مجلة العلوم التربوية و النفسية

أهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة

أهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة

نافز ايوب “علي احمد
كلية التربية – جامعة القدس المفتوحة/ فرع سلفيت- فلسطين.

الملخص: هدفت هذه الدراسة إلى معرفة أهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة. واستخدم الباحث المنهج الوصفي, وتكون مجتمع الدراسة من جميع مديرات ومربيات رياض الأطفال في محافظة سلفيت، وشملت عينة الدراسة كامل مجتمع الدراسة البالغ (120) مديرة ومربية. واستخدم الباحث البرنامج الإحصائي للعلوم الاجتماعية (SPSS) من أجل معالجة البيانات إحصائياً, وأظهرت النتائج أن نسبة تحقيق مؤسسات رياض الأطفال في محافظة سلفيت للتربية المتكاملة قد بلغت (68%) فيما يتعلق بمواصفات المباني والمواقع والمرافق المساعدة على تحقيق التربية المتكاملة لطفل ما قبل المدرسة. كما بينت الدراسة أن ما نسبته (98%) من الأنشطة الممارسة داخل مؤسسات رياض الأطفال تساعد طفل ما قبل المدرسة على النمو السليم في مختلف جوانب النمو الجسمية والعقلية والانفعالية، وبالتالي تحقيق التربية المتكاملة. وكذلك اظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة    (α ≤ 0.05) لأهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة من وجهة نظر مديرات ومربيات رياض الأطفال بمحافظة سلفيت للمجالين (المبنى والموقع والمرافق, والانشطة) وعلى الدرجة الكلية لجميع الفقرات تعزى لمتغيري طبيعة العمل والمؤهل العلمي.

الكلمات المفتاحية: أطفال ما قبل المدرسة, روضة أطفال, التربية المتكاملة, نمو الطفل, الطفولة المبكرة.

 

 

المقدمة:

تعتبر مرحلة الطفولة من أهم الفترات في تكوين شخصية الطفل، فهي مرحلة تكوين وإعداد؛ فيها ترسم ملامح شخصية الفرد مستقبلاً، وفيها تتشكل العادات والاتجاهات وتنمو الميول والاستعدادات وتتفتح القدرات وتتكون المهارات وتتكشف, وتمثل القيم الروحية والتقاليد والأنماط السلوكية. وخلالها يتحدد مسار نمو الطفل الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي والوجداني طبقا لما توفره له البيئة المحيطة بعناصرها التربوية والثقافية والصحية والاجتماعية, وما علينا إلا تهيئة المجال لهذا كله، حتى تتحقق التربية المتكاملة للطفل، وينمو بطريقة سوية (لبابنه, 2010).

كذلك يمر الطفل في مرحلة رياض الأطفال بالعديد من مراحل النمو. ويفترض أن لكل مرحلة نمائية حاجات ومتطلبات خاصة بها، ومختلفة عن غيرها، حيث ان العمل على تلبيتها يضمن تقدم مسيرة النمو السوي بشكل أمن ومستقر، وإذا لم يتم تلبيتها؛ واجه الطفل مشكلةً نمائيةً، وبناء عليه يمكن تحديد العمليات التعليمية والخدمات التي تقدم للطفل والإسهام في تطوره وتكيفه (قطامي، 2008). ويترتب على تحقيق متطلبات نمو الطفل شعوره بالسعادة، أما إعاقتها؛ فيؤدي إلى مرور الطفل بأزمات نفسية وعاطفية وصحية، مما يترتب عليه صعوبة تحقيق المطالب الآخرى (عبدالحميد، 2002). لذا حظيت مرحلة الطفولة المبكرة باهتمام بالغ من قبل المربين وعلماء النفس والفلاسفة، ومنهم الفيلسوف (روسو (Rousseau الذي يعتبر من أوائل المنادين بضرورة الاهتمام بالطفولة المبكرة، ومراعاة احتياجاتها ومتطلباتها، وسنحت الفرصة للعالمين فروبل وماريا مونتسوري ليطبقا تلك الأفكار، فأنشآ دور رياض الأطفال، حيث تعنى تلك الدور بتقديم العناية والرعاية للأطفال، إضافةً إلى تعليمهم بعض المبادئ الأساسية عن طريق اللعب، مع الاهتمام بتنمية الطفل جسميا وعقليا وانفعاليا (خلف، 2005).

وتتضح أهمية دور رياض الأطفال لما لها من تأثير بالغ في نمو الطفل، ومن هنا تأتي أهمية توافر المستلزمات الأساسية في دور الرياض لتراعي المتطلبات والاحتياجات الخاصة بالطفل، ومن هذه المستلزمات: توافر الأنشطة التي تساعد على نمو الطفل المتكامل، ومناسبة تجهيزات دور الرياض لأعمار الأطفال, وتخصيص مساحات مناسبة للعب، إضافةً إلى توفر الألعاب بكافة أنواعها بحيث يشعر الطفل بالحرية والراحة أثناء وجوده داخل دور الرياض (الناشف، 1997).

كما أكدت الدراسات العلمية على أهمية مرحلة الطفولة المبكرة، وأهمية تعريض الطفل للعديد من المثيرات والخبرات، ومنها دراسة بلوم، التي أكدت أن ما نسبته 80% من تباين الأفراد في سن الثامنة عشرة ترد إلى أدائهم العقلي في السنوات الأولى من عمرهم. وحيث أثبتت الدراسات أهمية السنوات الأولى في حياة الطفل، وما لها من أثر على أدائه المستقبلي، جاء اهتمام الدول بإنشاء مؤسسات تعنى بهذه المرحلة أطلق عليها فيما يعرف برياض الأطفال (Owens, 2002).

وتتعدد الجهات التي تدير مؤسسات رياض الأطفال في فلسطين، فالقطاع الخاص الربحي يسيطر على إدارة مؤسسات رياض الأطفال، المنظمات غير الحكومية، والمنظمات الدينية (اليونيسيف، 2009) إضافةً للقطاع الحكومي. كل هذا يستدعي جهوداً حثيثة من جميع الأطراف لدعم هذا القطاع والعمل على تطويره، والقيام بالإشراف الدقيق المباشر على هذه المؤسسات؛ لمراقبة ما يجري داخلها خاصة مع تعدد التوجهات والمرجعيات والمؤهلات، سواء للمالكين أو المشرفين أو للمستثمرين الذين يديرون هذه الرياض (السرور، 1999). وكذلك ضرورة معرفة إلى أي حدٍ توفر هذه المؤسسات المتطلبات الأساسية للنمو المتكامل والسليم لطفل ما قبل المدرسة، وإلى أي حدٍ تلتزم هذه المؤسسات بمعايير وشروط ترخيص رياض الأطفال، خاصة إذا ما عرفنا أن البيئة التي يتواجد بها الطفل لها علاقة مباشرة بنموه العقلي والمعرفي والجسمي والاجتماعي؛ وعليه يجب توفير المثيرات الحسية لمساعدة الطفل على النمو بشكل سوي.

إن البيئة الفقيرة بالمثيرات غالباً ما تقتصر على إشباع جانب أو أكثر من جوانب نمو الطفل، مما يؤدي إلى حرمانه من عوامل معينة، وقد يصل هذا الحرمان إلى إعاقة نموه، ليس بفعل عوامل وراثية، ولكن لأسباب ترجع إلى قصور بيئي يتعرض له الطفل (بهادر، 2003), أما البيئة الغنية بالمثيرات فإنها تعمل على تعريض الأطفال لخبرات تعليمية مكثفة؛ بحيث تزودهم بالمعلومات والخبرات والمهارات التي تكشف عن قدراتهم، وتفتح لهم طاقاتهم، وتوفر لهم إنعاشاً وإثراءً في جوانب نموهم المختلفة (Sulrana, 2008).

  • خصائص مرحلة الطفولة المبكرة:

        يمكن تحديد خصائص وحاجات نمو طفل ما قبل المدرسة من عدة جوانب: نمو الطفل الجسمي (الصحي، الحركي) ونمو الطفل العقلي ونمو الطفل الاجتماعي والانفعالي، النمو اللغوي, تنفرد بها عن مراحل النمو الأخرى، ولا بد من الاطلاع على خصائص مرحلة الطفولة المبكرة، لمساعدة المربين والباحثين على تقويم سلوك الأطفال وتعديله، ومعرفة كيفية التعامل معهم، وتوجيههم التوجيه السليم، لكي نرقى بشخصية الطفل وتسوية بنائه الإنساني، ومن أهم هذه الخصائص: (الزعبي, 2011).

أولا: النمو الجسمي (الصحي، الحركي):

 ويقصد به ما يطرأ من تطورات وتغيرات في وزن وطول الطفل وعلاقة ذلك بسلوكه الحسي والحركي(بدير، 2004) والنمو الحركي للطفل هو التغيرات التي تطرأ خلال حياته على سلوكه الحركي، إضافةً إلى مجموع الحركات والمهارات والقدرات الحركية التي يمكن ملاحظتها (عبد الحميد،2002), حيث يتضح تزايد ملحوظ في وزن وطول الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة, إلا أن هذه الزيادة تصبح أبطأ في المرحلة التي تليها(منصور، الشريفي، صادق، 2003), ويشير الباحث إلى أن هذه التغيرات السريعة لا تحدث بنفس المستوى في مرحلة الرضاعة والمهد, وإنما تكون أبطأ, ويحدث تغير على النمو الجسمي في هذه المرحلة بنسب متفاوتة في أجزاء الجسم، فالعظام والعضلات تنمو بمعدل أكثر تدرجا مع تحول شكل الرضيع إلى شكل الطفل الصغير، إلا أن الرأس والوجه تظل نسبتهما أكبر مقارنة بأجزاء الجسم الأخرى.

ويمتلك طفل الروضة القدرة على الجري والقفز، ويستطيع أن يحافظ على توازنه أثناء مشيه على خط مستقيم، ويقود الدراجة دون الاستعانة بالآخرين أو بالعجلات الجانبية (الهنداوي، 2008), ويقف على رجل واحدة، ويعبر الشارع بأمان، ويستطيع الإمساك بأكثر من شيء في وقت واحد، إضافةً إلى قدراته على الرسم والكتابة وعمل أشكال من الصلصال (ملحم، 2007). ويعتبر النمو الجسمي من جوانب النمو المهمة، والذي يؤثر بشكل مباشر على بقية الجوانب الآخرى؛ كالنمو اللغوي والمعرفي والاجتماعي والانفعالي. لذا يتوجب على دور رياض الأطفال أن تولي الاهتمام الكافي بهذا الجانب من جوانب النمو عن طريق توفير المستلزمات المادية داخل وخارج الروضة، وتوفير مساحات كافية لممارسة الأنشطة الحركية كأنشطة المشي والوثب الطويل وأنشطة كرة القدم والجري وغيرها.

ومما يساعد على النمو الصحيح والسوي للجسم هو الرعاية الصحية والطبية للأطفال؛ من خلال المحافظة على ممارسة السلوكيات الطبية الصحية مثل: الاعتدال في تناول المشروبات والأطعمة، والنوم مبكراً، ومراجعة الطبيب في حال دعت الحاجة لذلك، وممارسة بعض التمارين الرياضية، والاهتمام بالنظافة الشخصية، وتوفير أماكن خاصة في مؤسسات رياض الأطفال لتمريض الأطفال، وعزل المصابين منهم بأمراض معدية عن الأطفال الآخرين (Maddison, 1992).

ثانياً: النمو العقلي (المعرفي، الذهني):

 أشار بياجيه في دراساته أن الطفل يكون لديه منذ ولادته قدرات وإمكانيات للتفاعل واكتشاف البيئة, وتعتبر هذه القدرات والإمكانيات نقطة البداية والانطلاق لنمو التفكير لديه, ويمكن أن تنمو وتتطور وتتعدل نتيجة للتفاعل مع بيئته وما تعرضه من مثيرات (حطيبة, 2009). ويوجد هنا تناقض واضح مع ما افترضته الدراسات المبكرة عن ثبات الذكاء وعدم تغييره, واعتبر غودارد وتيرمان الذكاء قدراً محتوماً- لا فكاك منه-، تحدده الجينات الموروثة عبر الأجيال (طه، 2006), إلا أن الدراسات النظرية والتطبيقية أظهرت إمكانية نمو الذكاء, وأن القدرات العقلية تشبه القدرات الجسدية في إمكانية الازدياد والتطور بسرعة, وتعتبر مرحلة الطفولة المبكرة- والتي تمتد من لحظة الولادة إلى عمر الخمس سنوات- من أهم المراحل للنمو العقلي, فقد أكدت تجارب بلوم أن 20% من النمو في ذكاء الطفل على الأقل يتكون خلال السنة الأولى من العمر، وأن 50% منه يتكون حوالي السنه الرابعة (أبيض، 1993، عبد الحميد، 2002، ملحم، 2007، ذيب، 1987). وهذا يوضح أن الأولاد الذين لا تتوافر لهم الحوافز والمثيرات الصالحة لنموهم العقلي سيصابون بتأخر هائل في استعداداتهم الفكرية، إذا ما قارناهم بأطفال أتيحت لهم بيئة صالحة وغنية بالمثيرات والحوافز العقلية، فكلما أتيح للطفل في سنوات الطفولة المبكرة حوافز فكرية ملائمة زاد نباهةً، وارتفع مقياس ذكائه عندما يصبح راشدا (العيسوي، 2002، أبو رياش، 2007).

وتعد مرحلة ما قبل المدرسة مرحلة السؤال والاستفسار والاستطلاع والبحث، فالطفل في هذه المرحلة يكثر من السؤال والاستفسار: ماذا، لماذا، وكيف، ومتى وأين ومن؟ وهو يحاول بأسئلته تلك الاستزادة العقلية المعرفية، ويلاحظ عليه رغبته في معرفة الأشياء التي تثير اهتمامه (Owens, 2002). ويمثل التخيل بالنسبة لطفل الروضة عملية عقلية تقوم على إنشاء مفردات جديدة، وتتميز مرحلة الطفولة المبكرة باللعب الإيهامي أو الخيالي وبأحلام اليقظة، ويلاحظ على الطفل قوة خياله، وأنه مولع باللعب بالدمى والعرائس، وتمثيل أدوار الكبار (عبد الحميد، 2009). ويقع على عاتق دور رياض الأطفال مسؤولية كبرى في العمل على زيادة النمو العقلي عند الأطفال وذلك من خلال العمل على توفير مثيرات متنوعة واسعة للطفل عن طريق اصطحابه في نزهات ورحلات جماعية، والعمل على تشجيع وتنمية هوايات الطفل المختلفة؛ مثل جمع الأشياء كالصور والطوابع (العارضة، 2003). وتوفير الدمى، وتشجيع ألعاب تمثيل الدور المعتمدة على الخيال، وفتح أطر التواصل اللفظي والحوار مع الأطفال.

كما يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى تنمية المهارات العقلية مثل التذكر، الإدراك، التفكير وذلك من خلال ترديد الأغاني والأناشيد والقصص التي سبق أن تعلمها، ولابد من تربية حواس الطفل مع تدريبه على الملاحظة المنظمة، وتنويع خبرات الطفل الفردية، حتى يكتسب خبرة متكاملة تعمل على تطوير نموه وتكامل شخصيته (Creesh, 2007).

ثالثاً: النمو الاجتماعي والانفعالي:

تتميز مرحلة ما قبل المدرسة في مجال النمو الاجتماعي والانفعالي للطفل بثلاث حالات:

  1. الحالة الأولى؛ وتتمثل في العنف, والتأثر الشديد، وعدم الاستقرار, والغضب إلى درجة التشنج والعدوان، والخوف إلى درجة الذعر، والغيرة إلى درجة التحطيم، والحزن إلى درجة الاكتئاب.
  2. أما الحالة الثانية؛ فتتمثل في حالة التذبذب بين الالم إلى السعادة, ومن الحزن إلى الفرح، ومن الخوف إلى الأمن والراحة.
  3. والحالة الثالثة؛ ترتبط بالحالتين السابقتين بل تكون سببا لهما وتتمثل في ضعف الناحية الجسمية للطفل التي لا تبلغ مبلغ الرجال، إضافةً إلى ضعف عمليات التفكير لدى الطفل والتي تحول دون معرفة كيف يتخلص من الظروف العصيبة المحيطة به (داود، حمدي، 2009).

وتسعى مؤسسات رياض الأطفال إلى تحقيق النمو الاجتماعي والانفعالي لدى الأطفال من خلال تخليصهم من التمركز حول الذات, وضبط وإدراك انفعالاتهم المختلفة مثل السعادة والخوف والغضب والدهشة، وتنمية القدرة على التصرف والسلوك الانفعالي دون المساس بالآخرين، إضافةً إلى تنمية القدرة على فهم مشاعر وحاجات الآخرين, والتعامل المناسب مع الآخرين, وغرس فكرة الحق والواجب، وتغليب مصلحة الآخرين على مصلحة الفرد (كفافي، النيال, السالم, 2008). وكذلك لا تعتبر الروضة فقط مكاناً مهماً لتعليم الطفل الكثير من القيم والمعايير الخُلقية والاجتماعية السائدة في مجتمعه، ولكنه- أيضاً- يتدرب على تطبيقها واستخدامها الاستخدام الصحيح (كفافي، 1997, الناشف، 2007).

  • مراحل النمو عند أريكسون:

اقترح أريكسون ثمانية مراحل للنمو الاجتماعي والانفعالي كما يلي:

  1. مرحلة الإحساس بالثقة مقابل الإحساس بعدم الثقة وتمتد (من الولادة – 8 أشهر) وهنا يعتمد الطفل على الأسرة في تشكيل هذه الثقة، لا سيما الأم.
  2. مرحلة الإحساس بالاستقلال الذاتي، مقابل الإحساس بالخجل، وتمتد من سن (1,5– 3 سنوات) (الناشف، 2007)
  3. الإحساس بالمبادأة مقابل الإحساس بالذنب وتمتد من سن (3 -6 سنوات)
  4. الشعور بالجهد والمواظبة مقابل الإحساس بالنقص(6 – 11)
  5. الهوية مقابل الغموض وتمتد من (12- 18)
  6. الألفة مقابل الانعزال وتمتد إلى (مرحلة الشباب)
  7. الإنتاج مقابل الركود وتمتد إلى (مرحلة الرشد)
  8. التكامل مقابل اليأس وتمتد إلى (أوآخر العمر) (الهنداوي، 2001)(مرهج، 2006).
  • رابعاً: النمو اللغوي:

 يمر الطفل في نموه اللغوي بمراحل عدة قبل أن يصل إلى مرحلة اكتساب اللغة (عبد العظيم, 1992, 18). فمن خلال التفاعل مع البيئة، وعبر مسار النمو الذاتي يمر عقل الطفل بحالات متتابعة تتمثل فيها البنى المعرفية، بالإضافة إلى أن هناك تغيرات سريعة تحدث للغة الأطفال خلال السنوات الأولى من أعمارهم؛ حيث يتقن الأطفال الكثير من المهارات اللغوية مع بلوغهم عمر (5-6 سنوات). والتطور اللغوي عند الطفل ينطوي على مهارتي الاستقبال (الفهم)، والتعبير (الإنتاج). علماً بأن مهارة الاستقبال تنضج قبل مهارة التعبير. وتتسم سرعة التطور اللغوي عند الأطفال بالتباين الشديد من طفل إلى آخر، فكثيراً ما يصل بعض الأطفال إلى عمر الثلاث سنوات ولا يزالون لا يتقنون سوى بضع كلمات، بينما تجد أن ابن السنتين أو أقل بقليل يتحدثون بجمل واضحة ومفهومة إلى حد جيد. ويمكن تفسير هذا التباين من خلال العوامل المؤثرة في التطور اللغوي، وبالتحديد العوامل البيئية، والعوامل الذاتية الخاصة بالطفل كالذكاء وسلامة أجهزة النطق.. وغيرها.

إن النمو اللغوي يسبق النمو القرائي، فالطفل يستطيع أن يصغي إلى اللغة التي يتكلم بها ممن يحيطون به، ويكون فكرة عما يقصدونه، وذلك تبعاً للمواقف التي يستمع بها إلى كلمات معينة، سواء قام أحد بتعليمه أم لم يقم، فكما هو معروف تسبق مرحلة الفهم مرحلة الكلام عند الطفل، والكلام مهارة من مهارات اللغة الأساسية يستعمل فيها الإنسان الكلمات للتعبير عن أفكاره، فهو مزيج من التفكير والإدراك والنشاط الحركي. والاستعداد للكلام فطري، أما اللغة فهي مكتسبة، وهي ملكة اختص بها الإنسان- وحده- دون سائر المخلوقات، إنها أهم وسائل الاتصال الاجتماعي والعقلي، ومظهر من مظاهر النمو العقلي (زهران، 1990).

كما يحتاج الطفل من أجل رعاية النمو العقلي إلى اكتساب المهارة اللغوية، حيث يسهم النمو اللغوي للطفل في هذه المرحلة في الثقة بالنفس، إضافةً إلى تحقيق التوافق الشخصي والاجتماعي والعقلي، لأن اللغة تساعد الطفل في التعبير عن حاجاته ومتطلباته، كما تساعده في التواصل مع الآخرين والتعبير عن انفعالاته. مما يخلصه من التمركز حول الذات. وتبين الشواهد التجريبية أن الاتصال بالكبار والتفاعل معهم ينهض بالنمو اللغوي والعقلي والقدرة على التفكير والتخيل عند الأطفال بدرجة كبيرة (إسماعيل، 1986, الشريف، 2007).

  • أهمية رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة:

تعمل مرحلة رياض الأطفال على تحقيق التربية المتكاملة للأطفال الملتحقين فيها من خلال مبانيها ومرافقها وبنيتها التحتية، إضافةً لما تعده من نشاطات وبرامج معززة بالمثيرات المختلفة والمتنوعة داخل صفوفها ومرافقها الداخلية والخارجية, فمبنى رياض الأطفال يجب أن يصمم بما يتناسب وطبيعة وأعمار أطفال مرحلة الرياض. وعليه يفضل أن تكون الروضة على أرض مخضرة في منطقة مأهولة بالسكان وقريبة من سكن الأطفال وسليمة من الناحية الصحية، وتكون هادئة وبعيدة عن الضجيج وحركة المرور الكثيفة والطرق المزدحمة والمعامل والورش والأسواق التجارية ومجاري المياه، وأن تتصل بطريق عام لتيسير وصول سيارات الإسعاف والإطفاء إليها وبعيدة عن خطر الكهرباء ذات الضغط العالي.

وأكدت الدراسات المتعلقة بمرحلة رياض الأطفال على أهمية توفر المعايير الخاصة بمؤسسات رياض الأطفال ومبانيها ومرافقها وملاعبها وساحاتها وحدائقها وبنيتها التحتية وأثاثها والعابها الداخلية والخارجية على أن تراعي خصائص الأطفال من النواحي الجسمية والمعرفية والانفعالية والاجتماعية, مما يتيح ممارسة الأنشطة المتنوعة التي تحقق التكامل والتوازن والشمول لكافة جوانب النمو الجسمي والمعرفي والاجتماعي واللغوي لطفل ما قبل المدرسة بما يحقق مفهوم التربية المتكاملة, بحيث تشمل هذه الأنشطة على: أنشطة داخل وخارج الغرفة الصفية، وأنشطة مناسبات، وأنشطة فردية وجماعية، وأنشطة معرفية وذهنية، وأنشطة موسيقية ورياضية، وأنشطة تنمي الحواس الخمس (عاطف، 2005).

  • ومن معايير مباني رياض الأطفال:
  1. أن لا يكون مدخل الروضة مرتفعاً أو منخفضا.
  2. يمنع التدخين داخل مبنى الروضة.
  3. تعليق لوحة إرشادات للطوارئ على مدخل الروضة.
  4. أن تكون الممرات داخل المبنى واسعة.
  5. تخصيص مكان خاص ملائم لتمريض الأطفال وعزل المرضى منهم.
  6. تخصيص مكان للعب (اليونسكو, 1991, 14-34), (صاصيلا, 2010, ص257), (خليل, 1994, ص10).

ومن معايير الغرفة الصفية (غرفة النشاط):

  1. أن لا تقل مساحة الغرفة عن (20) متراً مربعاً.
  2. أن يكون للغرفة الصفية مخرجان إذا كانت مساحتها تزيد عن 100 متر مربع.
  3. أن تكون الأبواب خفيفة الوزن، وتفتح إلى الخارج، وأن يكون مقبض الباب ملائما لطول الأطفال.
  4. تخصيص مساحات لممارسة الأنشطة المتنوعة.
  5. توفير المواد اللازمة لممارسة الهوايات- الرسم، الرقص، الغناء- (الجانب المعرفي، الاجتماعي، الجسمي).
  6. تزويد الروضة بأجهزة حاسوب خاصة للأطفال.
  7. أن يكون طلاء الجدران جذابا، وأن يكون قابلاً للغسيل والتنظيف.
  8. تغطى الأرضية بالسجاد الكاتم للصوت، والسهل التنظيف، وأن لا يتسبب في تزحلق الأطفال.
  9. أن تكون نقاط الكهرباء آمنة وبعيدة عن الأطفال (اليونيسف، 2009).

 

  • مشكلة الدراسة:

 يعتبر موضوع التربية المتكاملة من المواضيع الهامة في حياة الفرد والتي أعارها العلماء والباحثون اهتماما كبيرا ومن زوايا مختلفة, وتعالج هذه الدراسة الدور الذي يمكن أن تسهم به مؤسسة الروضة في تحقيق التربية المتكاملة لطفل ما قبل المدرسة انطلاقا من أهمية مرحلة الطفولة المبكرة ووعي مختلف فئات وقطاعات المجتمع الفلسطيني لذلك, وما يمكن لها أن تجنيه من فوائد إرسال أطفالها إلى مؤسسات رياض الأطفال، لهذا ازدادت نسبة الالتحاق بتلك المؤسسات، حيث يتوجه الغالبية العظمى من الأطفال المسموح لهم بالالتحاق بمؤسسات رياض الأطفال في فلسطين. وأمام هذا الإقبال المتزايد على تلك المرحلة، وإيمان الأهالي بأهميتها في تطوير شخصية الطفل، وتحقيق التربية المتكاملة لطفلهم من الناحية العقلية والجسمية والاجتماعية واللغوية, ويعتقد الباحث من خلال خبرته واطلاعه على واقع الرياض في فلسطين انها تعاني من قصور, لذا فإن مؤسسات رياض الأطفال بما تحويه من بيئة مادية ومعنوية مطالبة بتوفير كافة الخبرات والأنشطة لتحقيق الهدف من إرسال الأطفال إلى هذه المؤسسات, لذا تنحصر مشكلة البحث في السؤالين التاليين:

السؤال الأول: ما أهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة؟

السؤال الثاني: هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية لأهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة من وجهة نظر مديرات ومربيات رياض الأطفال بمحافظة سلفيت باختلاف طبيعة العمل، المؤهل العلمي؟

  • فرضيات الدراسة:

* لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α≤0.05) لأهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة من وجهة نظر مديرات ومربيات رياض الأطفال بمحافظة سلفيت للمجالين وعلى الدرجة الكلية لجميع الفقرات تعزى لمتغيري طبيعة العمل, المؤهل العلمي.

  • أهداف الدراسة:
  1. التعرف على أهمية الموقع والمبنى والمساحات المخصصة لغرف النشاط في تحقيق التربية المتكاملة لطفل ما قبل المدرسة.
  2. التعرف على أهمية الأنشطة الممارسة في مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لطفل ما قبل المدرسة.
  • أهمية الدراسة:

تنبع أهمية الدراسة كما يبينها الباحث باعتبار أن موضوع التربية المتكاملة لطفل ما قبل المدرسة من المواضيع الهامة للفرد والمجتمع في الوطن العربي، والتي أعارها العلماء والباحثون والتربويون اهتماما كبيرا ومن زوايا مختلفة، وانطلاقا من هذه الاهمية لمؤسسات رياض الاطفال واهمية دورها اكتسبت هذه الدراسة اهميتها والتي تعتبر الاولى من نوعها -في حدود علم الباحث- في فلسطين وتكمن أهمية هذه الدراسة في محاولتها:

  1. بحث الدور الذي يمكن أن تسهم الروضة في تحقيق التربية المتكاملة لطفل ما قبل المدرسة في فلسطين والتي تضع البصمات الأولى على شخصية الطفل، وتحدد اتجاهاته الاجتماعية والخلقية والنفسية, وفي نطاقها يتلقى الطفل مؤثراته الاجتماعية الأولى ونماذجه الثقافية.
  2. دراسة الواقع البيئي التربوي لمؤسسات رياض الأطفال الفلسطينية باعتبارها المؤسسات التربوية الأولى التي تؤدي درواً كبيراً في تشكيل شخصية الطفل, والوعاء التربوي الذي يشكل شخصية الطفل فردياً أو اجتماعياً.
  3. كما تكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تمثل إضافة للأدب النظري التربوي الفلسطيني والعربي المتعلق بالطفولة.
  • حدود الدراسة:

الحدود المكانية: روضات محافظة سلفيت المرخصة من وزارة التربية والتعليم وعددها (46) روضة.

الحدود الزمنية: تم تطبيق الدراسة خلال شهر نيسان من العام الدراسي 2015/2016.

الحدود البشرية: مديرات ومربيات رياض الأطفال في محافظة سلفيت.

  • مصطلحات الدراسة:

* مربية الروضة: هـي المسؤولة عـن تربية مجموعـة مـن الأطفال وتنشـئتهم والأخـذ بيدهم نحــو التكيف والنمــو بمــا يــزودهم بــه مــن الخبــرات والمهــارات بمــا يتناســب وخصائصــهم المختلفــة فــي هذه المرحلة العمرية(طلبة, 2004, ص489).

* رياض الأطفال:“هي مؤسسات تربوية تعليمية ترعى الأطفال في المرحلة السنية من ثلاث أو أربع سنوات حتى سن السادسة، وتسبق المرحلة التعليمية أو التعليم الأساسي. وتقدم رياض الأطفال رعاية منظمة هادفة محددة المعالم، لها فلسفتها وأسسها وأساليبها وطرقها التي تسند إلى مبادئ ونظريات علمية ينبغي السير على هديها ” (بدر، 1421هـ، 37).

* ويمكن تعريف رياض الأطفال- إجرائياً في هذه الدراسة؛ بأنها: هي مؤسسات تربوية ذات مواصفات خاصة، تستقبل الأطفال في مرحلة عمرية تسبق المدرسة الابتدائية من الذين بلغوا سن الثالثة ولم يتجاوزوا السادسة، وتهدف إلى تحقيق النمو المتكامل لطفل هذه المرحلة بما توفر له من ممارسة الأنشطة الهادفة، واكتساب المهارات التي تمكنه من مواجهة المواقف الحياتية والتعاون مع الآخرين.

* طفل ما قبل المدرسة: وهو الطفل الذي لم يدخل المدرسة بعد، ويعتمد على أبويه، والبيئة المحيطة في تطوير قدراته العقلية والجسمية والانفعالية ليتمكن من اكتساب مهارات القراءة والكتابة بكل يسر وسهولة، وتمتد هذه الفترة منذ الولادة وحتى سن دخول المدرسةً(العليمات، 2013، 117).

* طفل ما قبل المدرسة: المقصود به الطفل الملتحق برياض الأطفال والذي يتراوح عمره من (4-6) سنوات وتعتبر هذه الفترة هي فترة المرونة والقابلية للتعلم وتطوير المهارات، كما أنها فترة النشاط الأكبر والنمو اللغوي الأكثر. (تعريف اجرائي).

 

* التربية المتكاملة: وتعني التربية التي تعمل على تنمية شخصية الفرد بشكل متكامل ومن كافة الجوانب والأبعاد, والمفهوم الحديث للتربية يأخذ في اعتباره النظرة المتكاملة لشخصية الإنسان من خلال الاهتمام بأبعاد شخصيته في تكامل وتوازن, فالإنسان عقل وجسد وعاطفة, له قيم ويتذوق الجمال ويعيش في مجتمع له طموحات ومصالح وهذا المجتمع ينمو ويستمر من خلال نمو شخصيات أفراده (الياسري، 2015).

* التربية المتكاملة: وهي التربية التي تهتم بتنمية كافة جوانب الطفل الجسمية (الصحية، الحركية) والعقلية (المعرفية، الذهنية) والاجتماعية (الوجدانية، الانفعالية) واللغوية. (تعريف اجرائي)

 

 الإطار النظري والدراسات السابقة:

  • الإطار النظري: نتيجة للنسبة العالية لعدد الأطفال في العالم- وخاصة في الدول العربية- جاء هذا الاهتمام في العصر الحديث، بمرحلة الطفولة المبكرة، من حيث عقد الندوات والحلقات الدراسية والمؤتمرات التي تناولت شؤون الطفولة وقضاياها، كما صدرت لوائح وتشريعات تناولت حقوق الطفل ورعاية الطفولة، ففي عام 1959 أقرت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الطفل، وفي عام 1965 ارتبط الأردن باتفاقية مع منظمة الطفولة العالمية (اليونيسيف)، وفي عام 1979 وبدعوة من منظمة الأمم المتحدة اشتركت (48) دولة منها (11) دولة عربية، واعتبر هذا العام بـ(عام الطفل الدولي)، وفي عام 1984 صدر ميثاق حقوق الطفل العربي الذي اعتمده الأردن ميثاقا للطفل الأردني (الهنيدي، 2000).

ونتيجة للتغيرات في المجتمعات المعاصرة، أدى إلى اهتمام المنظمات العالمية بتربية الطفل، وقاد هذا الاهتمام العالمي، إلى الاهتمام بطفل ما قبل المدرسة، فالطفل يعتبر ثروة المستقبل بالنسبة لكل بلاد العالم، واستثماره مؤشراً حضارياً لتفوق الأمم، لأن نجاح أي دولة أو مجتمع، يتوقف على الإنسان نفسه، الذي يعتبر قاعدة أساسية تقوم عليه المنشآت المختلفة، وعلى سلوكه ونشاطه، يتوقف النمو والازدهار لهذه المجتمعات، فالإنسان لم يولد كبيراً، بل كان علقة إلى أن وصل إلى درجة النمو المتكامل في كل النواحي، ليصبح أنساناً متفاعلاً متنامياً، ولا يكون كذلك، إلا إذا قدمت له الرعاية الكاملة، والاهتمام بجميع الجوانب النفسية، والصحية والجسمية له وهو في المهد.

فالطفولة من أخطر المراحل وأهمها، ففي عالمنا العربي يشكل الأطفال، نصف عدد السكان، وتعد مرحلة عمرية حاسمة في حياة الفرد، التي من خلالها ترسي دعائم بناء الشخصية، والتأثر في المحيط الذي يعيش فيه، مما يساعد على تنمية، ونضج النمو المعرفي، والنفسي والاجتماعي في المراحل التالية لها، ليتلاءم مع ثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه الطفل، ليصبح قادراً ومؤهلاً، للعيش كمواطن صالح، ومتوازن ومتوافق ومتفاعل مع مجتمعه، يسهم في رقيه وتنميته (سهير، 2000).

وتستند هذه الدراسة إلى النظرية البنائية في التعلم، حيث تهتم بكيفية بناء المعرفة من خلال الخبرة والأبنية المعرفية والمعتقدات المستخدمة في تفسير الأشياء والأحداث Jonassen,1991)). وتقوم هذه النظرة الفلسفية على ثلاثة مبادئ رئيسة تعرف باسم أعمدة الفلسفة البنائية وهي:

  1. أن المعنى يبنى ذاتيا من قبل الجهاز المعرفي للمتعلم نفسه ولا يتم نقله من المعلم للمتعلم.
  2. أن تشكيل المعاني عند المتعلم عملية نفسية نشطة تتطلب جهدا عقليا.
  3. أن البنى المعرفية المتكونة لدى المتعلم تقاوم التغيير بشكل كبير(البدري, 1433ه , ص45), (Ausubel, 1978), (Carin,1997).

وتؤكد البحوث والدراسات النفسية والتربوية أن الأطفال يتعلمون بفعالية أكبر من خلال حواسهم التي تسهم بدور حيوي في تكوين شخصية الطفل بأبعادها المختلفة التي تنمي قدراته العقلية، والجسمية، والاجتماعية، والانفعالية(National Association for the Education of Young Children) (NAEYC,1982).

كما تعمل برامج الطفولة ذات النوعية العالية على تحسين تطور الطفل من جميع الجوانب مع الأخذ بعين الاعتبار حاجات الأسر، أي أن يكون البرنامج ملائماً نمائيا، وتتحدد الملاءمة النمائية في بعدين أساسين هما:

  • الملاءمة العمرية: أي التطور النموذجي الطبيعي عند الأطفال، ضمن الفئة العمرية المستهدفة في هذه البرامج، وهذا يوفر إطاراً تهيئ من خلاله المعلمات البيئة التعليمية والخبرات المناسبة.
  • الملاءمة الفردية: حيث يعتبر كل طفل شخصاً مميزاً بنمطه وشخصيته الفردية، وبأسلوبه في التعلم، ولذلك يجب أن يعكس البرنامج تلك الفروق الفردية.

وتعد معرفة تطور الطفل ضرورية لتحديد السلوكيات والنشاطات والمواد التي تلائم مجموعة عمرية معينة، وتستخدم هذه المعرفة بالتزامن مع فهم أنماط نمو الأطفال واهتماماتهم وخبراتهم وذلك لتصميم بيئة تعليمية ملائمة نمائيا، آخذين بعين الاعتبار جميع العوامل التي تؤثر في محتوى البرنامج مثل: التقاليد والقيم(NAEYC,1982). كما تعد بيئة الطفل بمثابة نوافذ المعرفة، حيث تحفز على الاستفسار والاكتشاف والمناقشة، مما يؤثر بشكل إيجابي على مستوى تفكير الطفل وقدراته العقلية (Hackle & Sterling,1996)، لذلك لا بد من تزويد الطفل بمجموعة متنوعة من المثيرات البيئية لتشجيعه على اكتشاف بيئته ومعرفة ما فيها وكيفية المحافظة عليها .(Stanvord, 1998)

  • الدراسات السابقة:

أجريت العديد من الدراسات العربية والأجنبية التي تناولت التربية البيئية عند أطفال الروضة منها:

دراسة الحطاب (1990)؛ هدفت إلى إكساب الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة بعض السلوكات، والقدرات، والمعلومات التي تساعدهم على تصنيف مكونات البيئة، وأشارت الدراسة في منهجها إلى ضرورة إدخال التربية البيئية لأطفال ما قبل المدرسة، حيث أعدت الدراسة برنامجا لهؤلاء الأطفال ارتكز على التحسين البيئي، أي تربية الاطفال بيئيا من خلال ممارسات وسلوكيات وأنشطة محسوسة، تبتعد عن المفاهيم والمعلومات النظرية، وتقترب من النمط الجماعي الايجابي. واعتمدت هذه الدراسة المنهج التجريبي وذلك من خلال تصميم مجموعة من الأنشطة تتضمن ثلاثة جوانب هي معرفة أولية لبعض مظاهر البيئة؛ ومبادئ استعمال موارد البيئة؛ ومبادئ في حماية البيئة. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الأطفال حققوا تقدماً في جانب المعرفة البيئية، كما أصبحوا إيجابيين تجاه البيئة ومواردها.

دراسة إيجلز (Egales,1999هدفت إلى معرفة تأثير العوامل المختلفة فــي الاتجاهات البيئية للأطفال، استخدمت الدراسة المنهج التجريبي وذلك بتطبيق برنامج لتعليم الأطفال عن كوكب الأرض، والتعليم الإبداعي الدرامي، ثم استخدم مقياساً للتعرف على الاتجاهات البيئية عند الأطفال. وأشارت النتائج إلى وجود ارتباط بين معايير الاتجاهات البيئية والسلوك الأخلاقي، كما أكدت على عدم وجود فروق بين الجنسين في الاتجاهات البيئية.

دراسة باسيل Basile, 2000)والتي تناولت أثر برنامج التربية البيئية في انتقال أثر تعلم التربية البيئية في حل المشكلات ومعرفة الأطفال (التقريرية والاجرائية والمخططاتية) وذلك من خلال تعريض الأطفال إلى برنامج بيئي يتضمن مواقف لقضايا بيئية مختلفة، عرضت بطرق مختلفة مثل: قراءة قصص، وعرض فيديو، ومناقشات لمواضيع بيئية مختارة. استخدمت الدراسة المنهج التجريبي: مجموعتان تجريبيتان، ومجموعتان ضابطتان، وتكونت عينة الدراسة من أربعة وعشرين طفلا في كل مجموعة تجريبية، واثنان وعشرين طفلا في كل مجموعة ضابطة. طبقت الأدوات التالية قبل وبعد البرنامج: اختبار المعرفة البيئية ويقيس المعرفة التقريرية، تقديم الأطفال للمفاهيم البيئية بشكل شفوي أو مكتوب ويقيس المعرفة الإجرائية، تقديم الأطفال قصصاً بيئية من خبرتهم الذاتية لقياس المعرفة المخططاتية. أشارت النتائج إلى وجود أثر للبرنامج في معرفة الأطفال للمفاهيم البيئية بشكل عام، إضافةً إلى وجود أثر واضح على معرفتهم التقريرية والاجرائية أكثر من معرفتهم المخططاتية.

دراسة بدوي(2001)؛ هدفت إلى معرفة أثر استخدام برنامج في المفاهيم البيئية على تنمية بعض المهارات المعرفية للأطفال، استخدمت الدراسة المنهج التجريبي ومقارنة أداء الأطفال قبل وبعد تطبيق البرنامج. تم إعداد اختبار مصور للمفاهيم البيئية، ومقياس للمهارات المعرفية. طبق البرنامج على عينة عشوائية تكونت من مائتين وأربعين طفلاً، من سن خمس إلى ست سنوات موزعين على مجموعتين مائة وعشرون طفلاً في المجموعة التجريبية، ومائة وعشرون طفلاً في المجموعة الضابطة. وأشارت نتائج هذه الدراسة إلى وجود أثر للبرنامج في تنمية المهارات المعرفية.

دراسة العتيبي. السويلم (2002)؛ هدفت الى معرفة معوقات تحقيق أهداف مرحلة رياض الأطفال من وجهة نظر معلماتها، اتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي في تنفيذها، وتكون مجتمع الدراسة من المعلمات السعوديات العاملات في رياض الأطفال في مدينة الرياض والبالغ عددهن (1917 معلمة) منهن 1263 معلمة بالروضات الأهلية و654 معلمة بالروضات الحكومية، وتم اختيار عينة عشوائية طبقية لـ(770 معلمة) بنسبة 40% من مجتمع الدراسة الأصلي واستخدمت الاستبانة كأداة للدراسة, وتم معالجة المعلومات وتفريغها وتبويبها عن طريق برنامج التحليل الإحصائي (SPSS) باستخدام التوزيع التكراري ووصف مقاييس النزعة المركزية ومقاييس التشتت. وتوصلت الدراسة في نتائجها ان من عوامل صعوبات ومعوقات تحقيق أهداف رياض الأطفال عدم توفر المبنى الملائم والمصمم أصلاً بما يخدم الطفل، ووضع العائد المادي الأساس للاستثمار في مؤسسات رياض الأطفال الأهلية، يهمل الهدف الرئيس لوجود مثل هذه المؤسسات بما يخدم خصائص الطفل ويتماشى مع احتياجاته. ومن توصيات الدراسة تجهيز مؤسسات رياض الأطفال بالإمكانيات المطلوبة لضمان تحقيق أهداف رياض الأطفال, وضرورة العمل على استقلالية مرحلة رياض الأطفال واعتبارها مرحلة أساسية ضمن السلم التعليمي.

دراسة عبد الحميد (2002)؛ هدفت إلى تقييم بعض مؤسسات رياض الأطفال في ضوء احتياجات نمو طفل ما قبل المدرسة في محافظة بورسعيد. استخدمت الدراسة المنهج الوصفي، واستخدمت الاستبانة كأداة للدراسة وجمع المعلومات والبيانات، وبعد معالجة المعلومات والبيانات وتفريغها وتبويبها عن طريق برنامج التحليل الإحصائي (SPSS) باستخدام التوزيع التكراري ووصف مقاييس النزعة المركزية ومقاييس التشتت، أشارت النتائج إلى جملة أمور منها: 21%من مدارس الرياض ذات مباني قديمة من حيث الجودة. وأن 28% منها يشكل خطرا على حياة الأطفال من جهة قرب مصادر الكهرباء من الأطفال، وأن 40% من الروضات ليست بها مساحة كافية للعب, وأن 72% من الروضات لا توجد بها مكتبة.

دراسة ماتيز(Matthies,2002)؛ هدفت إلى معرفة أثر برنامج بيئي على تصورات الأطفال للتنوع البيئي في المكان الذي يعيشون فيه، من خلال استخدام المنهج التجريبي على مجموعتين ضابطة وتجريبية بلغ عددهم (248) شعبة صفية (166) تجريبية و(82) ضابطة ساهم فيها (4000) طالباً وطالبة؛ تراوحت أعمارهم 8-16 سنة. أخضعت المجموعة التجريبية لبرنامج بيئي يهدف إلى تطوير تصورات الأطفال البيئية حول التنوع البيئي الذي يشاهده الأطفال في طريقهم من البيت للمدرسة حول النباتات، والحيوانات، وأشياء أخرى. أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعة التجريبية والضابطة، في تصورات الأطفال للتنوع الحيوي لصالح المجموعة التجريبية، في حين لم تظهر النتائج أثراً للعمر أو الجنس.

دراسة البكاتوشي (2003)؛ هدفت إلى تجريب بعض الأنشطة باستخدام أسلوب المشروع في اكتساب الأطفال للمفاهيم البيئية وممارسة السلوكات الإيجابية نحو البيئة في مرحلة الروضة. استخدمت الدراسة المنهج التجريبي من خلال تجريب بعض الأنشطة باستخدام أسلوب المشروع. طبقت على عينة مكونة من ثمانين طفلاً وطفلةً موزعين على المجموعتين التجريبية والضابطة بالتساوي. تم إجراء الدراسة باستخدام الأدوات التالية: اختبار الذكاء، ورسم الرجل لجود إنف هاريس، واستمارة المستوى الاجتماعي الاقتصادي للأسرة، ومقياس التربية البيئية لمرحلة رياض الأطفال. وأظهرت نتائج الدراسة وجود أثر ذو دلالة لصالح الأطفال الذين خضعوا للبرنامج في اكتساب الأطفال مفاهيم بيئية وممارسة سلوكات إيجابية نحو البيئة.

دراسة فيستمان (Fistman,2005)؛ هدفت إلى معرفة أثر برنامج التربية البيئية في وعي الأطفال نحو بيئتهم المحلية ومعرفتهم بالمفاهيم البيئية. تكونت عينة الدراسة من 49 طفل من الصف الثالث إلى الصف الخامس. استخدمت الدراسة المنهج التجريبي ومقارنة أداء الأطفال قبل وبعد تطبيق البرنامج. اعتمدت الدراسة على البيانات النوعية التي جمعت من خلال الطرق التالية: استبانة المعرفة البيئية التي طبقت قبل البرنامج وبعده، وخرائط مفاهيمية حول البيئة المجاورة أعدت من قبل الأطفال، ومقابلة شبه مقيدة مع الأطفال، وتحليل صحائف الطلبة، ومقابلات مع المعلمات. بينت النتائج وجود أثر للبرنامج فيما يتعلق بوضوح المفاهيم البيئية والتفسيرات التي قدمها الأطفال للقضايا المطروحة.

دراسة الشوارب, غيث (2007)؛ هدفت إلى استقصاء أثر برنامج تعليمي مقترح في تنمية المفاهيم البيئية لدى أطفال الروضة في الاردن، وذلك من خلال تطبيقه على عينة بلغت(98) طفلاً وطفلة، موزعين على مجموعتين (50) طفلاً في المجموعة التجريبية و(48) طفلاً في المجموعة الضابطة. تم اختيارهم من رياض الأطفال التابعة لمديرية التعليم الخاص في مدينة عمان حيث تكوّن مجتمع الدراسة من جميع أطفال مستوى التمهيدي (ذكوراً وإناثاً) في رياض الأطفال في محافظة العاصمة/عمان، البالغ عددها (611) روضة حسب سجلات وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي 2006/2007. استخدمت الدراسة المنهج التجريبي مـن نوع design pre-experimental، وأشارت النتائج إلى وجود أثر للبرنامج لصالح المجموعة التجريبية، في حين لم يظهر أثر للبرنامج حسب متغير الجنس، والتفاعل بين الجنس والمجموعة. وفي ضوء النتائج تم التوصل إلى توصيات من أهمها: ضرورة تطبيق برامج للتربية البيئية في مرحلة الروضة وذلك كونها مرحلة حرجة في اكتساب المفاهيم والاتجاهات والسلوكات البيئية.

دراسة لبابنه (2010)؛ هدفت للتعرف على درجة تحقيق مؤسسات رياض الأطفال للتربية المتكاملة لطفل ما قبل المدرسة، وقد حددت الدراسة متطلبات التربية المتكاملة، بالجانب الجسمي (الصحي، الحركي)، والجانب العقلي (المعرفي، الذهني)، والجانب الانفعالي (الوجداني، الأخلاقي). ومن أجل تحقيق هدف الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي لتحديد درجة تحقيق مؤسسات رياض الأطفال للتربية المتكاملة لطفل ما قبل المدرسة. تكون مجتمع الدراسة من مجموع جميع مؤسسات رياض الأطفال الحكومية الموجودة في محافظة إربد، والمدرجة ضمن قوائم وزارة التربية والتعليم والبالغ عددها (86) روضة، موزعة على سبع مديريات، تم اختيار (60) روضة، أي ما نسبته 70% من المجموع الكلي لرياض الأطفال.

وخلصت الدراسة إلى أن درجة تحقيق مؤسسات رياض الأطفال في محافظة إربد للتربية المتكاملة قد بلغت (86%)؛ فيما يتعلق بمواصفات المباني والمواقع والمرافق المساعدة على تحقيق التربية المتكاملة لطفل ما قبل المدرسة. وأن الأنشطة الممارسة داخل غرف النشاط تستخدم لتنمية وتعليم وتوجيه الطلبة، وأن برنامج الأنشطة متكامل وشامل ومتنوع لمختلف جوانب النمو، وأن الأنشطة تكسب الأطفال العديد من القيم والاتجاهات والسلوكيات والمعارف. كما بينت الدراسة أن ما نسبته (96%) من الأنشطة الممارسة- داخل مؤسسات رياض الأطفال- تساعد طفل ما قبل المدرسة على النمو السليم في مختلف جوانب النمو الجسمية والعقلية والانفعالية، وبالتالي تحقيق التربية المتكاملة.

دراسة صاصيلا (2010)؛ هدف البحث إلى رصد واقع البيئة التربوية في رياض الأطفال في مدينة دمشق، ومن ثم ينطلق إلى وضع تصور للبيئة التربوية المتعلقة ببناء الروضة وتجهيزاتها وفقاً لمعايير الجودة المطلوبة، وذلك بالاعتماد على متطلبات برامج التعليم المفتوح وبرامج الأنشطة وبرامج الأركان. وقد طبق البحث على (124) معلمة يعملن في (61) روضة خاصة من رياض أطفال مدينة دمشق، وقد استخدمت استبانة لسؤال المعلمات عن واقع المبنى وتجهيزات الروضة ووسائلها، وتمت مقابلتهن لمعرفة مشكلاتهن ومقترحاتهن، كما تم اعتماد الدراسة التحليلية الوصفية لرصد الواقع ولتحديد معايير جودة البناء والتجهيزات ومن ثم تم اقتراح معايير لجودة البيئة التربوية في الروضة.

وتناول البحث مجالات معايير الجودة وأركانها في رياض الأطفال المتعلقة بمعايير إعداد المعلمة والأطفال والتمويل والتشريعات والإدارة والتقويم وأخيراً المباني والتجهيزات. وقد أسفر البحث عن مجموعة نتائج بينت ضعف مناسبة مواصفات بناء الروضة وتجهيزاتها لمعايير الجودة التربوية في رياض الأطفال، كما اقترح البحث معايير لجودة البناء والتجهيزات استندت إلى مراعاة خصائص طفل الروضة والأهداف التربوية لرياض الأطفال ومعايير الصحة والسلامة، إضافة إلى المعايير الجمالية والاقتصادية.

دراسة عشرية (2011)؛ هدفت إلى معرفة دور الأنشطة التربوية في رياض الأطفال كمرتكز لتنمية السلوك القيادي للطفل مؤسسة الخرطوم (السودان) للتعليم الخاص نموذجا, وهي المؤسسة التربوية التي تحوي 23 فرعاً وتعمل بمنهج وزارة التربية والتعليم بالإضافة إلى مناهجها الإثرائية وهي المؤسسة التربوية الأولى في السودان الحائزة على شهادة الإيزو لخمسة مرات متتالية, والتي تتبني مشروع برنامج التعلم الذاتي لتنمية الذكاءات الثمانية الرئيسة كتجربة رائدة على مستوى السودان والوطن العربي.

وتم تنفيذ البرنامج في العام 2009 –2008 وبلغ عدد الأطفال الذين استفادوا من هذه الأنشطة التربوية 1600طفل داخل ولاية الخرطوم، اتبعت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي، اشتملت العينة على تحليل استجابة اتجاهات المعلمات نحو الأنشطة التربوية والبالغ عددهم 74 تم اخذ 40منهم، كعينة عشوائية بسيطة، بدأ البرنامج بتنفيذ الأنشطة التربوية تحت مسمى (المنتديات التربوية) لتنمية مرتكزات السلوك القيادي للطفل، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن هنالك تفاوت في مستوى الاداء للمنتديات التربوية للطفل عند قياس مخرجات المنتديات التربوية، إذ اثبتت نتائج الدراسة أن منتدى الموسيقي والمسرح، ومنتدي التراث الشعبي اكثر المنتديات جاذبية للأطفال، وقدرة على اكتشاف القدرات والإبداع عند الأطفال، وكذلك منتدى جماليات البيئة. وتوصلت كذلك إلى أن هنالك فروق ذات دالة إحصائية في دور الأنشطة التربوية في تنمية السلوك القيادي من وجهة نظر المعلمات، وأن هنالك فروق في الاستفادة من المنتديات التربوية يعزى لكفاءة المعلمة (الخبرة والتدريب).

دراسة الخالدي (2016)؛ هدفت الدِّراسة إلى التعرّف على واقع برامج تدريب مُعلِمات رياض الأطفال في دولة الكويت من وجهة نظر المُعلِمات، والتعرف إلى الفروق في استجابات أفراد عينة الدِّراسة وفقاً لمتغيري سنوات الخبرة وعدد الدورات التدريبية، وتكونت عينة الدِرّاسة من 409 مُعلِمات، وتم تطوير استبانة لتحقيق أهداف الدِّراسة، تكونت من 48 فقرة موزعة على 8 مجالات وهي (أهداف البرنامج، والمحتوى، والأساليب والوسائط، وأساليب التقويم، ودور المتدربات في البرنامج، وميزات البرنامج، والقائمون على التدريب، وتقويم التدريب) وتم التحقق من صدق الأداة وثباتها، وأظهرت نتائج الدِرّاسة أن واقع برامج تدريب مُعلِمات رياض الأطفال بشكل عام حصل على درجة متوسطة، وحصلت مجالات (الأهداف، وتقويم التدريب، وأساليب التقويم) على درجة مرتفعة، فيما حصلت بقية المجالات على درجات متوسطة، كما أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة 0.05>α في استجابات أفراد عينة الدراسة حول واقع برامج تدريب معلمات رياض الأطفال في دولة الكويت من وجهة نظر المعلمات تُعزى لمتغير سنوات الخبرة، وجاءت الفروق لصالح فئة سنوات الخبرة الأقل (أقل من 5 سنوات)، كما ظهرت فروق دالة إحصائياً تُعزى لعدد الدورات التدريبية التي شاركت بها المعلمة، ولصالح العدد الأقل (3 دورات فأقل)، وفي ضوء نتائج الدِّراسة تم تقديم عددٍ من التوصيات من أهمها: ضرورة وضع نظام محدد لتحفيز المعلمات على المشاركة في الدورات التدريبية والتّمييز فيها، وكذلك الاستعانة بأهل الخبرة لتطوير الأساليب والوسائط.

  • تعليق على الدراسات السابقة:

يتبين مما سبق وجود أثر لبرامج التربية البيئية في إكساب الأطفال المفاهيم البيئية وتنمية مهاراتهم المعرفية. تتشابه الدراسة الحالية مع الدراسات السابقة حيث أن الأنشطة الممارسة داخل مؤسسات رياض الاطفال تساعد طفل ما قبل المدرسة على النمو السليم والمتكامل والمتوازن في مختلف جوانب النمو الجسمية والعقلية والوجدانية, كما أشارت الدراسات إلى حدوث تغير إيجابي في اتجاهاتهم وسلوكاتهم نحو البيئة، ومن الملاحظ أن هذه الدراسات قد أجريت على عينات من الأطفال في بيئات أجنبية وعربية, وحيث إن هناك ندرة في تطبيق برامج بيئية لمرحلة رياض الأطفال في فلسطين، فقد سعت هذه الدراسة إلى تنمية مفاهيم الأطفال البيئية من خلال تطبيق برنامج في التربية البيئية على البيئة الفلسطينية، والتي- من دون أدنى شك- تختلف في عاداتها، وثقافتها، ومشكلاتها البيئية عن بقية الدول التي أجريت فيها الدراسات السابقة.

وقد استفاد الباحث من الخلفية النظرية الواسعة لهذه الدراسات, والمنهجية العلمية, والادوات والاساليب الاحصائية المتبعة, وقد أستفاد الباحث من الدراسات السابقة في بناء استبانة البحث، وذلك بالاطلاع على البنود المتعلقة بخصائص المبنى والتجهيزات، كما أستفاد الباحث من دراسة لبابنة والشوارب وغيث في تفسير نتائج البحث، وتشابهت الدراسة كذلك في النتائج التي تم التوصل إليها مع الدراسات السابقة فيما يتعلق بقصور مباني وتجهيزات الروضة في تحقيق المعايير والخصائص التربوية المناسبة لطفل الروضة والمتطلبات الحديثة، وينفرد البحث الحالي في وضع تصور حول تحقيق التربية المتكاملة لطفل الروضة.

 

الطريقة والإجراءات:

  • منهج الدراسة: استخدم المنهج الوصفيّ لمناسبته لطبيعة هذه الدراسة.
  • عينة الدراسة: تألفت عينة الدراسة من (120) مديرة ومربية رياض أطفال في محافظة سلفيت بحيث تتوزع مديرات ومربيات رياض الأطفال حسب متغيرات الدراسة المستقلة من طبيعة العمل (46 مديرة بنسبة 38%، 74 مربية بنسبة 62% من حجم عينة الدراسة) كما تتوزع عينة الدراسة حسب متغير المؤهل العلمي (28 توجيهي بنسبة 23%، 26 دبلوم بنسبة 22%، 66 بكالوريوس فأعلى بنسبة 55% من حجم عينة الدراسة).

 

الجدول (1) يبين خصائص عينة الدراسة

المتغير المتغير التكرار النسبة المئوية
طبيعة العمل مديرة 46 38%
مربية 74 62%
المؤهل العلمي توجيهي 28 23%
دبلوم 26 22%
بكالوريوس فأعلى 66 55%
  • أداة الدراسة: تتكون أداة الدراسة من (44) فقرة. منها (21) فقرة تتحدث عن المبنى والموقع والمرافق لرياض الأطفال في محافظة سلفيت، و (23) فقرة تتحدث عن الأنشطة.
  1. صدق الأداة (Validity): قام الباحث بعرض الأداة على سبعة من الأساتذة الجامعيين ذوي الخبرة، والاختصاص، لإبداء رأيهم في مضمون الفقرات، وفاعليتها نحو الفئة المستهدفة. وتمّ تعديل بعض الفقرات وإعادة صياغتها بما يتناسب وواقع مجتمعنا الفلسطيني.
  2. ثبات المقياس، فقد تم التأكد منه بتطبيق المقياس على عينة خارج عينة الدراسة بلغ عددها (30) مديرة ومربيةً وذلك بفاصل زمني مدته أسبوعين، ثم حسب معامل ثبات بيرسون، وكان يساوي (72) ويعد هذا المعامل مقبولا لأغراض الدراسة.
  • المعالجة الاحصائية: تم معالجة المعلومات والبيانات وتفريغها وتبويبها عن طريق برنامج التحليل الإحصائي (SPSS) باستخدام التوزيع التكراري ومقاييس النزعة المركزية ومقاييس التشتت واختبار (ت) (Independent t-test) وتحليل التباين الأحادي (ANOVA).

عرض نتائج الدراسة ومناقشتها:

  • أ‌- السؤال الأول: ما أهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة من وجهة نظر مديرات ومربيات رياض الأطفال بمحافظة سلفيت حسب فقرات الأداة؟
  • ب‌- السؤال الثاني: هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية لأهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة من وجهة نظر مديرات ومربيات رياض الأطفال بمحافظة سلفيت باختلاف طبيعة العمل، المؤهل العلمي؟

وللإجابة عن السؤال الأول الجدول(2) يمثل التكرار والنسبة المئوية للاستجابة على الفقرات حسب نوع الاستجابة (نعم، لا)

 

الجدول (2)  التكرار ات والنسبة المئوية للاستجابة حسب نوع الاستجابة على الفقرات والدرجة الكلية لكل مجال ولجميع فقرات الأداة

الفقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة نعم لا
التكرار النسبة % التكرار النسبة %
أولاً : المبنى والموقع والمرافق
1. يتناسب موقع الروضة مع الموقع الجغرافي لسكن الأطفال 120 100 0 0
2. الروضة بعيدة عن مصادر الخطورة والإزعاج 120 100 0 0
3. يتناسب عدد القاعات والفصول مع عدد الأطفال 119 99 1 1
4. هناك دورات مياه كافية لعدد الأطفال 117 98 3 3
5. يتوفر في الروضة مساحات لممارسة أنواع متعددة من اللعب 94 78 26 22
6. يتوافر في الروضة مكتبة مناسبة للأطفال 76 63 44 37
7. توجد غرفة للنشاط مزودة بمقاعد وكراسي مناسبة لحجم الأطفال 73 61 47 39
8. الغرفة الصفية مقسمة لأركان متنوعة تلبي احتياجات الأطفال 89 74 31 26
9. مساحة الممرات وغرف النشاط واسعة 95 79 25 21
10. المبنى مزود بوسائل الحماية (سور، شبك حماية، درابزين للدرج، أرضية مفروشة). 120 100 0 0
11. يوجد مصدر للمياه في كل غرفة من غرف النشاط 26 22 94 78
12. دورات المياه مخصصة لأطفال الرياض 120 100 0 0
13. يوجد مكان خاص لعرض إنتاج وعمل الأطفال 30 25 90 75
14. يوجد مسرح ملحق بالروضة 43 36 77 64
15. يوجد أماكن تسمح للأطفال بتعليق ملابسهم ووضع حقائبهم 58 48 62 52
16. مصادر الكهرباء قريبة من الأطفال 19 16 101 84
17. توفر في المبنى أدوات السلامة العامة (صندوق إسعاف، إطفائية) 119 99 1 1
18. توجد غرفة للكمبيوتر يستخدمها الأطفال 6 5 114 95
19. تتوافر في الروضة أماكن للاسترخاء دون إزعاج 36 30 84 70
20. توجد الروضة في الطوابق الأرضية 120 100 0 0
21. توجد نوافذ كافية داخل غرفة النشاط 118 98 2 2
جميع فقرات المجال الأول المتعلق المبنى والموقع والمرافق 68% 32%
ثانيا: الأنشطة
22. تعزز الأنشطة الممارسة داخل الروضة العلاقات الاجتماعية بين الأطفال 120 100 0 0
23. تمارس الأنشطة داخل وخارج الروضة 96 80 24 20
24. يقضي الطفل وقت كافي في ممارسة الأنشطة 111 93 9 8
25. يمارس الأطفال الأنشطة من خلال مواد وأدوات آمنة 120 100 0 0
26. هناك تنوع وتكامل وتوازن في برنامج الأنشطة المستخدم 110 92 10 8
27. تشتمل الأنشطة على مشروعات ينفذها الأطفال بأنفسهم 108 90 12 10
28. تساعد الأنشطة المستخدمة داخل الروضة على تنمية الابتكار لدى الأطفال 120 100 0 0
29. تنمي الأنشطة الممارسة داخل الروضة لدى الطلبة على مفاهيم متنوعة 120 100 0 0
30. تمارس داخل الروضة أنشطة تنمي الجانب الحركي لدى الأطفال 120 100 0 0
31. تمارس في الروضة أنشطة لتنمية جانب الذوق والجمال لدى الأطفال(أنشطة فنية). 120 100 0 0
32. تساعد الأنشطة على تنمية التوافق الانفعالي والعاطفي عند الأطفال 120 100% 0 0
33. تعمل الأنشطة على إشباع الحاجات النفسية عند الطفل(الحنان، الود، التقدير، الاحترام). 120 100% 0 0
34. تمارس داخل الروضة أنشطة تساعد على تنمية اللغة عند الأطفال (قصص، لعب إيهامي) 120 100% 0 0
35. تتيح الأنشطة الفرصة لتنمية قدرة الأطفال على الاستقلالية واتخاذ القرار 120 100% 0 0
36. تمارس في الروضة أنشطة تهدف إلى تقدير واحترم الآخرين 120 100% 0 0
37. تنمي الأنشطة المستخدمة داخل الروضة ثقة الطفل بنفسه 120 100% 0 0
38. تدعم الأنشطة المستخدمة روح التنافس والطموح بين الطلبة 120 100% 0 0
39. تشمل الأنشطة المستخدمة على خامات ومواد محسوسة 120 100% 0 0
40. توضح الأنشطة المستخدمة للطفل كيفية التعامل والحفاظ على البيئة 120 100% 0 0
41. يستطيع الطفل التنقل بين مجموعات النشاط بحرية تامة 114 95% 6 5
42. تنمي الأنشطة الممارسة قدرة الأطفال على حل المشكلات 115 96% 5 4
43. تنمي الأنشطة عند الأطفال القيم الدينية والأخلاقية.(الصدق، الأمانة، التسامح، الإيثار) 120 100% 0 0
44. يتعرف الأطفال من خلال الأنشطة المستخدمة على وظائف الأشياء 120 100% 0 0
جميع فقرات المجال الثاني المتعلق بالأنشطة 98% 2%
الدرجة الكلية 84% 16%

يتضح من خلال الجدول (2)؛ أن نسبة الاستجابة لأهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة من وجهة نظر مديرات ومربيات رياض الأطفال بمحافظة سلفيت كبيرة جدا على الدرجة الكليّة لجميع فقرات الأداة بحيث بلغت نسبة الاستجابة عليها بالموافقة نعم 84%، أما بالنسبة للمجال الأول والذي يتحدث عن المبنى والموقع والمرافق فنجد أن نسبة الاستجابة له متوسطة بلغت 68% وتقترب من درجة الأثر الكبيرة ويتضح من مجموعة من فقرات هذا المجال أن درجة الأثر القليلة جدا هي التي عكست على النسبة المئوية لجميع فقرات هذا المجال ومن أهمها (الفقرة 11 يوجد مصدر للمياه في كل غرفة من غرف النشاط بنسبة مئوية بلغت 22%، الفقرة 13 يوجد مكان خاص لعرض إنتاج وعمل الأطفال بنسبة مئوية 25%، الفقرة 14 يوجد مسرح ملحق بالروضة بنسبة مئوية 36%، الفقرة 15 يوجد أماكن تسمح للأطفال بتعليق ملابسهم ووضع حقائبهم بنسبة مئوية 48%، الفقرة 16 مصادر الكهرباء قريبة من الأطفال بنسبة مئوية 16% وهذه الفقرة ايجابية أي أن مصادر الكهرباء بعيدة عن متناول يد الأطفال.

وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (السرور، 1999)، لكنها تختلف مع دراسة (عبد الحميد،2002) وقد يكون سبب الاختلاف هو أن عبد الحميد أجرى دراسته في المجتمع المصري، وفي منطقة ريفية نائية، وعلى مؤسسات رياض أطفال في القطاع الحكومي والخاص، الفقرة 18 توجد غرفة للكمبيوتر يستخدمها الأطفال بنسبة مئوية 5% وهي الأقل بين جميع فقرات هذا المجال وهذا يدلل على افتقار رياض الأطفال لغرف الكمبيوتر، الفقرة 19 تتوافر في الروضة أماكن للاسترخاء بدون إزعاج بمتوسط حسابي 30%)، واختلفت هذه النتيجة مع ما توصلت له دراسة لبابنة (2010) حيث بلغت نسبة الاستجابة (86%) فيما يتعلق بمواصفات المباني والمواقع والمرافق المساعدة على تحقيق التربية المتكاملة لطفل ما قبل المدرسة، اهتمت مؤسسات رياض الأطفال بتوفير المتطلبات الضرورية للنمو الجسمي من حيث بعد الروضة عن أماكن الخطورة والإزعاج، وتواجدها بالطوابق الأرضية، وقربها من أماكن سكن الأطفال.

وهذا يشير إلى أن مؤسسات رياض الأطفال راعت شروط السلامة والأمن والوقاية من الحوادث. كونها عناصر أساسية تسهم في استقرار ونمو الجسم بطريقة صحية وسليمة. وهذا ما أشارت إليه الفقرات (1، 2، 10، 20). وتختلف هذه النتيجة مع النتيجة التي خلصت إليها كل من دراسة (عبد الحميد، 2002) و(السرور، 1999) واللتان أشارتا إلى أن بعض مؤسسات رياض الأطفال لا تراعي بعض الشروط التي تتعلق بالموقع, وخلصت الى نفس النتيجة دراسات كل من دراسة العتيبي. السويلم (2002) و دراسة صاصيلا (2010). وتشير دراسة (اليونيسف،2009) إلى أن توفير أدوات السلامة العامة داخل مؤسسات رياض الأطفال يشعر الأهل والإدارة بالطمأنينة.

أما بالنسبة للمجال الثاني والذي يتعلق بالأنشطة فنجد أن نسبة الاستجابة له بلغت 98% بدرجة أثر كبيرة جدا وهذا يدلل على أن الأنشطة التي تمارس في مؤسسات رياض الأطفال لها أثر كبير جدا في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة من وجهة نظر مديرات ومربيات رياض الأطفال بمحافظة سلفيت ويعزز ذلك نسبة الاستجابة الكبيرة جداً لجميع فقرات هذا المجال. وتتفق هذه النتيجة مع توصلت اليه لبابنة (2010) في دراستها حيث بلغت نسبته (96%) من الأنشطة الممارسة داخل مؤسسات رياض الأطفال تساعد طفل ما قبل المدرسة على النمو السليم في مختلف جوانب النمو الجسمية والعقلية والانفعالية، وبالتالي تحقيق التربية المتكاملة. وهذا ما خلصت إليه كل من دراسة (عبدالحميد، 2002) و بدوي(2001) و (Fistman,2005) و دراسة عشرية (2011).

وبشكل عام وحسب ما ظهر من الدرجة الكلية لجميع الفقرات فان جميع فقرات الأداة تبين أهمية مؤسسات رياض الأطفال وبشكل كبير جدا في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة حسب وجهة نظر مديرات ومربيات رياض الأطفال بمحافظة سلفيت.

  • السؤال الثاني: هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية لأهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة من وجهة نظر مديرات ومربيات رياض الأطفال بمحافظة سلفيت باختلاف طبيعة العمل، المؤهل العلمي؟

وانبثق عن هذا السؤال مجموعة من الفرضيات سنتطرق لفحصها فيما يأتي:

  • النتائج المتعلقة بالفرضية الأولى: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α≤05) لأهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة من وجهة نظر مديرات ومربيات رياض الأطفال بمحافظة سلفيت للمجالين وعلى الدرجة الكلية لجميع الفقرات تعزى لمتغير طبيعة العمل.

ولفحص الفرضية استخدم الباحث اختبار (ت) (Independent t-test) لمجموعتين مستقلتين لدلالة الفروق لأهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة تبعا لمتغير طبيعة العمل. كما يوضحه الجدول (3) التالي:

الجدول (3) اختبار (ت) (Independent t-test) لمجموعتين مستقلتين لدلالة الفروق لأهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة تبعا لمتغير طبيعة العمل

الدرجة الكلية للمجالات طبيعة العمل
مديرة مربية (ت) الدلالة*
المتوسط الانحراف المتوسط الانحراف
المبنى والموقع والمرافق 0.700 0.121 0.671 0.124 1.27 0.21
الأنشطة 0.977 0.054 0.975 0.045 0.22 0.83
الدرجة الكلية لجميع الفقرات 0.845 0.077 0.830 0.071 1.09 0.28

(أعلى متوسط حسابي للاستجابة= 1)

يتضح من الجدول (3) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α ≤ 0.05) لأهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة من وجهة نظر مديرات ومربيات رياض الأطفال بمحافظة سلفيت للمجالين وعلى الدرجة الكلية لجميع الفقرات تعزى لمتغير طبيعة العمل وهذا يؤكد تقارب توجهات مديرات ومربيات رياض الأطفال في محافظة سلفيت على فقرات مجالي الدراسة وجميع فقرات الأداة, وبذلك تم قبول الفرضية.

  • النتائج المتعلقة بالفرضية الثانية: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α≤05) لأهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة من وجهة نظر مديرات ومربيات رياض الأطفال بمحافظة سلفيت للمجالين وعلى الدرجة الكلية لجميع الفقرات تعزى لمتغير المؤهل العلمي.

ولفحص الفرضية استخدم الباحث المتوسطات الحسابيّة للدرجة الكلية للمجالين وعلى الدرجة الكلية لأهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة من وجهة نظر مديرات ومربيات رياض الأطفال بمحافظة سلفيت تعزى لمتغير المؤهل العلمي الجدول (4) يبين المتوسطات الحسابية للدرجة الكلية للمجالين وعلى الدرجة الكلية تبعاً لمتغير المؤهل العلمي.

 

 

الجدول (4) المتوسطات الحسابية للدرجة الكلية للمجالين والدرجة الكلية تبعاً لمتغير المؤهل العلمي

المجالات توجيهي دبلوم بكالوريوس فأعلى
المبنى والموقع والمرافق 0.658 0.958 0.815
الأنشطة 0.692 0.977 0.841
الدرجة الكلية 0.688 0.984 0.842

وتم أيضاً استخدام تحليل التباين الأحادي (ANOVA) لاستخراج دلالة الفروق للدرجة الكلية للمجالين والدرجة الكلية لجميع الفقرات تبعاً لمتغير المؤهل العلمي عند العينة. والجدول(5) يبين ذلك.

 

الجدول (5) نتائج تحليل التباين الأحادي (ANOVA) للمجالين والدرجة الكلية تبعاً لمتغير المؤهل العلمي

المجالات مصدر التباين مجموع المربعات درجات الحرية متوسط المربعات ف مستوى الدلالة*
المبنى والموقع والمرافق بين المجموعات 0.02 2 0.01 0.68 0.51
داخل المجموعات 1.78 117 0.02
المجموع 1.80 119
الأنشطة بين المجموعات 0.01 2 0.01 2.80 0.07
داخل المجموعات 0.27 117 0.00
المجموع 0.28 119
جميع الفقرات بين المجموعات 0.02 2 0.01 1.46

 

0.24

 

داخل المجموعات 0.63 117 0.01
المجموع 0.65 119

 يتضح من الجدول (5)؛ عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α ≤ 0.05) لأهمية مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق التربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة من وجهة نظر مديرات ومربيات رياض الأطفال بمحافظة سلفيت للمجالين وعلى الدرجة الكلية لجميع الفقرات تعزى لمتغير المؤهل العلمي وهذا يؤكد تقارب توجهات مديرات ومربيات رياض الأطفال في محافظة سلفيت على فقرات مجالي الدراسة وجميع فقرات الأداة, وبذلك تم قبول الفرضية.

 

التوصيات:

في ضوء نتائج الدراسة يمكن تقديم التوصيات الآتية:

  1. التأكيد على ضرورة تطبيق برامج التربية البيئية في تعليم الأطفال في مؤسسات رياض الأطفال لما لها من أثر واضح في تنمية مفاهيمهم البيئية، مما يؤثر على اتجاهاتهم وسلوكاتهم نحو البيئة.
  2. ضرورة بناء المزيد من البرامج التعليمية التي تستند إلى أنشطة ملائمة نمائيا لمرحلة الروضة مما لها من أثر إيجابي في تعلم أطفال الروضة.
  3. تأكيد أهمية تفعيل دور المؤسسات الإعلامية في رفع الوعي التربوي بالبرامج الحديثة في تعليم الطفل، وخطورتها لمواجهة تحديات الالفية الثالثة.
  4. إجراء المزيد من البحوث العلمية الخاصة بتقييم مخرجات الأنشطة التربوية ودورها في تحقيق التربية المتكاملة لطفل ما قبل المدرسة.

 

المراجع

  1. أبو رياش، حسين محمد (2007). التعلم المعرفي، دار المسيرة، عمان.
  2. أبيض، ملكة (1993). الطفولة المبكرة والجديد في رياض الأطفال، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت.
  3. اسماعيل، محمد عماد الدين(1986). الأطفال مرآة المجتمع, سلسلة عالم المعرفة, العدد(99) المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب, الكويت.
  4. بدر، سهام محمد(1421هـ). اتجاهات الفكر التربوي في مجال الطفولة, مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع, الكويت.
  5. البدري, فائزة ابراهيم احمد(1433ه). اثر استخدام نموذج التعلم البنائي في تدريس الكيمياء التحليلية الحجمية (العلمية) على التحصيل الدراسي وتنمية التفكير العلمي لدى طالبات قسم الكيمياء بجامعة ام القرى, رسالة دكتوراه غير منشورة. جامعة ام القرى, كلية التربية, قسم المناهج وطرق التدريس, المملكة العربية السعودية.
  6. بدوي، منى حسين(2001). أثر استخدام برامج في المفاهيم البيئية على تنمية بعض المهارات المعرفية للأطفال، المؤتمر العلمي السنوي 24-25 مارس، معهد الدراسات العليا للطفولة، جامعة عين شمس.
  7. بدير، كريمان(2004). الرعاية المتكاملة للأطفال، عالم الكتب، القاهرة.
  8. البكاتوشي، جنات(2003). فاعلية استخدام بعض الأنشطة (أسلوب المشروع) كمدخل للتربية البيئة في رياض الأطفال، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة عين شمس.
  9. بهادر، سعدية محمد علي(2003). برامج تربية أطفال ما قبل المدرسة، دار المسيرة، عمان.
  10. الحطاب، احمد(1990). التربية البيئية في المرحلة قبل المدرسية، ندوة الانسان والبيئية التي عقدت في سلطنة عمان. الرياض: مجلة البحوث.
  11. حطيبة، ناهد فهمي(2009). منهج الأنشطة في رياض الأطفال. دار المسيرة. عمان.
  12. الخالدي, احمد مانع(2016). واقع برامج تدريب معلمات رياض الأطفال في دولة الكويت من وجهة نظر المعلمات, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية التربية, جامعة ال البيت, الاردن.
  13. خلف، أمل(2005). مدخل إلى رياض الأطفال، عالم الكتب، القاهرة.
  14. خليل, عزة(1994). روضة الأطفال (مواصفاتها وبناؤها وتأثيثها واسلوب العمل فيها), دار الفكر العربي, القاهرة.
  15. داود، نسيمة. حمدي، نزيه(2009). الأسرة والطفل، وزارة الثقافة، عمان.
  16. ذيب، إلياس(1987). عالم الولد، دار الفكر اللبناني، بيروت.
  17. الزعبي, محمد علي(2011). الاسرة ودورها في التربية المتكاملة للطفل قبل المدرسة, المكتبة التربوية, المغرب.
  18. زهران، حامد(1990). علم نفس النمو “الطفولة والمراهقة، عالم الكتب، القاهرة, مصر.
  19. السرور، ناديا(1999). التعليم ما قبل المدرسي في المملكة الأردنية الهاشمية، دراسة ميدانية، مجلة دراسات سلسلة العلوم الإنسانية والاجتماعية. مج(26) ع (2)، الجامعة الأردنية، عمان.
  20. سهير، كامل احمد(2000). اسس تربية الطفل بين النظرية والتطبيق. دار المعرفة الجامعية، مصر.
  21. الشريف، السيد عبدا لقادر(2007). التربية الاجتماعية والدينية في رياض الأطفال. دار المسيرة، عمان، الأردن.
  22. الشوارب, اسيل اكرم. غيث, ايمان محمد(2007). أثر تطبيق برنامج تعليمي مقترح في تنمية المفاهيم البيئية لدى أطفال الروضة في الأردن, كلية الآداب والعلوم، جامعة البترا الخاصة، الاردن.
  23. صاصيلا, رانية(2010). تصور مقترح لضمان جودة البيئة التربوية في رياض الأطفال في الجمهورية العربية السورية, مجلة جامعة دمشق, المجلد 26, العدد الثالث, جامعة دمشق.
  24. طلبة، جابر محمـود(2004). البحـث التربوي في مجال تربيـة الطفل, مكتبة الايمان, مصر.
  25. طه، محمد(2006). الذكاء الإنساني، اتجاهات معاصرة وقضايا نقدية، ع (330) أغسطس، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت.
  26. العارضة، محمد عبد الله(2003). النمو المعرفي لطفل ما قبل المدرسة: نظرياته وتطبيقاته، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان.
  27. عاطف، هيام محمد(2005). الأنشطة المتكاملة لطفل الروضة. دار الفكر العربي. القاهرة.
  28. عبد الحميد، شاكر(2009). الخيال من الكهف إلى الواقع الافتراضي، ع (360) فبراير، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت.
  29. عبد الحميد، محمد إبراهيم(2002). تقييم بعض مؤسسات رياض الأطفال في ضوء احتياجات نمو طفل ما قبل المدرسة، مجلة علم النفس، يوليو- أغسطس- سبتمبر ص64-86.
  30. عبد العظيم، شاكر(1992). لغة الطفل، طبعة سلسلة سفير التربوية، القاهرة, مصر.
  31. العتيبي، منير مطني. السويلم, بندر بن حمود(2002). أهداف التعليم المبكر (رياض الأطفال) بالمملكة العربية السعودية (دراسة تحليلية)، مقدمة الى مركز البحوث التربوية بكلية التربية, جامعة الملك سعود, السعودية.
  32. عشرية, إخلاص حسن السيد(2011). الأنشطة التربوية في رياض الأطفال كمرتكز لتنمية السلوك القيادي للطفل, المجلة العربية لتطوير التفوق, العدد (3). مركز تطوير التفوق, الخرطوم, السودان.
  33. العليمات, حمود محمد(2013). درجة ممارسة الآباء لمهارات الاستعداد القرائي والكتابي والانفعالي لدى أطفال ما قبل المدرسة, المنارة، المجلد16، العدد1، جامعة ال البيت، الاردن.
  34. العيسوي، عبد الرحمن(2002). علم النفس التربوي، ط3، دار المعرفة الجامعية، القاهرة.
  35. قطامي، نايفة(2008). تقويم نمو الطفل، دار المسيرة، عمان.
  36. كفافي، علاء الدين(1997). علم النفس الارتقائي، القاهرة، دار الفجر للطباعة والنشر.
  37. كفافي، علاء الدين. النيال، مايسة أحمد. السالم، سهير محمد سالم(2008). الارتقاء الانفعالي و الاجتماعي لطفل ما قبل الروضة. دار الفكر، الأردن، عمان.
  38. لبابنه, احمد حسن(2010). درجة تحقيق مؤسسات رياض الأطفال للتربية المتكاملة لأطفال ما قبل المدرسة, جامعة البلقاء التطبيقية, كلية اربد الجامعية, الاردن.
  39. مرهج, ريتا(2006). أولادنا من الولادة إلى المراهقة. اكاديميا للنشر والتوزيع، تلفزيون المستقبل، بيروت، لبنان.
  40. ملحم، سامي محمد(2007). الأسس النفسية للنمو في الطفولة المبكرة، دار الفكر، عمان.
  41. منصور، عبد المجيد. الشريفي، زكريا. صادق، يسرى(2003). موسوعة تنمية الطفل، دار قباء، القاهرة.
  42. الناشف، هدى محمود(2007). الأسرة وتربية الطفل، دار المسيرة، عمان، الأردن.
  43. الناشف، هدى(1997). رياض الأطفال، دار الفكر العربي، القاهرة.
  44. الهنداوي، على فالح(2001). علم نفس النمو والطفولة والمراهقة، ط1، دار الكتاب الجامعي، العين ،الامارات العربية.
  45. الهنداوي، على فالح(2008). سيكولوجية اللعب، ط3، دار حنين، عمان.
  46. الهنيدي، صالح ذياب(2000). صورة الطفولة في التربية الإسلامية، ط2، دار الفكر، عمان.
  47. الياسري، وفية جبار محمد هاشم(2015). التربية – مفهومها – دلالاتها – وظائفها، محاضرة في كلية التربية للعلوم الانسانية، جامعة بابل, بتاريخ 19/12.
  48. اليونسكو-المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم(1991). مباني رياض الأطفال وتجهيزاتها في الوطن العربي, تونس.
  49. اليونيسف(2009). المبادرة الأردنية لتنمية الطفولة المبكرة، جعل الأردن جديرا بالأطفال، مكتب اليونيسف الإقليمي للشرق الأوسط وشمال افريقيا، سلسلة التعلم(2)، عمان.
  50. Ausubel, D. (1978).Educational Psychology, Cognitive View, New York, Holt Rinehart Winston.
  51. Basile, G.(2000). Environmental education as catalyst for transfer of learning in young children. The Journal of Environmental Education. 32(2), 21-27.
  52. Carin, A. A. (1997). Teaching Modern Science Edition, Upper Saddle River, New Jersey, Pretic –Hall, Inc.
  53. Egales, P. (1999). Factors influencing children’s environmental attitudes. The Journal of Environmental Education. 30(4), 33-37.
  54. Fistman, L. (2005). The effects of local learning on environmental awareness in children: An empirical investigation. The Journal of Environmental Education. 36 (3), 39-50.
  55. Hackle, j. & Sterling, S. (1996). Education for sustainability. London: Earth scan.
  56. Jonassen, D. (1991).Evaluating Constructivist Learning. Educational Technology, 36(9)
  57. Maddison, A. (1992). We recycle: an activity guide for age 3-5. Teaching Guide. U.S.: Wisconsin, Thornton.
  58. Matthias, P., L. (2002). The influence of an educational program on children’s perception of biodiversity. The Journal of Environmental Education. 33(2), 22-31.
  59. Mc Creesh, J. Maher, A. (2007), Pre-School Education and techniques, 5th Edit, New York Ward Lock Educational, Publishing co.
  60. National Association for the Education of Young Children (NAEYC). (1982) Early childhood teacher education guidelines for four – five year programs. Washington, DC: NAEYC.
  61. Owens, K.B. (2002). Child & Adolescent development. An integrated approach. Australia: Wadsworth, Thomson learning.
  62. Salrana, R.G. (2008). The girls Education Initiative in Egypt. Amman.
  63. Stanvord, E. (1998). The effect of the application of program of environmental education on acquiring certain cognitive skills for children according to information processing levels. Journal of Experimental Esychology.181, 135-140.

 

 

 

The importance of kindergarten institutions in achieving integrated education for pre-school children

 

Abstract

   This study aimed to know the importance of kindergarten institutions in achieving the integrated education for pre-school children. The researcher used the descriptive approach, the study population consisted of all directors or headmasters and teachers of kindergarten in Salfeet Governorate, The study sample included the entire study population of 120 directors and teachers. The researcher used the statistical program for Social Sciences (SPSS) for processing the data statistically. The results showed that the percentage that achieve the kindergarten institutions of the integrated education in Salfeet governorate has reached (68%) in respect of specifications for buildings and facilities to help achieve integrated education for pre-school children. The study also showed that the percentage of (98%) of the activities within the kindergarten institutions that help pre-school children on a healthy growth in the various physical aspects, mental and emotional growth in order to achieve the integrated education. As well as the results showed that there were no statistically significant differences at the level of significance (α ≤ 0.05) of the importance of kindergarten institutions in achieving integrated education for pre-school children from the view point of kindergarten heads in Salfeet governorate for the sake of the two areas, the total score for all paragraphs are attributed to the variables of the nature of work and educational qualification.

 

Key words: Preschool, Kindergarten, Integrated Education, Child growth, early childhood.

 

لتحميل البحث كامل المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث