياس من (48) فقرة موزعة على ستة أبعاد هي: الميول الواقعية، والميول التحليلية، والميول التجارية، والميول التقليدية، والميول الفنية، والميول الاجتماعية. بحيث يشمل كل بُعد على (8) فقرات.

صدق المقياس:

قام الباحث بالتحقق من صدق المحتوى بعرض المقياس بصورته الأصلية على مجموعة من المحكمين بلغ عددهم (7) محكمين من ذوي الاختصاص في التربية وعلم النفس بجامعة إربد الأهلية، للتأكد من مدى مناسبة فقرات المقياس للفئة العمرية التي سوف تتطبق عليها الدراسة، حيث أجمع المحكمون على الفقرات بنسبة (80%)، وهذه النسبة يمكن الاعتماد عليها لإجراء الدراسة. كما قام الباحث باستخراج صدق البناء للمقياس بتطبيقه على عينة استطلاعية مكونة من (30) مراهقاً ومراهقة من خارج عينة الدراسة، ومن ثم حسبت قيم معاملات الارتباط المصحح للفقرات مع المقياس، كما هو مبين في جدول (2).

 

 

 

 

جدول (2) :قيم معاملات الارتباط (المصحح) لفقرات مقياس الميول المهنية

الميول الواقعية الميول التحليلية الميول الاجتماعية الميول التجارية الميول التقليدية الميول الفنية
الفقرة الارتباط الفقرة الارتباط الفقرة الارتباط الفقرة الارتباط الفقرة الارتباط الفقرة الارتباط
1 0.71 1 0.55 1 0.68 1 0.83 1 0.49 1 0.36
2 0.49 2 0.84 2 0.57 2 0.43 2 0.79 2 0.74
3 0.64 3 0.79 3 0.81 3 0.70 3 0.64 3 0.85
4 0.52 4 0.37 4 0.77 4 0.68 4 0.82 4 0.69
5 0.38 5 0.44 5 0.64 5 0.57 5 0.54 5 0.73
6 0.80 6 0.56 6 0.58 6 0.76 6 0.40 6 0.52
7 0.66 7 0.61 7 0.63 7 0.37 7 0.61 7 0.47
8 0.57 8 0.69 8 0.49 8 0.52 8 0.72 8 0.66

 

يلاحظ من الجدول (2) أن أعلى وأدنى قيم معاملات ارتباط فقرات المقياس تراوحت  كالتالي: ففي بُعد الميول الواقعية (0.38-0.80)، وفي بُعد الميول التحليلية (0.37-0.84)، وفي بُعد الميول الاجتماعية (0.49-0.81)، وفي بُعد الميول التجارية (0.37-0.83)، وفي بُعد الميول التقليدية (0.40-0.82)، وفي بُعد الميول الفنية (0.36-0.85). وجميعها قيم دالة إحصائياَ. وقد اعتمد الباحث معياراً لقبول الفقرة بأن لا يقل معامل ارتباطها بالبُعد عن (0.30).

ثبات المقياس:

قام الباحث بالتحقق من ثبات المقياس بطريقتين: الأولى من خلال تطبيقه على عينة استطلاعية بلغت (30) مراهقا ومراهقة، وتم حساب معامل الاتساق الداخلي كرونباخ ألفا للأبعاد، حيث تراوحت هذه القيم بين (0.69-0.86) والأداة ككل بلغت (0.78)، والطريقة الثانية ثبات الاستقرار بتطبيقه على نفس العينة الاستطلاعية، وتم إعادة تطبيقه بعد أسبوعين من التطبيق الأول، وتراوحت هذه القيم بين (0.76-0.91)، والأداة ككل بلغت (0.83). ويرى الباحث أن هذه القيم مناسبة لاستخدام القائمة لأغراض الدراسة الحالية، وجدول (3) يظهر ذلك.

جدول (3) : معامل الاتساق الداخلي حسب معادلة كرونباخ ألفا لمقياس الميول المهنية وأبعاده وثبات الإعادة

البُعد الميول الواقعية الميول التحليلية الميول الاجتماعية الميول التجارية الميول التقليدية الميول الفنية المقياس ككل
كرونباخ ألفا 0.81 0.69 0.74 0.86 0.85 0.73 0.78
ثبات الإعادة 0.84 0.76 0.79 0.90 0.91 0.78 0.83

تصحيح المقياس:

يتكون المقياس من (48) فقرة، مكون من تدريج خماسي وهو (5= عالية جداً، 4= عالية، 3= متوسطة، 2= منخفضة، 1= منخفضة جداً)، وتتراوح الدرجة الكلية على المقياس بين (48-240) درجة، بينما كل بُعد من الأبعاد فيتراوح بين (8-40) درجة.

إجراءات الدراسة:

تم توزيع المقاييس على عينة من المراهقين الصم المتواجدين بنادي سمو الأمير علي ومدرسة الأمل للصم، والمراهقين العاديين في مدارس لواء قصبة إربد في مدينة إربد خلال شهر تشرين الأول من عام 2017، وقُدمت لهم فكرة عامة عن أهداف الدراسة وأهميتها، ووضحت التعليمات المتعلقة بالمقاييس المستخدمة. وأُكد لهم أن مشاركتهم طوعية، وأن البيانات التي سيدلون بها ستعامل بسرية تامة، وقد احتاج الطلبة لملء المقاييس حوالي 30 دقيقة.

المعالجات الإحصائية:

لتحديد الفروق بين الجنسين وطبيعة المراهقين على كل من مقياس الميول المهنية تم استخدام اختبار- ت (T–test)، ولمعرفة الميول المهنية تبعاً مرحلة المراهقة والدخل الشهري تم استخدام تحليل التباين الاحادي (One Way ANOVA)، وتم استخدام اختبار شيفيه (Scheffe) للمقارنات البعدية.

عرض ومناقشة نتائج الدراسة:

فيما يلي عرض النتائج المتعلقة بكل سؤال من الأسئلة التي حاولت الدراسة الإجابة عنها.

السؤال الاول: هل هناك فروق بين مدركات الجنسين من المراهقين الصم على أبعاد مقياس الميول المهنية؟

لمعرفة ما إذا كان هناك فروق بين الجنسين الصم على أبعاد مقياس الميول المهنية، استخدم اختبار (ت). ويبين جدول (4) المتوسطات والانحرافات المعيارية ونتائج اختبار (ت).

جدول (4): نتائج اختبار (ت) للفروق بين متوسطات درجات الجنسين الصم على أبعاد مقياس الميول المهنية

الأبعاد الجنس المتوسط الحسابي الانحراف المعياري قيمة (t) مستوى الدلالة
الميول

الواقعية

الذكور 3.04 1.01  

6.42

 

0.000**

الإناث 2.72 0.96
الميول

التحليلية

الذكور 4.16 0.93  

5.78

 

0.000**

الإناث 4.03 0.86
الميول

الاجتماعية

الذكور 2.15 1.27  

6.35

 

0.000**

الإناث 2.48 0.97
الميول

التجارية

الذكور 2.91 1.04  

7.01

 

0.000**

الإناث 2.79 0.98
الميول

التقليدية

الذكور 4.01 0.87  

6.51

 

0.001*

الإناث 4.28 0.74
الميول

الفنية

الذكور 2.21 1.12  

6.90

 

0.000**

الإناث 2.75 0.91
عموم الأداة الذكور 3.18 0.87  

4.89

 

0.000**

الإناث 3.07 0.96

0.0001 > P** ; 0.01 > P* .

يظهر من الجدول (4) أن قيمة (ت) لبُعد الميول الواقعية بلغت (6.42)، وبُعد الميول التحليلية بلغت (5.78)، وبُعد الميول التجارية بلغت (7.01) وبدلالة إحصائية (α < 0.0001)، ويتضح من الجدول أن متوسط درجات الذكور أعلى من متوسط درجات الإناث في الأبعاد السابق ذكرها. أما بالنسبة لبُعد الميول الاجتماعية فقد بلغت قيمة (ت) (6.35)، وبُعد الميول الفنية بلغت (6.90) وبدلالة إحصائية (α < 0.0001)، وفي بُعد الميول التقليدية بلغت (6.51) وبدلالة إحصائية (α < 0.01) ويتضح من الجدول أن متوسط درجات الإناث أعلى من متوسط درجات الذكور في الأبعاد السابق ذكرها.

السؤال الثاني: هل هناك فروق بين المراهقين الصم والمراهقين العاديين على أبعاد مقياس الميول المهنية؟

لمعرفة ما إذا كان هناك فروق بين المراهقين الصم والعاديين على أبعاد مقياس الميول المهنية، استخدم اختبار (ت). ويبين جدول (4) المتوسطات والانحرافات المعيارية ونتائج اختبار (ت).

جدول (5): نتائج اختبار (ت) للفروق بين متوسطات درجات طبيعة المراهقين على أبعاد مقياس الميول المهنية

الأبعاد الجنس المتوسط الحسابي الانحراف المعياري قيمة (t) مستوى الدلالة
الميول

الواقعية

الصم 3.17 0.98  

1.51

 

0.215

العاديين 3.01 1.01
الميول

التحليلية

الصم 3.64 0.91  

6.41

 

*0.001

العاديين 3.82 0.88
الميول

الاجتماعية

الصم 3.53 0.78  

5.98

 

**0.000

العاديين 3.18 1.12
الميول

التجارية

الصم 2.98 0.89  

7.53

 

**0.000

العاديين 3.16 0.68
الميول

التقليدية

الصم 3.13 0.76  

4.86

 

*0.001

العاديين 3.79 0.82
الميول

الفنية

الصم 3.48 0.77  

8.97

 

**0.000

العاديين 3.29 0.84
 

عموم الأداة

الصم 3.65 0.89  

7.64

 

**0.000

العاديين 3.91 0.75

0.0001 > P** ; 0.01 > P* .

يظهر من الجدول  (5) أن قيمة (ت) لبُعد الميول الواقعية بلغت (1.51) ويتضح من الجدول عدم وجود فروق بين الصم والعاديين، وفي بُعد الميول التحليلية بلغت (6.41)، وبُعد الميول التقليدية بلغت (4.86) وبدلالة إحصائية (P < 0.01)، وبُعد الميول التجارية بلغت (7.53) وبدلالة إحصائية (P < 0.0001)،  ويتضح من الجدول أن متوسط درجات المراهقين العاديين أعلى من متوسط درجات المراهقين الصم في الأبعاد السابق ذكرها. أما بالنسبة لبُعد الميول الاجتماعية فقد بلغت قيمة (ت) (5.98)، وبُعد الميول الفنية بلغت (8.97) وبدلالة إحصائية (P < 0.0001)، ويتضح من الجدول أن متوسط درجات المراهقين الصم أعلى من متوسط درجات المراهقين العاديين في الأبعاد السابق ذكرها.

السؤال الثالث: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α ≤ 0.05) في متوسطات تقديرات المراهقين الصم والعاديين؛ على مقياس الميول المهنية تعزى لمتغيري (مرحلة المراهقة، الدخل الشهري)؟

للإجابة على تقديرات المراهقين الصم على مقياس الميول المهنية تعزى لمتغير مرحلة المراهقة تم استخدام تحليل التباين الأحادي (One Way ANOVA)، وجدول (5) يبين ذلك

جدول (6) : نتائج تحليل التباين الأحادي لمتوسطات تقديرات المراهقين الصم على مقياس الميول المهنية تعزى لمتغير مرحلة المراهقة

الأبعاد مصدر التباين مجموع المربعات درجة الحرية متوسط المربعات قيمة ف الدلالة الإحصائية
الميول

المهنية

بين المجموعات 2.845 3 0.948 2.237 *0.000
داخل المجموعات 4.215 96 0.044
المجموع 7.060 99      

                            * ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α  ≤ 0.05)

يتبين من الجدول (6) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (α ≤ 0.05) في متوسطات تقديرات المراهقين الصم على مقياس الميول المهنية. ولمعرفة الدلالة الإحصائية لتلك الفروق تم استخدام اختبار شيفيه (Scheffe) للمقارنات البعدية، وجدول (7) يبين ذلك.

جدول (7): نتائج اختبار شيفيه (Scheffe) للمقارنات البعدية لمتوسطات تقديرات المراهقين الصم على مقياس الميول المهنية وحسب متغير مرحلة المراهقة

      المبكرة المتوسطة المتأخرة
الأبعاد مرحلة المراهقة المتوسط الحسابي 3.08 3.38 3.57
الميول

المهنية

المبكرة 3.08   *0.49 *0.67
المتوسطة 3.38     0.18
المتأخرة 3.57      

* ذو دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α ≤ 0.05)

يتبين من جدول (7) وجود فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α ≤ 0.05) بين متوسطي تقديرات المراهقين الصم على الميول المهنية بين مرحلة المراهقة (المبكرة) من جهة، ومرحلة المراهقة (المتوسطة، والمتأخرة) من جهة أخرى ولصالح مرحلة المراهقة (المتوسطة، والمتأخرة).

وللإجابة على تقديرات المراهقين العاديين على مقياس الميول المهنية تعزى لمتغير مرحلة المراهقة تم استخدام تحليل التباين الأحادي (One Way ANOVA)، والجدول (8) يبين ذلك

جدول (8): نتائج تحليل التباين الأحادي لمتوسطات تقديرات المراهقين العاديين على مقياس الميول المهنية تعزى لمتغير مرحلة المراهقة

الأبعاد مصدر التباين مجموع المربعات درجة الحرية متوسط المربعات قيمة ف الدلالة الإحصائية
الميول

المهنية

بين المجموعات 3.142 3 1.047 8.931 *0.000
داخل المجموعات 4.863 96 0.051
المجموع 8.005 99      

                            * ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α  ≤ 0.05)

يتبين من الجدول (8) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (α ≤ 0.05) في متوسطات تقديرات المراهقين العاديين على مقياس الميول المهنية. ولمعرفة الدلالة الإحصائية لتلك الفروق تم استخدام اختبار شيفيه (Scheffe) للمقارنات البعدية، وجدول (9) يبين ذلك.

 

جدول (9): نتائج اختبار شيفيه (Scheffe) للمقارنات البعدية لمتوسطات تقديرات المراهقين العاديين  على مقياس الميول المهنية وحسب متغير مرحلة المراهقة

      المبكرة المتوسطة المتأخرة
الأبعاد مرحلة المراهقة المتوسط الحسابي 3.17 3.42 3.68
الميول

المهنية

المبكرة 3.17   *.0.46 *0.62
المتوسطة 3.42     0.14
المتأخرة 3.68      

* ذو دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α ≤ 0.05)

 

يتبين من الجدول (9) وجود فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α ≤ 0.05) بين متوسطي تقديرات المراهقين العاديين على الميول المهنية بين مرحلة المراهقة (المبكرة) من جهة، ومرحلة المراهقة (المتوسطة، والمتأخرة) من جهة أخرى ولصالح مرحلة المراهقة (المتوسطة، والمتأخرة).

وللإجابة على تقديرات المراهقين الصم على مقياس الميول المهنية تعزى لمتغير الدخل الشهري تم استخدام تحليل التباين الأحادي (One Way ANOVA)، وجدول (10) يبين ذلك

 

جدول (10): نتائج تحليل التباين الأحادي لمتوسطات تقديرات المراهقين الصم  على مقياس الميول المهنية تعزى لمتغير الدخل الشهري

الأبعاد مصدر التباين مجموع المربعات درجة الحرية متوسط المربعات قيمة ف الدلالة الإحصائية
الميول

المهنية

بين المجموعات 3.846 4 0.962 7.218 *0.000
داخل المجموعات 5.183 95 0.055
المجموع 9.029 99      

                            * ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α  ≤ 0.05)

 

يتبين من الجدول (10) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (α ≤ 0.05) في متوسطات تقديرات المراهقين الصم على مقياس الميول المهنية، ولمعرفة الدلالة الإحصائية لتلك الفروق تم استخدام اختبار شيفيه (Scheffe) للمقارنات البعدية، وجدول (11) يبين ذلك.

 

 

 

 

جدول (11): نتائج اختبار شيفيه (Scheffe) للمقارنات البعدية لمتوسطات تقديرات المراهقين الصم على مقياس الميول المهنية وحسب متغير الدخل الشهري

      أقل من 250 دينار 256 – 500 دينار 501 – 750 دينار أكثر من 751 دينار
الأبعاد الدخل الشهري المتوسط الحسابي 3.05 2.99 3.28 3.47
الميول

الاجتماعية

أقل من 250 دينار 3.05   0.19 0.12 *0.51
256 – 500 دينار 2.99     0.09 *0.37
501 – 750 دينار 3.28       0.17
أكثر من 751 دينار 3.47        

* ذو دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α ≤ 0.05)

 

يتبين من الجدول (11) وجود فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α ≤ 0.05) بين متوسطي تقديرات المراهقين الصم على مقياس الميول المهنية بين الدخل الشهري (أقل من 250 دينار) من جهة، والدخل الشهري (أكثر من 751 دينار) من جهة أخرى ولصالح الدخل الشهري (أكثر من 751 دينار). كما يتبين وجود فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α ≤ 0.05) بين متوسطي تقديرات المراهقين الصم على مقياس الميول المهنية بين الدخل الشهري (256-500 دينار) من جهة، والدخل الشهري (أكثر من 751 دينار) من جهة أخرى ولصالح الدخل الشهري (أكثر من 751 دينار).

للإجابة على تقديرات المراهقين العاديين على مقياس الميول المهنية تعزى لمتغير الدخل الشهري تم استخدام تحليل التباين الأحادي (One Way ANOVA)، وجدول (12) يبين ذلك

 

جدول (12): نتائج تحليل التباين الأحادي لمتوسطات تقديرات المراهقين العاديين على مقياس الميول المهنية تعزى لمتغير الدخل الشهري

الأبعاد مصدر التباين مجموع المربعات درجة الحرية متوسط المربعات قيمة ف الدلالة الإحصائية
الميول

المهنية

بين المجموعات 2.987 4 0.747 8.548 *0.000
داخل المجموعات 4.868 95 0.051    
المجموع 7.855 99      

                            * ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α  ≤ 0.05)

 

يتبين من الجدول (12) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (α ≤ 0.05) في متوسطات تقديرات المراهقين العاديين على مقياس الميول المهنية، ولمعرفة الدلالة الإحصائية لتلك الفروق تم استخدام اختبار شيفيه (Scheffe) للمقارنات البعدية، وجدول (13) يبين ذلك.

 

جدول (13): نتائج اختبار شيفيه (Scheffe) للمقارنات البعدية لمتوسطات تقديرات المراهقين العاديين على مقياس الميول المهنية وحسب متغير الدخل الشهري

      أقل من 250 دينار 256 – 500 دينار 501 – 750 دينار أكثر من 751 دينار
الأبعاد الدخل الشهري المتوسط الحسابي 2.87 2.79 3.03 3.12
الميول

المهنية

أقل من 250 دينار 2.87   0.11 0.09 *0.48
256 – 500 دينار 2.79     0013 *0.39
501 – 750 دينار 3.03       0.16
أكثر من 751 دينار 3.12        

* ذو دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α ≤ 0.05)

يتبين من الجدول (13) وجود فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α ≤ 0.05) بين متوسطي تقديرات المراهقين العاديين على مقياس الميول المهنية بين الدخل الشهري (أقل من 250 دينار) من جهة، والدخل الشهري (أكثر من 751 دينار) من جهة أخرى ولصالح الدخل الشهري (أكثر من 751 دينار). كما يتبين وجود فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α ≤ 0.05) بين متوسطي تقديرات المراهقين العاديين على مقياس الميول المهنية بين الدخل الشهري (256-500 دينار) من جهة، والدخل الشهري (أكثر من 751 دينار) من جهة أخرى ولصالح الدخل الشهري (أكثر من 751 دينار).

مناقشة النتائج:

أظهرت النتائج أن الميول الواقعية والتحليلية والتجارية كانت أعلى لدى الذكور مما هي لدى الإناث، حيث يعزو الباحث هذه النتيجة إلى أن الذكور بشكل عام لديهم قوة بدنية تجعله قادراً على القيام بالأعمال التي تتطلب مجهوداً عضلياً، وأن الطبيعة الفسيولوجية للذكور التي تحتوي على بعض الهرمونات التي تجعل منهم قادرين على تحمل هذا النوع من الأعمال. كما أن الذكور يميلون لاتخاذ أمور حياتهم من خلال التركيز على الجانب العقلي في تحليل الأمور، والوقوف على المشكلات وحلها للوصول إلى الهدف المطلوب، على العكس من الإناث اللواتي يملن إلى تغليب الجانب العاطفي على الجانب العقلي، وهذه خاصية تميز الإناث عن الذكور. وأن الذكور هم من يمتلكون أغلب المناصب القيادية والإدارية ولديهم القدرة على المغامرة في إدارة الأمور وخصوصاً في مجتمعنا العربي الذي يميل إلى التفوق الذكوري بهذا الجانب وأن كل شيء تحت سيطرتهم ونفوذهم.

بينما أظهرت النتائج تفوق الإناث على الذكور في الميول الاجتماعية والتقليدية والفنية، حيث يعزو الباحث هذه النتيجة إلى الجوانب الشخصية التي تتحلى بها الإناث من مودة وتراحم وسيادة الروح الجماعية، فهن يعشن حياة مشتركة مع بعضهن لذلك يستطعن العيش بشكل متناغم فيما بينهن، ولديهن محبة الآخرين ومساعدتهم وتكوين علاقات اجتماعية واستثمارها من أجل اكتساب مهارات وخبرات جديدة مستقبلاً. وأن الإناث يملن أكثر من الذكور في حسن الإصغاء واتباع التعليمات بدقة، والانتباه وإتمام الواجبات وحسن التنظيم، ولديهن قدرات ضبط النفس والانضباط الذاتي الأمر الذي يجعلهن أكثر قدرة على فهم التعليمات وأداء الواجبات. وأن غالبية الإناث لديهن القدرة في التعبير عن ذواتهن والتعبير عن مشاعرهن الخاصة بواسطة الحديث مع غيرهن. وتتفق نتيجة هذه الدراسة مع دراسة (Sharma, 2016) التي أشارت إلى وجود فروق بين الجنسين، حيث الأبعاد الزراعية والبيئية كانت لدى الذكور، بينما الإناث كانت لديهن الأبعاد الفنية والاجتماعية والمنزلية أعلى. ودراسة (Morris, 2016) التي أشارت إلى أن الذكور كانت ميولهم نحو الجانب التحقيقي والمغامرة، بينما الإناث ملن نحو الجوانب الفنية والاجتماعية. ودراسة (Noronha & Ambiel, 2015) التي أشارت إلى اختلاف واضح في التفاضل بين الجنسين في الميول المهنية. وفي دراسة إبراهيم (2012) التي أشارت لوجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات الذكور والإناث الصم في الميول المهنية. ودراسة أبو زغيله (2014) التي أشارت إلى أن الإناث يتفوقن على الذكور في الميول التقليدية والميول الفنية. وتختلف نتيجة هذه الدراسة مع دراسة ندريا-ايلينا (Andreea-Elena, 2014) ودراسة التلاهين (2013) اللتان أشارتا لعدم وجود فروق بين الجنسين في الميول المهنية. ودراسة أبو زغيله (2014) التي أشارت إلى أن الإناث يتفوقن على الذكور في الميول العقلية وميول المغامرة.

وأظهرت النتائج أن الميول التحليلية والتجارية والتقليدية كانت لدى المراهقين العاديين أعلى، حيث يعزو الباحث هذه نتيجة إلى عدم اهتمام المراهقين الصم بهذه الميول وعدم التعرف على مطالب وقدرات واستعدادات هذه الميول، وهذا يعود إلى البيئة الاجتماعية التي تعمل على ترسيخ صورهم بأدوارهم المهنية المقبولة فيه. فالمراهقين العاديين يسعون إلى التميز في ذلك وإظهار أنفسهم. كما أن ذلك يرجع ذلك إلى الشعور بالتقبل ممن حوله في الأسرة والمدرسة والمجتمع، وتحقيق نمو التوازن الانفعالي، وعدم التدخل من قبل الآخرين في اختيار المجال المهني الذي سيعده للمهنة التي سيكسب بها عيشه، بالإضافة إلى تعويده على تحمل المسئولية وإتاحة الفرصة لممارستها حتى يتعلم كيف يخدم نفسه ويخدم البيئة المحيطة به، كما يتم تشجيعه على تكوين علاقات جديدة مع جماعة الأصدقاء، وتعويده عن الاستقلال العاطفي عن الوالدين والبيئة المحيطة به. أما تفوق المراهقين الصم في الميول الاجتماعية والفنية إلى الحافز اللاشعوري الذي يتكون لدى المراهقين الصم والذي يدفعهم لبذل مجهودات أكبر لتحقيق التفوق والنجاح المهني للحصول على مكانة مهنية مرموقة بالمجتمع وأثبات ذواتهم، وإدراكهم بأنهم كلما ازدادوا تفوقاً كلما نجحوا وارتقوا اجتماعياً، هذا بالإضافة إلى تفوقهم في الخبرات الاستكشافية والتعبير عما يدور في الذات التي تتسق وتتوافق مع الفرص المهنية المتاحة في المجتمع، والقيم الشخصية التي يمتلكونهم يصبح قادرين على بناء أهداف أكثر واقعية ويعملوا من أجل تحقيقها في مراحل لاحقة.

ويعزو الباحث هذه النتيجة إلى أن المراهقين في مرحلة المراهقة المتوسطة والمتأخرة أكثر تفهماً ووعياً للميول المهنية، وبالتالي مستوى الميول المهنية سيكون أكبر مقارنة بالمراهقين في مرحلة المراهقة المبكرة، بسبب قلة حصول هذه الفئة من المراهقين على المعلومات أو المهارات الخاصة بالميول المهنية، بالإضافة إلى ضعف التواصل الفعال لهؤلاء المراهقين وتزويده ببعض مهارات ومعلومات الخاصة بالميول المهنية وعدم التحقق من مدى توافرها لدى المراهق. كما أن عدم تحقيق التوازن المعرفي الموجود عند المراهق وخاصة فيما يتعلق بالميول المهنية. ويمكن أن يعود ذلك إلى دور الأسرة اللذان يمكن أن يسهمان بالتربية الشخصية المهنية للمراهقين وإعدادهم لتحقيق الميول المهنية السليمة. وتقوم المدرسة والمراكز الخاصة بالصم بتوسيع أُفق المراهقين حول المهن عبر الأفلام، ووسائل إيضاح مختلفة. ويستطيع المرشد أن يتلمس في هذه المرحلة بدايات الميول والاتجاهات المهنية عند المراهق. يمكن أن تترافق هذه المرحلة مع وجود المكتبة المهنية داخل المدرسة والمراكز الخاصة بالصم التي تعمل على تنمية معارفهم وادراكاتهم في هذا الميدان وزرع بذور الدافعية نحو مجال مهني معين، وعكس ذلك يؤثر على الطالب ومستواه المهني.

كما أشارت النتائج إلى أن الميول المهنية كانت لدى أصحاب الدخل الشهري أكثر من (751) دينار، حيث يرى الباحث هذه النتيجة ترجع إلى أن الدخل الشهري المرتفع يسهم في سد بعض التكاليف الطبية والاجتماعية والتربوية والتدريبية للمراهقين بشكل عام والصم بشكل خاص. على العكس من الأسـر ذات الـدخل الشهري التي يقل دخلها عن (700) دينار فقد تعاني فيها الأسر من ضـغطٍ نفـسي أكبـر بـسبب أن المراهق الأصم لديه حاجات ومتطلبـات قد تكلف مبـالغ ماليـة عاليـة فـلا تستطيع هذه الأسر تلبيتها وإفادة ابنها منها. كما إن عجز الأسر عن تامين احتياجات أفراد أسرهم نتيجة لسوء الوضع الاقتصادي الملازم بهم أو نتيجة عوامل البطالة المختلفة قد يؤدي إلى نشوء صراع بين الزوجين وقد تكون في العادة نتائجه سلبية تنعكس على المراهق الصم. ويرى الباحث بأن الأفراد ذوي المستوى الاقتصادي المرتفع قادرين على اختيار أهدافهم ورغباتهم، وما يطمحون إليه من أهداف مستقبلية، وكلما كان المراهق وضعه الاقتصادي أعلى كلما كان قادرا على اختيار أهداف لحياته تقربه من الصحة النفسية وتساعده على تحقيق آماله ورغباته بشكل أفضل من غيره. وتتفق نتيجة هذه الدراسة مع دراسة (Haider et al., 2014) التي أشارت إلى فروق بين الميول المهنية والوضع الاقتصادي والاجتماعي للمراهقين.

التوصيات:

اعتماداً على نتائج الدراسة وتفسيرها، يوصي الباحث بما يلي:

  1. الاهتمام بالميول المهنية لدى الإناث وتوعيتهن للمهن التي تتناسب مع قدراتهن وإمكانياتهن.
  2. دمج المراهقين الصم مع المراهقين العاديين من خلال الأنشطة المهنية تقوم بها المدرسة أو المراكز التي تهتم بالصم.
  3. عقد ورشات تدريبية للآباء الذين يقل مستواهم التعليمي عن دون الثانوية وتوعيتهم فيما يتعلق بالمراهقين الصم وخاصة الجانب المهني.
  4. العمل على تعريف الطلبة بالميول المهنية لدى المراهقين في وقت مبكر بغض النظر عن البيئة الأسرية والاجتماعية التي يأتي منها المراهق.
  5. توفير البرامج والدعم المهني من قبل المدارس والمراكز الخاصة بالصم من ذوي الدخل الشهري المتدني.
  6. القيام بدراسات تتناول الميول المهنية مع متغيرات جديدة كالرعاية وأساليب المعاملة الوالدية لدى أسرى المراهقين الصم.
  7. إجراء دراسات مماثلة للميول المهنية لدى عينات أخرى من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن مناطق جغرافية مختلفة في الأردن.

قائمة المراجع والمصادر:

أولاً: المراجع العربية:

  1. إبراهيم، محسن (2012). الميول المهنية لدى عينة من طلبة المرحلة الثانوية من ذوي الاحتياجات الخاصة. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة القاهرة، القاهرة، مصر.
  2. أبو زغيله، سماح (2014). مستوى الميول المهنية لدى طلبة الصف التاسع في قرى بئر السبع وعلاقته بمستوى الطموح. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة عمان العربية، عمان، الأردن.
  3. أبو شعبان، أسماء (2016). المشكلات السلوكية لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية والعاديين في قطاع غزة. رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الإسلامية، غزة.
  4. التلاهين، فاطمة (2013). أثر أنماط الميول المهنية عند هولاند على النضج المهني لدى طلبة الصف الأول الثانوي في محافظة الكرك. التربية-جامعة الأزهر، 154 (1)، 13-50.
  5. الجوالدة، فؤاد (2012). الإعاقة السمعية. عمان: دار الثقافة للنشر والتوزيع.
  6. عبدالهادي، جودت والعزة، سعيد (2014). التوجيه المهني ونظرياته. عمان: دار الثقافة للنشر والتوزيع.
  7. عياد، وائل (2011). الميول المهنية والقيم وعلاقتها بتصورات المستقبل لدى طلبة كلية مجتمع غزة بوكالة الغوث الدولية. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الأزهر، غزة.
  8. المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين (2015). التقرير الإحصائي. تم الرجوع إليه بتاريخ 23/10/2017، من الموقع الالكتروني التالي: http://hcd.gov.jo/sites/default/files/ltqryr_lhsyy2.pdf
  9. المسعود، هالة وطنوس، عادل (2015). تقنين قائمة التفضيلات المهنية لجون هولاند للبيئة الأردنية. دراسات العلوم التربوية، 42 (1)، 85-107.
  10. مقداد، محمد وعبدالله، كامل (2014). أنماط الشخصية وعلاقتها بالميول المهنية لدى طلبة المرحلة الثانوية في مملكة البحرين. مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، 14، 211-224.

 

ثانياً: المراجع الأجنبية:

  1. Adler, R., Rosenfeld, L., Proctor, R. & Winder, C. (2012). Interplay: The process of interpersonal communication. Oxford: Oxford University Press
  2. Andreea- Elena, M. (2014). The role of gender in the formation of vocational interests and career orientation in adolescence. Procedia – Social and Behavioral Sciences, 127, 240 – 244.
  3. Australian Hearing (2013). Causes of hearing loss in Australia. Retrieved 24.10.2017 from website: http://www.hearing.com.au/causes-hearing-loss-australia/.
  4. Bastien, R. (2014). Career development: factors influencing the vocational interests of secondary school students at the prestige high school. Unpublished master thesis, The University of the West Indies, Jamaica.
  5. Blakemore, S. & Mills, K. (2014). Is adolescence a sensitive period for sociocultural processing? Annu Rev Psychol, 65, 187–207
  6. Brown, P. & Cornes, A. (2015). Mental health of deaf and hard-of-hearing adolescents: What the students say. Deaf Studies and Deaf Education, 20 (1), 75–81.
  7. Crone, E. & Dahl, R. (2012). Understanding adolescence as a period of social-affective engagement and goal flexibility. Nature Reviews Neuroscience, 13 (9), 636-650.
  8. Dimakakou, D. & Drosos, N. (2016). Using the “ARIADNE” interest questionnaire to assess Cypriot adolescents, career interests. International Journal of Learning, Teaching and Educational Research, 15 (3), 242-255.
  9. Haider, Z., Chandwani, S. & Rani, S. (2014). Vocational interest of adolescents in relation to the socio-economic status. Academicia: An International Multidisciplinary Research Journal, 4 (1), 21-36.
  10. Holland, J. (1985). Making Vocational Choices: A Theory of Vocational Personalities and Work Environments. Englewood Cliffs, NJ: Prentice-Hall.
  11. Huang, J. & Pearce, M. (2013). The other side of the coin: Vocational interests, interest differentiation and annual income at the occupation level of analysis. Journal of Vocational Behavior, 83 (3), 315-326.
  12. Humphries, T., Kushalnagar, P., Mathur, G., Napoli, D., Padden, C., Rathmann, C. & Smith, S. (2012). Language acquisition for deaf children: reducing the harms of zero tolerance to the use of alternative approaches. Harm Reduction Journal, 9 (1), 9-16.
  13. Jaensch, V., Hirschi, A. & Spurk, D. (2016). Relationships of vocational interest congruence, differentiation, and elevation to career preparedness among university students. Zeitschrift für Arbeits- und Organisationspsychologie A&O, 60 (2), 79-89.
  14. Kelechi, L., Olalekan, M. & Olufemi, A. (2013). Family and teachers factors as determinant of career decisions among adolescents with hearing impairment in Ogun state, Nigeria. Journal of Education and Practice, 4 (8), 161-168.
  15. Knoors, H. & Marschark, M. (2014). Teaching deaf learners: Psychological and developmental foundations (Perspectives on Deafness). Oxford: Oxford university press.
  16. Kumar, R. (2017). Vocational interest regarding career awareness among adolescent boys and girls of Rohtak City; Haryana (India). International Research Journal of Management, IT & Social Sciences, 3 (3), 2395-7492.
  17. Morris, M. (2016). Vocational interests in the United States: Sex, age, ethnicity, and year effects. Journal of Counseling Psychology, 63 (5), 604-615.
  18. Noronha, A. & Ambiel, R. (2015). Level of differentiation of vocational interests profiles: Comparative study by age and schooling in a Brazilian sample. Paidéia (Ribeirão Preto), 25 (60), 49-56.
  19. Nye, C., Su, R., Rounds, J. & Drasgow, F. (2017). Interest congruence and performance: Revisiting recent meta-analytic findings. Journal of Vocational Behavior, 98, 138-151.
  20. Otta, F. & Williams, N. (2012). Self-concept and vocational interest among secondary school students (Adolescents). Asian Journal of Social Science & Humanities, 1(4), 37-48.
  21. Peper, J. & Dahl, R. (2013). Surging hormones – brain-behavior interactions during puberty. Curr Dir Psychol Sci, 22 (2), 134–139.
  22. Rounds, J., & Su, R. (2014). The nature and power of interests. Current Directions in Psychological Science, 23 (2), 98–103.
  23. Sharma, K. (2015). Influence of media exposure on vocational interest among adolescents. International Journal of Applied Research, 1(10), 30-33.
  24. Sexton, J. (2017). Empowering Adolescents Who Are Deaf and Hard of Hearing. North Carolina Medical Journal, 78 (2), 129-130.
  25. Trapp-Petty, M. (2014). Health-related quality of life and sense of coherence in deaf children and adolescents. Unpublished Ph.D thesis, Walden university, Minnesota, USA.
  26. Van Gent, T., Goedhart, A. & Treffers, P. (2012). Characteristics of children and adolescents in the Dutch national in- and outpatient mental health service for deaf and hard of hearing youth over a period of 15 years. Research in Developmental Disabilities, 33 (5), 1333–1342.

 

 

 

ABSTRACT: This study aims to identify the vocational interests of adolescents deaf and normal in the city of Irbid in light of variables: gender, nature of adolescents, adolescence stage, monthly income. The study used the descriptive descriptive method, the questionnaire tool for study, the sample of the study consisted of (200) adolescents deaf, and statistical processing of the SPSS program. The results showed that there were gender differences in vocational interests, with males averaging 3.18 versus 3.07 females. Realistic, analytical and trading interests were higher among males, with averages (3.04; 4.16; 2.91), respectively; As opposed to (2.72; 4.03; 2.79) for females. and social, traditional and artistic interests were higher among females, with an average of (2.48; 4.28; 2.75) respectively; compared to 2.15; 4.01; 2.21) for males. The results showed differences between deaf and normal adolescents in vocational interests. Realistic, trading and traditional interests were higher among normal adolescents, and social and artistic interests were higher among deaf adolescents, with the exception of realistic interests. And the results also showed differences in the vocational interests of deaf and normal adolescents due to adolescence stage in favour of middle and late adolescence The results showed differences in vocational interests of deaf and normal adolescents due to variable monthly income in favour of more than 751 JD. In view of the findings, a number of useful recommendations were recommended in dealing with this segment.

Keywords: Vocational Interests, Gender Differences, Adolescents Deaf, Monthly Income.

 

لتحميل البحث كامل المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث