مجلة العلوم التربوية و النفسية

مشكلات تطبيق منهج التربية الفنية المطور في القرى والمناطق النائية من وجهة نظر المعلمات

مشكلات تطبيق منهج التربية الفنية المطور في القرى والمناطق النائية  من وجهة نظر المعلمات

ساره بنت ناصر بن سليمان الشبانات
وزارة التعليم- الرياض- المملكة العربية السعودية

الملخص: هَدِفَ البحث إلى التعرف على مشكلات تطبيق منهج التربية الفنية المطور في القرى والمناطق النائية من وجهة نظر المعلمات. وقد تم استخدام المنهج الوصفي حيث تكون مجتمع الدراسة من معلمات التربية الفنية في القرى والمناطق النائية والبالغ عددهن (34) معلمة. وزعت عليهن الاستبانة كأداة لهذه الدراسة، وقد اُستخدمت التكرارات والنسب والمتوسطات الحسابية والانحراف المعياري لتحليل المعلومات، ومن أهم نتائج البحث: غرفة التربية الفنية غير مجهزة بتجهيزات مناسبة لتطبيق منهج التربية الفنية المطور مثل أفران الخزف، مغسلة لغسل الأدوات…الخ, عدم تمكن التلميذة من توفير الأدوات والخامات لعدم وجود مكتبات في القرى, كثرة غياب المعلمة لبعد سكنها عن القرية مقر عملها وعدم مناسبة الأنشطة التعليمية في منهج التربية الفنية المطور للإمكانات المادية للبيئة المدرسية. ومن أهم التوصيات: توفير حقيبة خاصة لتلميذات القرى والمناطق النائية تحوي كل ما يلزم لتطبيق منهج التربية الفنية مراعاة للظروف الاقتصادية لهم, عقد الدورات التدريبية لمعلمات التربية الفنية عن المنهج المطور وكيفية تدريسه وتكييفه للبيئة القروية وكيفية إيجاد البدائل للأدوات من البئية المحلية, الحرص على تطبيق المنهج المطور كمرحلة تجريبية في القرى والمناطق النائية وتضمين المنهج بأنشطة تعليمية حرة؛ بحيث تختارها المعلمة بما يتناسب مع بيئة وطبيعة التلميذات.

الكلمات المفتاحية: التجهيزات المدرسية, المنهج المطور, البيئة القروية

 

 

 المقدمة :

المتأمل للمناهج التي تقدمها وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية يلاحظ أنها تقدم لكل بيئاتها: القروية، والحضرية، والساحلية والصناعية والصحراوية، وبالطبع فإن كل بيئة تختلف مادياً وفكرياً ونفسياً عن غيرها من البيئات الأخرى كما أن احتياجات المتعلمين في كل بيئة تختلف عن احتياجات المتعلمين في بيئة أخرى، ويرى بعض المهتمين أن تحقيق الوحدة في توحيد المناهج في مدارس الدولة الواحدة ذات الأرجاء المتسعة مقررا وكتابا وغير ذلك، يعد أمرا ضروريا إلا أن هذا يتنافى مع ما تنادي به التربية الحديثة من ربط الدراسة بالبيئة وتفريد التعليم بحيث يكون متماشياً مع حاجات الأفراد ومتطلبات نموهم وما بينهم من فروق فردية في الاستعدادات والمواهب والقدرات(سرحان، 1985: 52-53).

والتربية الفنية من ضمن المناهج التي تدرس في المملكة العربية السعودية وشأنها شأن المناهج الأخرى تم توحيد منهجها مقررا ومحتوى وشكلا لجميع مدارس المناطق بالمملكة بما فيها مدارس القرى والمناطق النائية، ونظرا لحاجة التعليم لمناهج تتلاءم مع التطورات التربوية والعلمية والمتغيرات الاجتماعية التي تعيشها المملكة العربية السعودية، فقد تم إعادة بناء المناهج وتطويرها في شتى جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية مع الأخذ بكل ما هو جديد في علم التربية مراعية في ذلك القيم التي يتمسك بها المجتمع، ومن ضمن هذه المناهج التي لابد أن يلحقها التطوير منهج التربية الفنية، وقد تم تجريب المنهج الجديد للتربية الفنية في خمس مدن وأربعون مدرسة للبنين والبنات بواقع مدرستين للبنين ومدرستين للبنات في كل مرحلة دراسية من كل مدينة، ويتضح من هذا أن المرحلة التجريبية للمنهج المطور اقتصرت على المدن دون القرى والمناطق النائية، ومن المعروف أن التجريب الفعال لمشروع تطوير المناهج لابد أن يشمل المجتمع الذي ستطبق فيه تلك المناهج، وبما أن القرى والمناطق النائية سيعمم عليها منهج التربية الفنية المطور فمن المفروض أن يكون التجريب في المدن والقرى على حد سواء، ونظرا لعملنا في ميدان التعليم في مدرسة بإحدى القرى ووقوفنا على واقعها حيث لا يوجد بها معمل خاص بالتربية الفنية وكذلك مبنى المدرسة غير مجهز وغير صالح لاستخدام بعض الآلات والعدد خاصة تلك التي تعمل على الكهرباء، كما أن هذه القرية لا يوجد بها مكتبات توفر أبسط الأدوات كعلبة ألوان؛ مما يضطر بعض الأهالي إلى النزول إلى أقرب محافظة أو مدينه لشراء احتياجات أبنائهم الدراسية المهمة، أما البعض الآخر فلا يستطيع إحضار أدواته إما لعدم قدرته المادية أو عدم توفر وسيلة مواصلات أو عدم وجود ولي أمرهم لسفره للمدينة للعمل، كما أن وسائل الاتصال الحديثة لا تتوفر لديهم كالإنترنت وهذا يجعل ثقافتهم الفنية ضعيفة جداً وجهلهم بالكثير من أدوات وخامات التربية الفنية اللازمة لدروس التربية الفنية المطورة، وقد قمنا بدراسة استطلاعية بسيطة شملت عدداً من معلمات التربية الفنية في القرى تضمنت تلك الدراسة سؤالاً واحداً مفتوحاً؛ ينص على: كمعلمة تربيه فنيه في قرية، هل يناسب تدريس منهج التربية الفنية المطور تلك القرية؟ ما السبب؟، ومن نتائج هذه الدراسة الاستطلاعية اتضح عدم وجود معلمة متخصصة لتدريس التربية الفنية، عدم ملاءمة الفصول لتدريس منهج التربية الفنية المطور وصعوبة توفير غرفة خاصة بالتربية الفنية مزودة بوسائل متكاملة مساعدة في تدريس منهج التربية الفنية المطور.

مشكلة البحث

من واقع عملنا في التعليم في مدرسة بإحدى القرى ومواجهتنا لعدد من المشكلات التي عانينا منها أثناء تطبيق منهج التربية الفنية المطور أجرينا دراسة استطلاعية بسيطة شملت عدداً من معلمات التربية الفنية في القرى؛ بهدف التأكد من تواجد هذه المشكلات في القرى الأخرى، وقد أظهرت الإجابة على هذا السؤال تواجد عدد من المشكلات تعاني منها المعلمات أثناء تدريس المنهج المطور للتربية الفنية وتمثلت معظم الإجابات في أنه لا توجد معلمة متخصصة لتدريس التربية الفنية بل تدرسها إما معلمة تخصصها رياضيات أو لغة عربيه أو تخصص اقتصاد منزلي عام أو غيرها من التخصصات، وقد يكون في المدرسة معلمة تخصص تربية فنية إلا أن المدرسة لم تسند إليها تدريس منهج التربية الفنية. بالإضافة إلى عدم ملاءمة الفصول الدراسية لعرض المنهج المطور وصعوبة توفير غرفة خاصة بالفنية مزوده بوسائل متكاملة وعدم التعاون من قبل أولياء أمور أكثر الطالبات بتوفير الأدوات والخامات لطالبة وغيرها من المشاكل التي تواجه معلمة التربية الفنية في مدارس والقرى.

ومن خلال العرض السابق لآراء المعلمات ومن ملاحظاتنا تتضح أهمية دراسة المشكلات التي تعيق تطبيق مناهج التربية الفنية المطورة في القرى والمناطق النائية من وجهة نظر المعلمات.

ومن هنا سعى البحث الحالي للوصول إلى الإجابة على السؤال الرئيس التالي:

ما مشكلات تطبيق منهج التربية الفنية المطور في القرى والمناطق النائية من وجهة نظر المعلمات؟

أسئلة البحث الفرعية:

  1. ما المشكلات التي تواجه تطبيق منهج التربية الفنية المطور المرتبطة بتجهيزات المدرسة؛ من وجهة نظر أفراد العينة؟
  2. ما المشكلات التي تواجه تطبيق منهج التربية الفنية المطور والمرتبطة بالتلميذات من وجهة نظر أفراد العينة؟
  3. ما المشكلات التي تواجه تطبيق منهج التربية الفنية المطور والمرتبطة بالمعلمات من وجهة نظر أفراد العينة؟
  4. ما المشكلات التي تواجه تطبيق منهج التربية الفنية المطور والمرتبطة بالمنهج من وجهة نظر أفراد العينة؟

 

أهداف البحث

يهدف هذا البحث إلى:

  1. التعرف على مشكلات تطبيق منهج التربية الفنية المطور في القرى والمناطق النائية من وجهة نظر المعلمات.
  2. التعرف على المشكلات المرتبطة بتجهيزات المدرسة والتي تواجه تطبيق منهج التربية الفنية المطور.
  3. التعرف على المشكلات المرتبطة بالتلميذات والتي تواجه تطبيق منهج التربية الفنية المطور.
  4. التعرف على المشكلات المرتبطة بالمعلمات والتي تواجه تطبيق منهج التربية الفنية المطور.
  5. التعرف على المشكلات المرتبطة بالمنهج والتي تواجه تطبيق منهج التربية الفنية المطور.

أهمية البحث

  1. يعتبر هذا البحث على حد علمنا أول بحث في المملكة العربيه السعودية يتناول (مشكلات تطبيق منهج التربية الفنية المطور في القرى والناطق النائية من وجهة نظر المعلمات) الأمر الذي يمهد لدراسات وبحوث جديدة في هذا المجال.
  2. قد يسهم في توجيه نظر الباحثين للاهتمام بأهالي القرى والمناطق النائية في عمل الدراسات والأبحاث لتعود عليهم بالنفع والفائدة.
  3. تعريف الجهات المسؤولة بما يعانيه المعلمون في القرى من مشكلات تعيقهم من تحقيق أهداف المنهج.
  4. قد يساعد هذا البحث مطوري المناهج بتطوير المناهج وأساليب التعليم بما يتوافق مع حاجات البيئة القروية.
  5. يتوقع أن يساعد هذا البحث المعلمين والمشرفين في زيادة الاهتمام بالبرامج والدورات التدريبية لمعلمي المدارس القروية لتهيئتهم للتدريس في تلك البيئات القروية ولتعريفهم بطبيعة سكان هذه القرى.

التعريفات الإجرائية

  • المشكلة: هي الصعوبات أو المعوقات المتعلقة بأي من مكونات أو جوانب العملية التعليمية، وتحد من فعالية النظام التعليمي العام.
  • منهج التربية الفنية المطور: هو أحد المناهج الدراسية التي تم الانتهاء من تطويرها مؤخرا في عام1428هـ/2007م وقد تم تجريبها لمدة ثلاث سنوات ثم تطبيقها حاليا على جميع مدارس المملكة العربية السعودية. وتدرس في جميع مراحل التعليم العام، وهو منهج له أسسه وأهدافه وغاياته، ويضم العديد من المجالات كالرسم والزخرفة وأشغال الخشب والمعدن والنسيج وغيرها من المجالات التي تستفيد منها التلميذة في تنمية الوعي الفني والجمالي لديها وكذلك تنمية قدراتها الفنية والإبداعية من خلال ممارسة الفن بمجالاته المختلفة.
  • القرية أو المنطقة النائية؛ ويقصد بها في هذا البحث تلك التجمعات السكانية التي تتصف بـالآتي:
  1. الموقع الجغرافي: بعيدة عن قلب المدينة وتشمل المجموعات السكانية التي تعيش على أطراف المدينة.
  2. نوعية المساكن: معظمها مبني من المواد المحلية، تقل فيها الحجرات والمرافق العامة، والشوارع المنتظمة.
  3. نوعية المجتمع القروي: صغير جدا مقارنة بالمجتمع المدني، الانتماء القبلي والأسري بين سكانها، تمسك سكانها بالعادات والتقاليد
  4. تدني الخدمات أو انعدامها، كالخدمات الصحية، الكهرباء والماء، وسائل الاتصال، وسائل الإعلام.
  5. تدني المستوى الثقافي لشيوع الأمية بين الأهالي أو انعدام وسائل التثقيف، وقوة الروابط الأسرية والقبلية والتمسك بالعادات والتقاليد.
  6. اعتماد كسب العيش على بعض الحرف الرئيسية كالزراعة أو الصناعات اليدوية.
  • وجهة نظر: رأي, طريقة تصور الأمور والنظر إليها لإبداء الرأي فيها.
  • المعلمات: المعلمة هي القائدة التربوية التي تتصدر لعملية توصيل الخبرات والمعلومات التعليمية والتربوية لدى المتعلمين الذين تقوم بتعليمهم

 

2- الدراسات السابقة:

من خلال مراجعتنا للدراسات والأبحاث ذات العلاقة بموضوع البحث تبين أنه لم تكن هناك دراسات أو أبحاث تناولت مشكلات تطبيق منهج التربية الفنية المطور في القرى والمناطق النائية (على حد علمنا)، ومن خلال الدراسات السابقة التي لها صلة بالبحث الحالي من جوانب عديدة، تتضح الصلة بينها وبين البحث الحالي

المحور الأول: دراسات تتعلق بالتربية الفنية:

حيث أجرت اسماعيل وبدوي (2006) دراسة هدفت إلى تطوير التربية الفنية بما يتناسب مع عصر المعلوماتيه والكشف عن السلبيات والإيجابيات المحددة لدلالة التربيه الفنيه, ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثتان: أن أهداف التربيه الفنيه العامة والخاصة تصاغ تبعا لمفهومها. كما أكدت نتائج ارتباط تحديد مفهوم التربية الفنية بتطبيقاته الميدانية. أما دراسة درويش (1996) بعنوان: تطور مفهوم التربية الفنية وتأثيره على تعليم الرسم تهدف إلى تتبع التطور الحاصل لمفهوم التربيه الفنية وتأثيره على تعليم لرسم واستخلص من هذه الدراسة أن تدريس الرسم منذ نشأته في العصر الحديث لعبت أربعة مفاهيم دورا كبيرا في عملية التغيير والتطوير وهي: المفهوم عن الطفل- المفهوم التربوي- المفهوم الفني- المفهوم الجمالي.

وقد تفاعلت تلك المفاهيم مع بعضها وكونت الفكر السائد الذي ترتب عليه تغييرا لمناهج وطرق التدريس والنقد والتوجيه فنجد الفترة الأولى افترضت أن التلاميذ يملكون قوى عقلية, أما الفتره الثانية فافترضت أن التلاميذ يملكون ملكات وأنه لا فرق بين الصورة والشيء والعقل الذي يدركها, وافترضت الفترة الثالثه أن جميع التلاميذ لهم خصائص مشتركة في الرسم ووضع عامل السن كأساس لفهم تلك الخصائص وأخيرا الفترة الرابعة فبجانب اهتمامها بالعوامل المشتركة إلا انها أهتمت بالفروق الفردية في الصف الواحد فاهتمت بالتوجه الفردي لكل طفل حسب نمطه وسنه.

المحور الثاني: دراسات تتعلق بمنهج التربية الفنية:

فقد أجرى منير الدين (2006) دراسة هدفت إلى التعرف على مفهوم الأهداف التعليمية العامة، وعرضت أبرز الأهداف التعليمية العامة للتربية الفنية الموجودة في أدب التربية الفنية بالساحة العربية. بالإضافة إلى تقديم أهداف تعليمية مقترحة لتطوير مناهج التربية الفنية على مستوى التعليم العام والعالي وفقاً للمتغيرات العالمية والأحداث الراهنة. واستخدمت الباحثة المنهج المسحي، وكان من أهم النتائج أن الأهداف التعليمية العامة للتربية الفنية المدونة في أدبيات التربية الفنية في الساحة العربية من مراجع ومصادر، وعلى حدٍ سواء الكتب والدراسات مجملها أهداف لا تشير إلى المتغيرات العالمية والأحداث الراهنة، ومتطلباتها في القرن الحالي. بالإضافة إلى أن هذا البحث أضاف إلى الأهداف التعليمية العامة للتربية الفنية المعتمدة في أدب التربية الفنية أهدافاً تعليمية مقترحة لتطوير مناهج التربية الفنية على مستوى التعليم العام والعالي، وفقاً للمتغيرات العالمية والأحداث الراهنة.

وأجرى الضويحي (2004م-1424ه) دراسة هدفت إلى توضيح الأسس التي قامت عليها نظرية التربية الفنية المبنية على الفن بوصفه مادة دراسية والتعرف على محاسنها ومساوئها بهدف التوصل إلى إمكانيات تطبيقها بمدارس المملكة. وتناول الباحث هذه النظرية ونشأتها وظروف تلك النشأة، وتطبيقات النظرية وفروعها الأربعة (علم الجمال، تاريخ الفن، النقد الفني، والإنتاج الفني) ثم وضح الباحث مشكلات تدريس كل فرع من هذه الفروع وختم ذلك بإمكانية تطبيق هذه النظرية في مدارس المملكة ووضح أسباب ذلك منها منهجية هذه النظرية وتقسيمه يتيح للمعلمين تطبيقها دون عناء كبير. وأنها تتمشى مع الطرق المتبعة في التدريس حيث توفر للمعلم مادة نظرية ومعلم التربية الفنية يحتاج أن يثري الجانب النظري أثناء تدريسه.

أما دراسة النجادي (1994) فهدفت إلى إلقاء الضوء على عدة جوانب لها صلة بالنظرية الحديثة في التربية الفنية (DBAE) كأساس للتربية الفنية. وتعرض الباحث لهذه النظرية وكيف تطورت ثم ناقش الأسس أو المجالات التي تبنى عليها هذه النظرية، وهي: (الإنتاج الفني، تاريخ الفن، النقد الفني، علم الجمال) وأوصى الباحث بعدد من التوصيات منها: أن هناك حاجة لتغيير بعض الأهداف والمضامين في منهج التربية الفنية لتساير النظريات الحديثة في إعداد المناهج وطرق التدريس. كما أن هناك حاجة لإعادة صياغة المناهج من خلال تبني النظريات الحديثة مثل نظرية المصدر المعرفي كأساس للتربية الفنية في التعليم العام. ومن التوصيات التأكيد على الموازنة بين الجانب المهاري والجانب المعرفي لتنمية قدرات التلاميذ التحليلية والفهميه من خلال المعارف الفنية.

وأجرى النجادي (1996)؛ دراسة هدفت إلى التعرف على مدى تحقيق معلمي التربية الفنية بالمرحلة المتوسطة للأهداف المتعلقة بجوانب التربية البيئية وكذلك إلى التعرف على الاختلاف في وجهات النظر لأفراد العينة فيما يتعلق بمدى تحقيق الأهداف المتعلقة بجوانب البيئة باختلاف الوظيفة والمؤهل وسنوات الخبرة. ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث: ما يتعلق بواقع تحقيق معلمي التربية الفنية بالمرحلة المتوسطة للأهداف المتعلقة بجوانب التربية البيئية لاحظ الباحث؛ أن تحقيق معلمي التربية الفنية للأهداف المتعلقة بجوانب التربية البيئية ليس بالقدر المطلوب. أما ما يتعلق بالأهداف المتعلقة بالجانب المعرفي فجميع العبارات في هذا المحور تقع بين درجة المتوسط والكبيرة ما عدا العبارات الخاصة بمعرفة المبادئ والقيم الدينية والجمالية البيئية وكذلك العبارة الخاصة بمناقشة إمكانية استغلال الخامات البيئية في أعمال فنية فإنهما تقعان بين درجة كبيره وكبيرة جدا.

المحور الثالث: دراسات تتعلق بمشكلات التعليم:

أجرى محمود دراسة (2007) هدفت إلى الكشف عن أبرز المشكلات التي تواجه المدرسين من أبناء المدينة في المدارس الثانوية بالقرى من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والتربوية، وتوصل الباحث إلى مجموعة من النتائج أبرزها هو أن اغلب المدرسين يعانون من مشكلات على الصعيد العائلي في أداء الواجبات المنزلية والتربوية تجاه العائلة ويعانون كذلك من مشكلات اقتصادية تتعلق بالأجور الباهظة للنقل والمواصلات فضلاً عن المشكلات المتعلقة بالعمل الوظيفي لهم بوصفهم مدرسين.

أما النجادي (1423ه-2002) فقد أجرى دراسة هدفت إلى التعرف على أهم المشكلات التي تواجه طلبة وطالبات التربية الفنية المتدربين والمتدربات في كلية التربية، وتوصلت هذه الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها: عدم وجود ميزانية للصرف على متطلبات المادة من خامات وأدوات، قلة الوسائل التعليمية والأجهزة المصاحبة لها مما يعيق تحقيق أهداف التدريس بالإضافة إلى قلة الحماس للمادة بسبب عدم وجود ما يلزم الطالب بالاهتمام بها مثل أن يوجد لها درجة نجاح أو رسوب أو وزن أكاديمي يتمثل في إعطاء امتحانات موضوعية وعملية في نهاية العام الدراسي.

وأجرى مسلم  (1424ه-2003) دراسة هدفت إلى محاولة التعرف على بعض المظاهر السلبية التي تمثل مشكلات تحد من فعالية العملية التعليمية في التعليم العام؛ فيما يتعلق ببعض مكوناتها والتي تتمثل في “الطالب، المعلم، الإدارة المدرسية، الاختبارات المدرسية، المناهج الدراسية، الوسائل التعليمية، علاقة المدرسة بإدارة التعليم، علاقة المدرسة بالمجتمع المحلي” وقد توصلت هذه الدراسة إلى عدد من النتائج من أهمها: المشكلات الخاصة بالطالب في مجال التعليم العام: يمكن تلخيصها في ضعف المستوى التحصيلي للطلاب من الناحية العلمية وانخفاض الدافعية للتعلم بالإضافة إلى الغياب المتكرر للطلاب عن المدرسة. أما المشكلات الخاصة بالمعلم في مجال التعليم العام :يمكن تلخيصها في ضعف الاستعداد لمهنة التدريس لدى بعض المعلمين وقلة توافر الأعداد الكافية من المعلمين المواطنين في بعض التخصصات العلمية بالإضافة إلى الغياب المتكرر لبعض المعلمين، والتأخر عن الحضور إلى المدرسة في وقت مبكر. أما المشاكل الخاصة بالمناهج الدراسية في مجال التعليم العام :تتمثل في عدم مشاركة أو استطلاع رأي، وبالتالي عدم قناعة بعض المعلمين وأولياء الأمور والطلاب فيما يتعلق بموضوعات هذه المناهج. وعدم مراعاتها أحيانًا لحاجات الطلاب ومتطلبات نموهم وعدم ملائمة بعض موضوعاتها للواقع ومتطلباته واتصاف بعض موضوعاتها بعدم الترابط والحشو والتكرار والرتابة والملل بالإضافة إلى تأخر وصول بعض الكتب الخاصة بها عن موعد بدء الدراسة.

وفي دولة قطر؛ قام فتح الله وعلام (1999م-1420ه) بدراسة هدفت إلى تحديد ودراسة السلبيات والايجابيات من المشكلات التي تواجه معلم التربية الفنية في مدارس قطر بالإضافة إلى رفع كفاءة معلم التربية الفنية في مراحل التعليم العام بمدارس قطر، وقد توصلت هذه الدراسة إلى عدد من النتائج من أهمها: مشكلات البيئة التعليمية وقد رتبت بحسب حدتها كالتالي: (الإشراف التربوي، الإدارة التعليمية، النظام التعليمي، توفر حجرات التربية الفنية) أما مشكلات المناهج التعليمية فقد رتبت بحسب حدتها كالتالي: ( رغبة المعلم في المشاركة في تطوير المناهج، الحاجة إلى تطوير المناهج الحالية، الحاجة إلى ربط المناهج في البيئة التعليمية) أما مشكلات التجهيزات والأدوات والخامات فقد رتبت بحسب حدتها كالتالي: (عدم توفر الخامات والأدوات في الأسواق، عدم مشاركة المعلم في اختيار الخامات، عدم وجود ميزانيات كافيه لشراء الخامات)

التعليق على الدراسات السابقة

من خلال العرض السابق للدراسات السابقة يلاحظ الآتي:

  1. تنوعت الدراسات في المنهج المتبع في اجراء الدراسة فغالبيتها اتبعت المنهج الوصفي المسحي واعتمدت على الاستبانة كأداة تستهدف جمع البيانات واستعراضها وتحليلها وتفسيرها، وتتفق هذه الدراسة مع الدراسات السابقة في اعتمادها على المنهج اولصفي والاستبانة كأداة للدراسة.
  2. تنوعت العينة المستخدمة في الدراسات السابقة فشملت أعضاء هيئة التدريس في كلية التربية الفنية كدراسة دراسة اسماعيل و بدوي (2006)وموجهي التربية الفنية كدراسة النجادي (1996)، مديري المدارس كدراسة مسلم ( 1424ه- 2003)، معلمي ومعلمات التربية الفنية كدراسة فتح الله وعلام (1999) وغيرها من الدراسات بالاضافة إلى طلبة وطالبات التربية الفنية المتدربين والمتدربات في كلية التربية كدراسة النجادي (2002).
  3. يتضح من بعض الدراسات السابقة اهتمام الباحثين بتطوير منهج التربية الفنية والاهتمام بالأهداف العامة له واقتراح العديد من الأهداف وفقا للتغيرات الراهنة، كما اهتموا بدراسة مدى تحقيق المعلمين لتلك الأهداف خاصة الأهداف المتعلقة بالبيئة كدراسة النجادي (1996) وذلك لأهمية العلاقة بين مادة التربية الفنية والبيئة فإذا كان هدف التربية الفنية هو نمو الادراك البصري واللمسي والفهم الواعي فإن البيئة هي المجال الطبيعي لهذا الادراك.
  4. تنوعت نتائج الدراسات في ما تناولته وما توصلت إليه من مشكلات ويمكن تلخيصها في الآتي:
  5. عدم وجود ميزانية للصرف على متطلبات المادة من خامات وأدوات.
  6. عدم توفر الخامات والأدوات في الأسواق.
  7. عدم مراعاتها أحيانًا لحاجات الطلاب ومتطلبات نموهم وعدم ملاءمة بعض موضوعاتها للواقع.
  8. قلة الحماس للمادة بسبب عدم وجود ما يلزم الطالب بالاهتمام بها مثل أن يوجد لها درجة نجاح أو رسوب.
  9. ضعف المستوى التحصيلي للطلاب من الناحية العلمية وانخفاض الدافعية للتعلم بالإضافة إلى الغياب المتكرر للطلاب عن المدرسة.
  10. عدم مشاركة أو استطلاع رأي المعلم في تطوير المناهج.
  11. تأخر وصول بعض الكتب الخاصة بالمادة عن موعد بدء الدراسة.

وقد توجد هذه المشكلات في المدن والقرى وقد تزيد المشكلات في القرية عن المدينة وتنقص والعكس، كما أن قوة المشكلة تختلف باختلاف البيئة.

 

 3- منهجية وإجراءات البحث:

تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي, والذي يعتمد على دراسة الظاهرة كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ويعبر عنها تعبيرا كيفيا وكميا, وقد استخدمنا مصدرين أساسين للمعلومات:

  1. المصادر النظرية: اتجهنا في معالجة الإطار النظري للبحث إلى الكتب والمراجع العربية والأجنبية ذات العلاقة، والدوريات والمقالات والتقارير، والأبحاث والدراسات السابقة التي تناولت موضوع الدارسة، والبحث والمطالعة في مواقع الإنترنت المختلفة. عمل دراسة استطلاعية بسيطة شملت عدد من معلمات التربية الفنية في القرى تضمنت تلك الدراسة سؤال واحد مفتوح ينص على: كمعلمة تربيه فنيه في قرية، هل يناسب تدريس منهج التربية الفنية المطور تلك القرية؟ ما السبب!
  2. المصادر الميدانية: لجأنا إلى جمع البيانات الأولية من خلال الاستبانه كأداة رئيسية للبحث، صممت خصيصا ًلهذا الغرض، ووزعت على أفراد العينة.

عينة البحث:

تم تطبيق البحث على عينة عشوائية من معلمات التربية الفنية في القرى والمناطق النائية وعددهن (34)معلمة.

أداة البحث:

قمنا بإعداد استبانة حول “مشكلات تطبيق منهج التربية الفنية المطور في القرى والمناطق النائية”, وقد تكونت بصورتها الأولية من33 فقرة وبعد عملية الصدق والثبات تكونت من 30 فقرة وقد شملت المشكلات التي تتعلق بتطبيق المنهج من حيث (تجهيزات المدرسة, التلميذات، المعلمات, المنهج).

خطوات بناء أداة البحث:

تم الاستفادة من الدراسات السابقة والدراسة الاستطلاعية في بناء الإستبانة وصياغة فقراتها، بالإضافة لاستشارة عدداً من أساتذة الجامعات السعودية في تحديد أبعاد الإستبانة وفقراتها وقد تم تصميم الإستبانة في صورتها المبدئية؛ وقد تكونت من جزئين:

الأول: المعلومات العامة ويضم (التخصص، المؤهل العلمي، نوع مبنى المدرسة، سنوات الخبرة، هل سبق تطبيق منهج التربية الفنية المطور في قريتك كمرحلة تجريبية)

الثاني: مشكلات تطبيق منهج التربية الفنية المطور في القرى والناطق النائية من وجهة نظر المعلمات ويشمل:

  1. المحور الأول: تجهيزات المدرسة, ويتكون من (9) فقرات ويضم إجابة مغلقه مكونه من (نعم، لا).
  2. المحور الثاني: خاص بالتلميذات, ويتكون من (8) فقرات ويضم إجابة مغلقه مكونه من (نعم، لا).
  3. المحور الثالث: المعلمات, ويتكون من (8) فقرات ويضم إجابة مغلقه مكونه من (نعم، لا).
  4. المحور الرابع: المنهج, ويتكون من (8) فقرات ويضم إجابة مغلقه مكونه من (نعم، لا).

 

صدق أداة الدراسة وثباتها:

لتأكد من صدق الأداة تم عرضها على مجموعة من المتخصصين في المناهج وطرق التدريس في التربية الفنية من أعضاء هيئة تدريس جامعة الملك سعود، ووفقاً لآراء المحكمين فقد تم الحذف والتعديل في ضوء مقترحات المحكمين، وبذلك خرج الاستبيان في صورته النهائية. كما قمت بعمل الصدق البنائي للأداة لتقيس مدى تحقق الأهداف التي تريد الأداة الوصول إليها، ومدى ارتباط كل مجال من مجالات الدراسة بالدرجة الكلية لفقرات الإستبانة.

جدول (1): معامل الارتباط بين درجة كل محور من محاور الإستبانة والدرجة الكلية للإستبانة.

الرقم المجال معامل الارتباط
1 تجهيزات المدرسة 0.486
2 التلميذات 0.890
3 المعلمات 0.567
4 المنهج 0.684
  جميع فقرات الاستيبانة 0.778

*الارتباط دال إحصائياً عند مستوي دلالة 0.05=α.

يتبين من الجدول (1) أن جميع معاملات الارتباط في جميع مجالات الإستبانة دالة إحصائياً عند مستوي معنوية(0.05 =α)؛ وبذلك تعتبر جميع مجالات الإستبانة صادقه لما وضعت لقياسه.

أما ما يتعلق بثبات الأداة فتم التحقق منه من خلال معامل ألفا وكانت النتائج كما هي مبينة في جدول (2).

جدول (2): معامل ألفا كرونباخ لقياس ثبات الإستبانة

م المجال عدد الفقرات معامل ألفا كرونباخ
1.    تجهيزات المدرسة 8 0.237
2.    التلميذات 6 0.793
3.    المعلمات 8 0.322
4.    المنهج 8 0.469
  جميع مجالات الاستبانه 30 0.606

 

يتضح من النتائج الموضحة في الجدول (2) أن قيمة معامل ألفا كرونباخ- على مستوى عموم الأداة-  كانت مرتفعة حيت كانت 0.606؛ وبذلك تكون الإستبانة في صورتها النهائية. قابلة للتطبيق على عينة الدراسة.

 

المعالجات الإحصائية المستخدمة:

تم استخدام الأدوات الإحصائية التالية:

  1. النسب المئوية والتكرارات والمتوسط الحسابي لوصف عينة الدراسة المبحوثة.
  2. معامل الارتباط لتأكد من صدق الاستبانة.
  3. اختبار ألفا كرونباخ (Cronbach’s Alpha) لمعرفة ثبات فقرات الإستبانة.

 

 

4- عرض وتحليل و مناقشة النتائج البحث:

  • إجابة السؤال الأول والذي ينص على: ما المشكلات التي تواجه تطبيق منهج التربية الفنية المطور والمرتبطة بتجهيزات المدرسة من وجهة نظر أفراد العينة؟. وللإجابة على السؤال فقد تم استخدام المتوسطات والنسب المئوية للإجابات المتضمنة لآراء أفراد العينة؛ وكما يوضحها الجدول(3)

جدول (3) تجهيزات المدرسة التكرارات، والمتوسطات الحسابية، والنسب المئوية

لاستجابات أفراد العيّنة لعبارات تجهيزات المدرسة

م العبارات نعم لا المتوسط

الحسابى

الانحراف

 المعيارى

المرتبة
ك % ك %  
1 لا توجد معلمة تخصص تربية فنية في المدرسة. 18 52.9 16 47.1 1.53 0.51 4
2 لا يتوفر بالمدرسة الماء بشكل مستمر ودائم. 19 55.9 15 44.1 1.56 0.50 3
3 لا توجد بالمدرسة غرفة خاصة بالتربية الفنية. 22 64.7 12 35.3 1.65 0.49 2
4 لا يتوفر في غرفة التربية الفنية تيار كهربائي يتحمل تشغيل عدد من الأدوات في وقت واحد (آلات الحرق، مواقد تسخين الشمع،…الخ) 28 82.4 6 17.6 1.82 0.39 1
5 لا يتوفر في غرفة التربية الفنية الاحتياطات اللازمة لسلامة كالتهوية اللازمة، طفاية الحريق، أدوات الإسعافات الأولية. 16 47.1 18 52.9 1.47 0.51 5
6 غرفة التربية الفنية غير مجهزة بتجهيزات مناسبة لتطبيق منهج التربية الفنية المطور مثل:
–  أفران الخزف 34 100. 0 0 2.00 0.00 1
–  مواقد لصهر الشمع 34 100. 0 0 2.00 0.17 1
–  مغسلة لغسل الأدوات 33 97.1 1 2.9 1.97 0.45 2
–  طاولات كبيره للعمل أثناء الطباعة، الخزف ….الخ 25 73.5 9 26.5 1.74 0.43 4
–  لا شيء مما ذكر 26 76.5 8 23.5 1.76 0.29 3
7 لا تحتوي غرفة التربية الفنية على الأجهزة والوسائل التعليمية اللازمة لتدريس منهج التربية الفنية المطور مثل:
–  الكمبيوتر 31 91.2 3 8.8 1.91 0.00 2
–  البروجيكتر 31 91.2 3 8.8 1.91 0.29 2
–  السبورة الذكية 34 100. 0 0 2.00 0.46 1
–  لا شيء مما ذكر 31 91.2 3 8.8 1.91 0.39 2
8 لا تحتوي غرفة الفنية على الخامات والأدوات اللازمة لدروس منهج التربية الفنية المطور لكل تلميذة مثل:
–  أدوات وخامات الرسم 10 29.4 24 70.6 1.29 0.51 7
–  أدوات وخامات الطباعة 28 82.4 6 17.6 1.82 0.29 4
–  أدوات وخامات أشغال المعدن 33 97.1 1 2.9 1.97 0.17 2
–  أدوات وخامات الخزف 17 50.0 17 50.0 1.50 0.00 6
–  أدوات وخامات النسيج 31 91.2 3 8.8 1.91 0.49 3
–  أدوات وخامات التشكيل 33 97.1 1 2.9 1.97 0.51 2
–  أدوات وخامات أشغال الخشب 34 100. 0 0 2.00 0.50 1
–  لا شيء مما ذكر 22 64.7 12 35.3 1.65 0.49 5

يتضح من الجدول والذي يمثل رأي معلمات التربية الفنية في القرى عن التجهيزات الخاصة بالمدرسة فمن المشكلات التي تعاني منها82.4% من معلمات التربية الفنية بمتوسط حسابي (1.82) هي عدم توفر تيار كهربائي يتحمل تشغيل عدد من الأدوات في وقت واحد في غرفة التربية الفنية، فأغلب دروس التربية الفنية تحتاج لتشغيل عدد من الأجهزة الكهربائية بعدد التلميذات. ومن المشكلات التي تعاني منها64.7% من معلمات التربية الفنية بمتوسط حسابي(1.65) في القرى هو عدم توفر غرفة خاصة بالتربية الفنية ومن المعروف أن مادة التربية الفنية تعتمد على التطبيق العملي وهذا يستلزم وجود مرسم مجهز بالتجهيزات الخاصة بالمادة وإذا لم يوجد هذا المرسم ستضطر المعلمة إلى تقديم الدروس إما نظرية أو تعديلها وتطويعها بما يتناسب مع المكان الذي ستدرس به المادة وبذلك لن يحقق المنهج الأهداف المرجوة منه كما يجب.

وتعاني ما نسبته 55.9% من معلمات التربية الفنية وبمتوسط حسابي(1.56) في القرى من مشكلات عدم توفر الماء بالمدرسة بشكل مستمر؛ ومعلمة التربية الفنية والتلميذات في دروسها يحتجن إلى الماء في إذابة الألوان وغسل الأدوات بمجرد الانتهاء من الدرس وكذلك في مجال الخزف لابد من وجود الماء لعمل الطينة، وتعاني 52.9% من المدارس بمتوسط حسابي (1.53) بالقرى عدم وجود معلمة تربية فنية في المدرسة ومنهج التربية الفنية المطور يحتاج معلمة متخصصة في المادة تكون على علم بخفايا المنهج وعلى تدريب وكفاءة عالية في التعامل مع الأدوات والخامات كما أن المتخصصة تكون على معرفة بالبدائل في حال عدم توفر الأدوات والخامات مما يجعلها قادرة على تحقيق الأهداف المرجوة من المنهج.

فيما تعاني47.1% من معلمات التربية الفنية بمتوسط حسابي (1.47) في القرى من عدم توفر الاحتياطات اللازمة للسلامة؛ كالتهوية اللازمة، طفاية الحريق..الخ، في غرفة التربية الفنية فمن المعروف أن التطبيق العملي لدروس التربية الفنية يصحبها عادة الحركة من قبل التلميذات وكذلك التعامل مع أدوات حادة كأدوات الحفر على الخشب أو غيرها من الأدوات التي تتطلب الحذر وأخذ الاحتياط منها. أيضا قد تتطلب دروس التربية الفنية بعض أنواع من الدهانات والأصباغ البتروكيميائية أو البترولية وبعض الأحماض ونحوها من الخامات الصناعية ذات الروائح النفاثة ذو السُمية لذا على المسئولين في المدرسة توفير بيئة ذو مواصفات خاصة لتدريس التربية الفنية لضمان سلامة التلميذات.

أما فيما يتعلق بمشكلة تجهيزات غرفة التربية الفنية بالتجهيزات اللازمة لتطبيق منهج التربية الفنية المطور فقد اختلفت نسبة تواجد بعض هذه المشكلات بين معلمات التربية الفنية في القرى بينما اتفقن على تواجد بعضها فتشير نتائج جدول (3) إلى أن جميع أفراد العينة بنسبة (100%) و بمتوسط حسابي (2.00) اتفقن على عدم توفر أفران الخزف وكذلك مواقد صهر الشمع، أما ما يتعلق بعدم تواجد مغسلة لغسل الأدوات فقد اتفق97.1 % من معلمات التربية الفنية في القرى وبمتوسط حسابي (1.97) إلى عدم تواجدها في المرسم وقد يرجع السبب في ذلك لعدم توفر مرسم خاص بالتربية الفنية في المدرسة أو قد تكون المدرسة مستأجرة لم يجرِ لتصميمها أي تعديل يتناسب مع المرافق المدرسية.

وقد اتفق73.5% من معلمات التربية الفنية بالقرى وبمتوسط حسابي (1.74) على عدم توفر طاولات كبيرة للعمل عليها، فمن المعروف أن مادة التربية الفنية مادة نظرية وتطبيقية وتحتاج في تطبيق دروسها إلى متطلبات خاصة منها الطاولات فالطاولات التي تحتاجها التلميذات في دروس التربية الفنية تختلف عن تلك التي تستخدم في دراسة المواد الأخرى. أما معلمات التربية الفنية في القرى واللاتي يعانين من مشكلة عدم تجهيز غرفة التربية الفنية بأي من التجهيزات السابقة فقد وضحت نتائج الجدول أن نسبة اتفاقهن على ذلك بلغت (76.5%) وبمتوسط حسابي(1.76).وبالنسبة لمشكلة توفر الأجهزة والوسائل التعليمية في غرفة التربية الفنية فقد اختلفت أراء أفراد العينة فقد اتفقت (100%) من معلمات التربية الفنية في القرى و بمتوسط حسابي (2.00) على مشكلة عدم توفر السبورة الذكية بينما اتفقت (91.2%) وبمتوسط حسابي(1.91) على عدم توفر الكمبيوتر والبروجيكتر، أما(91.2%)وبمتوسط حسابي (1.91) فاتفقن على عدم توفر أيا من هذه الأجهزة والوسائل في غرفة التربية الفنية.         وهذه النتائج تدل على افتقار مراسم التربية الفنية في مدارس القرى للأجهزة التعليمية بالرغم من قوة حاجتهن لها. وقد يعود سبب قلة تلك الأجهزة إلى التكلفة العالية أو عدم جاهزية مبنى المدرسة من تمديدات الكهرباء أو قوة التيار الكهربائي.

أما فيما يخص توفر الخامات والأدوات اللازمة لدروس منهج التربية الفنية المطور فقد أجمعت العينة بنسبة (100%) وبمتوسط حسابي(2.00)على عدم توفر أدوات وخامات الخشب، يليها أدوات وخامات التشكيل وأشغال المعدن حيث بلغت نسبة اتفاق أفراد العينة (97.1%) و بمتوسط حسابي (1.97) على عدم توفرها، كما اتفقت (91.2% ) وبمتوسط حسابي (1.91) على عدم توفر أدوات وخامات النسيج، أما أدوات الطباعة فقد اتفقت (82.4%) و بمتوسط حسابي (1.82)، بينما اتفق ما نسبته (64.7%) من أفراد العينة وبمتوسط حسابي (1.64) على عدم وجود أيا من هذه الأدوات في مرسم التربية الفنية، وقد اتفق ما نسبته (50%) من أفراد العينة و بمتوسط حسابي (1.5) على عدم توفر أدوات وخامات الخزف، بينما اتفقت ما نسبته (29.4%) من أفراد العينة وبمتوسط حسابي (1.29) على عدم وجود أدوات أو خامات الرسم، ويلاحظ من النتائج السابقة أن نسبة تواجد مشكلة الخامات كبيره بينما نلاحظ أدوات وخامات الرسم أقل حدة من الأدوات الأخرى وقد يعود سبب ذلك إلى قلة تكلفة هذا النوع من الأدوات، أو قد يعود السبب إلى جهل التلميذات بأدوات وخامات المجالات الأخرى، أو قد يكون السبب أن المكتبات المتوفرة في القرى لا توفر إلا أدوات الرسم البسيطة لذلك يتعذر على التلميذة إحضارها.

ويتضح مما سبق أن أكبر مشكلة تواجه تطبيق منهج التربية الفنية المطور من حيث تجهيز المدرسة هي عدم توفر تيار كهربائي يتحمل تشغيل عدد من الأجهزة في وقت واحد حيث بلغ المتوسط لها(1.82) ونسبة اتفاق أفراد العينة عليها كمشكلة (82.4%) أما أقل مشكلة تواجه تطبيق منهج التربية الفنية المطور من حيث تجهيز المدرسة هي مشكلة عدم توفر الاحتياطات اللازمة للسلامة في مرسم التربية الفنية حيث بلغ متوسطها(1.47)وقد بلغت نسبة أفراد العينة المتفقة عليها كمشكلة هي(47.1%).

  • إجابة السؤال الثاني: ما المشكلات التي تواجه تطبيق منهج التربية الفنية المطور والمرتبطة بالتلميذات من وجهة نظر أفراد العينة؟ وكانت آراء أفراد العينة كما في الجدول(4) الذي يمثل الإجابة التفصيلية عن هذا السؤال:

جدول (4): التكرارات، والمتوسطات الحسابية، والنسب المئوية لاستجابات أفراد العيّنة لعبارات التلميذات

م العبــــــــــــــــــــــــــارات نعم لا المتوسط

الحسابى

الانحراف

المعيارى

المرتبة
ك % ك %
1 تغيب التلميذات بشكل متكرر دون مبرر مرضي. 21 61.8 13 38.2 1.62 0.49 4
2 لا تستطيع التلميذة توفير جميع الأدوات والخامات الخاصة 20 58.8 14 41.2 1.59 0.50 5
3 ضعف التحصيل الدراسي للتلميذة في مادة التربية الفنية. 20 58.8 14 41.2 1.59 0.50 5
4 عدم تقدير أو تقبّل أولياء أمور التلميذات لمادة التربية الفنية. 25 73.5 9 26.5 1.74 0.45 2
5 تدني المستوى الاقتصادي (المعيشي) للتلميذات. 24 70.6 10 29.4 1.71 0.46 3
6 عدم تمكن التلميذة من توفير الأدوات والخامات لعدم وجود مكتبات في القرية 27 79.4 7 20.6 1.79 0.41 1

يتضح من الجدول (4) أن مشكلة عدم تمكن التلميذات من توفير الخامات والأدوات لعدم وجود مكتبات في القرية أكبر مشكلة يواجهنها المعلمات حيث بلغت نسبة اتفاق معلمات التربية الفنية في القرى على هذه المشكلة (79.4%) من أفراد العينة بمتوسط حسابي (1.79)، وتلي هذه المشكلة مشكلة عدم تقبل أولياء الأمور لمادة التربية الفنية حيث بلغت نسبة اتفاق معلمات التربية الفنية في القرى على هذه المشكلة (73.5%) بمتوسط حسابي (1.74) وعدم تقبل الأهالي لمادة التربية الفنية ينعكس على التلميذة فقد لا تجد استجابة من ولي أمرها في توفير خامات وأدوات اللازمة لدراسة المادة وقد تعاني المعلمة من ذلك في حال تدني مستوى التلميذة في المادة فقد لا تجد مساعدة من أولياء الأمور في المحاولة برفع مستوى التلميذة في مادة التربية الفنية. أما مشكلة تدني المستوى المعيشي لتلميذات فقد اتفق(70.6%) من أفراد العينة على تواجدها حيث بلغ المتوسط الحسابي لها (1.71). وقد اتفق (61.8%) من أفراد العينة على تغيب التلميذات بشكل متكرر دون مبرر مرضي حيث بلغ المتوسط الحسابي لهذه المشكلة (1.62) وقد ترتبط هذه المشكلة بالمشكلة السابقة لها فقد لا يستطيع ولي الأمر توفير مصروف مدرس فيضطر إلى منع ابنته من المدرسة, وقد يعود السبب أيضا إلى استعانة الأمهات ببناتهن بمساعدتهن في أمور المنزل لذلك يكثر غياب التلميذات في القرى بدون سبب مرضي. ومن المعروف أن كثرة غياب التلميذة يؤدي إلى ضعف مستواه الدراسي والتحصيلي، ومادة التربية الفنية مادة تطبيقية فتحصيل التلميذة فيها يتأثر بكثرة غيابها عن الدرس.

أما مشكلة عدم استطاعت التلميذة توفير جميع الأدوات والخامات الخاصة بدروس منهج التربية الفنية المطور. وكذلك مشكلة ضعف التحصيل الدراسي للتلميذة في مادة التربية الفنية فقد اتفق عليها(58.8%)من أفراد العينة بمتوسط حسابي(1.59).

ويتبين مما سبق أن أكبر مشكلة يواجهنها المعلمات هي عدم تمكن التلميذات من توفير الخامات والأدوات لعدم وجود مكتبات في القرية؛ حيث بلغت نسبة اتفاق معلمات التربية الفنية في القرى على هذه المشكلة (79.4%) من أفراد العينة بمتوسط (1.79)، بينما أقل مشكلة هي مشكلة عدم استطاعت التلميذة توفير جميع الأدوات والخامات الخاصة بدروس منهج التربية الفنية المطور. وكذلك مشكلة ضعف التحصيل الدراسي للتلميذة في مادة التربية الفنية فقد اتفق عليها (%58.8) من أفراد العينة بمتوسط (1.59).

  • إجابة السؤال الثالث: ما المشكلات التي تواجه تطبيق منهج التربية الفنية المطور والمرتبطة بالمعلمات من وجهة نظر أفراد العينة؟ وكانت آراء أفراد العينة كما يبينها الجدول (5) الذي يمثل الإجابة التفصيلية للسؤال:

جدول (5): التكرارات، والمتوسطات الحسابية، والنسب المئوية لاستجابات أفراد العيّنة لعبارات المعلمات

م العبارات نعم لا المتوسط

 الحسابى

الانحراف

 المعيارى

المرتبة
ك % ك %
1 تكليف معلمة غير متخصصة (تخصصها ليس تربيه فيه) لتدريس منهج التربية الفنية المطور. 26 76.5 8 23.5 1.76 0.43 2
2 عدم إقامة دورات تدريبية لمعلمات التربية الفنية عن منهج التربية الفنية المطور. 23 67.6 11 32.4 1.68 0.47 4
3 كثرة غياب المعلمة لبعد سكنها عن القرية مقر عملها. 28 82.4 6 17.6 1.82 0.39 1
4 عدم تدريب معلمات التربية الفنية على إيجاد بدائل الأدوات والخامات اللازمة لتدريس منهج التربية الفنية المطور من بيئة المدرسة المحلية. 28 82.4 6 17.6 1.82 0.39 1
5 عدم زيارة المشرفة التربوية لمعلمة التربية الفنية لتزويدها بالتوجيهات والتعليمات حول منهج التربية الفنية المطور وكيفية تطبيقه. 16 47.1 18 52.9 1.47 0.51 6
6 عدم تعاون مديرة المدرسة مع معلمة التربية الفنية في توفير كافة احتياجات منهج التربية الفنية المطور. 18 52.9 16 47.1 1.53 0.51 5
7 عدم تزويد معلمة التربية الفنية بدليل المعلمة لمنهج التربية الفنية المطور منذ بدء العام الدراسي. 13 38.2 21 61.8 1.38 0.49 7
8 لا يحتوي كتاب المعلمة على دليل لإرشادها بكيفية تكييف منهج التربية الفنية المطور ومعالجته لمناسبة المناطق القروية. 25 73.5 9 26.5 1.74 0.45 3

من المشكلات التي يواجهها تطبيق منهج التربية الفنية تلك التي تتعلق بالمعلمات ومن هذه المشكلات كثرة غياب المعلمة لبعد سكنها عن القرية مقر عملها بالإضافة إلى عدم تدريب معلمات التربية الفنية على إيجاد بدائل الأدوات والخامات اللازمة لتدريس منهج التربية الفنية المطور من بيئة المدرسة المحلية حيث اتفق ما نسبته(82.4%)من أفراد العينة وبمتوسط حسابي(1.82) على تلك المشكلتان.

واتفق (76.5%) من أفراد العينة وبمتوسط حسابي (1.67)على تكليف معلمة غير متخصصة لتدريس منهج التربية الفنية المطور وقد يعود السبب في ذلك إلى عدم وجود معلمة متخصص في المدرسة أو قد يكون السبب في المرحلة الابتدائية أنهم يرون أن معلمة الصف بإمكانها تدريس جميع مواد المناهج الدراسية بما فيها مادة التربية الفنية.

ومن المشكلات التي يواجهها نسبة(73.5%) من أفراد العينة وبمتوسط(1.74) يعانون من عدم احتواء كتاب المعلمة دليل لإرشادها بكيفية تكييف منهج التربية الفنية المطور ومعالجته لمناسبة المناطق القروية وقد يعود سبب هذه المشكلة – كما ذكرت سابقا- إلى أن من يدرس هذا المنهج المطور ليست متخصصة تخصص تربيه فنية لذا فهي بحاجه إلى دليل إرشادي لتطويع منهج التربية الفنية المطور للبيئة القروية ومما يساعد على الحد من هذه المشكلة إقامة دورات تدريبية للمعلمات الغير متخصصات في التربية الفنية ليتعرفن على بعض خفايا المنهج وكيفية تطويعه وطرق تدريسه المختلفة.

ومن المشكلات التي يعانين منها نسبة (67.6%) من أفراد العينة وبمتوسط(1.68)وهي عدم إقامة دورات تدريبية لمعلمات التربية الفنية عن منهج التربية الفنية المطور وقد يعود السبب في ذلك الصعوبة جمع معلمات مدارس القرى في دورات تدريبية لتباعد المدارس بعضها عن بعض، أو قد يعود السبب في عدم وجود مكاتب للموجهات لإقامة الدورات فيها.

وتعاني أيضا نسبة (52.9%) من أفراد العينة وبمتوسط (1.53) مشكلة عدم تعاون المديرة في توفير احتياجات المادة، فقد ترفض المديرة تسليم معلمة التربية الفنية الميزانية الخاصة بالمادة لاستغلال هذه الميزانية وصرفها على أمور أخرى خاصة بالمدرسة. وقد لا تتعاون المديرة في توفير غرفه خاصة بالتربية الفنية وإن كان هناك مرسم مخصص لمادة التربية الفنية قد تستولي عليه لجعله غرفة كنترول أو قاعة اختبار أو جعله كغرفة مصادر وذلك بحجة رفع كفاءة التلميذ في المواد الأخرى. كما جاء في دراسة (فتح الله، 329 :1999)

ومن المشكلات التي تعاني منها نسبة(47.1%) من أفراد العينة وبمتوسط(1.47) هي عدم زيارة المشرفة التربوية لمعلمة التربية الفنية لتزويدها بالتوجيهات والتعليمات حول منهج التربية الفنية المطور وكيفية تطبيقه وقد يعود سبب ذلك إلى عدم وجود مشرفة تربوية متخصصة في التربية الفنية في مكتب التوجيه، أو قد يكون السبب في عدم الزيارة من قبل المشرفة هو بعد المدرسة عن مكتب التوجيه ووعورة طريقها أو صعوبة توفر المواصلات من قبل مكتب التوجيه.

ومن المشكلات التي تعاني منها نسبة (38.2%) من أفراد العينة وبمتوسط (1.38) هي عدم تزويدها بدليل المعلمة لمنهج التربية الفنية المطور منذ بدء العام الدراسي وقد يعود سبب ذلك إلى سوء المواصلات في مكاتب التوجيه في القرى أو قد يرجع السبب إلى تقديم احتياجات المدن على القرى.

ويتضح مما سبق أن أكبر مشكلة هي كثرة غياب المعلمة لبعد سكنها عن القرية مقر عملها بالإضافة إلى عدم تدريب معلمات التربية الفنية على إيجاد بدائل الأدوات والخامات اللازمة لتدريس منهج التربية الفنية المطور من بيئة المدرسة المحلية حيث اتفق ما نسبته (82.4%) من أفراد العينة وبمتوسط حسابي (1.82) على هاتين المشكلتين، بينما تبين أن أقل مشكلة هي عدم تزويدها بدليل المعلمة لمنهج التربية الفنية المطور منذ بدء العام الدراسي حيث اتفق نسبة (%38.2) من أفراد العينة وبمتوسط (1.38) على أنها تمثل مشكلة لديهم.

  • إجابة السؤال الرابع: ما المشكلات التي تواجه تطبيق منهج التربية الفنية المطور والمرتبطة بالمنهج؛ من وجهة نظر أفراد العينة؟ وكانت إجابات وآراء أفراد العينة كما يبينها الجدول (6) :

جدول (6)التكرارات، والمتوسطات الحسابية، والنسب المئوية لاستجابات أفراد العيّنة لعبارات المنهج

م العبارات نعم لا المتوسط

 الحسابى

الانحراف

المعيارى

المرتبة
ك % ك %
1 لا تتوفر كتب التربية الفنية المطورة منذ بدء العام الدراسي. 7 20.6 27 79.4 1.21 0.41 6

 

2 لا تلائم موضوعات منهج التربية الفنية المطور لبيئة المناطق القروية. 27 79.4 7 20.6 1.79 0.41 4
3 لا يحتوي منهج التربية الفنية المطور وسائل إيضاح من واقع الحياة في المناطق القروية. 27 79.4 7 20.6 1.79 0.41 4
4 لا يتصف منهج التربية الفنية المطور بالمرونة بحيث يسمح بتكييفه تبعاً للمناطق القروية. 28 82.4 6 17.6 1.82 0.39 3
5 لا يحث منهج التربية الفنية المطور على الانتفاع بخامات وموارد البيئة المحلية القروية. 23 67.6 11 32.4 1.68 0.47 5
6 لا يراعي محتوى منهج التربية الفنية المطور حاجات التلميذة في المناطق القروية وكذلك ميولها وقدراتها. 28 82.4 6 17.6 1.82 0.36 3
7 الأهداف لم تصاغ بواقعية بحيث يمكن للتلميذة في المنطقة القروية تحقيقها في ظل إمكانياتها المتاحة. 29 85.3 5 14.7 1.85 0.36 2
8 عدم مناسبة الأنشطة التعليمية في منهج التربية الفنية المطور للإمكانات المادية للبيئة المدرسية. 33 97.1 1 2.9 1.97 0.17 1

يتبين من نتائج الجدول (6)؛ أن نسبة(97.1%) من أفراد العينة وبمتوسط(1.97) تتفق أن الأنشطة التعليمية في منهج التربية الفنية لا تناسب الإمكانيات المادية للبيئة المدرسة، كما اتفقت نسبة (85.3%) من أفراد العينة بمتوسط حسابي(1.85) على أن الأهداف لم تصاغ بواقعية بحيث يمكن للتلميذة في المنطقة القروية تحقيقها في ظل إمكانياتها المتاحة. أما نسبة (82.4%) من أفراد العينة بمتوسط حسابي (1.82) اتفقن على أن المنهج المطور لتربية الفنية لا يراعي حاجات التلميذة في المناطق القروية وقدراتها، كما اتفقن أيضا على عدم مرونة المنهج بحيث يمكن تكييفه تبعا للمناطق القروية، أما نسبة (79.4 %) من أفراد العينة بمتوسط حسابي (1.79) اتفقوا على أن منهج التربية الفنية المطور لا يحتوي وسائل إيضاح من واقعا لحياة القروية بالإضافة إلى اتفاقهم على عدم ملائمة موضوعات منهج التربية الفنية المطور لبيئة المن‍طقة القروية. أما مشكلة عدم توفر كتب التربية الفنية المطورة منذ بدء العام الدراسي فقد اتفق عليها نسبة (20.6%) بمتوسط (1.21)وتعتبر هذه المشكلة أقل حدة من المشكلات السابقة.

وقد يعود سبب ارتفاع نسبة هذه المشاكل المتعلقة بالمنهج إلى مراعاة مطوري المنهج لحاجات وإمكانيات البيئة القروية بالإضافة إلى عدم إجراء مرحلة تجريبية للمنهج المطور في البيئة القروية فمن جدول (6) يتضح أن جميع أفراد العينة اتفقوا على عدم تطبيق المنهج في المرحلة التجريبية له في مدارس قراهم.

مما سبق يتبين أن أكبر مشكلة اتفق عليها نسبة (97.1%) من أفراد العينة وبمتوسط (1.97) هي أن الأنشطة التعليمية في منهج التربية الفنية لا تناسب الإمكانيات المادية للبيئة المدرسة، أما مشكلة عدم توفر كتب التربية الفنية المطورة منذ بدء العام الدراسي فقد اتفق عليها نسبة (%20.6) بمتوسط (1.21) وتعتبر هذه المشكلة أقل حدة في محور المنهج.

 

5- توصيات البحث:

من خلال النتائج المتوصل إليها يمكن تقديم مجموعة من التوصيات تتمثل في ما يلي:

أولا: تجهيزات لكل مدرسة:

  1. توفير مرسماً للتربية الفنية مجهزاً بالتجهيزات اللازمة لتدريس المنهج وتزويده بالوسائل والتقنيات الحديثة.
  2. تزويد المدارس بالتيار الكهربائي بالإضافة إلى توفير أكثر من مقبس كهرباء في مرسم التربية الفنية حتى تتمكن التلميذات من توصيل أدواتهن مباشرة في الكهرباء دون الحاجة إلى توصيلات كهربائية للمحافظة على سلامتهن.

ثانياً: محور التلميذات:

  1. توفير حقيبة تحتوي على الأدوات والخامات اللازمة لتطبيق منهج التربية الفنية وترفق مع المنهج لكل تلميذة وتخصص هذه الحقيبة للقرى والمناطق النائية مراعاة للظروف الاقتصادية لأهالي القرى.
  2. الكشف عن حاجات التلاميذ والتعرف على مشكلاتهم للحد من ظاهرة الغياب.
  3. توفير المكتبات المدرسية الغنية العامرة لتنمية معارف التلميذات وتوسيع مداركهن وربطهن بعالم الفن.
  4. ثالثا: المعلمات:
  5. عقد الدورات التدريبية لمعلمات التربية الفنية عن المنهج المطور وكيفية تدريسه وتكييفه للبيئة القروية وكيفية إيجاد البدائل للأدوات والخامات من البيئة المحلية.
  6. إرفاق دليل إرشادي مع دليل المعلمة لمعلمات التربية الفنية في القرى والمناطق النائية يرشد المعلمة إلى كيفية تكييف المنهج ومعالجته بما يناسب المناطق القروية ويتضمن حلولا للمشاكل التي قد تواجه تطبيق المنهج في مثل هذه البيئة.

رابعاً: المنهج:

  1. إشراك مشرفين ومشرفات من مكاتب الإشراف في القرى والمناطق النائية عند تطوير المنهج.
  2. الحرص على تطبيق المنهج المطور كمرحلة تجريبية في القرى والمناطق النائية.

 

قائمة المراجع والمصادر :

أولا: الكتب:

  • أبو الخير, جمال.(1998). “مدخل إلى التربية الفنية”. ط٢.المملكة العربية السعودية, بيشة. مكتبة الخبتي الثقافية
  • أبو شعيرة، خالد. )2007). “المدخل إلى التربية الفنية”. الأردن، عمان. دار جرير للنشر والتوزيع
  • بدوي، أحمد زكي(1997). “معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية”. بيروت. مكتبة لبنان
  • جودي، محمد حسين.(1997).”طرق تدريس الفنون”. عمان, الاردن. دار المسيره للنشر والتوزيع والطباعة
  • حسين, أبو بكر محمد.(1982).”التجربة التعليمية والتربوية في المناطق النائية”.ع26, ص70-75. التربية– الامارات
  • الحيلة, محمد محمود.(1998). “التربية الفنية وأساليب تدريسها”. عمان. دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة
  • الخليفة، حسن جعفر.(2005). “المنهج المدرسي المعاصر مفهومة- أسسه- مكوناته تنظيماته- تقويمه وتطويره”. ط6. مكتبة الرشد
  • دكلة, محمد عبد الهادي.(1975).المجتمع الريفي. العراق. مطبعة دار الكتب
  • الزهراني, علي يحي. (1996). في تاريخ التربية الفنية. دار المسافر لنشر والتوزيع
  • سرحان، الدمرداش عبد المجيد. 1985).”المناهج المعاصرة”. الكويت. مكتبة الفلاح
  • سعادة، جودة أحمد وابراهيم، عبدالله محمد.(2004).”المنهج المدرسي المعاصر”. عمان. دار الفكر للنشر والتوزيع
  • السعود، خالد محمد.(2010).”مناهج التربية الفنية بين النظرية والبيدغوجيا”. دار وائل للنشر والتوزيع
  • شوقي, اسماعيل.(2000).”مدخل إلى التربية الفنية”. الرياض. دار الرفعة للنشر والتوزيع
  • العتوم، منذر سامح.(2006). “المدخل إلى التربية الفنية”. الرياض. دار الصميعي للنشر والتوزيع
  • العجمي، مها بنت محمد (2005).”المناهج الدراسية أسسها، مكوناتها، تنظيماتها، تطبيقاتها التربوية، رؤية تربوية تجمع بين المنظور الغربي والمنظور الاسلامي للمنهج”. ط2
  • عقيل, أديب زيد و الاصفر, أحمد.(2001).”علم الاجتماع الريفي”. دمشق
  • فضل، محمد عبد المجيد. (1999). “التربية الفنية مداخلها وتاريخها”. الرياض. النشر العلمي والمطابع جامعة الملك سعود
  • القحطاني، سالم سعيد وآل مذهب، معدي محمد وآخرون.(2004).”منهج البحث في العلوم السلوكي”. كلية العلوم الادارية، جامعة الملك سعود
  • لبيب، رشدي و مينا، فايز مواد.(1993).”المنهج منظومة لمحتوى التعليم”. القاهرة. مكتبة الانجلو المصرية
  • مجاور، محمد صلاح الدين والديب، فتحي. (2000).”المنهج المدرسي – أسسه وتطبيقاته التربوية”. الكويت. دار القلم
  • المديرية العامة للتخطيط العمراني، التخطيط الإقليمي، العراق، بغداد: مطبعة وزارة التخطيط,1992
  • المركز القومي للأبحاث التربوية، مشكلات التعليم في الريف العربي، تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافية والعلوم، وحدة البحوث التربوية، 1980
  • المسعري، ناصر بن عبدالله. (2009م/1430ه).”مناهج وطرق تدريس التربية الفنية واتجاهاتها الحديثة في التعليم العام”. الرياض. دار الصميعي للنشر والتوزيع
  • المشروع الشامل لتطوير المناهج، مشروع تطوير مناهج التربية الفنية، وزارة التربية والتعليم
  • وثيقة منهج التربية مادة التربية الفنية للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة.)2004). اللجنة العلمية لمادة التربية الفنية. الادارة العامة للمناهج. مركز التطوير التربوي. وزارة التربية والتعليم. الرياض.

 

ثانيا: الرسائل والأبحاث:

  • إسماعيل، غادة مصطفى أحمد وبدوي، فاطمة عبد الرحمن. (2006). “مفهوم التربية الفنية في عصر المعلوماتية“. في المؤتمر العلمي الثاني للجمعية العربية لتكنولوجيا التربية – المعلوماتية ومنظومة التعليم. ص571 – 617-. مصر, القاهرة: الجمعية العربية لتكنولوجيا التربية مع معهد الدراسات التربوية والبرنامج القومي لتكنولوجيا التعليم
  • درويش، عائشة محمد فتح الله.(1996). “تطور مفهوم التربية الفنية وتأثيره على تعليم الرسم”. حولية كلية التربية, (س13). ص 457 – 488. قطر
  • الضويحي، محمد بن حسين بن عبدالله.(2004). “نظرية التربية الفنية المبنية على الفن بوصفه مادة دراسية و امكانات تطبيقها في مدارس المملكة العربية السعودية”.، مجلة جامعة الملك سعود، العلوم التربوية والدراسات الاسلامية. (مج 16, ع 29.ص 963 – 998.السعودية
  • العامود، يوسف ابراهيم.(2003).”تطور اتجاه التربية الفنية المبنية على الفن بوصفه مادة دراسية DBAE وأثره في حقل التربية الفنية”. مجلة جامعة الملك سعود, العلوم التربوية والدراسات الاسلامية.(مج15). ص297-332
  • فتح الله، عائشة وعلام، ليلى.(1999). “معلمو ومعلمات التربية الفنية بدولة قطر: بعض القضايا والمشكلات“. حولية كلية التربية .(س15,ع15).ص316 – 391. قطر
  • محمود، عبد الرزاق صالح.(2009). “مشكلات المدرسين من أبناء مدينة الموصل في المدارس الثانوية بالقرى والأرياف التابعة لها- دراسة ميدانية –”. دراسات موصلية (ع27)
  • مسلم، حسن علي حسن.(2003). “مشكلات التعليم العام: مظاهر سلبية ومتطلعات إيجابية: دراسة تحليلية لمدركات عينة من مديري المدارس المتدربين بكلية التربية جامعة الملك سعود”.(اللقاء السنوي الحادي عشر)، التربية ومستقبل التعليم في المملكة العربية السعودية (ص142 – 183) : الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية (جستن)، كلية التربية، جامعة الملك سعود. السعودية, الرياض
  • منير الدين، أميرة عبد الرحم.(2006).”أهداف تعليمية مقترحة لتطوير مناهج التربية الفنية على مستوى التعليم العام والعالي وفقاً للمتغيرات العالمية والأحداث الراهنة”، بحث مقدم إلى المؤتمر العلمي التاسع، قضايا تطوير التربية الفنية بين التعليم والتثقيف بالفن. القاهرة: جامعة حلوان
  • منير الدين، أميرة عبدالرحمن حمد علي.(1008). “تطبيق اتجاه المعرفة المنظمةDBAE لتطوير تخطيط وتحضير مادة التربية للطالبات المتدربات في التربية الفنية العملية بقسم التربية الفنية بكلية التربية بجامعة أم القرى”. مجلة القراءة والمعرفة (ع 77). ص126 – 141. مصر
  • النجادي، عبد العزيز راشد.(2002). “مشكلات التربية الميدانية لطلبة وطالبات التربية الفنية”. رسالة التربية وعلم النفس.(ع 19, ص 111 – 150).السعودية
  • النجادي، عبدالعزيز راشد.(1994). “رؤية جديدة في تطوير مناهج التربية الفنية في التعليم العام بالمملكة العربية السعودية“. مجلة جامعة الملك سعود -العلوم التربوية والدراسات الاسلامية-.(مج 6, ع 1, ص 189) . السعودية.
  • النجادي، عبدالعزيز راشد.(1996).”مدى تحقيق معلمي التربية الفنية بالمرحلة المتوسطة للأهداف المتعلقة بجوانب التربية البيئية”. مجلة كلية التربية. (ع 20, ج 1,ص25 – 62).مصر.

 

 

 

 

 

Abstract:

The present study aims to investigate the problems of applying of developed art education syllabus at the schools in remote villages. A questionnaire was used a tool of this study. It was targeted at the teachers in these villages. The numbers of teachers were 34 once and the descriptive method was used. Percentage, mean, frequencies, and the standard deviation were used to analyze the information. The main question was” As a teacher of art education, what do you think regarding the problems in applying of developed art education syllabus at schools in remote villages? The most important result was: The activities of developed art education syllabus are not applicable and the reasons, as mentioned, were: equipment’s, tools, ceramic oven, and materials are unavailable, Inability of the student to provide the needed materials because there is no suitable store there, there are no alternative methods to teach the syllabus, The absence of the education art teacher frequently because of the long distance. Economic situation of students. One of the most important recommendations: Training courses of teachers related to teaching the syllabus by using the alternative methods are compatible with the environment of village, Free activities are needed in syllabus of education art to be easy for teacher to teach the students as appropriate with the environment and economic conditions of them, Bag of education art, containing the suitable tools, for students in these remote area is required. Applying the syllabus of the developed education art in small sample in these villages, is needed firstly.

 

Key words: school equipment, developed curriculum developer, rural environment

 

لتحميل البحث كامل المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث