مجلة العلوم التربوية و النفسية

أخلاقيات المعلم والمتعلم عند مقداد يالجن وتطبيقاتها التربوية

أخلاقيات المعلم والمتعلم عند مقداد يالجن وتطبيقاتها التربوية

هند بنت محمد بن عبدالله الأحمد
أفنان بنت فهد بن عبدالله آل راشد

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض – المملكة العربية السعودية

الملخص: تضمنت هذه الدراسة والتي جاءت بعنوان:” أخلاقيات المعلم والمتعلم عند مقداد يالجن وتطبيقاتها التربوية” اربعه فول بالإضافة إلى قائمة المراجع. تناول الفصل الأول منها: التعريف بماهية مشكلة الدراسة واشتملت على التمهيد للدراسة، والتعريف بمشكلة الدراسة ،وأسئلتها وأهدافها وأهميتها وحدودها ومنهجها ومطلحاتها.حيث هدفت الدراسة على التعرف على الإطار الثقافي والاجتماعي والتربوي الذي أثَّر في الأفكار التربوية عند مقداد يالجن، وعلى المادر والأول التي تعد المنطلقات الفكرية لفكر مقداد يالجن، وعلى أخلاقيات المعلِّم وتطبيقاتها التربوية عند مقداد يالجن، وعلى أخلاقيات المتعلِّم وتطبيقاتها التربوية عند مقداد يالجن، وعلى أبرز سبل النهوض بالمتعلمين خلقيًّا وعلميًّا عند مقداد يالجن.وتبلورت مشكلة الدراسة في الحاجة إلى القيام بدراسة فكرية تربوية تبين أهمية أخلاقيات المعلم والمتعلم عند المفكرين التربويين. وفي الفصل الثاني: احتوى على الإطار المفهومي والدراسات السابقة، ولقد تناولت الدراسة في إطارها المفهومي نسب مقداد يالجن ومولده ونشأته ومراحل تعليمه وجهوده وإنجازاته العلمية وحوله على جائزة الملك فيل، وأبرز العوامل المؤثرة في فكره التربوي، وقد لاحظت الباحثة في حدود علمها قلة الدراسات المباشرة المرتبطة بموضوع الدراسة الحالية؛ لذا سعت الباحثة إلى تتبع الدراسات ذات العلاقة بمقداد يالجن والدراسات ذات العلاقة بأخلاقيات المعلم والمتعلم. أما الفصل الثالث: فقد تناول المنطلقات العامة للفكر التربوي عند مقداد يالجن ابتداءً بنظرية المعرفة من مفهومها ومادرها، ثم تناول مفهوم الطبيعة الإنسانية ومكوناتها ثم النظام الأخلاقي الإسلامي وتعريف الأخلاق ومكانة الأخلاق وأهميتها في نظر الإسلام ومعايير الأخلاق وموافات الإنسان المتخلق وأسس الأخلاق. وفي الفصل الرابع: تناولت الباحثة أخلاقيات المعلم والمتعلم عند مقداد يالجن وتطبيقاتها التربوية. فقد احتوى هلى أهمية التربية الأخلاقية ودور التربية الأخلاقية الإسلامية في بناء الفرد والمجتمع والحضارة الإنسانية، واحتوى أيضًا على أخلاقيات المعلم والمتعلم وتطبيقاتها التربوية عند مقداد بالجن.

الكلمات المفتاحية: الأخلاق ، المعلم ، المتعلم ، مقداد يالجن .

 

  1. المقدمة
    • تمهيد:

تعد دراسة التراث الفكري أمرًا في غاية الأهمية؛ نظرًا لأنه يشكل المهاد الفكري للتربية المعارة, ومن زاوية أخرى فإن دراسة الآراء والأفكار والعلوم التربوية عند العلماء والمربين في أي عر من العور تكشف الفلسفة التربوية السائدة في تلك العور، كما تكشف المشكلات والظواهر والتقاليد العلمية السائدة في تلك العور.(الرباح،1429ه،1 )

فالبحث في التراث الفكري وقضاياه من الظواهر الإيجابية التي يجب أن تلقى الدعم و التشجيع، ذلك أنها لا تحد فقط من ظاهرة الاستلاب الفكري الشائعة في العالم الإسلامي بما في ذلك الوطن العربي فحسب، بل تحطم الحجاب من الجهل الذي نعته ظروف الانحطاط، ولعل من أكثر مميزات تراثنا وضوحا أنه ارتبط بالواقع العملي للحياة الإنسانية على ضوء من القرآن والسنة النبوية الشريفة؛ فلكي نحافظ على مميزات شخيتنا و أالتنا و هويتنا الإسلامية العربية، يجب أن نتجه إلى التراث ونشبعه بحثًا ودرسًا.

ويتميز كل عر بفكره و فلسفه حياته، فالمسلمون الأوائل خلفوا تراثا فكريا و تربويا ينبغي أن نعتز به ؛ لأنه يعكس ورة الماضي ،  وبالتالي يضيء لنا طريق الحاضر و المستقبل .

إن العالم الإسلامي المعار تبين له بعد جهد شديد وضياع كبير في محاضن التربية الغربية وجوب العناية التامة والاعتماد المباشر على الأول الإسلامية في بناء أنظمته التربوية، ولهذا فالمؤسسات التربوية تجد نفسها أمام ضرورة الاستفادة من آراء علماء المسلمين البارزين، الذين تمثلوا الدين الإسلامي حقيقة واقعية، وطبقوه تربية عملية.(الرشودي،2010م، 6)

ومما يؤكد على أهمية البحث في الفكر التربوي للعلماء الأحياء أن معرفة القيادات التربوية بأن فكرهم التربوي سينال نيبه من الدراسات والتحليل، ليستفاد من إيجابياته في النهوض بالواقع التربوي، يعطيهم دافعاً أكبر لمزيد من العطاء المتميز، وتحري الدقة فيما يقدمونه من آراء وأفكار تربوية، وأن وجودهم أحياءً يعين على إزالة الالتباس أو التفسير الخاطئ لأفكارهم، ومواقفهم من خلال إمكانية التوال المباشر معهم، وطرح التساؤلات التي تعين على توضيح ما قد يكون غامضاً، أو فيه لبس، كما يساعدهم على تلافي ما قد تبرزه الدراسات العلمية من مظاهر قور، أو سلبيات تعتري الجهد البشري عادةً.

لذا كان من الضرورة إعادة النظر في الفكر التربوي الإسلامي والاستفادة منه في العملية التربوية المعارة بدلًا من الاعتماد على النظريات الأخرى سواء الغربي منها أو الشرقي، كما أن التراث الإسلامي التربوي والأخلاقي الذي خلَّفه العلماء المسلمون خاة في مجال أخلاق العالم والمتعلم جدير بأن يكون البديل للكثير من أنظمة التعليم السائدة، والتي استحدثت من قبل منظِّرين في بعض المجتمعات، انطلقوا لتقرير نظرياتهم من واقع مجتمعاتهم اللادينية، لذا ار لزامًا على التربويين والباحثين في مجال التربية الإسلامية إبراز التراث الإسلامي وتقريبه للمجتمع المسلم، ومن هذا المنطلق كان لزامًا على المعلمين عدم الانقطاع عن ذاك التراث الإسلامي المليء بالدروس التربوية؛ لكي يقوموا ببغة وياغة إسلامية تجعل المتعلِّم ينطلق لتحقيق الغاية العظمى والهدف الأسمى من خلقه وإيجاده ألا وهو عباده الله -تعالى- وحده، ثم يتدرَّج هذا المتعلِّم في تحقيق أهدافه حسب مقاد الشريعة الإسلامية، ومبادئ النظام الحياتي الاجتماعي في مجتمعه المسلم، فيحقق الفرد المسلم بذلك سعادة الدَّارين.

  • مشكلة الدِّراسَة:

إن العنر الأخلاقي في التربية الإسلامية يعد المرتكز الرئيس الذي تتمحور حوله الشخية الإسلامية, ومن هنا كان هذا العنر هو مثار اهتمام مادر التربية الإسلامية سواء القرآن الكريم أو السنة النبوية؛ لما يشكله من أهمية بالغة؛ وذلك لأن البناء الأخلاقي للشخية يحقِّق الهدف الرئيس للتربية وهو بناء المواطن الالح الذي يعرف حقوق الله عليه وحقوق الآدميين, والناظر في عقيدتنا الإسلامية يجد العنر الأخلاقي بارزًا أيلًا فيها تقوم عليه أولها التشريعية وأولها التهذيبية على السواء. (العيمي، 2005م، 12-13) ويؤكد على أهمية المعلم والمتعلم ابن تيمية فهو يرى أن المعلمين هم خلفاء النبي
– لى الله عليه وسلم – ومن خلالهم تستمر رسالته وسيرته وأخلاقه من الدق والإخلا وغيرها وهذا ينعكس على المتعلمين أيضاً. (في الكيلاني، 1407ه ،70-101).

فمن هنا جاء اهتمام الإسلام بالمعلم وتحديد فاته وواجباته, وقد جاء ذلك في المنهج الربَّاني الذي سار عليه المطفى -لى الله عليه وسلم- المعلِّم الأول في تربيته لأحابه المعلمين الأوائل وعنه توارثه السلف الالح, ولكن تعقُّد الحياة الاجتماعية واختلاف الثقافات والغزو الفكري الذي يتعرَّض له العالم الإسلامي أدَّى إلى ابتعاد المسلمين عن الالتزام ببعض تلك الفات الحميدة المتمثِّلة في المنهج الذي طبَّقه المطفى -عليه اللاة والسلام- وسار عليه من بعده السلف الالح, وبالتالي تحوَّلت العملية التربوية التعليمية إلى عملية تعليمية بحتة لا تهتم بالروح والخلق في معظم دول العالم الإسلامي.

ويؤكد الجهني ( 1424ه ، 7-8 ) أن مجتمعاتنا الإسلامية تشكو من الحيرة اللازمة لها تجاه مقومات العملية التعليمية، ونظرًا لكون المعلِّم من أهم تلك المقومات بل هو أساس هذه المقومات، حيث تقوم العملية التعليمية على ما يبذله من جهد في تحضير المواد العلمية التي يكلف بها، ثم كيفية تمريرها إلى المتعلمين بين يديه على مراحل أعمارهم المختلفة، ثم إنه بقدر تأكيدنا على أهمية الأخلاق بالنسبة للمعلم، بقدر تأكيدنا على أهميتها بالنسبة للمتعلم؛ إذ الأخلاق الفاضلة من عوامل نجاح المتعلِّم وسبيل تحيله العلمي الجيد. فتعلق بآداب وأخلاق المعلِّم والمتعلم المسلم التي يمكن أن نأخذ منها ما يفيدنا في تربية أجيال الحاضر.

فأخلاقيات المعلم والمتعلم هدفٌ أساسيٌّ للتعليم والتربية، وباعتبارها من أهم العلوم إذا نظرنا إليها باعتبارها علمًا من العلوم، وأهم ما يجب على المعلِّم الاعتناء بها في بناء الأجيال إلى جانب الاهتمام بالجانب العلمي والحي، وباعتبار أن ذلك كله يقتضي من المعلِّم التحلي بأخلاقيات تساعد على نجاحه وعلى نجاح المتعلِّم. (يالجن، 1416ه، 11)

فالحديث عن أخلاقيات المعلم و المتعلم ليس ترفًا فكريًا نمارسه لمجرد إشباع نزعة عاطفية أو تلبية فضول عقلي، إنه ضرورة ملحة؛ إذ لا يفتأ المتتبعون لمسيرة التربية والتعليم في الكثير من بلدان العالم في كل لقاء ينبهون إلى خطورة الوضع الأخلاقي والقيمي في المؤسسات التعليمية ومحيطها، مما يهدد بنسف العملية التعليمية برمتها؛ إذ ازدادت حالات العنف المدرسي بشكل مهول، ومست سمعة المؤسسات التعليمية باعتبارها فضاء للتربية والمعرفة وناعة القيادة الثقافية والفكرية للمجتمع، فالحاجة ماسة إلى العودة إلى الأخلاق واعتبار الغرض الخلقي هو الغرض الحقيقي في التعليم، فالعلم الذي لا يؤدي إلى الفضيلة والكمال لا يستحق أن يسمى علما، وأنه ليس من التعليم الاهتمام بالمعلومات فقط، بل الهدف تهذيب الأخلاق مع العناية بالحة والتربية البدنية والعقلية والوجدانية وإعداد الناشئة للحياة الاجتماعية، فلا سبيل أمام منظومتنا التربوية للخروج من مأزقها الذي تعيشه سوى تحلي المعلم و المتعلم بما أسلفنا من أخلاق وقيم، مما يمكنها من أداء واجباتهما على أحسن وجه وأكمل ورة بما يلح العلاقات التربوية فيما بينهما، والمنظومة التربوية عموما.

وهذا ما دفع الباحثة إلى دراسة أخلاقيات المعلم والمتعلم في الفكر التربوي لأحد أعلام التربية المعارين، وهو الأستاذ الدكتور مقداد يالجن الحال على جائزة الملك فيل العالمية للعام 1408هـ/ 1988م في الدراسات الإسلامية (في مجال التربية الإسلامية).

 

1-3 أسئلة الدِّراسَة:

في ضوء مشكلة الدِّراسَة حاولت الدِّراسَة الإجابة عن السؤال الرئيس التالي:

  • ما أخلاقيات المعلِّم والمتعلِّم عند مقداد يالجن وتطبيقاتها التربوية ؟

 وإجابة هذا السؤال الرئيس تتطلب الإجابة عن الأسئلة الفرعية التالية:

  1. ما الإطار الثقافي والاجتماعي والتربوي الذي أثَّر في الأفكار التربوية عند مقداد يالجن؟
  2. ما المادر والأول التي تعتبر المنطلقات الفكرية لفكر مقداد يالجن؟
  3. ما أخلاقيات المعلِّم عند مقداد يالجن وتطبيقاتها التربوية ؟
  4. ما أخلاقيات المتعلِّم عند مقداد يالجن وتطبيقاتها التربوية ؟
  5. ما أبرز سبل النهوض بالمتعلمين خلقيًّا وعلميًّا عند مقداد يالجن؟

 

1-4 أهداف الدِّراسَة:

يتمثل الهدف الرئيس للدِّراسَة في التعرف على أخلاقيات المعلِّم والمتعلِّم عند مقداد يالجن وتطبيقاتها التربوية ومن أجل تحقيق هذا الهدف تسعى الدراسة إلى تحقيق الأهداف الفرعية التالية:

  1. التعرف على الإطار الثقافي والاجتماعي والتربوي الذي أثَّر في الأفكار التربوية عند مقداد يالجن.
  2. التعرف على المادر والأول التي تعتبر المنطلقات الفكرية لفكر مقداد يالجن.
  3. التعرف على أخلاقيات المعلِّم وتطبيقاتها التربوية عند مقداد يالجن.
  4. التعرف على أخلاقيات المتعلِّم وتطبيقاتها التربوية عند مقداد يالجن.
  5. التعرف على سبل النهوض بالمتعلمين خلقيًّا وعلميًّا عند مقداد يالجن.

 

1-5 أهمية الدِّراسَة:

1-5-1 الأهمية النظرية:

  • تأمل هذه الدِّراسَة في إلقاء الضوء على الفكر التربوي عند مقداد يالجن وما فيه من مميزات.
  • إلقاء الضوء على أهمية دراسة أخلاقيات المعلِّم والمتعلِّم عند مقداد يالجن وتطبيقاتها التربوية.
  • تستمد هذه الدِّراسَة أهميتها في كيفية تربية الأجيال تربية أخلاقية.

 

1-5-2 الأهمية التطبيقية:

  • تأمل الباحثة أن تساعد هذه الدراسة في الوقوف على سبل النهوض بالمتعلمين خلقيًّا وعلميًّا إلى مستوى خير أمة أخرجت للناس عند مقداد يالجن.
  • كون علم الدراسة حياً يساعد على إيضاح ما يظهر من تساؤلات أثناء الدراسة يجيب عنها، مما يزيل بعض الشبهات بخلاف ما إذا كان ميتاً.

 

1-6 حدود الدراسة:

الحدود الموضوعية: اقترت هذه الدِّراسَة على أخلاقيات المعلِّم والمتعلِّم عند مقداد يالجن وتطبيقاتها التربوية .

1-7 مطلحات الدِّراسَة:

1-7-1 أخلاقيات المعلِّم والمتعلِّم:

     أخلاقيات جمع خلق, والخلق لغة بسكون اللام أو ضمها: السجية، والخليقة هي الطبيعة والخلقة هي الفطرة, سواء كانت خيرًا أو شرًّا. (الرازي، 1420ه، 78 )

وتُعَرَّف الأخلاقيات إجرائيًا في هذه الدراسة بأنها: المعايير التي نستخدمها للتمييز بين الخير والشر والحسن والقبيح وبين الحيح والخاطئ، بين الجيد والسيئ بالنسبة للتفكير والسلوك.

ويُعرَّف المعلِّم اطلاحاً بأنه: كل شخ يقوم بالتعليم كمهنة له، ويستحق كامل حقوق المهنة ماليًا وأدبيّاً، بغض النظر عن نوع أو مستوى المرحلة التعليمية التي يعمل في إطارها. (حيدر، 2000م، 22)

ويُعرَّف المعلِّم إجرائيًا في هذه الدراسة بأنه: القائد التربوي الذي يتدَّر لعملية تويل الخبرات والمعلومات التربوية وتوجيه السلوك لدى المتعلمين الذي يقوم بتعليمهم, أما في الوقت الحالي فيعتبر المعلِّم هو الموجِّه والمرشد للعملية التربوية.

ويُعرَّف المتعلِّم اطلاحاً بأنه: هو محور العملية التعليمية. (الجعفري، 1428ه، 8) ويُعرَّف المتعلِّم إجرائيًا في هذه الدراسة بأنه: المتلقِّي في العملية التربوية.

وتُعرَّف أخلاقيات المعلِّم إجرائيًا في هذه الدِّراسَة بأنها: المعايير التي يستخدمها المعلِّم في التمييز بين الخير والشر والحسن والقبيح الحيح أو الخاطئ في العملية التربوية من خلال تويل الخبرات والمعلومات التربوية للمتعلمين.

وتعرف أخلاقيات المتعلِّم في هذه الدراسة بأنها: المعايير التي يستخدمها المتعلِّم في التمييز بين الخير والشر والحسن والقبيح الحيح والخاطئ من خلال التلقِّي في العملية التربوية.

1-8 منهج الدِّراسَة:

استخدمت الباحثة في هذه الدراسة المنهج الوثائقي.

 

أولًا: الإطار المفاهيمي

يتمثل هذا الفصل في الإجابة عن التساؤل الأول من أسئلة الدراسة: ما الإطار الثقافي والاجتماعي والتربوي الذي أثر في الأفكار التربوية عند مقداد يالجن؟ من خلال خمسة مباحث كما يلي:

2-1 المبحث الأول: نسب مقداد يالجن, ومولده, ونشأته ومراحل تعليمه وانجازاته العلمية:

هو مقداد بن محمد علي يالجن، ولد عام 1937م في أنطاكيا, مدينة في جنوب تركيا على الحدود مع سوريا.

نشأ في أسرة متدينة، وقد حر والده على تنشئته تنشئة دينية. (يالجن، 1992،أ، 12- 13)

أما مراحل تعليم مقداد يالجن تتمثل فيما يلي:

  • التحق بالمدرسة الابتدائية في تركيا عام 1944م، وبعد أن أنهى المرحلة الابتدائية عام 1449م درس لدى شيخ القرية التي كان فيها لتعلم العربية وقراءة القرآن الكريم، ثم انتقل إلى سوريا فدرس في حلب في المدرسة الشعبانية سنة واحدة السنة التمهيدية.
  • التحق بمعهد التوجيه الإسلامي -للمرحلة المتوسطة- بدمشق عام 1956م.
  • التحق بالثانوية الأزهرية بعد السفر إلى مر ثم تخرج فيها عام 1961م.
  • تخرج من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1967م.
  • حل على الدبلوم العام في التربية بكلية التربية بجامعة عين شمس عام 1968م.
  • حل على الدبلوم الخا في التربية بجامعة عين شمس عام 1969م.
  • حل على الماجستير في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1971م.
  • حل على الدكتوراة في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1976م.
    (يالجن، 1992م،ا، 20-21)

فيتبين من هذا حر مقداد يالجن على موالة التعليم بين مراحل تعليمه.

سيرته الوظيفية وترقياته:

      عمل يالجن ضابطًا احتياطيًّا في الجيش التركي لفترة قيرة عام 1976م، والتحق بعدها بكلية الإلهيات بجامعة أنقرة بدرجة أستاذ مساعد في أواخر عام 1976م، ثم انتقل إلى كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1979م، وفيها ترقَّى إلى درجة أستاذ مشارك في كلية العلوم الاجتماعية عام 1983م، ثم إلى درجة الأستاذ في كلية العلوم الاجتماعية عام 1992م، وكان قد حل على جائزة الملك فيل العالمية في الدراسات الإسلامية عام 1988م. (في أحمد، 1430ه، 12)

2-1 -2 المبحث الثاني: حوله على جائزة الملك فيل العالمية في الدراسات الإسلامية رحمه الله:

حل مقداد يالجن على جائزة الملك فيل -رحمه الله- التي تُسمَّى بجائزة نوبل العرب أحياناً في بلاده من خلال بعض كتبه كنموذج, مثل: جوانب التربية الإسلامية الأساسية وكتاب أهداف التربية الإسلامية وغايتها. (يالجن، 1992م، أ ، 61-66)

2-1 المبحث الثالث: أبرز العوامل المؤثِّرة في فكره التربوي:

إن العلاقة بين المفكر وبيئته علاقة وثيقة، سواء كانت تلك البيئة هي بيئة النشأة الأولى التي تمثِّلها الأسرة أو كانت تلك البيئة هي المجتمع بمتغيراته السياسية، والاقتادية، والاجتماعية. فالمفكِّر لا يستطيع أن يعزل نفسه عن المحيط الذي يعيش فيه، فهو لا شك يتأثَّر بجملة من العوامل التي تساعده على تكوين اتجاهات فكره، ولأن دراسة العوامل المؤثرة تعين على فهم جملة المواقف والآراء لأي مفكر وتفسيرها، فقد كان لابد من عرض أبرز تلك العوامل التي أثَّرت في توجيه فكر مقداد يالجن التربوي. وذلك على النحو التالي:

 

الأوضاع السياسية:

لقد كان سقوط الخلافة الإسلامية وفل الدِّين عن الدولة، وما تلا ذلك من محاولة القضاء على كل ما له فة دينية، من أبرز الأحداث السياسية التي سبقت ميلاد مقداد يالجن، وغيَّرت كثيرًا من ملامح تركيا المسلمة وألقت بظلالها على سائر مناحي الحياة فيها. (ياغي وشاكر، 1995م، 217؛ الجندي، 1407، 121)

الأوضاع الاجتماعية والاقتادية:

اختلفت الحياة الاجتماعية في تركيا اختلافًا كبيرًا بين أيام الدولة العثمانية وأيام الدولة التركية الحديثة العلمانية، لقد كانت الحياة إسلامية بخطها العريض، وإن كانت تبتعد عن هذا الخط تدريجيًّا مع مرور الزمن، إلا أن العاطفة الإسلامية ظلت هي السائدة، مع اختلاطها أحيانًا بالجهل الذي تسبَّب في استعداء الأقليات غير المسلمة لما كانت تتعرض له من حرب واضطهاد، ولحياة البؤس التي كانت تعيشها تلك الأقليات. (ياغي وشاكر، 1995م، 226)

كما أدى ضعف السلطة في نهاية الدولة إلى اختلال نظام الأمن. (ياغي وشاكر، 1995م، 226)

أما في عهد ما يمكن أن يسمى بتركيا أتاتورك التي حاول أن يقطع لتها بماضيها الإسلامي وكذا استئال الدين من مجتمعها، لكي يجعلها جزءًا من أوروبا جغرافيًا وثقافيًّا وحضاريًّا، وحتى دينيًّا بمعنى تعطيل الإسلام بوفة قوة محركة في المجتمع والسياسة. (نور الدين، 1998م، 27)

فقد زالت كثير معالم الحياة الإسلامية تقريبًا؛ إذ أبحت القبعة الأوربية هي الشائعة . (ياغي وشاكر، 1995م، 226- 227)

وليس أدلَّ على وجود هذه العاطفة من الفوز الكبير الذي حقَّقه الحزب الديمقراطي على الرغم من أنه لم يكن حزبًا إسلاميًّا, إلا أن جزءًا كبيرًا من قيادته الوسطية وقواعده عرف بميوله الإسلامي. (أحمد،1430ه، 20)

لقد كان تحوُّل النظام السياسي من الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية في عهد عمت أينونو سببًا في زيادة الأنشطة الدينية الإسلامية، وقد سمح الحزب الديمقراطي برئاسة (عدنان مندريس) بالأذان باللغة العربية، وبتقديم برامج دينية في الإذاعة، وبإعادة التعليم الديني، وبذلك بدأت تركيا بالتخفيف من حدة الأتاتوركية المتطرفة، واستمرت جاذبية التقاليد الإسلامية في المجتمع التركي حتى بعد انقلاب 1960م, وهذا مما هيَّأ لعود التيار الإسلامي فيما بعد. (هلال، 1999م، 163-164)

هكذا كانت الأوضاع في المحيط الذي نشأ فيه مقداد يالجن، وقد استطاعت أسرته أن تتجاوز هذا الواقع فشكَّلت عاطفة إسلامية قوية لدى مقداد يالجن, كما سيأتي في العوامل المؤثرة على فكر مقداد يالجن, وذلك على النحو التالي:

تديُّن أسرته.

تُعدُّ الأسرة المحيط الأول الذي يتفاعل معه أي إنسان، وهي بذلك تؤدي دورًا مهما في تشكيل شخيته، .

المتغيرات السياسية والاقتادية والاجتماعية:

يتولَّد الفكر التربوي من حركة المجتمع في بنيته الأساسية، فهو من إفرازها، فعلى فحاته تنعكس ظروفه الاقتادية، والسياسية، والاجتماعية، وتشكل اتجاهاته ومساراته، بما تتخذه هذه الظروف من مسارات واتجاهات. (في أحمد، 1430ه، 22)

 

ثانياً: الدراسات السابقة:

2-2-1الدراسات المتعلقة بمقداد يالجن:

لم تجد الباحثة سوى دراسة واحدة تتعلق بمقداد يالجن, وهي:

2-2-1-1: دراسة (احمد)، 1430ه، بعنوان الفكر التربوي عند مقداد يالجن:

هدفت هذه الدِّراسَة إلى تحديد معالم الفكر التربوي عند مقداد يالجن. وقد استخدم الباحث المنهج الوفي التحليلي. وتولت الدِّراسَة إلى عدد من النتائج, منها:

  • اهتمامه بالفكر الأخلاقي نظرياً وتطبيقياً ولإبراز الجانب الأخلاقي النظري أخرج الموسوعة الأخلاقية، فكان المجلد الأول علم الأخلاق لإبراز وظيفة هذا العلم وأهميته بالنسبة إلى العلوم الأخرى فكان ذلك مهماً من الناحية النظرية ومن الناحية العملية المجلد الثاني بعنوان التربية الأخلاقية الإسلامية لأن العلم لا ينعكس على السلوكيات إلا بالتربية الأخلاقية.
  • أن الفكر التربوي الإسلامي المعار بحاجة إلى دراسات علمية تسهل نقل ما يمكن نقله من المستوى النظري إلى التطبيقي.
  • أن أبرز ما أثَّر في توجيه فكر مقداد يالجن التربوي هو: تدين أسرته، والمتغيرات السياسية، والاقتادية، والاجتماعية.

2-2-2 الدراسات المتعلقة بأخلاقيات المعلم والمتعلم:

2-2-2-1دراسة نادية حيدر،(2000م)، بعنوان أخلاقيات مهنة التعليم رؤيا إسلامية ومدى التزام المعلمين بهذه الأخلاقيات من وجهه نظر المديرين والمعلمين والطلبة. (هل توجد دراسات حديثة غير هذه الدراسة في اخلاقيات مهنة التعليم….)

هدفت الدِّراسَة إلى:

  • تحديد أخلاقيات مهنة التعليم وفق التوُّر الإسلامي.
  • التعرف على آراء عينة البحث حول مدى التزام المعلِّم بأخلاقيات مهنة التعليم من منظور إسلامي.

واستخدمت الدِّراسَة المنهج الوفي التحليلي، وتولت الدِّراسَة إلى نتائج، أهمها: أن واقع ممارسة المعلِّم لأخلاقيات مهنة التعليم ليس كما يشاع، بل إن الواقع يبشِّر بخير (درجة متوسطة) خاة إذا ما تزايد الاهتمام بالمعلم وبتحسين الظروف المحيطة به ماديًّا, واجتماعيًّا, وتربويًّا.

 

الفصل الثالث: المنطلقات العامة للفكر التربوي عند مقداد يالجن:

لقد مرَّ زمن على الفكر الإسلامي علت فيه أوات أحاب الفقه المحدود فاستبدَّت بأمر التفكير، وندَّدت بالاجتهادات العقلية واستتبع ذلك الهجوم -غير المنف أحيانًا- على المنطق والفلسفة، ومن ذلك ما أكَّده ابن أبي أيبعة أن المنور في الأندلس “قد قد أن لا يترك شيئًا من كتب المنطق والحكمة باقيًّا في بلاده، وأباد كثيرًا منها بإحراقها بالنار، وشدَّد في ألا يبقى أحد يشتغل بشيء منهما، وأنه متى يوجد أحد ينظر في هذا العلم، أو وجد عنده شيء من الكتب المنَّفة فيه فإنه يلحقه ضرر عظيم”. (أبو أيبعة، 1882م، 69).

 

3-1المبحث الأول: نظرية المعرفة:

تعد نظرية المعرفة إحدى المباحث الرئيسة في دراسات الفلسفة إلى جانب مبحثي القيم والوجود، ولنظرية المعرفة لة قوية بالتربية، حيث إن المعرفة أساسية في النمو الإنساني. (في أحمد، 1430ه، 33)

وتبعًا لهذه الأهمية فإن الباحثة ستحاول عرض مفهوم نظرية المعرفة عند مقداد يالجن، ومادرها، وتعريف الحقيقة، ومادر معرفة الحقائق, وذلك على النحو التالي:

 

 

3-1-1المطلب الأول: مفهوم نظرية المعرفة:

يعرِّف مقداد يالجن نظرية المعرفة بأنها: “مجموعة من المواقف، والآراء، والمبادئ، والأحكام المتناسقة، التي تتعلق بالعلوم والمعرفة, وتفسيرها من منظور معين. (يالجن، 2004م,أ ، 114)

3-1-2المطلب الثاني:مادر المعرفة:

يرى مقداد يالجن أن مادر المعرفة تنقسم إلى قسمين:

  • الأول: مادر المعرفة الإسلامية التشريعية المتمثلة في: القرآن، والسنة، والإجماع، والقياس، والمالح المرسلة، والاستحسان، والعرف، وشرع من قبلنا، وسد الذرائع، ومذهب الحابي، ويعتبرها المعيار الأول لأي دراسة.
  • الثاني: مادر المعرفة البشرية، ويقد بها: ما تول إليه العلماء المسلمون وغيرهم من معرفة باجتهاداتهم وتجاربهم، وأهم مادر تلك المعرفة: الحس والإدراك الحسي (يالجن، 2004م، أ ،137-138)

3-1-3 المطلب الثالث: الحقيقة:

يعد الوول إلى الحقيقة غاية لنظرية المعرفة، فلا قيمة للمعرفة ما لم تكن مطابقة للواقع، أو محكومة بمعيار الوحي، ولنظرية المعرفة طرفان, أحدهما: أدوات وول المعرفة إلينا، والآخر حقيقة هذه المعرفة ووابها. (في أحمد، 1430ه، 42)

ويعرف مقداد يالجن الحقيقة بأنها: “كل شيء خضع للحس، والتجربة، والمشاهدة، أو دلَّ عليه العقل، أو المشاهدة، والتجربة” .(يالجن، 2004 م،أ ، 125)

ويرى مقداد يالجن أن الحقائق من وجهة نظر الإسلام تنقسم إلى: حقائق روحية وتشمل هذه الحقائق موجودات روحية لا نراها ولا نحس بها، ونؤمن بها، وهذه الحقائق قائمة على مسلمات منبعها الوحي، والنوع الثاني: حقائق مادية كونية وهي الحقائق التي ندركها بالحواس، والنوع الثالث: حقائق فكرية.

3-2المبحث الثاني: الطبيعة الإنسانية:

يمثل الإنسان محور العملية التربوية، لذا فإن فهم طبيعته يعد مرتكزًا أساسيًّا لنجاح عملية التربية، بوفها تستهدف إحداث تغيير مرغوب في سلوكه، والمعرفة بالإنسان هي معرفة بالشروط التي تساهم في تشكيل جوانب سلوكه المختلفة. (في أحمد، 1430 ه، 44)

 

3-2-1المطلب الأول: مفهوم الطبيعة الإنسانية:

يعرف مقداد يالجن الطبيعة الإنسانية بأنها: “مجموعة السمات، والفات، والدوافع، والحاجات الفطرية التي يولد كل إنسان مزودًا بها”. (يالجن، 2002م، أ ،112).

 

3-2-2المطلب الثاني: مكونات الطبيعة الإنسانية:

هناك اتفاق بين أغلب باحثي فلسفة التربية الإسلامية على أن الإنسان ذو طبيعة مزدوجة (روح ومادة), وهو بهذا الازدواج كائن متفرد عن بقية مخلوقات هذا الكون (أحمد، 1430ه، 46)

مستندين في ذلك إلى قول الله -سبحانه وتعالى-: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ(٧١)فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [سورة ، آية: 71-72].

ولا يخرج الفكر التربوي عند مقداد يالجن عن دائرة القائلين بالطبيعة المزدوجة للإنسان.

 

 

 

3-3المبحث الثالث: الأخلاق:

تعد الأخلاق مبحثًا أساسيًا من مباحث الفلسفة ومنطلقًا أساسيًّا في فكر مقداد يالجن التربوي, يقول مقداد يالجن معبِّرًا عن أهمية دراسته للأخلاق: “فقد كرست جزءًا كبيرًا من حياتي لها، حيث استغرقت الدراسات الأخلاقية ثماني سنوات متوالة من عمري، وكنت متفرغًا فيها لهذه الدِّراسَة”. (يالجن، 2003م،ب ، 1)

3-3-1المطلب الأول:النظام الأخلاقي الإسلامي:

إن النظام الأخلاقي – كما يرى مقداد يالجن- “ليس جزءًا من نظام الإسلام العام، بل إن الأخلاق هي جوهر الإسلام، وروحه السارية في جميع جوانبه، فالنظام الإسلامي عمومًا مبني على فلسفته الخلقية أساسًا”. (يالجن، 2003م، ب ،48)

3-3-2المطلب الثاني:تعريف الأخلاق:

يقسم مقداد يالجن الأخلاق إلى: أخلاق حسنة وأخرى سيئة، ويعطي كلًّا منها تعريفًا مستقلًا، فيعرف الأخلاق الحسنة بأنها: “أنماط السلوك الحسن الخير، والمعروف في الحياة”، ويعرف الأخلاق السيئة بأنها: “أنماط سلوك الشر، والقبيح، والمنكر”. (يالجن، 2003م، ب ،57)

3-3-3المطلب الثالث: مكانة الأخلاق وأهميتها في نظر الإسلام:

إن أهمية الأخلاق للحياة الإنسانية في نظر الإسلام أكثر أهمية من العلوم الأخرى، ولذلك جعل الأخلاق مناط الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة، فيعاقب الناس بالهلاك في الدنيا لفساد؛ أخلاقهم {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُلِحُونَ} [سورة هود، آية: 117].

3-3-4المطلب الرابع: معايير الأخلاق :

يقسم مقداد يالجن المعايير الأخلاقية بوجه عام إلى قسمين:

أولًا: المعايير الأخلاقية الموضوعية وهي عبارة عن تلك المبادئ الأخلاقية التي جاء بها الإسلام والتي تحدد بفة عامة إرادة الله فيما ينبغي أن يكون عليه سلوك الإنسان في هذه الحياة سواء كان هذا السلوك متعلقًا بلته مع الخير أو بالنفس. (يالجن، 2003م، 297)

ثانياً: المعايير الأخلاقية الذاتية أو الداخلية، ويعني بها: أن للإنسان قوتين للتمييز بين الخير والشر، وهما: القوة العاقلة، والقوة القلبية الوجدانية، أو الروحية وهما المعايير الداخلية. (يالجن، 2003م، 306)

 

3-3-5المطلب الخامس: أسس الأخلاق:

يرى مقداد يالجن أن للأخلاق الإسلامية سبعة أسس، وهي كالتالي:

الأساس الأول: الاعتقادي .

الأساس الثاني: الأساس الواقعي والعملي .

الأساس الثالث: مراعاة الطبيعة البشرية .

الأساس الرابع: الاعتداد بالحرية الأخلاقية .

الأساس الخامس: تقرير مبدأ الإلزام والالتزام الأخلاقي .

الأساس السادس: تأكيد المسؤولية الأخلاقية .

الأساس السابع: التبير بأهمية الأخلاق والتربية الأخلاقية .

الأساس الثامن: إثبات الجزاء الأخلاقي .

 

 

 

تمهيد:

لا يخفى على أحد من التربويين أهمية المعلم في العملية التعليمية فهو الواسطة الضرورية لنقل العلم الى عقل المتعلم و قلبه فأخلاق المعلم ضرورية و مهمة ، فبقدر تأكيدنا على أهمية الأخلاق بالنسبة للمعلم أيضا فهي ضرورية و مهمة للمتعلم .

4-1المبحث الأول: التربية الأخلاقية:

للتربية الأخلاقية جوانب أهمية كثيرة, منها: أنها خير وسيلة للقضاء على المشكلات والانحرافات بجميع أشكالها وألوانها؛ لأن وظيفة التربية الأخلاقية بناء جيل ملتزم بالخير، متجنب للشرور والجرائم، وهي خير وسيلة لبناء خير فرد وخير مجتمع وخير حضارة إنسانية، وتعتبر التربية الأخلاقية ضرورة لتحقيق التماسك والتجانس الاجتماعي؛ لتحقيق النهضة الاجتماعية القوية, وضرورة كوسيلة لتحقيق السعادة في الحياة الاجتماعية, وضرورة لبناء دولة قوية منظمة يعمل موظفوها بأمانة ونزاهة وإخلا, وضرورة ليانة الأجيال من تسرُّب الفساد إلى نفوسهم. (يالجن، 2002م،ب ، 5-6)

4-1-1المطلب الأول: أهمية التربية الأخلاقية:

4-1-1-2العلاقة بين مفهوم التربية والتعليم:

الحيح في نظر مقداد يالجن “أن التربية أعم وأشمل من التعليم،

4-1-1-3أهداف التربية الإسلامية العامة والأساسية:

هناك أربعة أهداف متدرجة ومترابطة ومتكاملة ومتناسقة في الوقت نفسه مع غاية التربية, ويندرج تحت كل هدف عام عدة أغراض تربوية جزئية، وهي كالتالي:

  1. البناء العلمي للأفراد والجماعات على حد سواء.
  2. بناء إنسان مسلم متكامل الجوانب الشخية.
  3. بناء خير أمة مؤمنة أخرجت للناس.
  4. بناء خير حضارة إنسانية إسلامية.

4-1-1-8غاية التربية الأخلاقية الإسلامية:

وقسمت هذه الغاية إلى قسمين:

غاية قريبة وغاية بعيدة.

أما فيما يتعلق بالغاية القريبة من التربية الأخلاقية فهي تكوين إنسان خيّر.

وأما فيما يتعلق بالغاية البعيدة من هذه التربية فهي الوول بالإنسانية إلى سعادة الدارين. (يالجن، 2002،ب ، 113 – 115)

4-1-2المطلب الثاني: دور التربية الأخلاقية الإسلامية في بناء الفرد والمجتمع والحضارة الإنسانية:

إذا نظرنا إلى آراء المفكرين والاجتماعيين في أهمية التربية الأخلاقية نجد أنهم يلقون أهمية كبيرة لها، لدرجة أنه لا يوجد أحد يستهين بدور هذه التربية (يالجن، 2002م،ج ، 25)

4-1-2-1رأي المفكرين في دور التربية الأخلاقية في بناء الفرد:

تظهر أهمية التربية الأخلاقية للفرد في العديد من أقوال المفكرين, منها:

يقول أحد المفكرين: إن العلم مع سوء التربية أكثر شرًّا من الجهل بغير التربية.

(يالجن، 2002م، ج ،34-35)

4-1-2-2 أما فيما يتعلق بالمجتمع فإن التربية الأخلاقية تقوم بثلاثة أدوار مهمة:

المهمة الأولى: إقامة مجتمع قوي البنيان  .

المهمة الثانية: إقامة مجتمع متقدِّم.

المهمة الثالثة: إقامة مجتمع سعيد . (يالجن، 2002م، ج ،65-66)

4-1-2-3 دور التربية الأخلاقية في بناء الحضارة:

أما ما يتعلق بدور التربية الأخلاقية في بناء الحضارة فإنها تظهر في خدمتين جليلتين تقوم بها هذه التربية إزاء الحضارة:

الأولى: حفظ الحضارة من الانهيار.

الثانية: ما يتعلق بدور التربية الأخلاقية في تقدُّم الحضارة والمدنية فإن هذه التربية عندما تكوّن روح الخير لدى الأفراد فإن هذه الروح تدفعهم إلى السعي لإقامة مشروعات مختلفة وابتكارات واختراعات جديدة؛ لترقية الإنسانية .(يالجن، 2002م،ج ، 75-78)

4-1-2-4 دور التربية الأخلاقية الإسلامية في بناء الفرد والمجتمع والحضارة في نظر الإسلام:

إن أهم دور للتربية الأخلاقية في نظر الإسلام يمكن تحديده بورة إجمالية في كونها الوسيلة الوحيدة لبناء خير فرد وخير مجتمع وخير حضارة، والعلاقة بين هذه الجوانب وثيقة اللة، من حيث إن بناء خير فرد وسيلة لبناء خير مجتمع وبناء خير مجتمع وسيلة لبناء خير حضارة، والغاية من هذا كله تحقيق سعادة عامة وشاملة في المجتمع؛ لأنه إذا عمَّ الخير للفرد والمجتمع واستخدمت المعطيات العلمية فستكون السعادة نتيجة طبيعية لذلك في حياة الفرد والجماعة.

ولنبدأ أولًا ببناء الأفراد الأخيار؛ ذلك أن كل فرد يعد لبنة في البناء الاجتماعي، فإذا ربيَّنا كل فرد تربية خيرة عندئذ نكون قد كوَّنا مجتمعًا خيّرًا . (يالجن، 2002م،ج ، 37-61)

4-1-2-5دور التربية الأخلاقية الإسلامية في بناء المجتمع:

إن أهم خاية يمتاز بها المجتمع الذي يريد الإسلام بناءه هو خير مجتمع أو خير أمة . (يالجن،2002 م، ج ،67)

4-1-2-6دور التربية الأخلاقية الإسلامية في بناء الحضارة:

وفقًا لوجهة نظر الإسلام في بناء الفرد والمجتمع بناء أخلاقيًّا على النحو السابق ووفقًا لما نرى أن الناس يبغون حضارتهم بالخائ التي تربُّوا بها فرديًّا واجتماعيًّا فإن أهم خاية للحضارة الإسلامية تكون حضارة إيمانية وعلمية وتشريعية وحضارة أخلاقية في طابعها العام وفي خايتها الأساسية، وذلك بالمفهوم الأخلاقي الذي جاء به الإسلام وبالغاية الأخلاقية التي جاء الإسلام من أجل تحقيقها. (يالجن، 2002م، ج ،80)

 

4-2المبحث الثاني: أخلاقيات المعلِّم والمتعلِّم وتطبيقاتها التربوية:

يرى كثير من أهل العلم أن مهنة التعليم أشرف المهن وأفضلها؛ لأنها مهنة الأنبياء في تعليم الناس وإرشادهم وتربيتهم ولأن مستقبل الأمة بأيديهم من حيث التقدُّم والتخلف في مجالات العلوم والتديُّن والتخلق وفي بناء أجيال الأمة. (يالجن، 2002م، د، 5)

ولا يعني هذا أن المعلِّم هو المسؤول الوحيد عن الانحرافات في المجتمع؛ إذ إن هناك جهات أخرى مسؤولة إلى حد ما عن تلك الانحرافات والنق التربوي، ومنها: الأسرة والنظام التربوي الذي لا يفسح المجال للتربية الأخلاقية. (يالجن، 2002م ، د ، 7)

فالسبب الأساس لجعل هؤلاء المربين البناء الأخلاقي هدفٌ للتربية عامة هو أن الأخلاق أولًا؛ باعتبارها علم الخير والشر. (يالجن، 2002م ، د ، 10)

ونجاح المعلِّم في تحقيق مهامه ووظيفته التربوية الأساسية يتطلب أمرين:

  • إحاطته بطبيعة تخه ومتطلبات مهنته.
  • التحلي بالأخلاقيات العامة وبالأخلاقيات الخاة بالمعلم وبمهنة التعليم. (يالجن، 2002م، 11)

فنبدأ بالحديث عن أخلاقيات المعلِّم ثم المتعلِّم.

4-2-1المطلب الأول: أخلاقيات المعلِّم وتطبيقاته التربوية

4-2-1-1أخلاقيات المعلِّم:

وأهم هذه الأخلاقيات:

  1. أن يكون مخلا في التعليم لخدمة الدِّين والأمة لوجه الله تعالى:
  2. أن يكون ادقًا وأمينًا في كل ما أؤتمن عليه:
  3. أن يكون ابرًا وحليمًا ومتأنّيًا:
  4. أن يكون حازمًا وحاسمًا مع الانبساط وعدم الغلظة والفظاظة:
  5. أن يكون رحيمًا ولطيفًا ومشفقًا وبخاة مع غار المتعلمين:
  6. أن يعتبر نشر القيم والآداب الإسلامية رسالة المعلِّم الأساسية:
  7. أن يكون عاملًا بعلمه وقدوة لغيره:
  8. أن يكون زاهدًا وحريا على الإفادة العلمية:
  9. إحسان التعليم وإتقانه كما ينبغي ويجب:
  10. أن يكون على حسن الخلق مع الناس عامة:
  11. أن يكون عادلًا في معاملاته للطلاب ولزملائه:
  12. إيثار ملحة الطلاب التعليمية وملحة المدرسة والجامعة على المالح الشخية:
  13. أن يكون حسن المظهر في جسمه وملبسه بفة عامة:
  14. أن يعتبر المتعلمين جميعًا أينما يعلمهم كأبنائه: (يالجن، 2002م،د ، 17- 51)

 

4-2-1-2التطبيقات التربوية للمعلم:

لا بد أن يتحلى المعلم عند مقداد يالجن بمقومات وفات؛ لأن المعلم لا يربي بما يقدم من المعلومات فقط، وإنما يربي أيضًا بما يتف من فات شخية وعقلية وروحية وأخلاقية واجتماعية، وبكل فات المعلم الشخية التربوية يتأثر بها المتعلمون قليلًا أو كثيرًا عن طريق التقليد والمحاكاة، وبقدر ما يكون المتعلم غيرًا بقدر ما يكون ذلك التأثير قويًا وكبيراً.

فالتطبيقات التربوية للمعلم:

  • أن الاخلا في التعليم يجعل له دور في بذل الجهد في التعليم ؛ لأن الذي يعلم لوجه الله يكسب الثواب فيعتقد أنه كلما بذل جهدا في تعليم المتعلمين نال ثوابا أكثر وهذا بدوره يدفهه الى مزيد من التعليم .
  • الدق في التعليم يجعل المعلم ادقا مع طلابه في كل شيء وهذا يؤدي الى انعكاس الدق على الطلاب فالطلاب يأخذوا المعلم قدوة لهم .
  • ينعكس أثر البر للمعلمين على المتعلمين فالبر يؤدي الى الاحسان لمن أساء لهم من الطلاب فبالتالي يجعل الطلاب ينحرجون من خطأهم زيجعلهم يقدرون المعلم .
  • أن غضب المعلم وعدم بره على مهنته يؤدي الى مشكلات في مهنة التعليم لا تحمد عقباها .
  • الحزم و الحسم أمران ضروريان للمعلم فالتهاون بهما يؤدي الى اهمال المتعلمين كانشغالهم بالمحادثات الجانبية أثناء الدرس أو المحاضرة .
  • الحذر من الانبساط مع المتعلمين ؛ لأن كثرة الانبساط تؤدي الى الفوضى و زوال الهيبة للمعلم .
  • تنويع المعلمين بين أسلوب الانبساط و الحزم و الشدة ؛ لأن الحالة الواحدة تؤدي الى الملل .
  • ينبغي للمعلم أن لا يكون شديدا في جميع المواقف ؛ لأن هذا يؤدي الى قطع العلاقات بين المعلم و المتعلم .
  • ينبغي للمعلم أن ينوع بين أسلوب اللطف و اللين و الشدة ؛ لأن الشدة و الغلظة تؤدي الى هروب المتعلمين من المدرسة أو المادة .
  • أن عدم اعتبار المعلم القيم و الآداب الاسلامية رسالته الأساسية يؤدي الى انحراف الطلاب أخلاقيا .
  • ينبغي للمعلم أن يعمل بعمله بحيث ينشر علمه بالتأليف .
  • لابد أن يكون المعلم زاهدا ، فعدم زهده يؤدي الى حره على جمع المال و ينق من عطاؤه العلمي .
  • أن المعلم الزاهد في التجارة و الحري على العلم يندفع الى البحث و التأليف فيجددون من أنفسهم ومن طلابهم بمزيد من الدراسات و المعلومات .
  • ينبغي على المعلم أن يحسن في التعليم ؛ لأنه بمراقبة الله و محاسبته كأنه يراه يجعله يحسن في التدريس التعليم ومن حيث استثمار الوقت و حسن نية التعليم و أن يتبع أحسن الطرق و أفضلها في التعليم .
  • أن اتقان المعلم للتعليم يجعله يعطي أكبر قدر ممكن من المعلومات في أقل وقت وهذا يقتضي استثمار الوقت كما ينبغي .
  • المعلم الذي يسعى الى ايجاد البديل الأحسن و الأفضل من الطرق و الوسائل التعليمية يجد التقدير و الاحترام من الطلاب بشكل أكبر .
  • أن محاسبة المعلم نفسه و عمله و تقويمه تقويما كاملا يجعله يعرف جوانب القور لديه وبذلك يسعى الى تلافيها وبتلافي تلك الجوانب تكمل شخية المعلم ويتقدم الى الأمام .
  • أن التزام المعلم بالأخلاق الحسنة يؤثر على الطلاب نظريا و علميا .
  • لابد أن يكون المعلم عادلا في معاملاته للطلاب ولزملائه المعلمين حيث أ انعدام العدل يؤدي الى اشاعة الظلم بين الطلاب والمعلمين .
  • أن ايثار المعلم ملحة طلابه التعليمية على مالحة الشخية يؤدي الى الاسهام في مزيد التقدم والعطاء العلمي للطلاب .
  • لابد من العلم الاهتمام بحسن مظهره ؛ لأن المظهر القبيح يقلل من قيمة احترامه لدى الطلاب .
  • اعتبار المعلم المتعلمين كأبنائه يؤدي الى الاهتمام بنحهم و رفع مستواهم العلمي و الأخلاقي .

 

4-2-1-3 أهم خال المعلِّم الناجح: (يالجن، 2002م، ه ، 1)

  • القدرة على تنويع طرق التدريس والتقويم والتفاعل مع الطلاب.
  • القدرة على الإفهام, والتمكُّن من المادة العلمية, والقدرة على إقامة حوار بنَّاء مع الطلاب.
  • التحلي بالأناة والبر في التعامل مع الطلاب, والعمل على حل المشاكل بالأساليب الحكيمة.
  • تشجيع الطلاب على الاستقلالية والمرونة في التفكير النقدي التقويمي.
  • العمل على رفع مستوى تحيل الطلاب باستخدام أساليب النهوض بالطلاب.
  • تكليف الطلاب بأداء الواجبات, والتشجيع على أدائها كما ينبغي ويجب.
  • تشجيع الطلاب على ارتياد المكتبات.
  • بذل أقى الجهد في إعداد المحاضرات وإلقائها على أحسن ورة.
  • متابعة أعمال الطلاب وسلوكياتهم وواجباتهم, وتوجيههم إلى معايير التفكير السديد والأخلاق.
  • تبير الطلاب بجوانب أهمية العلم، وترغيبهم فيه بكل الوسائل الممكنة.
  • الالتزام دوامًا وعملًا من أول المحاضرة إلى آخرها، وإشعار الطلاب بأهمية الانتظام.
  • القدرة على التقويم الذاتي وتطوير مادته نحو الأحسن والأفضل باستمرار.
  • الالتزام بالأخلاق الفاضلة وبالآداب, وحثّ الطلاب على ذلك باستمرار.
  • القدرة على ضبط الفصل وقيادة الطلاب قيادة رشيدة حكيمة.
  • تحسين مقاد الطلاب, وتكوين روح التضحية من أجل خدمة الدِّين والأمة.
  • اعتبار الطلاب جميعًا كأبنائه من حيث الحر على بنائهم بناءً متكاملًا.
  • الحفاظ على المظهر والنظافة في شخه أولًا, وتشجيع طلابه على ذلك.
  • الذكاء والفطنة, والقدرة على حل المشكلات العامة والخاة حلًّا حكيمًا.
  • إجادة لغة التعليم والتدريس, ومعرفة مهارات الشرح على حسب مستوى الطلاب.
  • نيل ثقة الطلاب وتقديرهم من الناحية العلمية والشخية والقيادية.
  • الإخلا في العطاء والتعليم والتشجيع على العمل بالعمل باستمرار.
  • العمل على الإلاح الاجتماعي والتربوي والإداري بقدر الاستطاعة.
  • الحر الشديد على بناء أجيال مسلمة والنهوض بها على أساس إسلامي بما يحقق إرادة الأمة وأهدافها وطموحاتها.
  • الحر على إعطاء الطلاب الدرجات التي يستحقونها دون أية محاباة وتفرقة.

 

4-2-2المطلب الثاني: أخلاقيات المتعلِّم وتطبيقاته التربوية

إن مما كان يهتم به المربُّون المسلمون في تربيتهم تهذيب أخلاق المتعلمين وتزكية نفوسهم وتحسين آدابهم مع أساتذتهم وزملائهم ومع الناس عامة، ونرى هذا الاهتمام أحيانًا لدى بعض المربِّين الغربيين لدرجة أن بعضهم كان يقول: إن النق الخلقي قد يكون أفدح من النق العلمي, وكان بعضهم يرى أن الهدف الكلي من التعليم كله هو بناء الأخلاق. (يالجن، 2002م،د ،  57)

 

4-2-2-1أخلاقيات المتعلِّم:

يجب أن يعرف طالب العلم بادئ ذي بدء أن الأخلاق بفة عامة من عوامل نجاح الإنسان في أي ميدان، وسوء الأخلاق من أسباب فشله في أي ميدان، كما أن الأخلاق والآداب الحسنة زينة الإنسان، كلما تحلَّى بها زيَّن بها نفسه أكثر، وأضفى على نفسه قيمة واحترامًا.

فأهم أخلاقيات المتعلِّم: يالجن ، 2002م ، د ، 59-62 )

  1. تزكية النفس وتطهيرها من جميع الرذائل والنيات الشريرة, وإخلا النية في التعلم لخدمة الدِّين والأمة لوجه الله.
  2. التأدُّب مع الأساتذة والإداريين ومع غيرهم واحترامهم والتواضع لهم.
  3. استجابة المتعلِّم لنائح الأساتذة وبذل الجهد لأداء واجباته العالية.
  4. الالتزام بالدق والأمانة والنظام, وتنفيذ العهود والمواعيد, وترك الغش والخدعة.
  5. الالتزام بآداب الجلوس, والاستماع, والمناقشة, والمناظرة.
  6. إتقان المذاكرة والتعلم كما يجب, ومحاسبة النفس والعمل.
  7. التحلِّي بالبر والعزيمة العظيمة والهمة العالية.
  8. العمل الدائم بالأخلاق والآداب, ونشرها داخل المدرسة والجامعة وخارجها. (يالجن، 2002م، 64)
  9. احترام مشاعر الآخرين وممتلكاتهم وممتلكات المدرسة والجامعة والمرافق العامة.
  10. اعتبار المتعلِّم التعلم وتحيل أكبر قدر ممكن من المعلومات واجبًا من واجباته نحو نفسه ودينه وأمته.
  11. تعظيم العلوم وتقدير أهلها وتقدير الكتب والمكتبات والحفاظ عليها.
  12. الحر الدائم على استثمار الوقت والجهد والحة لمزيد من تحيل العلم والمعرفة.
  13. تحسين المظهر الخارجي والعناية بالنظافة.

 

4-2-2-2التطبيقات التربوية للمتعلم:

  • تزكية النفس من الرذائل والنيات السيئة تجعل النفس مستعدة لقبول المعلومات ورسوخها وسرعة استيعابها، لأن نفس الإنسان إذا كانت مشغولة بالسيئات فسوف تنشغل بالتفكير في أسلوب فعلها وطريقة سترها إذا فعلها، بينما إذا كانت نفسه افية منها، فلا ينشغل ذهنه وعقله بها ولا يضيع وقتًا لها.
  • والإخلا في التعلم له دور في المزيد من التعلم لأن الذي يتعلم لوجه الله يكسب الثواب، فيعتقد أنه كلما تعلم وبذل جهدًا أكثر نال ثوابًا أكثر، وهذا بدوره يدفعه إلى مزيد من التعلم.
  • أن الذي ينوي خدمة الدين والأمة يندفع إلى مزيد من التعلم؛ لأن خدمة الأمة والدين لا تتم بالمعلومات القليلة، فالنيات العظيمة والمقاد العالية من التعلم هي التي تكون رجالًا وتبني علماء.
  • التأدب يجعل الطالب محبوبًا لدى الأساتذة والإداريين والطلاب معًا، وهذا بدوره يجعل الآخرين يساعدونه عند الحاجة ويشجعونه على موالة الدراسة وتقديم التزكية إلى الإدارة عند الحاجة وما إلى ذلك.
  • أثر الاحترام يجعل الطالب يشعر بأنه محترم في المدرسة أو الكلية فيساعده على التكيف ويدفعه إلى الاستمرار في الدراسة فيها.
  • وأثر التواضع يجعل الطالب يذعن للحق ولا يتكابر على الحق، ثم إن المتكبر لا يكون محبوبًا بل على العكس من ذلك يكون مبغوضًا من قبل الأساتذة والطلاب، وهذا بدوره يؤدي إلى عدم التكيف ومن ثم إلى ترك المدرسة أو الدراسة، فالتكيف الجيد يساعد على التركيز الجيد، كما أن المتكبر يحرم نفسه أحيانًا من الاستفادة من زملائه لأنه يعد السؤال عما فاته مذلة.
  • أن الأساتذة لا ينحون إلا بما هو نافع للطلاب فالذين يستجيبون يستفيدون أكثر.
  • أداء الطلاب للواجبات التي يكلفون بها من قبل الأساتذة ينمي ملكاتهم ومعلوماتهم، فمن أخذها بجدية وقام بها خير قيام يستفيد أكثر ويتفوق على الذين لا يقومون بها وعلى الذين لا يؤدونها كما ينبغي ويجب.
  • أن الالتزام بالنظام ينقذه من الحرمان من المقرر ومن فله من الدراسة أحيانًا، كما يؤدي عدم الالتزام بالنظام إلى حرمانه من المعلومات التي يقدمها الأساتذة ونق هذه المعلومات قد يؤدي إلى رسوبه كثيرًا.
  • أن الذي ينوي الغش من البداية يعتمد على الغش ولا ترسخ المعلومات في ذهنه فيكون بناؤه العلمي ضعيفًا.
  • أن الجلسة المؤدبة تزين الطالب وتعطي فكرة جيدة عن جديته وشخيته وهمته.
  • أن الجلسة المستقيمة المؤدبة تساعد على الفهم الجيد والتيقظ وخلافها يساعد على النوم وعدم الانتباه.
  • أن أدب الاستماع يساعد على الاستفادة من المدرس أكثر.
  • مراعاة أدب المناقشة والمناظرة مع الأساتذة والطلاب والإداريين تساعد على المحافظة على العلاقات الطيبة مع الجميع.
  • ومن التطبيقات التربوية بالتحلي بالأخلاقيات هو تمني الخير للغير وعدم التحاسد.
  • أن اعتبار تحيل أكبر قدر ممكن من المعارف واجبًا يدفع المتعلم أقى اندفاع إلى مزيد من تحيل العلوم.
  • أن شعور المتعلم بأن التحيل واجب نحو نفسه ودينه وأمته يقوي الشعور بالمسؤولية والدافعية الذاتية.
  • أن ذلك يرفع من همة المتعلم وعزيمته؛ لأن التعلم واجب عليه لملحته أولا ولأنه كلما تعلم أكثر وعمله به في حياته ينقذ نفسه من المسؤولية بقدر ذلك.
  • ينبغي أن ينعكس اهتمامه بالنظافة على أدواته وكتبه ومقاعده وعلى سلوكياته في المدرسة وخارجها.

 

4-2-2-3أهم سمات وموافات المتعلِّم الناجح: ( يالجن ، 2002م ، و ، 1)

  • احب طموح وأهداف عليا.
  • احب عزيمة عظيمة وهمة عالية في الدراسة.
  • واثق من نفسه لا يشعر بالعجز.
  • قوي الإرادة والشخية لا يخضع لأهواء الآخرين ورغباتهم.
  • قادر على ضبط نفسه, وتنظيم أعماله, وتنفيذ خططه ومنهجه.
  • ناجح في إقامة علاقات طيبة مع المحيطين به.
  • بور، جلد، متحمّل للعوبات ومواجهة المشكلات.
  • فعال ونشيط, لا يعرف الكسل والخمول بل يضيق منهما.
  • محب للعلم والمعرفة والمطالعة, ويفضّلها على المالح الأخرى.
  • 4-2-2-5التوجيه إلى أهم أسرار وعوامل النجاح والتفوق في بناء الشخية العلمية: (يالجن، 2002م ، ز ، 1 )
  • استشعار المرء المسؤولية عن تخلُّف أمته من الناحية العلمية.
  • الثقة بالنفس وعدم استهانة المرء بدوره للإسهام في تقدّم أمته.
  • اتباع طريقة العلماء العظماء الذين أسهموا إسهامًا كبيرًا في النهوض بالعلوم وكانوا سببًا في رقي أممهم.
  • العمل بروح التضحية وبروح الجهاد بالعلم وبروح إتقان العلوم والإبداع فيها؛ إذ الأمة بحاجة إلى الجهاد العلمي اليوم كحاجتها إلى الجهاد بالسلاح.
  • تذوق العمل العلمي والجهاد بروح العبادة لخدمة الأمة.
  • مواجهة المشكلات الفردية والاجتماعية والإدارية والأسرية بالحكمة والاستعانة في حلها بالأدقاء وأهل العلم للتغلب عليها وعدم الاستسلام لها بأي حال من الأحوال.
  • تنظيم الحياة العلمية والاجتماعية بدقة، واستثمار الأوقات إلى أقى درجة ممكنة عند القيام بالأعمال وفي الإجازات واعتبار الوقت من ذهب.

4-2-2-6ما ينبغي أن يكون عليه موقف المتعلِّم من العلوم:

أولًا: الأمور التي لا بد من ملاحظتها قبل البدء بتعلم أي علم من العلوم:

  1. قبل أن يبدأ المتعلِّم بدراسة أي علم من العلوم لا بد أن يضع في ذهنه أن العلوم كلها ما زالت ناقة, وأنها بحاجة إلى جهد كل عالم ومتعلم للسعي إلى كشف ما لم يكتشف فيه بعد.
  2. قبل أن يبدأ المتعلِّم بدراسة أي علم من العلوم يجب أن يعلم عنه هذه الحقائق الأربع وهي: تحديد ميدانه، ومقاده، والأسس التي تقوم عليها قواعده وأحكامه، ثم المنافع التي يمكن أن تستفيد من دراسته في حياتك اليومية.
  3. ليكن على المتعلِّم أن يختار العلوم التي يريد أن يتثقَّف فيها على أساس الأهم فالأهم, أو أكثرها لة بحياتك اليومية وأكثرها مساهمة في تحقيق السعادة لك في الحياة.(يالجن ، 1998م ، 110 )

ثانياً: العلوم التي لا يستغني عنها المتعلِّم:

إن قيمة العلوم والتفاضل بينها وارد في الحياة الإنسانية، فإن قيمتها تختلف كما تختلف قيم الأشياء والمعادن، والإنسان كما يسعى لاقتناء الأشياء أكثر قيمة وأكثرها احتياجًا إليها فإنه كذلك ينبغي أن يثقِّف نفسه أولًا بأول بأهم العلوم التي يحتاج إليها في حياته العامة والخاة. فمن العلوم المهمة في حياة الإنسان:

  • علم الحة:
  • العلوم الإسلامية:
  • علم الأخلاق:
  • علم التربية:
  • علم النفس الاجتماعي:

العلوم والمعارف التي يوجِّه الإسلام المتعلمين إليها:

أولًا: الأمور المحرمة تعلمها واستخدامها في نظر الإسلام:

قسم الإسلام المعارف والفنون إلى قسمين: قسم مفسد مضل، وقسم آخر نافع هادٍ مرشد, فمنع الأول في مجال التعليم وشجَّع على الثاني.

فقد عدَّ الإسلام السحر من العلم المفسد والمضل.

ثانياً: توجيه الإسلام إلى تعلم المعارف والعلوم النافعة:

وبعد أن حرَّم كل تلك المعارف الباطلة التي تفسد ولا تلح وتؤخِّر الأمة ولا تقدّمها طلب الإسلام من كل فرد أن يقول كلمة الحق ولا يخطو خطوة دون علم ومعرفة . (يالجن، 1998م، 205-206)

بعد استقراء وعرض وتحليل أخلاقيات المعلم والمتعلم عند مقداد يالجن, تولت الدراسة إلى النتائج الآتية:

  • اهتمام مقداد يالجن بالتعليم من خلال حره على المعلم والمتعلم.
  • رسالته في الحياة هي خدمة الدين والأمة.
  • كثرة الموضوعات والجوانب التي اهتم بها.
  • تركيزه على الجوانب الأخلاقية من خلال تويته للمعلم والمتعلم على التحلي بها.
  • تأكيده على سمو رسالة التعليم، ورفعتها فهي رسالة الأنبياء والرسل لوات الله وسلامه عليهم.
  • اهتمامه بغرس الروح العلمية لدى المعلم مما يساعد في تكوين قيم واتجاهات نحو العلم ونحو مهنة التعليم.
  • اهتمامه بالجانب الأخلاقي للمتعلم حتى تسود بينهم الألفة والمحبة.
  • اهتم كثيرًا بضرورة سعة أفق المعلم، وقوة إرادته وبره، وأن يتحمل زلات وأخطاء المتعلمين.
  • أن أبرز ما أثر في توجيه فكر مقداد يالجن التربوي هو: تدين أسرته والمتغيرات السياسية والاقتادية والاجتماعية.
  • كثرة المؤلفات لمقداد يالجن وهذا دليل على علمه الواسع.
  • يقسم مقداد يالجن مادر المعرفة إلى قسمين: مادر المعرفة التشريعية المتمثلة في القرآن والسنة والإجماع والقياس ومادر المعرفة البشرية وهي ما تول إليها العلماء.
  • يحدد مقداد يالجن طرق الوول إلى الحقائق بثلاث طرق:
  • طريق التأمل والتفكر والاستنباط العقلي.
  • الحس والمشاهدة والبحث والتجربة العملية.
  • طريق الله ويكون بأحد ثلاث ور: التوفيق والهداية، والكشف، والإلهام والوحي.
  • يمثل الإنسان عند مقداد يالجن محور العملية التربوية وأن فهم طبيعته يعد مرتكزًا أساسيًا لنجاح العملية التربوية.
  • تعد الأخلاق مبحثًا أساسيًا من مباحث الفلسفة ومنطلقًا أساسيًا في فكر مقداد يالجن.
  • يقسم مقداد يالجن الأخلاق إلى أخلاق حسنة وأخرى سيئة.
  • يرى مقداد يالجن أن التربية أعم وأشمل من التعليم.
  • القرآن والسنة مدران أساسيان من مادر أهداف التربية الإسلامية عند مقداد يالجن.
  • للتربية الأخلاقية عند مقداد يالجن غايتان قريبة وبعيدة، فالقريبة هي تكوين إنسان خيّر، والبعيدة للوول بالإنسان إلى سعادة الدارين.
  • تتعدد أخلاقيات المعلم عند مقداد يالجن، منها:
  • أن يكون مخلا في التعليم لخدمة الدين والأمة لوجه الله تعالى.
  • أن يكون ادقًا وأمينًا في كل ما اؤتمن عليه.
  • أن يكون حازمًا وحاسمًا مع الانبساط وعدم الغلظة والفظاظة.
  • تتعدد أخلاقيات المتعلم عند مقداد يالجن منها:
  • تزكية النفس وتطهيرها من الرذائل والنيات الشريرة وإخلا النية لله تعالى وحده.
  • الالتزام بالدق والأمانة والنظام وتنفيذ العهود.
  • التحلي بالبر والعزيمة العظيمة والهمة العالية.
  • من التطبيقات التربوية للمعلم والمتعلم:
  • أنه بقدر ما يتحلى المعلم بتلك الأخلاقيات فإنه يؤثر ذلك على أبنائه الطلاب.
  • التأدب يجعل الطالب محبوبًا لدى المتعلمين.
  • من خال المعلم الناجح:
  • التنويع في طرق التدريس والتقويم والتفاعل مع الطلاب.
  • اعتبار الطلاب جميعًا كأبنائه من حيث الحر على بنائهم بناءً متكاملًا.
  • من أهم فات وسمات المتعلم الناجح:
  • أن يكون احب طموح وهمة عالية.
  • أن يكون واثقًا من نفسه ولا يشعر بالعجز.
  • من العلوم التي لا يستغني عنها المتعلم علم الأخلاق.
  • من الدواعي لضرورة النهوض بالطلاب خلقيًا وعلميًا، ضرورة لأن الأخلاق والتربية من أهم العلوم وأشرفها.
  • من أساليب التحلي بأخلاقيات المناقشة وآدابها وجوب الممارسة لتلك الأخلاقيات.

 

 

قائمة المصادر والمراجع:

  1. آبادي، مجد الدين. (2003م) . القاموس المحيط. بيروت: دار الفكر للطباعة.
  2. أبو أيبعة، موفق الدين. (1882 م) . عيون الأنباء في طبقة الأطباء ، ج2. القاهرة: المطبعة الوهيبة.
  3. أبو طبيخ ، هشام نعيم . (2008م ) .مدى التزام مديري المدارس الأساسية الدنيا بأخلاقيات مهنة التعليم في محافظة غزة. رسالة ماجستير منشورة . كلية التربية . الجامعة الاسلامية بغزة .
  4. الأهواني، أحمد فؤاد. (1985م). الفلسفة الإسلامية. القاهرة: الهيئة المرية العامة للكتب.
  5. أحمد، رشاد قائد مهدي.(1430ه). الفكر التربوي عند مقداد يالجن. رسالة ماجستير غير منشورة.كلية التربية.جامعة نعاء.
  6. بركات ، زياد . (2006م ) . دور المعلم في مراعاة الفروق الفردية لطلبته .رسالة دكتوراه منشورة . كلية التربية . جامعة القدس . القدس .
  7. بكار، عبدالكريم، (2005م) . تجديد الوعي. ط2. دمشق: دار الكتاب.
  8. الجعفري. مهند بن عبد اللطيف. (1428ه) الفكر التربوي عند الإمام أبو بكر العربي. رسالة ماجستير منشورة. كلية العلوم الاجتماعية. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. الرياض.
  9. الجندي، أنور (1407ه) السلطان عبدالحميد والخلافة الإسلامية. بيروت: دار ابن زيدون.
  10. الجهماني،يوسف ابراهيم. (1997م)حزب الرفاة أكان الإسلام السياسي الجديد ” الرهان على السلطة “، ب ط، دمشق: دار حوران.
  11. الجهني، عبدالله بن ناجي. (2002م) آداب المعلم عند الإمام بدر الدين بن جماعة. رسالة ماجستير منشورة. كلية التربية. جامعة أم القرى. مكة المكرمة.
  12. حيدر،نادية.(2000م ).أخلاقيات مهنة التعليم رؤيا إسلامية ومدى التزام المعلمين بها.رسالة ماجستير منشورة.جامعة عدن. اليمن.
  13. الرازي ،محمد بن أبي بكر . (1986م ) . مختار الحاح . لبنان : مكتبة لبنان
  14. الرباح، عبداللطيف.(1429ه).آداب المعلم عند ابن الحاج العبدري.بحث منشور في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود. 7 ربيع الآخر.
  15. الرشودي ، عبدالعزيز بن عبدالله .(2010م ) .الفكر التربوي عند الشيخ عبدالرحمن السعدي . الرياض: دار ابن الجوزي.
  16. عبدالعظيم ، سعيد . (2016م ) . خلق المسم .ب ط .الاسكندرية :دار الايمان .
  17. عبدالعظيم ، سعيد .(2011م ) . الاشكالية المعارة في تربية الطفل المسلم .ب ط . اللاسكندرية دار الايمان .
  18. عبدالفتاح ،الحسين عبدالفتاح . (2001م ) . الفكر الأخلاقي عند فخر الدين الرازي . رسالة ماجستير منشورة .كلية دار العلوم . جامعة القاهرة .
  19. العساف ، الح بن حمد . ( 1989م ) . المدخل الى البحث في العلوم السلوكية . الرياض :دار الزهراء .
  20. علوان ،عبدالله ناح .(1412ه ).تربية الأولاد في الاسلام . ط 21 .ج1 . الأزهر : دار السلام .
  21. العيمي،ماجد بن عبدالله.(2005م ). الأخلاق العملية في القرآن الكريم ومدى التزام طلاب كليات المعلمين بها. دراسة ماجستير غير منشورة.كلية التربية. جامعة أم القرى. مكة المكرمة.
  22. العوفي، تركي.(1436ه، الأحد ذو القعدة )، التعليم تربية و أخلاق، حيفة الرياض، السنة السادسة والثلاثون، العدد 17240. http://www.alriyadh.com/1079948
  23. قباني ، مروان . ( 1401ه ) .تعليم المتعلم طرق التعلم.بيروت : المكاب الاسلامي .
  24. القحطاني ، سعيد علي .(1431ه ) .الخلق الحسن في ضوء الكتاب و السنة .الرياض : مكتبة الملك فهد.
  25. الميداني ، عبدالرحمن حسن . (1420ه ). الأخلاق الاسلامية وأسسها .ط5 . دمشق : دار القلم .
  26. الكيلاني، ماجد عرسان. (1987م) تطور مفهومن التعليم تربية والنظرية التربوية الإسلامية. ط3. دمشق: دار ابن كثير.
  27. الكيلاني ، ماجد عرسان . (1407ه ) . فلسفة التربية الاسلامية . مكة لمكرمة : دار المنارة .
  28. الناري، محمد.(2016م، 4 اكتوبر )،أخلاقيات المعلم والمتعلم وآثارها في النجاح و التحيل العلمي، حيفة ميثاق الرابطة. http://www.mithaqarrabita.ma/
  29. نور الدين، محمد. (1998م) تركيا الجمهورية الحائرة. بيروت: مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتوثيق.
  30. هلال، رضا. (1999م) ظن السيف والهلال تركيا من أتاتورك إلى أربكان. القاهرة: دار الشروق.
  31. الهندي ،سهيل أحمد.(2001م ) .دور المعلم في تنمسة بعض القيم الاجتماعية لدى طلبة الف الثاني عشر بمحافظة غزة . رسالة ماجستير منشورة .كلية التربية . الجامعة الاسلامية . غزة
  32. ياغي، إسماعيل أحمد، وشاكر، محمود. (1995م) تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعار. ب ط. ج1.الرياض: دار المريخ.
  33. يالجن، مقداد. (1992م، أ) رحلة الدكتور مقداد يالجن. ب ط.الرياض: دار عالم الكتب.
  34. يالجن، مقداد. (1992م، ب) معالم منهج التجديد في الفلسفة الإسلامية. ط2.الرياض: دار عالم الكتب.
  35. يالجن، مقداد. (1992 م، ج ) . توجيه المعلم إلى معالم طرق تعليم العلوم الإسلامية ووسائلها. الرياض: دار عالم الكتب.
  36. يالجن، مقداد. (1998م).توجيه المتعلم إلى منهاج التعلم في ضوء التفكير التربوي والإسلامي.ط3. الرياض: دار عالم الكتب.
  37. يالجن، مقداد. (1999م)سبل النهوض بالطلاب خلقيًا وعلميًا إلى مستوى أهداف الأمة. الرياض: دار عالم الكتب.
  38. يالجن، مقداد . ( 2000م ) . موافات العالم والكاتب والحافي النموذجي. الرياض : دار عالم الكتب .
  39. يالجن، مقداد.(2002م ، أ)، التربية الإسلامية والطبيعة الإنسانية. ط2، الرياض: دار عالم الكتب.
  40. يالجن، مقداد (2002م،ب).التربية الأخلاقية الإسلامية. ط3. الرياض: دار عالم الكتب.
  41. يالجن، مقداد. (2002م، ج ) دور التربية الأخلاقية الإسلامية في بناء الفرد والمجتمع والحضارة الإنسانية. الرياض: دار عالم الكتب.
  42. يالجن، مقداد. (2002م، د ) الأخلاقيات الإسلامية الفعالة للمعلم والمتعلم وآثارها على النجاح والتقدم العلمي. ط2.الرياض: دار عالم الكتب.
  43. يالجن، مقداد.(2002م، ه) أهم خال الأستاذ الناجح. الرياض: دار عالم الكتب.
  44. يالجن، مقداد. (2002م، و) أهم سمات وموافات الطالب الناجح والمتفوق. الرياض: دار عالم الكتب.
  45. يالجن، مقداد. (2002م، ز).التوجيه إلى أهم أسرار وعوامل النجاح والتفوق في بناء الشخية العلمية. الرياض: دار عالم الكتب.
  46. يالجن، مقداد. (2003م، أ ) أهداف التربية الإسلامية وغايتها.ط3، الرياض: دار عالم الكتب.
  47. يالجن، مقداد. (2003م، ب). علم الأخلاق الإسلامية.ط2.الرياض: دار عالم الكتب.
  48. يالجن، مقداد. (2004 م، أ ) أساسيات التأيل والتوجيه الإسلامي للمعارف والعلوم و الفنون.ط2. الرياض: دار عالم الكتب.
  49. يالجن، مقداد. (2004 م، ب). تربية الأجيال على أخلاقيات وآداب المناقشة والمحاورة والمناظرة العلمية. الرياض: دار عالم الكتب.
  50. يالجن، مقداد. (2006م) معايير الأخلاق وموافات الإنسان المتخلق. الرياض: دار عالم الكتب.
  51. يالجن، مقداد، (2007م). منهج أول التربية الإسلامية المطور. الرياض: دار عالم الكتب.
  52. يالجن، مقداد.( 1413ه ) . المقومات الأساسية للمعلم المسلم. الرياض : دار عالم الكتب.
  53. يالجن ، مقداد .(1436ه ، ب ) . التربية الأخلاقية الاسلامية . الرياض : دار عالم الكتب.
  54. يالجن ، . مقداد . (1436ه،أ ) . معالم وجوه الاعجاز التربوي في القرآن و السنة . الرياض : دار عالم الكتب.
  55. يالجن ، مقداد .(1437ه، ب ) . معالم الحوار الحضاري النموذجي و دور القيم الأخلاقية . الرياض : دار عالم الكتب.
  56. يالجن ، مقداد . (1437ه ،أ) . تعريف مختر عن المؤلفات و المشروعات الكاملة و الفعاليات العلمية خلال 50 عاما . ، الرياض : دار عالم الكتب.

 

 

لتحميل البحث كامل المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث