أثر تناسب الآيات في إتقان حفظ القرآن الكريم وبقاء أثره لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي بمدينة الرياض

أثر تناسب الآيات في إتقان حفظ القرآن الكريم وبقاء أثره  لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي بمدينة الرياض

 

فارس حزام محمد القحطاني
معلم في وزارة التعليم – الرياض – المملكة العربية السعودية

الملخص: هدفت الدراسة إلى معرفة أثر تناسب الآيات في إتقان حفظ القرآن الكريم وبقاء أثره لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي بمدينة الرياض. ولتحقيق الهدف من الدراسة تم استخدام المنهج التجريبي القائم على التصميم شبه التجريبي, حيث طبقت الدراسة على عينة مكونة من (50) تلميذاً من تلاميذ الصف الخامس الابتدائي بمدينة الرياض موزعين بالتساوي إلى مجموعتين؛تجريبية تدرس مقرر الحفظ وهو سورة (الحآقة) باستخدام تناسب الآيات, ومجموعة ضابطة تدرس المقرر سورة (الحآقة) باستخدام الطريقة التقليدية. واعتمدت بطاقة تقويم الحفظ أداةً للدراسة، وخلص الباحث إلى النتائج التالية؛ أن تناسب الآيات يؤثر تأثيراً إيجابياً على إتقان حفظ القرآن الكريم لدى طلاب الصف الخامس الابتدائي. حيث ظهرت فروق دالة إحصائياً، بين حصيلة المجموعتين في الاختبار البعدي؛ فحصلت التجريبية على متوسط بلغ (89.93%) في حين حصلت الضابطة على متوسط (79.13%) والفرق دال عند مستوى(α≤0.01).، كما أن تناسب الآيات يؤثر تأثيراً إيجابياً على بقاء أثر إتقان حفظ القرآن الكريم لدى طلاب الصف الخامس الابتدائي. حيث ظهرت فروق دالة إحصائياً، بين حصيلة المجموعتين في مستوى الإتقان ؛ فحصلت التجريبية على متوسط (88.07 %) في حين حصلت الضابطة على متوسط (75.20%) والفرق دال عند (α≤0.01)، وبناءً على ما توصلت إليه الدراسة من نتائج تم التوصية بضرورة اهتمام المعلمين باستخدام تناسب الآيات في تدريس مقرر حفظ القرآن الكريم للصف الخامس الابتدائي والتي أثبتت الدراسة أن له دوراً فعالاً في إتقان حفظ القرآن الكريم وبقاء أثر الحفظ مدة أطول. وإقامة الدورات التدريبية للمعلمين والتي تهدف إلى تفعيل استخدام طريقة تناسب الآيات في حفظ القرآن الكريم. وإدراج طريقة معرفة التناسب بين الآيات من ضمن طرق تدريس القرآن الكريم التي تدرس في كليات التربية وإعداد المعلمين.

الكلمات المفتاحية: تناسب الآيات. حفظ القرآن. الصف الخامس

 

 

1- المقدمة:

الحمد لله القائل: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذي يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً) (الإسراء, ٩) والصلاة والسلام على أشرف المرسلين القائل: “تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به, كتاب لله”.(النيسابوري,1419,ح1218: 484). أما بعد:

فإن القرآن من أعظم النعم التي امتن الله بها على عباده, فهو دستور البشرية الذي إن تمسكت به تحققت لها العزة في الدنيا والفوز والفلاح في الآخرة قال تعالى:(فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) (طه, 123)، فهو يهدي لأحسن الأقوال, والأفعال, والأخلاق (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذي يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً) (الإسراء, 9) وقد رتب الله عز وجل على تلاوته عظيم الجزاء وحثهم على تعلمه وتعليمه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” خيركم من تعلم القرآن وعلمه ” (البخاري ,1419,ح5027:998).

ومن هذا المنطلق حظي القرآن الكريم باهتمام الدولة,وأوكلت هذه المهمة إلى وزارة التربية والتعليم, التي حرصت على توثيق العلاقة بين الطالب- في جميع المراحل الدراسية-, وبين العلوم الشرعية عامة وبالقرآن الكريم تلاوةً وحفظاً بصفة خاصة، ويظهر ذلك بتعدد مقررات التربية الإسلامية، وتخصيص الحصص لمقرر القرآن والتجويد والتفسير في الجدول المدرسي.(العنزي, 1429)

وكما أن العناية بكتاب الله عز وجل قراءةً,وحفظاً,وفهماً,وعملاً,والسير على نهج السلف الصالح في العمل بالقرآن وتدبره,هدف نصت عليه وثيقة منهج مواد العلوم الشرعية في التعليم العام.(وثيقة منهج مواد العلوم الشرعية في التعليم العام، 1423) يلاحظ أن تناسب الآيات ويقصد به:” تمكن التلميذ من معرفة وجه الارتباط بين الجملة والجملة في الآية الواحدة، أو بين الآية والآية في الآيات المتعددة كأن تكون الآية الثانية مفسرةً أو سبباً أو تأكيداً للآية الأولى “.(القطان, 1421: 96) قد يساعد على الفهم العام للآيات, ويساعد أيضاً على حفظها.

ومما تجدر الإشارة إليه أن معرفة معاني الآيات هو منهج الصحابة رضي الله عنهم في تفسير القرآن ويؤكد ذلك قول الذهبي (1405) لا شك أن كثيراً منهم كانوا يكتفون بالمعنى الإجمالي للآية.

ولذلك فقد كان هم الصحابة رضوان الله عليهم الأول هو القرآن الكريم؛ يحفظونه,ويفهمونه,ويعملون به, وليس كحال أغلب المسلمين اليوم,الذين اكتفوا من القرآن بألفاظ يرددونها,ومصاحف يحملونها,وقد نسوا أن بركة القرآن في تدبره, وتفهمه, والوقوف عند أوامره,والبعد عن نواهيه قال تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) (مارديني, 1430: ـ29)، وكما يتضح من مضمون آيات القرآن الكريم في عرضه للقضايا أنه خالف به جميع المناهج السابقة واللاحقة، التي اصطلحت في مناهجها أن تبنى على مقدمات، ومباحث متسلسلة، أو أبواب، وفصول, في إطار مقاصدَ محدودة، ونتائجَ مرسومة. فتراه يذكر طرفاً من الشيء، ثم يتركه، ثم يعود إلى إتمامه بطريقة لا تسأم النفوس هديه، ولا تستثقل حديثه، مراعياً في تسلسل نصوصه أن يقارب بين أفرادها، فتجد الآية متسقةً في كلماتها، متآزرةً مع أخواتها من الآي، وتلتقي السورة بالتي بعدها، والتي قبلها برابط لا يجعل منها جنساً غريباً عنها، بل تبدو فيه كعقد نُظمت حباته، ورتّبت أبدع ترتيب، فكان بذلك معجزاً بنظمه، بديعاً في اتساقه، متناسباً في آياته، وسوره، وأجزائه.وهذا المنهج الفريد استرعى قلة من العلماء والمفسرين– قديماً وحديثاً–، فانكبوا على دراسته، وأفردوا له علماً مستقلاً، يدرس خصائصه، ويحدد معالمه، أطلقوا عليه اسم: علم المناسبة.(حسن, 2007)

وقد أجمع العلماء على أن ترتيب الآيات في السور توقيفي لا مجال فيه للاجتهاد أو الرأي؛علّمه الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة, وهكذا أخذه التابعون,بل إن ترتيب الآيات في السور من أعظم روافد الإعجاز في القرآن الكريم.(عباس, 1430)

وقد ذكر السيوطي فائدة علم المناسبة وهو جعل أجزاء الكلام بعضاً آخذاً بأعناق بعض, فيقوى بذلك الارتباط, ويصير التأليف حاله كحال البناء المحكم المتلائم الأجزاء.(السيوطي, 911)

وقد عد معظم علماء التفسير علم المناسبات علماً أساسياً لا ينفك عنه علم التفسير, وهو أحد العلوم التي تظهر إعجاز القرآن من حيث السبك وترتيب الجمل بعضها وراء بعض. (مارديني, 1430)

فالقرآن أنزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم منجماً بحسب الأحداث, والأسباب المختلفة المتنوعة, على مدى ثلاث وعشرين سنة,فتارةً تتنزل السورة كاملةً,وتارةً آيات منها, وتارةً آية واحدةً,وتارةً بعض آية, فيأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يكتبوا ما نزل ويضعوه في موضعه, فما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى إلا والقرآن مكتوب لدى الصحابة. فإذا كان الحال كذلك في سور القرآن وآياته ففي هذا الترتيب حكمة وسر,إذ أن الله هو اللطيف الحكيم الخبير (بازمول, 1423).

مشكلة الدراسة:


                يحتل تدريس القرآن الكريم مكانة مهمة في المناهج الدراسية في المدارس العامة, حيث تخصص مقررات خاصة للقرآن الكريم من بداية المرحلة الابتدائية, مروراً بالمرحلةالمتوسطة, ثم الثانوية, ويوزع القدرالمقررفي الحفظ من مرحلة إلى أخرى, ومن صف إلى آخر.

وعلى الرغم مما تلقاه مقررات التربية الإسلامية عموماً, ومقرر القرآن الكريم على وجه الخصوص, من اهتمام كبير من المسئولين في التعليم,إلا أنه يلاحظ ضعف التلاميذ في القرآن الكريم- في جميع المراحل الدراسية-، حتى أن بعضهم ليتخرج من المرحلة الجامعية وهو لا يكاد يحسن تلاوة سورة واحدة وحفظها (اليوسف، 1421).

وكشفت دراسة العقيدي (1422) عن أسباب ضعف التلاميذ في حفظ القرآن الكريم وكان من ضمنها عدم تفسير وتوضيح الآيات المقرر حفظها للطلاب. ويؤكد يونس (1999) أن إهمال تحفيظ القرآن الكريم للتلاميذ يؤدي إلى تدني مستوى الثقافة الإسلامية,وإلى ضعف التلاميذ في اللغة والفكر والعقيدة.

وقد أشارت دراسة قورة (1981), ودراسة السويدي(1992), ودراسة المغامس(1992), ودراسة باركندي(1992) إلى أن التلاميذ الذين يحفظون القرآن الكريم يتفوقون على زملائهم في كثير من المجالات سواءً على مستوى المهارات الأساسية كسرعة التقاط الكلمات وفهم مدلولها, وإصدار الأحكام الصحيحة على المادة المقروءة,أو في المجالات العلمية ومنها الرياضيات والطب رغم تقاربهم في السن والذكاء والبيئة (يونس, 1999).

وقد أظهرت دراسة ميدانية تقويمية للأساليب المتبعة في تدريس مادة القرآن الكريم, أن 60‌% من معلمي القرآن الكريم لا يقومون بشرح الكلمات الصعبة بإيجاز (الدوسري، 1424).

أما ما يتعلق ببقاء حفظ القرآن الكريم, وعدم نسيانه, فقد بينت دراسة (عقيلان، 1411)أن نسبة كبيرة من عينة الدراسة (50%), لا يحفظون سوى (25%), أو أقل مما يجب عليهم حفظه في المرحلة الابتدائية (العقيدي, 1422)

وقد نقل بازمول (1423) أن من فوائد معرفة تناسب السور والآيات, كما ذكره العلماء أن في ذلك إعانة على الحفظ وامتثال لأمر الله قال تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) (ص, ٢٩). وأن إظهار المناسبة في الآيات يساعد على فهم النص القرآني ويبين معناه.

وقد لاحظ الباحث- أثناء عمله معلماً للقرآن الكريم- ضعفاً عاماً في بقاء أثر حفظ القرآن الكريم، وللتأكد من ذلك قام الباحث بعمل دراسة استطلاعية لعينة من تلاميذ الصف الخامس الابتدائي بلغت 37 طالباً وقد أظهرت النتائج كما أفصح التلاميذ أن معلمي القرآن الكريم لا يقومون بتبيين معاني الآيات القرآنية,ولا يربطون الآيات مع بعضها البعض في التناسب, وأن نسبة 73% من التلاميذ يرغبون في قيام معلم القرآن الكريم بتبيين معاني الآيات القرآنية,وربطها مع بعضها البعض قبل أن يكلفوا بحفظها,ونسبة 60% من التلاميذ يجدون صعوبة في حفظ الآيات التي لم يقم المعلم بتبيينها وربطها مع بعضها البعض,و97% من التلاميذ نسوا حفظ السور المقررة في الفصل الدراسي السابق, ونسبة 97% يرون أن تبيين الآيات وربطها مع بعضها البعض يسهل الحفظ عليهم. ويرى الباحث أن السبب قد يعود إلى الحفظ من دون أن يبين معلم القرآن الآيات المطلوب حفظها, وعدم مراعاة تناسب الآيات مع بعضها البعض.

وعلى ذلك يسعى الباحث إلى الوقوف على أثر تناسب الآيات في إتقان حفظ القرآن الكريم وبقاء أثره, وما إذا كان يساعد التلاميذ في التغلب على بعض الصعاب التي تواجههم عند الحفظ من القرآن الكريم؟. وذلك من خلال الإجابة على الأسئلة الآتية:

أسئلة الدراسة:

هدفت الدراسة إلى الإجابة على الأسئلة الآتية:

  1. ما أثر تناسب الآيات في إتقان حفظ آيات القرآن الكريم المقرر حفظها لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي (بنين)؟
  2. ما أثر تناسب الآيات في بقاء أثر إتقان حفظ آيات القرآن الكريم المقرر حفظها لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي(بنين)؟

 

أهداف الدراسة:

                هدفت الدراسة إلى الآتي:

  1. قياس أثر تناسب الآيات في إتقان حفظ آيات القرآن الكريم المقرر حفظها لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي (بنين).
  2. قياس أثر تناسب الآيات في بقاء أثر إتقان حفظ آيات القرآن الكريم المقرر حفظها لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي(بنين).

أهمية الدراسة

تظهر أهمية الدراسة في الجوانب الآتية:

  1. أهمية الدراسة تطبيقياً: من أنها قد تفيد كلاً من:
  2. الجهات المسؤولة عن تطوير مناهج التربية الإسلامية في بناء مقررات التربية الإسلامية على التكامل فيما بينها.
  3. المعلمين؛ بمساعدتهم على التعرف على طريقة التدريس باستخدام تناسب الآيات, وزيادة ألفتهم بها, ومساعدتهم على تصميمها, وتحسين تحصيل تلاميذهم في حفظ القرآن.
  4. المشرف التربوي: من خلال توجيه المعلمين الذين يدرسون مادة القرآن الكريم في الاستفادة من طريقة التدريس بمعرفة تناسب الآيات وتفعيلها.
  5. أساتذة مقرر طرق تدريس القرآن الكريم في الجامعات وكليات التربية, وذلك من خلال التركيز على تحديث أساليب وطرائق تدريس مقررات طرق التدريس الخاصة بما يتناسب مع قدرات التلاميذ , ويلبي احتياجاتهم ويراعي ميولهم ورغباتهم.
  6. التلاميذ؛ بتيسير الحفظ وتشجيعهم على الاهتمام بكتاب الله والتعرف على أسراره الإعجازية والبيانية.
  7. أهمية الدراسة نظرياً:
  • يسهم البحث في إثراء الأدب التربوي في مجال تحفيظ القرآن الكريم وتثبيته.
  • قد يفتح الآفاق للباحثين لدراسة مواضيع ذات صلة تتوصل الدراسة إلى اقتراحها.

 حدود الدراسة:

اقتصرت الدراسة على المدارس الابتدائية (بنين) الحكومية النهارية التابعة لوزارة التربية والتعليم في مدينة الرياض البالغ عددها (427) (موقع إدارة التربية والتعليم, 1432). كما اقتصرالبحث على تجريب تناسب الآيات لدى طلاب الصف الخامس الابتدائي(بنين) في مقرر حفظ القرآن الكريم المعتمد من وزارة التربية والتعليم خلال الفصل الدراسي الثاني وهو سورة الحاقة.

مصطلحات البحث:

  • تناسب الآيات: المناسبة لغة: قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة: “النون، والسين، والباء، كلمة واحدة، قياسها اتصال شيء بشيء، منه النسب، سمي لاتصاله، وللاتصال به تقول: نسبت أنسب. وهو نسيب فلان. والنسيب: الطريق المستقيم، لاتصال بعضه من بعض”. (ابن فارس, 395ـ: 423)
    • وقال في لسان العرب: “وتقول: ليس بينهما مناسبة، أي: مشاكلة” والمشاكلة بمعنى: المماثلة. تقول: هذا شكل هذا، أي: مثله. (ابن منظور, 2004, ج14: 242)
    • فالتناسب لغة تعني: الاتصال، والمقاربة، والمماثلة..
    • والتناسب في الاصطلاح: هي بيان: “وجه الارتباط بين الجملة والجملة في الآية الواحدة، أو بين الآية والآية في الآيات المتعددة، أو بين السورة والسورة”. (القطان ,1421: 96).
    • تعريف تناسب الآيات إجرائياً وهو: تمكّن التلميذ من معرفة وجه الارتباط بين الجملة والجملة في الآية الواحدة، أو بين الآية والآية في الآيات المتعددة, من خلال معرفة التلميذ لأنواع التناسب كأن تكون الآية الثانية مفسرةً, أو سبباً, أو تأكيداً للآية الأولى. وذلك من خلال بطاقة التقويم المعدة من قبل الباحث. ومثال ذلك قال تعالى (إن الإنسان خلق هلوعاً* إذا مسه جزوعاً* وإذا مسه الخير منوعاً) (المعارج, 19). فالآية الثانية والثالثة تناسبها مع الآية الأولى أنها تفسيرية وشارحةً لها.
  • الإتقان: لغة: من أتقن الشيء أي أحكمه والإتقان:الإحكام للأشياء.(ابن منظور, 229,2004)
    • الإتقان في الاصطلاح:”يعني وصول المتعلم إلى حد التمكن الذي تنعدم عنده احتمالية وقوع هذا المتعلم في أية أخطاء” (يوسف, 1423: 84).
    • التعريف الإجرائي للإتقان هو: حصول التلميذ على نسبة 80% من الدرجة الكلية كأدنى مستوى مقبول لتحقيق الإتقان في الاختبار الشفهي البعدي الذي سيقوم به الباحث بمشاركة معلم القرآن الكريم وقد تم تحديد نسبة الإتقان ب80% بعد الرجوع إلى عدد من الدراسات كدراسة العنزي(1429),ودراسة(رجب ,1986).
  • مقرر حفظ القرآن الكريم: هي السورة المقرر حفظها من قبل وزارة التربية والتعليم على تلاميذ الصف الخامس الابتدائي وهي سورة الحاقة.
  • بقاء أثر إتقان الحفظ: يعرفه (الشريفي، 2000: 218)”الانطباعات المتبقية بعد خبرة أو تعلم وهو أحد عمليات الذاكرة”.
    • التعريف الإجرائي: هو مدى احتفاظ التلاميذ بالآيات التي حفظوها بنفس مستوى الإتقان، والذي سيكون بعد الاختبار السابق الأول بأسبوعين, والذي تم تحديده برجوع الباحث إلى الدراسات في علم النفس كما أشار إلى ذلك الوقفي(1989).

 

2- الدراسات السابقة:

رتّب الباحث عرض الدراسات السابقة؛ ترتيباً تاريخياً من الأقدم إلى الأحدث, ويتضمن العرض الإشارة إلى أهدافها, وإجراءات الدراسة, وأهم ما توصلت إليه الدراسة. وفي الختام قام الباحث بالتعليق على الدراسات السابقة, وأوجه الاختلاف بين الدراسات السابقة والدراسة الحالية, وأوجه الاستفادة من الدراسات السابقة.

  1. دراسة السكران (1413)؛ وهدفت إلى معرفة أهم مشكلات تدريس العلوم الدينية للمرحلة الثانوية بمدينة الرياض، والمشكلات التي تخص كل جانب من جوانب التدريس، واستخدم الباحث الاستبيان كأداة بحث والمنهج المسحي كمنهج بحث. وكشفت نتائج الدراسة؛ أن أهداف العلوم الدينية لم تحدد في بداية كل مقرر، وأن الطريقة المستخدمة هي طريقة الإلقاء، كما أن التقويم يهتم بجانب واحد وهو الناحية المعرفية.
  2.        دراسة عقيلان (1413)؛ وهدفت إلى تقويم محتوى منهج دراسة القرآن الكريم في مراحل التعليم العام بنين بالمملكة العربية السعودية في ضوء الأهداف المرجوة منه وفقاً للتصور الإسلامي. واستخدام الباحث الاستبيان كأداة بحث متبعاً المنهج الوصفي في ذلك. وكشفت نتائج الدراسة؛ أن الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية توفر المعيار الذي عنوانه (أن كل شيء في الوجود صادر من الله وعائد إلي) بدرجة قليلة وكذلك المعيار (أن يغرس المحتوى حب الله ورسوله في نفوس الطالب). أما بالنسبة للصفوف الثلاثة الأخيرة من المرحلة الابتدائية فقد حصل المعيار الذي عنوانه (أن يتضمن هذا المحتوى العلاقة والصلة بين الإنسان وغيره من الموجودات) على درجة متوسطة لإشارة بعض النصوص إلى ذلك. أما بالنسبة للمرحلة المتوسطة , فلم يتوفر المعيار الذي عنوانه (أن يتضمن هذا المحتوى ما يجعل الإنسان يقبل على الحياة بكيانها عاملاً فيها بجميع طاقات).
  3. وأجرى أبانمي (1415)؛ دراسة هدفت إلى التعرف على أهم مشكلات تدريس المواد الشرعية في المرحلة المتوسطة من وجهة نظر المعلمين والموجهين بالمملكة العربية السعودية، واستخدام الباحث الاستبيان كأداة بحث متبعاً المنهج الوصفي. وكشفت نتائج الدراسة؛ عن أن تركيز الكتاب على الأهداف المعرفية أكثر من الوجدانية والمهارية,وعدم وجود معايير لتقييم الطالب في مادة القرآن الكريم تلاوة وحفظاً, إضافة إلى أن الوقت المخصص لهذه المادة غير كاف وقلة الدورات التدريبية التي تعني بإطلاع معلمي المواد الشرعية على طرائق التدريب والأساليب الحديثة.
  4. أما دراسة الزعاقي (1416)؛ فهدفت إلى بيان مدى فاعلية استخدام بعض الوسائل التعليمية على حفظ بعض سور القرآن الكريم وتلاوتها لدى طالب الصف الأول المتوسط. واستخدام الباحث المنهج التجريبي. وكشفت نتائج الدراسة؛أن هناك آثاراً لاستخدام الوسائل التعليمية عند تدريس ا لقرآن الكريم لاحظها الباحث ومنها الهدوء والإنصات والمتابعة وكذلك الإقبال على حصة القرآن الكريم بشوق وارتياح لهذه الطريقة.
  5. كما قام العاصم (1421)؛ بدراسة هدفت إلى تقويم طرق تدريس القرآن الكريم الحالية في مدراس تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة .واستخدام الباحث الاستبيان كأداة بحث وشملت ستة عشر مهارة تدور حول محورين هما, تلاوة القرآن الكريم, وتجويده وحفظه والثاني هو الوسائل التعليمية مستخدماً المنهج الوصفي. وكشفت نتائج الدراسة؛ أن نسبة كبيرة من معلمي القرآن الكريم اقتصروا على استخدام طريقة واحدة للتدريس وليس لديهم استعداد لبذل جهداً كبيرا أثناء تدريس القرآن الكريم.وهناك قلة وندرة في الوسائل التعليمية التي تخدم القرآن الكريم,وأن نسبة من يقرأ القرآن دائماً القراءة النموذجية للدرس الجديد بلغت (36%) من العينة,وأن مستوى تأهيل معلمي القرآن الكريم محصور بين درجتي جيد وضعيف (14 % – 9%).
  6. وأجرى الراشد (1422)دراسة؛ هدفت إلى الكشف عن مستوى التلاوة لدى طلاب المرحلة المتوسطة بمدارس تحفيظ القرآن الكريم, والكشف عن الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى تدني مستوى التلاوة لديهم وتقديم اقتراحاً. واستخدم الباحث الاستبيان كأداة بحث والمنهج الوصفي منهجاً لدراسته، وكشفت نتائج الدراسة؛ عدم تكوين اتجاهات إيجابية لدى الطلاب نحو تلاوة القرآن الكريم, وهناك كم كثير من السور المقررة للتلاوة,وقلة التعاون بين البيت والمدرسة في مجال تعليم القرآن الكريم.
  7. أما دراسة حشروف (1422)؛ فهدفت إلى مقارنة تلاميذ الصفوف الثلاثة العليا الابتدائية في كل من مدارس تحفيظ القرآن الكريم ومدارس التعليم العام أثناء تلاوتهم للقرآن الكريم بالمدينة المنورة. واعتمد الباحث المنهج الوصفي منهجاً لدراسته. وكشفت نتائج الدراسة؛ تدني مستوى تلاوة تلاميذ الابتدائية العامة مقارنة بزملائهم في مدرسة التحفيظ, وجود أخطاء شائعة لدى تلاميذ الصفوف الثلاثة الابتدائية العامة في (90%) من الأحكام التجويدية الإثني عشرة, وجود أخطاء شائعة لدى تلاميذ الصفوف الثلاثة الابتدائية لتحفيظ القرآن الكريم في 10% من الأحكام التجويدية الاثنى عشرة.
  8. كما قدم الشمري (1426)؛ دراسة هدفت إلى التعرف على مشكلات تدريس القرآن الكريم في الصفوف الأولية بالمرحلة الابتدائية. واعتمد الباحث في دراسته على المنهج الوصفي. وكشفت نتائج الدراسة؛ جمود بعض معلمي القرآن وعدم تطوير أنفسهم أدى إلى ضعف الطلاب في القراءة عامة.والتركيز على الحفظ وإهمال التلاوة,وعدم توفير وسائل تعليمية خاصة بتدريس القرآن الكريم. توفير وسائل تعليمية خاصة بتدريس القرآن الكريم , كالمعامل والحاسب الآلي.
  9. كما أجرى أبا نمي(1428) دراسة هدفت إلى معرفة أثر تدريس مقرر طرق تدريس القرآن باستخدام أسلوب النظم في تحصيل الطلاب في المقرر واتجاهاتهم نحوه وأدائهم التدريسي بكليات المعلمين في المملكة العربية السعودية. واستخدام الباحث المنهج شبة التجريبي. وكشفت نتائج الدراسة؛ وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين تحصيل المجموعتين التجريبية والضابطة لصالح المجموعة التجريبية بفارق زيادة(8.36)، وزيادة نسبة الكسب المعدل لدى طلاب المجموعة التجريبية عن المجموعة الضابطة بمقدار (0.17). ووجود فروق ذات دلالة إحصائية بين اتجاه المجموعتين التجريبية والضابطة لصالح المجموعة التجريبية بفارق زيادة (13.55)، وزيادة نسبة الكسب المعدل لدى طلاب المجموعة التجريبية عن المجموعة الضابطة بمقدار (0.62)، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية بين أداء المجموعتين التجريبية والضابطة لصالح المجموعة التجريبية بفارق زيادة (7.55)، وزيادة نسبة الكسب المعدل لدى طلاب المجموعة التجريبية عن المجموعة الضابطة بمقدار (0.18).
  10. وقام العنزي (1429)؛ بدراسة هدفت إلى التعرف على أثر التفسير الإجمالي في إتقان حفظ القرآن الكريم وفي بقاء أثره لدى طلاب الصف الأول المتوسط. استخدم الباحث المنهج التجريبي. وتمثلت أداة الدراسة في بطاقة تقويم. وكشفت نتائج الدراسة؛ أن معرفة التفسير الإجمالي يؤثر إيجابا على إتقان حفظ القرآن الكريم لدى طلاب الصف الأول المتوسط,وأن معرفة التفسير الإجمالي يؤثر إيجاباً على بقاء أثر حفظ القرآن الكريم لدى طلاب الصف الأول المتوسط.
  11. وأخيراً قام الذوادي (1431)؛ بدراسة هدفت إلى معرفة أثر استخدام المصحف القارئ في تنمية مهارات التلاوة لدى تلاميذ الصف الثالث الابتدائي بمحافظة الأحساء. مستخدما المنهج التجريبي وكانت أداة البحث عبارة عن بطاقة ملاحظة. وكشفت نتائج الدراسة؛ توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات تلاميذ المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في الاختبار البعدي في مهارة الانطلاق لصالح المجموعة التجريبية, كما وجدت فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات تلاميذ المجموعة والمجموعة الضابطة في الاختبار البعدي في مهارة الترتيل لصالح المجموعة التجريبية.

تعليق عام على الدراسات السابقة

  1. تنوعت الدراسات من حيث المنهج المستخدم؛ فمنها ما اعتمد المنهج الوصفي, ومنها ما اعتمد المنهج التجريبي.
  2. تنوعت الدراسات من حيث الأهداف فمنها ما هدف إلى الكشف عن المشكلات, ومنها ما هدف إلى تشخيص واقع تدريس القرآن الكريم ومستوى الطلاب فيه, ومنها هدفت إلى معرفة أثر الوسائل والإستراتيجيات التعليمية في تعلم القرآن الكريم ,ومنها هدفت إلى تقويم طرق تدريس القرآن الكريم.
  3. أشارت الدراسات السابقة إلى ضعف في تلاوة وحفظ القرآن الكريم.
  4. شملت الدراسات السابقة جميع مراحل التعليم العام والجامعي.
  5. دلت الدراسات التجريبية التي أجريت على نتائج إيجابية لصالح الوسائل والاستراتيجيات المستخدمة في تدريس القرآن الكريم.

الاختلاف بين الدراسات السابقة والدراسة الحالية

  1. تميزت الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة في هدفها وهو أثر تناسب الآيات في إتقان حفظ القرآن الكريم وبقاء أثره وهذا ما لم تتناوله أي دراسة سابقة على حد علم الباحث.
  2. اقتصرت الدراسة الحالية على حفظ القرآن الكريم في المرحلة الابتدائية وهو ما لم تتناوله أي دراسة من الدراسات السابقة.

جوانب الاستفادة من الدراسات السابقة:

  1. تكوين خلفية جيدة حول مشكلة الدراسة الحالية.
  2. ساعدت الدراسات السابقة في تحديد المنهج المناسب للدراسة.
  3. أسهمت في الإعداد للإطار النظري للدراسة, وكذلك في بناء أداة الدراسة, والاستفادة من المراجع والمصادر في تلك الدراسات.
  4. معرفة الأساليب الإحصائية المناسبة لهذه الدراسة, وأساليب البحث المفيدة.

 

3- منهج الدراسة وإجراءاتها:

أولاً: منهج الدراسة:

تعد هذه الدراسة دراسة تجريبية قائمة على التصميم شبه التجريبي الذي يقوم على أسلوب التجربة العلمية التي تكشف عن العلاقات السببية بين المتغيرات المختلفة التي تتفاعل مع التي تحدث في الموقف التجريبي.(سليمان, 2009)

واختار الباحث هذا المنهج لكونه أكثر ملاءمة مع طبيعة هذه الدراسة التي تسعى إلى بيان أثر المتغير المستقل (معرفة تناسب الآيات)على المتغير التابع الأول(إتقان حفظ مقرر القرآن الكريم)، والمتغير التابع الثاني (بقاء أثر حفظ مقرر القرآن الكريم).

ثانياً: مجتمع الدراسة:

يتكون مجتمع الدراسة من جميع طلاب الصف الخامس الابتدائي (بنين) في مدارس المملكة العربية السعودية الابتدائية النهارية الحكومية، ونظراً لصعوبة تمثيل جميع طلبة المملكة فإن مجتمع البحث الممكن هو مدارس التعليم الابتدائي(بنين) في مدينة الرياض والتي عددها 427 مدرسة التي تشمل على الصف الخامس الابتدائي البالغ عدد طلابها 26517 طالباً(موقع إدارة التربية والتعليم ,1432).

ثالثاً: عينة الدراسة:

أجرى الباحث الدراسة على عينة من طلبة الصف الخامس الابتدائي(بنين) بمدينة الرياض, واختار الباحث المدرسة بالطريقة العشوائية البسيطة, ووقع الاختيار على ابتدائية مجمع الأمير سلمان التعليمي. حيث بلغ عدد العينة 50 طالباً موزعين بالتساوي إلى مجموعتين تجريبية وضابطة.

رابعاً: متغيرات الدراسة

  1. المتغير المستقل (معرفة تناسب الآيات)
  2. المتغيرات التابعة:
  • إتقان حفظ مقرر القرآن الكريم (سورة الحآقة).
  • بقاء أثر حفظ مقرر القرآن الكريم (سورة الحآقة).
  1. ضبط المتغيرات:
  • قام الباحث باختيار المدرسة التي ستجرى فيها الدراسة بالطريقة العشوائية البسيطة, وهي مدرسة مجمع الأمير سلمان التعليمي (القسم الابتدائي) في مدينة الرياض.
  • قام الباحث باختيار فصل يمثل المجموعة التجريبية وفصل آخر يمثل المجموعة الضابطة في المدرسة بالطريقة العشوائية.
  • قام الباحث باختيار أفراد العينة البالغ عددهم 50 طالباً بالطريقة العشوائية البسيطة.
  • قام الباحث بالتأكد من ضبط متغير العمر الزمني للطلاب, وذلك من خلال الرجوع إلى السجل الشامل للطلاب ,حيث تبين أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط أعمار الطلاب في المجموعتين التجريبية والضابطة في المدرسة,مما يشير إلى تكافؤ العمر الزمني لطلاب المجموعة التجريبية والضابطة في المدرسة. ويبين الجدول رقم (1) دلالة الفروق بين المجموعة التجريبية والضابطة في متغير العمر الزمني.

جدول (1): اختبار (ت) لدلالة الفروق بين متوسطي المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في العمر

المجموعات العدد المتوسط الحسابي الانحراف المعياري قيمة ت مستوى الدلالة التعليق
التجريبية 25 11.40 0.54 0.92 0.360 غير دالة
الضابطة 25 11.23 0.72

يتضح من الجدول رقم (1) أن قيمة (ت) غير دالة، مما يشير إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي أعمار المجموعتين التجريبية والضابطة. وبذلك يكون الباحث قد تحقق من تكافؤ مجموعتي الدراسة: (التجريبية والضابطة)، في متغير العمر الزمني قبل البدء بتطبيق الدراسة عليها.

  • قام الباحث بالتأكد من ضبط متغير التحصيل الدراسي,وذلك بالرجوع إلى نتائج الطلاب في الصف الرابع الابتدائي في مادة حفظ القرآن الكريم حيث تبين أن جميع الطلاب في المجموعتين التجريبية والضابطة قد حصلوا على التقدير (1) وهو مما يدل على إتقان الطالب لجميع المهارات, وبذلك تكون المجموعة التجريبية والضابطة متكافئتان في التحصيل الدراسي.
  • قام الباحث بالتأكد من ضبط متغير الحفظ, من خلال إجراء الاختبار القبلي للطلاب للتحقق من تكافؤ المجموعتين في الحفظ, حيث تبين أنه لا يوجد أي طالب حافظاً لسورة الحاقة, حيث كانت درجة جميع الطلاب في الاختبار القبلي (صفر), مما يشير إلى تكافؤ المجموعتين في الحفظ.

خامساً: تصميم دروس المجموعتين التجريبية والضابطة

قام الباحث بالاستفادة من الدراسات التي أجريت في نفس المجال ,وكذلك من وثيقة منهج العلوم الشرعية في التعليم العام. ومن ثم قام الباحث بتصميم الدروس للمجموعتين التجريبية والضابطة وقد تضمنت دروس المجموعة التجريبية والضابطة ما يلي:

  1. المكونات الروتينية (الحصة, الموضوع, الفصل, المجموعة).
  2. التمهيد.
  3. الأهداف السلوكية للدرس.
  4. الأساليب والأنشطة لكل هدف سلوكي.
  5. تحديد الزمن لكل هدف من الأهداف السلوكية والأساليب والأنشطة.
  6. الوسيلة التعليمية المستخدمة لكل هدف سلوكي.
  7. التقويم.
  8. الواجب المنزلي.

قام الباحث بعد ذلك بعرض دروس المجموعتين التجريبية والضابطة على عدد من أساتذة الجامعات والمشرفين التربويين والمعلمين بغرض تحكيمها وإبداء الملاحظات حولها وقد استفاد الباحث من توجيهاتهم وملاحظاتهم في تعديل الدروس.

 

سادساً: إعداد دليل لمعلم القرآن الكريم للصف الخامس الابتدائي لمقرر الحفظ:

ونظراً لعدم وجود دليل لمعلم القرآن الكريم للصف الخامس لمقرر الحفظ –على حد علم الباحث- , قام الباحث بإعداد دليل لمعلم القرآن الكريم من خلال الاطلاع على كتب أهل العلم من المفسرين الذين اعتنوا بجانب تناسب الآيات والاستفادة من المتخصصين في علوم التفسير, وقد تضمن دليل المعلم ما يلي:

  1. الأهداف السلوكية للدرس.
  2. الآيات المطلوب حفظها.
  3. تناسب المقطع المطلوب حفظه مع المقطع السابق (التمهيد).
  4. الأحكام التجويدية في الدرس.
  5. معاني الكلمات.
  6. التناسب يبن الآيات في المقطع المراد حفظه.

ثم قام الباحث بعرض دليل المعلم على مجموعة من أساتذة الجامعات في التخصصات الشرعية والدراسات القرآنية والمشرفين التربويين للعلوم الشرعية والمعلمين الذين يدرسون القرآن الكريم؛ بغرض تحكيمها وإبداء الملاحظات حولها وقد استفاد الباحث من توجيهاتهم وملاحظاتهم في تعديل دليل المعلم.

 

سابعاً: أداة الدراسة

اعتمد الباحث على بطاقة تقويم الحفظ كأداة لهذه الدراسة, وهي من تطوير الباحث. وذلك من خلال الاستفادة من بطاقات التقويم المعتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم, إضافة إلى الدراسات السابقة في نفس المجال , وتضمنت بطاقة التقويم على:

  • أهداف الأداة:

وهي ثلاثة أهداف:

  1. تحديد مستوى حفظ الطلاب لسورة الحاقة في الاختبار القبلي, للتأكد من تكافؤ المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في حفظ السورة قبل التطبيق للدراسة.
  2. تحديد مستوى حفظ الطلاب لسورة الحاقة في الاختبار البعدي المباشر, للتعرف على أثر المتغير المستقل (معرفة تناسب الآيات) في المتغير التابع الأول (إتقان حفظ مقرر القرآن الكريم).
  3. تحديد مستوى حفظ الطلاب لسورة الحاقة في الاختبار البعدي المؤجل, للتعرف على أثر المتغير المستقل (معرفة تناسب الآيات) في المتغير التابع الثاني (بقاء أثر إتقان حفظ مقرر القرآن الكريم).
  • تحديد المهارات اللازمة لحفظ القرآن الكريم؛ وتضمن أربع مهارات، وهي التي توصل إليها الباحث ثم قام بتحديد درجة التقييم لكل مهارة: وذلك كما يوضحها الجدول رقم (2)

 

 

 

جدول (2) مهارات حفظ القرآن الكريم

م مهارات حفظ القرآن الكريم الدرجة
 

1

صحة الحفظ صحة اللفظ (اللحن الجلي) 10
صحة ترتيب ألفاظ الآية
صحة ترتيب الآيات في السورة
السلامة من النقص والزيادة في الآيات
2 تطبيق أحكام التجويد 2
3 الانطلاق في الحفظ وعدم التردد فيه 2
4 الترتيل وحسن الأداء 1
  المجموع 15
  1. التأكد من صدق الأداة:

“الاختبار الصادق هو الاختبار الذي يقيس ما وضع الاختبار من أجل قياسه”(عبيدات ,1997) وقد تحقق الباحث من صدق الأداة من خلال عرض الأداة في صورتها الأولية على مجموعة من أساتذة الجامعات والمشرفين التربويين والمعلمين بغرض تحكيمها وإبداء الآراء والملاحظات والتوجيهات حولها, وقد أخذ الباحث بأغلب آراء المحكمين واعتمدها في تحسين الأداة .

  1. التأكد من ثبات الأداة: بإجراء دراسة استطلاعية على مجموعة من تلاميذ الصف الخامس الابتدائي, حيث قام الباحث بتدريب أحد معلمي القرآن الكريم والحاصل على إجازة في القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم وهو الأستاذ: عبدالله بن عبد الرحمن الشهري على إجراء الاختبار على العينة بحيث يتم الاستماع لكل تلميذ ورصد درجته في الوقت ذاته, ومن ثم حساب درجة الثبات باستخدام معادلة كوبر(cooper), وقد بلغت قيمة الثبات الكلي للبطاقة (0,91) وهو معامل ثبات مرتفع تشير إلى صلاحية بطاقة التقويم، وكما يبينها الجدول:

 

جدول (3): نسبة اتفاق المصحح (ثبات بطاقة تقويم الحفظ)(ن=10)

المهـــــــــــــــــــــارات عدد مرات الاتفاق عدد مرات الاختلاف نسب الاتفاق*
 

صحة الحفظ

صحة اللفظ (اللحن الجلي). 6 4 0,6
صحة ترتيب ألفاظ الآية. 9 1 0,9
صحة ترتيب الآيات في السورة. 10 0 1
السلامة من النقص والزيادة في الآيات. 9 1 0,9
المجموع لصحة الحفظ. 34 6 0,85
تطبيق أحكام التجويد. 10 0 1
الانطلاق في الحفظ وعدم التردد فيه. 10 0 1
الترتيل وحسن الأداء. 10 0 1
الثبات الكلي للبطاقة. 64 6 0,91

*نسبة الاتفاق (كوبر) =     عدد مرات الاتفاق

عدد مرات الاتفاق + عدد مرات الاختلاف

 

 

ثامناً: خطوات عملية التطبيق:

  1. أخذ الموافقة من المشرف على بدء التطبيق بعد الانتهاء من تحكيم بطاقة التقويم وقياس ثباتها.
  2. الحصول على خطاب من سعادة عميد كلية التربية بجامعة الملك سعود (تسهيل مهمة باحث) لمدير إدارة التربية والتعليم بمدينة الرياض للسماح للباحث بتطبيق بحثه وتسهيل مهمته.
  3. أخذ خطاب من مدير التربية والتعليم بمدينة الرياض إلى مدير مجمع الأمير سلمان التعليمي (القسم الابتدائي) يحثهم على تسهيل مهمة الباحث.
  4. الاجتماع مع معلم القرآن الكريم للصف الخامس الابتدائي بمجمع الأمير سلمان التعليمي , وتزويده بأهداف الدراسة وأداتها المتمثلة ببطاقة التقويم وشرح كيفية القيام بتدريس المجموعة التجريبية بالدروس المعدة من قبل الباحث والاستفادة من دليل المعلم المعد للدراسة.
  5. تقييم طلاب المجموعتين التجريبية والضابطة من قبل الباحث ومعلم القرآن الكريم تقييماً قبلياً للتأكد من تكافؤ المجموعتين قبل تطبيق التجربة.
  6. زيارة معلم القرآن الكريم بمعدل زيارة لكل أسبوع وذلك لمتابعة مجريات التطبيق.
  7. بدء تطبيق التجربة من قبل معلم القرآن الكريم في مدرسة ابتدائية مجمع الأمير سلمان التعليمي.
  8. تقييم طلاب المجموعتين التجريبية والضابطة تقييماً بعدياً مباشراً للتعرف على أثر المتغير المستقل (معرفة تناسب الآيات)على المتغير التابع الأول(إتقان حفظ مقرر القرآن الكريم)
  9. تقييم طلاب المجموعتين التجريبية والضابطة تقييما بعدياً مؤجلاً والذي كان بعد الاختبار البعدي المباشر بأسبوعين للتعرف على أثر المتغير المستقل (معرفة تناسب الآيات) على المتغير التابع الثاني(بقاء أثر إتقان حفظ مقرر القرآن الكريم).
  10. جمع النتائج ومن ثم رصدها بالحاسب ومعالجتها إحصائياً ومن ثم استخراج نتائج الدراسة.

تاسعاً: المعالجة الإحصائية:

تم استخدام الأساليب الإحصائية التالية:

  1. النسب المئوية والمتوسط الحسابي والانحراف المعياري في كل المجموعتين التجريبية والضابطة.
  2. معادلة كوبر (cooper) لقياس ثبات أداة الدراسة المتمثلة في بطاقة التقويم.
  3. اختبار (ت) T –Test وذلك للحصول على مستوى الدلالة الإحصائية للفروق بين المجموعتين التجريبية والضابطة في كل من إتقان حفظ القرآن الكريم وبقاء أثر إتقان حفظ القرآن الكريم لسورة الحاقة.

 

4- عرض النتائج ومناقشتها:

النتائج المتعلقة بالسؤال الأول: ونصه:” ما أثر تناسب الآيات في إتقان حفظ آيات القرآن الكريم المقرر حفظها لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي؟”.

وللإجابة على هذا السؤال قام الباحث باستخدام اختبار (ت) لدلالة الفروق بين مجموعتين مستقلتين وذلك للتعرف على الفروق بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية ودرجات المجموعة الضابطة في التطبيق البعدي لاختبار تقويم حفظ آيات القرآن الكريم. والجدول التالي يبين النتائج التي تم التوصل إليها:

 

 

 

جدول (4): اختبار (ت) لدلالة الفروق بين متوسطي درجات المجموعتين التجريبية والضابطة

 في التطبيق البعدي لاختبار تقويم الحفظ

المجموعة العدد المتوسط الحسابي* الانحراف المعياري قيمة ت مستوى الدلالة التعليق مربع آيتا
التجريبية 25 89.93 4.92 4.88 0.000 دالة عند مستوى 0.01 0.33
الضابطة 25 79.13 9.91

* تم تحويل الدرجة لتصبح من 100 درجة

 

شكل رقم (1) متوسطي درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في التطبيق البعدي لاختبار  الحفظ

 

يتضح من الجدول رقم (4) أن المجموعة التجريبية قد بلغت مستوى الإتقان الذي حدده الباحث وهو (80 %) حيث بلغ مستوى إتقان المجموعة التجريبية (89.93%) بينما بلغ مستوى الإتقان للمجموعة الضابطة (79.13%)وهو أقل من المستوى المطلوب.

ويتضح من الجدول رقم (4) أن قيمة (ت) بلغت (4.88) وهي دالة عند مستوى (α≤0.01)، مما يشير إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات المجموعة التجريبية، ومتوسط درجات المجموعة الضابطة في اختبار تقويم حفظ آيات القرآن الكريم البعدي، وكانت تلك الفروق لصالح المجموعة التجريبية.

وكذلك يتضح من الجدول أن حجم الأثر (مربع آيتا) لاختبار تقويم حفظ آيات القرآن الكريم قد بلغ (0.33)، وهذا يعني أن (33%) من التباين الكلي للفروق بين متوسطات درجات اختبار تقويم حفظ آيات القرآن الكريم البعدي للمجموعتين يعود لتأثير تطبيق طريقة الحفظ وفق استخدام إستراتيجية تناسب الآيات. وقد قام الباحث بتقسيم الطلاب إلى مستويات بناءً على لائحة تقويم الطلاب في المرحلة الابتدائية حيث تم وضع أسلوب القيم الرقمية (1-4) لتحديد مستوى إتقان الطالب للعلوم والمعارف والمهارات المقررة في المادة الدراسية وهي على النحو التالي:

 

 

 

 

     جدول (5)معيار تقسيم الطلاب إلى مستويات

المستوى الدرجة
1 وتعني أن الطالب قد أتقن 80% وأكثر من جميع العلوم والمعارف والمهارات في مادة حفظ القرآن الكريم.
2 وتعني أن الطالب قد أتقن 66% وأكثر من العلوم والمعارف والمهارات في مادة حفظ القرآن الكريم بما في ذلك علوم ومعارف ومهارات الحد الأدنى.
3 وتعني أن الطالب قد أتقن على الأقل50% وأكثر من الحد الأدنى من العلوم والمعارف والمهارات في مادة حفظ القرآن الكريم.
4 وتعني أن الطالب لم يتقن أكثر من 50% من الحد الأدنى من العلوم والمعارف والمهارات في مادة حفظ القرآن الكريم.

وكانت فئات الطلاب في المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في ابتدائية مجمع الأمير سلمان التعليمي بناءً على درجات إتقان حفظ مقرر القرآن الكريم (الاختبار البعدي) كالتالي:

 

جدول (6): تصنيف مجموعتي عينة الدراسة وفق مستوى إتقان حفظ آيات القرآن الكريم في التطبيق البعدي

المجموعات

 

المستوى

المجموعة التجريبية المجموعة الضابطة المجموع
العدد النسبة العدد النسبة العدد النسبة
المستوى الأول 25 100.0 17 68.0 42 84.0
المستوى الثاني 6 24.0 6 12.0
المستوى الثالث 2 8.0 2 4.0
المستوى الرابع
المجموع 25 100.0 25 100.0 50 100.0

 

شكل رقم (2) تصنيف عينتي الدراسة وفق مستوى إتقان حفظ آيات القرآن الكريم في التطبيق البعدي

شكل رقم (3) تصنيف المجموعة الضابطة؛ وفق مستوى إتقان حفظ آيات القرآن الكريم في التطبيق البعدي

يظهر من خلال الرسم البياني رقم (2)و(3) التباين الواضح بين درجات طلاب المجموعة التجريبية ودرجات المجموعة الضابطة في إتقان حفظ مقرر القرآن الكريم لصالح المجموعة التجريبية.

وبناءً على ما سبق تبين لنا أن تناسب الآيات يؤثر تأثيراً ايجابياً على حفظ مقرر القرآن الكريم للصف الخامس الابتدائي.

  • النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني؛ ونصه:” ما أثر تناسب الآيات في بقاء أثر إتقان حفظ آيات القرآن الكريم المقرر حفظها لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي؟”.

وللإجابة على هذا السؤال قام الباحث باستخدام اختبار (ت) لدلالة الفروق بين مجموعتين مستقلتين وذلك للتعرف على الفروق بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية ودرجات المجموعة الضابطة في التطبيق البعدي المؤجل لاختبار تقويم حفظ آيات القرآن الكريم. والجدول التالي يبين النتائج التي تم التوصل إليها:

جدول(7): اختبار (ت) متوسطي درجات المجموعة التجريبية والضابطة

 في التطبيق البعدي المؤجل لاختبار تقويم بقاء أثر حفظ آيات القرآن الكريم

المجموعة العدد المتوسط الحسابي* الانحراف المعياري قيمة ت مستوى الدلالة التعليق مربع آيتا
التجريبية 25 88.07 9.05 4.27 0.000 دالة عند مستوى 0.01 0.28
الضابطة 25 75.20 12.06

* تم تحويل الدرجة لتصبح من 100 درجة

 

شكل (4) متوسطي  المجموعتين؛ التجريبية والضابطة في التطبيق البعدي المؤجل لاختبار بقاء أثر حفظ

يتضح من الجدول (7) أن المجموعة التجريبية قد بلغت مستوى الإتقان الذي حدده الباحث وهو (80 %) حيث كان مستوى إتقان المجموعة التجريبية قد بلغ(88.07 %)بينما كان مستوى الإتقان للمجموعة الضابطة قد بلغ (75.20%)وهو أقل من المستوى المطلوب.

كما يتضح من الجدول (7) أن قيمة (ت) بلغت (4.27) وهي دالة عند مستوى (α≤0.01)، مما يشير إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات المجموعة التجريبية، ومتوسط درجات المجموعة الضابطة في اختبار تقويم حفظ آيات القرآن الكريم البعدي المؤجل، وكانت تلك الفروق لصالح المجموعة التجريبية.

وكذلك يتضح من الجدول أن حجم الأثر (مربع آيتا) لاختبار تقويم حفظ آيات القرآن الكريم قد بلغ (0.28)، وهذا يعني أن (28%) من التباين الكلي للفروق بين متوسطات درجات اختبار تقويم حفظ آيات القرآن الكريم البعدي المؤجل للمجموعتين يعود لتأثير تطبيق طريقة الحفظ وفق استخدام إستراتيجية تناسب الآيات.

وقد قام الباحث بتقسيم الطلاب إلى مستويات بناءً على لائحة تقويم الطلاب في المرحلة الابتدائية.

جدول (8): تصنيف عينة الدراسة وفق مستوى إتقان حفظ آيات القرآن الكريم في التطبيق البعدي المؤجل

المجموعات

 

المستوى

المجموعة التجريبية المجموعة الضابطة المجموع
العدد النسبة العدد النسبة العدد النسبة
المستوى الأول 22 88.0 10 40.0 32 64.0
المستوى الثاني 3 12.0 11 44.0 14 28.0
المستوى الثالث 3 12.0 3 6.0
المستوى الرابع 1 4.0 1 2.0
المجموع 25 100.0 25 100.0 50 100.0

 

شكل (5) تصنيف عينتي الدراسة وفق مستوى إتقان حفظ الآيات في التطبيق البعدي المؤجل

 

شكل رقم (6) تصنيف العينة التجريبية وفق مستوى إتقان حفظ الآيات في التطبيق البعدي المؤجل

شكل رقم (7) تصنيف العينة الضابطة وفق مستوى إتقان حفظ الآيات في التطبيق البعدي المؤجل

يظهر من خلال الرسوم البيانية رقم (5)و(6) و(7)التباين الواضح بين درجات طلاب المجموعة التجريبية ودرجات المجموعة الضابطة في بقاء أثر إتقان حفظ مقرر القرآن الكريم لصالح المجموعة التجريبية. وبناءً على ما سبق تبين لنا أن تناسب الآيات يؤثر تأثيراً إيجابياً على بقاء أثر إتقان حفظ مقرر القرآن الكريم للصف الخامس الابتدائي.

  • التعرف على الفروق بين الاختبار البعدي و الاختبار البعدي المؤجل للمجموعة التجريبية:

للتحقق من وجود فروق بين الاختبارين؛ البعدي والبعدي المؤجل للمجموعة التجريبية قام الباحث باستخدام اختبار(ت) لدلالة الفروق بين مجموعتين مترابطتين، وذلك للتعرف على دلالة الفروق بين متوسطات التطبيق البعدي والتطبيق البعدي المؤجل للمجوعة التجريبية في درجات اختبار تقويم حفظ آيات القرآن الكريم. والجداول التالية تبين النتائج التي تم التوصل إليها:

جدول (9): اختبار (ت) لدلالة الفروق بين متوسطي التطبيق البعدي والتطبيق البعدي المؤجل لتلاميذ المجموعة التجريبية في درجات اختبار تقويم إتقان حفظ آيات القرآن الكريم

التطبيق المتوسط الحسابي* الانحراف المعياري قيمة ت مستوى الدلالة التعليق
البعدي 89.93 4.92 1.62 0.119 غير دالة
البعدي المؤجل 88.07 9.05

* تم تحويل الدرجة لتصبح من 100 درجة

يتضح من الجدول رقم (9) أن قيمة (ت) غير دالة، مما يشير إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي التطبيق البعدي والتطبيق البعدي المؤجل لاختبار تقويم حفظ آيات القرآن الكريم لتلاميذ المجموعة التجريبية.

  • التعرف على الفروق بين الاختبار البعدي و الاختبار البعدي المؤجل للمجموعة الضابطة:

للتحقق من وجود فروق بين الاختبار البعدي و الاختبار البعدي المؤجل للمجموعة الضابطة قام الباحث باستخدام اختبار (ت) لدلالة الفروق بين مجموعتين مترابطتين، وذلك للتعرف على دلالة الفروق بين متوسطات التطبيق البعدي والتطبيق البعدي المؤجل للمجوعة الضابطة في درجات اختبار تقويم حفظ آيات القرآن الكريم. والجداول التالية تبين النتائج التي تم التوصل إليها:

 

جدول (10): اختبار (ت) لدلالة الفروق بين متوسطي التطبيق البعدي والتطبيق البعدي المؤجل لتلاميذ المجموعة الضابطة في درجات اختبار تقويم حفظ آيات القرآن الكريم

التطبيق المتوسط الحسابي* الانحراف المعياري قيمة ت مستوى الدلالة التعليق
البعدي 79.13 9.91 2.85 0.009 دالة عند مستوى 0.01
البعدي المؤجل 75.20 12.06

* تم تحويل الدرجة لتصبح من 100 درجة

يتضح من الجدول رقم (10) أن قيمة (ت) دالة عند مستوى (α≤0.01)، مما يشير إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي التطبيق البعدي والتطبيق البعدي المؤجل لاختبار تقويم حفظ آيات القرآن الكريم لتلاميذ المجموعة الضابطة، وكانت تلك الفروق لصالح التطبيق البعدي.

  • مناقشة النتائج وتفسيرها:

لقد استخدم الباحث طريقة تدريس تهتم بمعرفة الترابط والتناسب بين الآيات وأثره في إتقان حفظ القرآن الكريم وبقاء أثره لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي, وقد بينت نتائج الدراسة أن متوسط درجات التلاميذ في إتقان حفظ مقرر القرآن الكريم وهو سورة(الحآقة) والذين درسوه بطريقة تناسب الآيات كانت مرتفعة مقارنة بزملائهم في المجموعة الأخرى الضابطة الذين درسوه بالطريقة التدريسية التقليدية وهذا يبين إيجابية طريقة تناسب الآيات وفاعليتها في إتقان حفظ القرآن الكريم, كما بينت نتائج الدراسة أن متوسط درجات التلاميذ في بقاء أثر حفظ مقرر القرآن الكريم وهو سورة(الحآقة)؛ والذين درسوه بطريقة تناسب الآيات كانت مرتفعة مقارنة بزملائهم في المجموعة الأخرى الضابطة الذين درسوه بالطريقة التدريسية التقليدية وهذا يبين إيجابية طريقة تناسب الآيات وفاعليتها في بقاء أثر حفظ القرآن الكريم.

كما أن تقديم الآيات القرآنية باستخدام أكثر من طريقة تزيد الآيات المطلوب حفظها وضوحاً مما يساعد على سهولة حفظها وبقاء الحفظ مدة أطول, وطريقة تناسب الآيات أسهمت بفاعلية في تنمية الدافعية لدى التلاميذ نحو التعلم وزيادة رغبتهم في ذلك, كما ساعدت الطريقة بشكل واضح في تحسين أداء التلاميذ المهاري في حفظ القرآن الكريم وعلى قدرة التلاميذ على اللفظ الصحيح وفقاً لأحكام التجويد المخصصة لتلاميذ الصف الخامس الابتدائي, كما ساعدت الطريقة على التشويق والمتعة في سماع الآيات وتدارسها للتلاميذ حيث تحتوي الطريقة على العديد من القصص والحوادث التاريخية التي قد يجهلها التلميذ مما يضفي على الطريقة عنصر الإثارة والتشويق والذي يكوّن لدى التلاميذ حباً وإقبالاً على حفظ الآيات القرآنية المقدمة. وهذه النتائج تتفق مع نتائج الدراسات التجريبية السابقة ,حيث دلت على نتائج ايجابية لصالح الوسائل والاستراتيجيات المستخدمة في تدريس القرآن الكريم:(الزعاقي,1416), (أبانمي,1428), (العنزي,1429), (الذوادي,1431).

ومن خلال ما تقدم من نتائج وبيانات تظهر تفوق طريقة تناسب الآيات في إتقان حفظ القرآن الكريم وبقاء أثره على التعلم الصفي التقليدي, وهي نتيجة منطقية نظراً لما تتمتع به طريقة تناسب الآيات من مميزات تميزها عن الطرق المعتادة المتبعة في تدريس القرآن الكريم بمدارس المرحلة الابتدائية والتي تعتمد على الإلقاء دون استثارة التفكير لدى المتعلم.

 

 

5- خلاصة نتائج الدراسة والتوصيات والمقترحات:

أولاً:خلاصة النتائج:

خلصت الدراسة إلى النتائج التالية:

  1. أن تناسب الآيات يؤثر تأثيراً إيجابياً على إتقان حفظ القرآن الكريم لدى طلاب الصف الخامس الابتدائي.
  2. أن تناسب الآيات يؤثر تأثيراً إيجابياً على بقاء أثر إتقان حفظ القرآن الكريم لدى طلاب الصف الخامس الابتدائي.

ثانياً: التوصيات:

بناءً على ما توصلت إليه الدراسة من نتائج فإن الباحث يوصي بما يلي:

  1. ضرورة اهتمام المعلمين باستخدام تناسب الآيات في تدريس مقرر حفظ القرآن الكريم للصف الخامس الابتدائي والتي أثبتت الدراسة أن لها دوراً فعالاً في إتقان حفظ القرآن الكريم وبقاء أثر الحفظ مدة أطول.
  2. إقامة الدورات التدريبية الهادفة إلى تفعيل استخدام طريقة تناسب الآيات في حفظ القرآن الكريم.
  3. إدراج طريقة معرفة التناسب بين الآيات من ضمن طرق تدريس القرآن الكريم التي تدرس في كليات التربية وإعداد المعلمين.
  4. العمل على تنظيم محاضرات تثقيفية للتلاميذ الدارسين لمادة القرآن الكريم, وتوضيح العناصر الأساسية للطريقة وطريقة الاستفادة من هذه الطريقة والإفادة منها.

ثالثاً: المقترحات

في ضوء النتائج والتوصيات لهذه الدراسة يقترح الباحث إجراء المزيد من الدراسات للتعرف على:

  • أثر تناسب الآيات في إتقان حفظ القرآن الكريم وبقاء أثره. وإعادة هذه الدراسة على المرحلة المتوسطة والثانوية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم.
  • أثر تناسب الآيات في إتقان تلاوة القرآن الكريم. وإجراء الدراسة في جميع مراحل التعليم العام.
  • واقع استخدام معلمي القرآن الكريم للتدريس بتناسب الآيات في درس القرآن الكريم في التعليم العام.
  • العمل على إصدار دليل لمعلم القرآن الكريم في جميع المراحل التعليمية.
  • البحث في طرائق تدريس جديدة أخرى تساعد على حفظ القرآن الكريم.

 

قائمة المراجع والمصادر:

أولا: المصادر:

القرآن الكريم

ثانيا: المراجع العربية:

  1. أبانمي, فهد.(1428). أثر تدريس مقرر طرق التدريس القرآن الكريم باستخدام أسلوب النظم في تحصيل الطلاب في المقرر واتجاهاتهم نحوه وأدائهم التدريسي بكليات المعلمين في المملكة العربية السعودية. رسالة دكتوراه غير منشورة.قسم المناهج وطرق التدريس ,كلية التربية ,جامعة الملك سعود:الرياض.
  2. أبانمي, محمد.(1415). الكفاءات اللازمة لمعلم التربية الإسلامية بالمرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية. رسالة ماجستير غير منشورة.قسم المناهج وطرق التدريس ,كلية التربية ,جامعة الملك سعود:الرياض.
  3. ابن فارس، أحمد. (395). معجم مقاييس اللغة.ج/5, بيروت: دار الجيل.
  4. ابن منظور,جمال الدين.(711). لسان العرب.ط2. بيروت:دار إحياء التراث العربي.
  5. بازمول، محمد.(1423). علم المناسبات في السور والايات.مكة المكرمة:المكتبة المكية.
  6. البخاري ,محمد.(1419).صحيح البخاري.الرياض:بيت الأفكار الدولية للنشر.
  7. حسن ,سامي عطا.(2007). المناسبات بين الآيات والسور.. فوائدها وأنواعها وموقف العلماء منها تم استرجاعة في25/6/1432هـ على الرابط   http://www.dahsha.com/old/viewarticle.php
  8. حشروف ,عبد الرحمن.(1422). الأخطاء الشائعة في تلاوة القرآن الكريم لدى تلاميذ الصفوف الثلاثة العليا الابتدائية في مدارس تحفيظ القرآن الكريم ومدارس التعليم العام بالمدينة المنورة. رسالة ماجستير غير منشورة, كلية التربية,جامعة أم القرى: مكة المكرمة.
  9. الدوسري، إبراهيم. (1424). الأساليب المتبعة في تدريس مادة القرآن الكريم في مدارس تحفيظ القرآن الكريم في المرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية. مجلة جامعة الملك سعود مجلد 16، 107-150.
  10. الذهبي، محمد. (1405). التفيسر والمفسرون. المجلد الاول.(ط3).مصر: مكتبة وهبة.
  11. الذوادي, عبد الإله.(1431).أثر استخدام المصحف القارئ في تنمية مهارات التلاوة لدى تلاميذ الصف الثالث الابتدائي بمحافظة الأحساء.رسالة ماجستير غير منشورة.قسم المناهج وطرق التدريس ,كلية التربية ,جامعة الملك سعود:الرياض.
  12. الراشد, شامخ.(1422). مستوى التلاوة لدى طلاب المرحلة المتوسطة بمدارس تحفيظ القرآن الكريم. رسالة ماجستير غير منشورة.قسم المناهج وطرق التدريس ,كلية التربية ,جامعة الملك سعود:الرياض.
  13. الزعاقي ,إبراهيم(1416).أثر استخدام بعض الوسائل التعليمية على حفظ مقرر القرآن الكريم وتلاوته لدى طلاب الصف الأول متوسط بمدينة الرياض. رسالة ماجستير غير منشورة.قسم المناهج وطرق التدريس ,كلية التربية , جامعة الملك سعود: الرياض.
  14. السكران,محمد.(1413). أهم المشكلات التي تواجه تدريس العلوم الدينية في المرحلة الثانوية بمدينة الرياض من وجهة نظر الطلاب وأولياء أمورهم والمدرسين. رسالة ماجستير غير منشورة.قسم المناهج وطرق التدريس ,كلية التربية ,جامعة الملك سعود:الرياض.
  15. السيوطي, جلال الدين.(911).تناسق الدرر في تناسب السور.(ط2).بيروت:عالم الكتب.
  16. السيوطي,جلال الدين.(911). الاتقان في علوم القرآن.
  17. الشريفي,شوقي.(2000).معجم المصطلحات التربوية. الرياض:مكتبة العبيكان.
  18. الشمري,محمد.(1422).مشكلات تدريس القرآن الكريم في الصفوف الأولية. رسالة ماجستير غير منشورة.قسم المناهج وطرق التدريس، كلية التربية، جامعة الملك سعود:الرياض.
  19. العاصم,سعود.(1421).تقويم طرق تدريس القرآن الكريم في مدارس تحفيظ القرآن الكريم التابعة لوزارة المعارف. بحث مقدم لندوة عناية المملكة بالقرآن الكريم وعلومة , المدينة المنورة,مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
  20. عباس , فضل حسن.(1430). إتقان البرهان في علوم القرآن. المجلد الأول.ط2. الأردن:دار النفائس.
  21. العقيدي، سعود. (1423). واقع حفظ القرآن لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدارس تحفيظ القرآن. رسالة ماجستير غير منشورة. قسم المناهج وطرق التدريس، كلية التربية، جامعة الملك سعود:الرياض.
  22. عقيلان ,خالد.(1413).تقويم محتوى منهج دراسة القرآن الكريم في مراحل التعليم العام –بنين- بالمملكة العربية السعودية في ضوء الأهداف المرجوة منه وفقاً للتصور الإسلامي. رسالة ماجستير غير منشورة.قسم المناهج وطرق التدريس , كلية التربية ,جامعة الملك سعود:الرياض.
  23. العنزي، أحمد.(1429).أثر التفسير الإجمالي في إتقان حفظ القرآن الكريم لدى طلاب الصف الأول متوسط وبقاء أثرة.رسالة ماجستير غير منشورة.قسم المناهج وطرق التدريس، كلية التربية، جامعة الملك سعود:الرياض.
  24. القطان,مناع.(1421). مباحث في علوم القرآن.(ط3).الرياض:مكتبة المعارف.
  25. مارديني, فاطمة.(1430).التفيسر والمفسرون.(ط1).دمشق:بيت الحكمة.
  26. النيسابوري,مسلم بن الحجاج.(1419).صحيح مسلم.الرياض:بيت الأفكار الدولية للنشر.
  27. وزارة التربية والتعليم.(1427).وثيقة منهج مواد العلوم الشرعية للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة في التعليم العام. الرياض: مطابع الوزارة.
  28. يوسف,ماهر.(1423).الموسوعة العربية لمصطلحات التربية وتكنولوجيا التعليم.الرياض:مكتبة الرشد.
  29. اليوسف، هند. (1421). أثر استخدام المختبر اللغوي في تعليم أحكام تلاوة القرآن الكريم لطالبات الصف الأولالثانوي بمدينة مكة المكرمة. رسالة ماجستير غير منشورة.قسم المناهج وطرق التدريس، كلية التربية، جامعة أم القرى:مكة المكرمة.
  30. يونس,فتحي علي وآخرون.(1999). التربية الدينية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة.مصر:عالم الكتب.

 

 

 

Abstract:

The study aims to recognize the effect of verses suitability in perfection of Holy Quran memorizing and remaining of its effect with Fifth elementary school pupils in Riyadh city. In order to gain the goal of the study, the empirical methodology has been used which based on semi-empirical design, where the study has been applied on a sample that consisted of (50) pupils from Fifth elementary school class in Riyadh city who are equally distributed into two empirical groups that teach memorization course which is Surat (Alhaaqa), with capacity of memorization evaluation as a tool for the study after being sure of its validity and stability which was developed by the researcher. At the end of the study, the researcher reached to the following results: The suitability of verses is positively affected the perfection of Holy Quran memorization of fifth elementary class students. 1- The suitability of verses is positively affected on remaining of perfection impact of holy Quran memorization with fifth elementary class students. 2- The suitability of verses is positively affected on remaining of perfection impact of holy Quran memorization with fifth elementary class students. Secondly: Recommendations: According to what the study has reached to from results the following are recommended: 1- The need for teachers taking care of using verses suitability in teaching the course of Holy Quran memorization for Fifth Elementary class which the study confirmed to have an effective role in perfection of Holy Quran memorization and remaining of memorization impact for long time. Holding training courses for teachers through which we seek to activate using the method of verses suitability in Holy Quran memorization. 2- It is recommended to introduce the method of knowing suitability between the verses within methods of teaching Holy Quran that being taught in colleges of education and teachers preparation.

Keywords: educational techniques, Holy Quran memorizing Fifth elementary school.

 

لتحميل البحث كامل المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث