مجلة العلوم التربوية و النفسية

واقع مقرر الصحة النفسية من المنظور الإسلامي بجامعة نيالا مقارنة مع كليات التربية في السودان

واقع مقرر الصحة النفسية من المنظور الإسلامي بجامعة نيالا مقارنة مع كليات التربية في السودان

د. محمد جبريل فضل هارون

د. عبد القديم عبد الله عبد الرحمن إدريس

د. عبد الجبار آدم حسن أبكر

كلية التربية جامعة نيالا، السودان

الملخص: تتناول هذه الدراسة واقع مقرر الصحة النفسية من المنظور الإسلامي بجامعة نيالا مقارنة مع بعض كليات التربية في السودان، وهدفت الدراسة: إلى بيان أثر الفكر الغربي على التربية الإسلامية ومن ثم وضع تصور لدراسة مقرر الصحة النفسية من واقع التصور الإسلامي للإنسان والكون والحياة، واستخدم الباحثون المنهج الوصفي والتحليلي والمنهج المقارن، وأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة: أن واقع مقرر الصحة النفسية غلبت عليه التربية الغربية، وهذا الواقع في حاجة إلى التطوير ليواكب الوضع الاجتماعي الإسلامي في الوقت الراهن. مراعاة التأصيل الإسلامي في وضع منهج الصحة النفسية. تزويد الطلاب بالمعرفة التامة بمقرر الصحة النفسية من منظور إسلامي. ومن أهم توصيات الدراسة:ـإجراء بحوث لواقع مقررات العلوم التربوية بالجامعات السودانية، ورطها بالتأصيل المعرفي. ضرورة وضع مقرر الصحة النفسية في الكليات التي لا تدرس هذا المقرر. إضافة مقرر الصحة النفسية في الكليات التي لا يوجد فيها هذا المقرر.

الكلمات المفتاحية: الصحة النفسية, المنظور الاسلامي ,كليات التربية, السودان.

 

Abstract: This study dealt with the reality of psychological health, course of the faculties of education in Sudan. It aimed the impact of Western thought on Islamic education statement, it was conceived to study the psychological health course assets are derived from the Islamic concept of human, universe and life, the researchers used the descriptive method and comparative method. The most important findings of the study that the reality of psychological health course dominated by Western education, and this fact needs to be developed to keep pace with the Islamic social present situation. The most important recommendations of the study are to conduct researches to the reality of the courses of the Educational sciences.

 

 

 

  1. مقدمة:

تتناول هذه الدراسة واقع مقرر الصحة النفسية من المنظور الإسلامي بجامعة نيالا مقارنة مع كليات التربية في السودان، وبيان عدم صلاحية التربية الغربية بما فيها من أفكار وضعية ومادية لا تصلح لطلاب كليات التربية. فالتربية التي تسود العالم الإسلامي اليوم ليست وليدة الفكر الإسلامي أو استجابة لمتطلبات وعقائد الأمة الإسلامية، وإنما هي طارئة فرضت من قبل المستعمر وبمعاونة بعض المثقفين[1]. ونحن نعيش في عصر غلبت عليه الصبغة الغربية، في التربية والحضارة والتفكير، وثقافة هذه الحقبة يمكن أن تدعى بحقبة الغزو الفكري، ولذلك لا بد من تنمية الموارد البشرية: (التي تعتبر من أهم موارد أي منظمة، لا سيّما الجامعات منها، فهي المحرك الأساسي لكل النشاطات التي ينتج عنها تحويل المدخلات إلى مخرجات)[2]. ومن وجهة نظر الباحثين- ومهما كان أثر الغزو الثقافي-، فإن القائمين على أمر التربية والصحة النفسية يجب عليهم القيام بالإصلاحات التربوية، التي تساعد الطلاب على الاسترشاد بمضامين الصحة النفسية المأخوذة من القرآن الكريم والسُّنّة النبوية. وقد تنبه لخطورة نقل التربية الفيلسوف كونتنانت بقوله: (إن عملية التربية ليست عملية تعاطي وبيع وشراء وليست بضاعة تستورد إلى الداخل أو تصدر إلى الخارج، إننا في فترات خسرنا أكثر مما ربحنا، باستيراد نظرية التعليم الإنجليزية والأوربية إلى بلادنا الأمريكية)[3]. ويرى الباحثون أنه مهما كان أثر الغزو الثقافي والإغراق الإعلامي وتنوع التحديثات الخارجية والتحكم الفكري والمعلوماتي، فإن القائمين على أمر التربية الإسلامية هم المسؤولون عن تطور هذا المجال الهام، وربطه بالدلائل الإيمانية والتاريخية والمنطقية، التي تدل على قدرة القيم التربوية الإسلامية على العطاء في كل الظروف والأحوال، وأن الأمة كلما أحسنت التعامل مع الصحة النفسية من المنظور الإسلامي وطبقت معطياتها على واقعها تحقق لها الإنجاز والتقدم الحضاري: (الذي يحقق للمسلمين الثقة فيما بينهم ويحققوا التعاون التجاري والتربوي والاقتصادي)[4]. ويتحقق كل ذلك عن طريق: (الاستثمار في تطوير الإنسان، والذي يقوم بدوره بتنمية مجتمعه)[5].

مشكلة الدراسة:

تتمحور مشكلة الدراسة في ما لاحظه الباحثون من قصور؛ مقرر الصحة النفسية بكلية التربية جامعة نيالا، من حيث الأسس والأصول الفكرية للمدارس التي قام عليه علم النفس العام، مما يستوجب دراسة المقرر، ومن ثم مقارنة مفرداته ببعض كليات التربية في السودان، والخروج بتصور حديث لدراسة المقرر من المنظور الإسلامي للكون والحياة والإنسان.

أسئلة الدراسة:

ما التصور المقترح لدراسة مقرر الصحة النفسية لكلية التربية جامعة نيالا؟.

ويتفرع عن هذا التساؤل عدة تساؤلات فرعية هي:ـ

  1. ما مكونات المنهج الجامعي وأسسه؟.
  2. ما هي الأزمة التي يعاني منها علم النفس الغربي بناءً على موضوعات مقرر الصحة النفسية؟.
  3. ما واقع موضوعات مقرر الصحة النفسية بكلية التربية جامعة نيالا؟.

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة إلى دراسة ومقارنة مقرر الصحة النفسية من منظور إسلامي بجامعة نيالا، ثم مقارنته بمقررات الصحة النفسية ببعض كليات التربية بالسودان، ورصد التوصيات المقترحة لتطوير المقرر بجامعة نيالا، وذلك من خلال عدة أهداف فرعية تتمثل في الآتي:ـ

  1. الكشف عن مكونات المنهج الجامعي وأسسه.
  2. تحديد واقع مقرر الصحة النفسية بكلية التربية جامعة نيالا.
  3. معرفة الأزمة التي يعاني منها علم النفس الغربي من المنظور الإسلامي.
  4. بناء موضوعات مقرر الصحة النفسية بكلية التربية جامعة نيالا على التصور الإسلامي للإنسان والكون والحياة؛ بما يلبي حاجات وميول وقيم الطلاب.
  5. التعرف على نظرة الإسلام للصحة النفسية.
  6. الوصول إلى أهم التوصيات المقترحة لتطوير مقرر الصحة النفسية بكليات التربية بالسودان.

فروض الدراسة:

  1. موضوعات مقرر الصحة النفسية بكلية التربية جامعة نيالا تستند على أسس وأصول علم النفس الغربي.
  2. يعاني علم النفس الغربي من أزمة فكرية في نظرته للإنسان والكون والحياة.

أهمية الدراسة:

ترجع أهمية هذه الدراسة إلى مايلي:ـ

  1. أنها الدراسة الأولى- حد علم الباحثين- تبحث عن واقع مقرر الصحة النفسية من منظور إسلامي بجامعة نيالا.
  2. أنها محاولة جريئة للخروج بدراسة مقرر الصحة النفسية من قوالبه ومحتوياته الفكرية التقليدية، ووضعها في التصور الإسلامي للتربية وأهدافها وأنظمتها وتطبيقاتها القائمة على التصورات العقائدية لبناء شخصية الفرد مع الاستفادة من التطورات التكنولوجية والتقنية الحديثة، لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
  3. قد تساعد أعضاء هيئة التدريس بالأقسام العلمية التربوية بالتعرف على فاعلية المواد التي يقدمها كل قسم وما يرتبط بالمواد من محتويات وطرق تدريس وأساليب ووسائل معينة لتحسين مستوى أداء الطالب المعلم.

حدود الدراسة:

تقتصر حدود هذه الدراسة على الدود التالية:

  1. الحد المكاني: بعض كليات التربية في السودان، وهي: (جامعة الخرطوم، جامعة بخت الرضا، جامعة النيلين، جامعة نيالا، زالنجى، جامعة أم درمان الإسلامية).
  2. الحد الزماني: الفصل الدراسي الثاني من العام2015مـ2016م.
  3. الحد البشري: اقتصرت الدراسة على طلاب كلية التربية جامعة نيالا.

ثانياً: الإطار النظري والدراسات السابقة:

مكونات المنهج الجامعي وأسسه:

يمثل المنهج الجامعي مجموعة من الخبرات التي ينبغي أن تعكس وظيفة الجامعة في المجتمع وهى نشر المعرفة من خلال التدريس وتعميق وتمحيص المعرفة من خلال البحث والدراسات، تم تسويق المعرفة والخبرات من خلال الخدمة المجتمعية فالأستاذ الجامعي هو مدرس وباحث واستشاري، والطالب هو إنسان يدخل معمل التعليم كي يكسب معرفة وتعلم مهارة ويبنى قيما واتجاهات وفى جميع الأحوال فان هذه القيم أو المهارات والمعارف ينبغي تخطيطها في ضوء مفاهيم دقيقة تشمل معايير ومضامين وخصائص المنهج الجامعي الذي يحقق الأهداف التربوية والصحية ومن خصائص المنهج ما يلي:ـ

  1. الشمولية: ويقصد بها أن يتضمن هذا المنهج جميع الخبرات التي يحتاجها المتعلم، ليتحمل أعباء ومسؤولية التعلم لتخصص معين.
  2. التكاملية: أن يتضمن المنهج الجامعي حلقات من الإعداد تتكامل فيها المعرفة والمهارة بالبعد الديني والأخلاقي لتكوين الشخصية المتكاملة في الجوانب الدينية والصحية والمعرفية والحسية.
  3. الواقعية: أن يكون المنهج بأبعاده العمودية والأفقية مثالاً لعكس مشكلات التخصص الاجتماعي، حيث تكون هذه الخبرات مرتبطة بواقع المجتمع.
  4. المستقبلية: ينبغي أن تستصحب المناهج الجامعية الرؤى المستقبلية المتطورة التي تساعد على الابتكار والتطور في الحاضر والمستقبل.
  5. القابلية للتطبيق: من أهم عناصر المنهج الجامعي هو القابلية على التطبيق وذلك بالتوازن بين الجانب العملي والنظري، وبين الفكر والتطبيق وبين الأبعاد العقلية والمهارية.
  6. العلمية: يقصد بها وضع أسس توازن الخبرات وتدرجها من السهل إلى الصعب ومن الواسع إلى الأكثر تفصيلاً، كما تعنى العلمية استخدام المنهج العلمي في توصيل المعلومة واختيار الخبرات وتقدير غلبة المنطق ا في حل المشكلات واكتشاف الحقائق أو البحث عن المعرفة.

ويظهر للباحثون من خلال خصائص المنهج تطور مفهوم الصحة النفسية من المنظور الإسلامي الذي يؤدي إلى ارتقاء المستويات الاقتصادية وكل ما من شأنه سلامة الجسم والنفس والتوافق الاجتماعي، وقد حرصت التعاليم الإسلامية على التنبيه على أهمية الصحة النفسية من منظور إسلامي. في الحديث الشريف: “المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفى كل خير”. [6]

(وقد أصبح من المتعارف عليه الآن أن الصحة الجيدة مطلوبة للمجتمع كما هي مندوبة للفرد، فهي تمكن الناس من الاستمتاع بحياتهم، ولهذا السبب تدخل المستويات الصحية في المعايير التي يقاس بها التقدم وفى معايير التنمية البشرية، وقد بلور الطب ونادي بضرورة عمل كل أعضاء جسم الإنسان مع بعضها البعض، من أجل المحافظة على صحة البدن ومن مقومات الحياة الصحية الرئيسية: الغذاء الصحيح، الرياضة، الراحة، النوم، النظافة، الرعاية الصحية، ورعاية الإنسان)[7]. ويؤكد ذلك ما ذكره عبد العال منعم بقوله: (تلعب الصحة النفسية دوراً مهماً في سلوكيات الناس ومشاعرهم، وأولئك الذين يتمتعون بقدر معقول من الثبات الانفعالي، يستطيعون تحقيق قدر أكبر من السعادة، كما يتمكنون من التعامل الرشيد مع الضغوط ودواعي الإحباط ، كما يستطيعون التصرف دون الاعتماد على المؤثرات الخارجية وردود الأفعال)[8].

التصور المقترح لمعايير وضع المنهج المثالي:

فيما يلي بعض الإرشادات العامة وهى عبارة عن خطوط عريضة تساعد واضع المناهج والمقررات في التعليم الجامعي إذا وضعت في الاعتبار وتشمل الجوانب التالية:

  1. أن يكون المنهج المقرر له علاقة مباشرة برغبات الطلاب وإشراكهم في تصميم المنهج.
  2. أن يصمم المقرر بشكل مناسب لحاجات الطلاب ومشكلاتهم المجتمعية التي يعيشونها.
  3. أن يكون المقرر على صلة وثيقة واتصال بالبيئة.
  4. أن يشتمل المقرر على دراسات عن الثقافة الإسلامية والحضارة الإنسانية.
  5. أن يرتكز المقرر على حقائق موجودة في المجتمع وذات علاقة مباشرة بالبيئة التعليمية المدرسية.
  6. أن يراعى المشاركة الاجتماعية بوصفها جزء أصيل من المنهج في كليات التربية.
  7. أن يستمد المنهج جزوره من المعرفة المستمدة من خبرة الإنسان ومن حضارته ومعتقداته وهذا يعنى إن يساير المنهج المبادئ والنظريات المعاصرة.
  8. أن ينمى المهارات اللازمة وأفضل الطرق لجمع المعلومات وتحليلها والاستفادة منها.
  9. أن يطور المنهج مقدرات التلاميذ ويعزز مقدراتهم في المنطق والتعريف والاقتراحات والحلول والنظرة المستقبلية.
  10. أن يستقى المعرفة من العلوم المختلفة حسب المادة المراد تدريسها.
  11. أن يعمل على تحقيق التوازن بين البيئة الاجتماعية المباشرة للطلاب وبين البيئة العالمية وبين اتجاهات الماضي والحاضر والمستقبل وبين مختلف الثقافات.

الإطار التربوي لمقرر الصحة النفسية:

  1. نوع العصر الذي نعيش فيه ومتطلباته:

لقد جعلت ثقافة العولمة التكنولوجية عصرنا هذا عصراً تتآلف فيه الأشياء مع أضدادها، وهذه الاتجاهات المتضادة والتوجهات العالمية، وعلى الرغم من كل ما بها من ثراء في المعلومات والبيانات وقدرة النظم وسرعة القرارات، ما يزال الإنسان متعطشاً للمعرفة ومتلهفاً إلى الحكمة التي تنقذه من خطر العولمة التي تصادر ثقافته ووقته وجهده، ولذلك يقول د. زاهر: (نحن في حاجة ماسة إلى أسلمة المعارف والمناهج، ولا يعني هذا نفي الآخر وإنما يعني أن ننتقي خير ما لديه في إطار الحاجة ولا عاصم لنا من فيضان العولمة إلاّ بالتمسك بثقافتنا العربية الإسلامية وتصورها الكلي الشامل للإلوهية والكون والإنسان والحياة)[9].

ويتفق الباحثون مع د. زاهر في ضرورة أسلمة المعارف والمناهج، وعدم السماح لأولئك الذين يريدون التشكيك في جدوى القيم والمناهج التربوية الإسلامية عن طريق: (الهجوم على الإسلام وإحداث جلبة عالية حوله بتقديم ركام ضخم من المطاحن من الشبهات، وعلى كل فإنهم إذا أخفقوا في هذا، فإن غاية جليلة تتحقق لديهم، وهي تشكيك شباب الإسلام بدينهم وإخراجهم عنه)[10].

وبناءً على كل ما تقدم يظهر للباحثين أن الحل يكمن في اتباع الثقافة الأصيلة المستمدة من الإسلام ولا يتم الوعي الثقافي إلاّ بالتربية المعتمدة القائمة على الأسس الإيمانية الربانية المتخذة من التصور الإسلامي للألوهية والكون والإنسان والحياة إطاراً مرجعياً وأساساً فلسفياً متيناً، لأننا في حاجة ماسة إلى إعادة دراسة التراث الإسلامي لأن الحكمة تقتضي الإيمان والتسليم التام بضرورة الرجوع إلى التأصيل المعرفي لهذه المناهج: (وقد علم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم الشرائع والأحكام والحلال والحرام)[11] ولقيمة هذا الموروث وصدق رؤيته ؛ يرى الباحثون أن يتخذ من التصور الإسلامي للألوهية والكون والإنسان والحياة إطاراً مرجعياً وأساساً فلسفياً لتصور دراسة التربية، باعتباره تصوراً نموذجياً لإعداد المعلم: (لأن الإسلام واقعاً سياسياً واجتماعياً متناغماً، وظاهرة تاريخية جديرة بالملاحظة)[12].

  1. مبررات اختيار الإطار المرجعي:

ومن هذه المبررات ما يلي:ـ

  1. الخروج بكليات التربية من أطرها القديمة؛ منذ عهد الاستعمار إلى تصور جديد أساسه الدين الإسلامي.
  2. ضرورة التجديد في المقررات الدراسية بكليات التربية ووضعها في قالب التربية الإسلامية يعتبر فريضة دينية وضرورة اجتماعية . وتمليك الطالب المعلم أصول دينية مستمدة من القرآن الكريم والسُّنّة.
  3. الحفاظ عل الهوية الدينية والثقافة الإسلامية بنشرها للأجيال من خلال المناهج والنشاطات المصاحبة .
  4. التمسك بمنهج الله قولاً وعملاً والتسليم بأنه المنفذ للبشرية التي تعاني من حالة انعدام اليقين.
  5. اتساق السلوك الكلي لحياة المجتمع والمسلم مع التصور العام للإلوهية والكون والإنسان والحياة .
  6. محاربة التغريب وإعادة رسم الصورة المشرفة للإسلام.

الدراسات السابقة:

بعد استقراء بعض الدراسات السابقة؛ تبيّن أنه لا توجد دراسة واحدة، في حد علم الباحثين تناولت واقع مقرر الصحة النفسية من منظور إسلامي، ولذلك سوف يتم استعراض الدراسات السابقة على النحو التالي:ـ

  1. دراسة (قنديل، 1991) بعنوان: “نظرة معاصرة للتربية في إعداد معلم لمستقبل ” :

هدفت إلى إظهار القصور في التربية العملية بشكلها التقليدي. وإظهار التطورات المعاصرة في أساليب تدريب الطلاب المعلمين. وتوضيح قصور الخدمات المقدمة أثناء التدريب. ونقص الكوادر الإشرافية المؤهلة وأثرها السالب في تدريب الطالب. وإظهار الاتجاهات غير الإيجابية لبعض مدراء المدارس مع الطلاب/المعلمين، واستخدم الباحث المنهج التاريخي والوصفي والتحليلي والاستبانة كأداة للبحث. وتوصلت الدراسة إلى عدم توافر العلاقات الإنسانية الحسنة بين الطلاب والمشرفين ومدراء مدارس التطبيق ومعلموها ويرجع ذلك إلى المفهوم السائد إن الطالب المعلم ما هو إلا نصف معلم. وأظهرت الدراسة إن النظام المعمول به يتسم بالطابع التقليدي في تدريب المعلمين الجدد. وتوجد زيادة في الفترة الزمنية للتربية العملية، والعمل على تأهيل مشرفي التربية العملية.

  1. دراسة (الحساوي، 2007)، بعنوان: “الإعداد المتميز للمدرس العربي كركيزة أساسية لمواجهة التحديات التربوية للقرن القادم”؛ وهدفت إلى بيان الاتجاهات الحديثة لتطور التربية والتعليم وأهم العوامل المؤثرة في التربية في القرن الحادي والعشرين. وبيان دافع التربية والتعليم في البلدان النامية، وتقديم التصور المناسب عن الإعداد المتميز للمدرس العربي في مواجهة التحديات. وتسليط الضوء على تطور التربية والتعليم واتجاهات المستقبل ودور المعلم في ذلك. واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي والاستبانة كأداة من أدوات الدراسة. وتوصلت الدراسة إلى أهمية الإعداد المتميز للمدرس العربي في ضوء المتغيرات التربوية في القرن الجديد. وحاجة التربية والتعليم للمنهج المأخوذ من القرآن الكريم والسنة.
  2. دراسة (محمود، 2010)، بعنوان: “إعداد المعلم من منظور التربية الإسلامية “، وهدفت إلى التعرف على أهمية ومكانة المعلم وأهم سماته وتوضيح كيفية إعداده. وتوضيح نظم إعداد المعلم من منظور التربية الإسلامية. ووضع أسس اختيار المعلم وتصور لمكونات المنهج والمبادئ التي يجب مراعاتها في وضع المنهج. ووضحت الدراسة الجوانب المختلفة لإعداد المعلم نفسياً واجتماعياً ومهنياً، واستخدم الباحث الاستبيان كأداة من أدوات الدراسة. وتوصلت الدراسة إلى بيان أهمية المعلم وتعدد أدواره التي يقوم بها. والتأكيد على حسن اختيار المعلم وأهمية تمتعه بالسمات الحسنة الطيبة. وإعداد المعلم يجب أن يتم وفق النظرية العلمية الإسلامية والتدريبية تدريباً وتأهيلاً.

التعليق على الدراسات السابقة:

أهم ما يميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة جميعها في أنها جاءت بتصور شامل لدراسة مقرر الصحة النفسية من المنظور الإسلامي، وما يحسب لهذه الدراسة أنها استندت إلى معايير الفكر الإسلامي التربوي واتخذت منه أساساً راسخاً تنطلق منه، علاوة على أنها الدراسة الأولى من نوعها التي تدرس مقرر الصحة النفسية من المنظور الإسلامي لكليات التربية في السودان.

 

  1. منهجية وإجراءات الدراسة:
  • منهجية الدراسة:

استخدم الباحثون المنهج الوصفي والتحليلي لوصف واقع مقرر الصحة النفسية من منظور إسلامي بجامعة نيالا، وعلاقته بمقررات الصحة النفسية بعض كليات التربية بالسودان، ثم المنهج الفلسفي المقارن لبيان أوجه القصور والخلل، في أصول وأسس موضوعات مقرر الصحة النفسية بكلة التربية جامعة نيالا.

  • مجتمع وعينة الدراسة:

يتكون مجتمع الدراسة من جميع أعضاء هيئة التدريس بجامعة نيالا، وعددهم (71)عضو هيئة تدريس من الذكور والإناث، بجميع الدرجات العلمية، أما العينة فتم اختيارها بالطريقة العشوائية؛ حيث بلغ حجمها (30) عضواً أي ما يمثل 45% من المجتمع الكلي للدراسة.

  • أدوات الدراسة:
  1. تم استخدام المنهج المقارن لمقارنة ما تضمنته الموضوعات التربوية عبر رؤية الدين الإسلامي لأسس بناء المنهج.
  2. إجراء مقابلات مع أعضاء هيئة تدريس موضوعات مقرر الصحة النفسية، وذلك للتعرف على آرائهم حول إضافة الناحية الدينية التأصيلية في تدريس هذا المقرر.

 

  1. واقع مقررات الصحة النفسية بكليات التربية في السودان:
  2. واقع مقرر الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الخرطوم: لا يوجد مقرر تحت مسمى الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الخرطوم، وتمت الاستعاضة عنه بمقرر سيكولوجية مهارات التعلم، وفي اعتقاد الباحثين أن الفائدة العلمية بالنسبة للطلاب في هذه الكلية تكمن في دراستهم لمقرر الصحة النفسية المبني على الأسس والقيم الإسلامية السمحة. كما يلاحظ الباحثون أن المقرر يدرس لطلاب الدراسات العليا: (الدبلوم والماجستير)، بهذه الجامعة، وهو السبب في عدم تدريسه للبكالوريوس.
  3. واقع مقرر الصحة النفسية بكلية التربية جامعة أم درمان الإسلامية: يحتوي المقرر على المفردات التالية: الصحة النفسية، مفهومها مظاهرها. سيكولوجية الإحباط والصرع النفسي. سيكولوجية القلق والحيل الدفاعية. الوراثة والصحة النفسية. العوامل البيئية والصحة النفسية. صعوبات التعلم والتأخر الدراسي. أهم المشكلات الانفعالية في الطفولة والمراهقة. المشكلات السلوكية في الطفولة والمراهقة، صعوبات التعلم والتأخر الدراسي، مقارنة بين العصاب والذهان، الأسرة والصحة النفسية للأبناء، العوامل المدرسية المختلفة للنمو السوي وللصحة النفسية للدارسين، التأصيل الإسلامي لمفهوم الصحة النفسية وأسباب الاضطرابات النفسية. ويلاحظ الباحثون أن كلية التربية جامعة أم درمان الإسلامية، قد أوردت المفردات أعلاه وهي في نظر الباحثين مفردات منتقاة من المدارس الفلسفية لعلم النفس الغربي، الذي يعاني من أزمة خاصة تتمثل في قضايا الحرية والاختيار والسلوك وفي نظرتها للإنسان. غير أن هنالك إشارة لمفردة التأصيل الإسلامي، لمفهوم الصحة النفسية، وهي في نظر الباحثين تعتبر خطوة نحو الاتجاه الصحيح الذي يأتي في إطار هذه الدراسة، نحو أسلمة علم النفس الإسلامي. ومن الأسباب التي جعلت الجامعة تضيف مفردة التأصيل للصحة النفسية هو اتجاه الجامعة لتأصيل المناهج الدراسية بالجامعة حسب توجه الجامعة ورسالتها الإسلامية باعتبارها جامعة إسلامية متخصصة.
  4. واقع مقرر الصحة النفسية بكلية التربية جامعة النيلين: في تقدير الباحثين؛ فإن خلو كلية التربية جامعة النيلين من مقرر الصحة النفسية، له الأثر السالب على طلاب الكلية، فهم في أشد الحاجة لهذا المقرر، لأن معرفة الصحة النفسية وعواملها وأسباب تدهورها وكيفية المحافظة عليها من أهم الجوانب في نظر الباحثين التي يجب على الطلاب الإلمام بها، خاصة في هذا الوقت نسبة لأن الوضع به صعوبات من جراء الحروب ومشاكل النزوح والهجرة من الريف إلى المدن وغيرها من الأسباب.
  5. واقع مقرر الصحة النفسية بكلية التربية جامعة نيالا: يدرس المقرر ضمن مقررات قسم العلوم التربوية ويحتوي على المفردات التالية: مفهوم الصحة النفسية. معايير تحديد السلوك السوي. ديناميات وميكانيزمات التوافق. أثر الوراثة والبيئة في الصحة النفسية. الإضرابات النفسية المتصلة بالعملية التربوية.
  6. واقع مقرر الصحة النفسية بكلية التربية جامعة بخت الرضا: لا يوجد مسمى مقرر للصحة النفسية بكلية التربية جامعة بخت الرضا ووضع عوضاً عنه مقرر علم نفس الشخصية. ويتبيّن للباحثين أن كلية التربية بخت الرضا، قد فضلت محتوى علم نفس الشخصية لأنه مقرر يسهم في تكوين شخصية الطالب من حيث؛ الجانب الفكري والتأصيلي، وتقوية المدركات العقلية والنفسية والاجتماعية، ودراسة الواقع النفسي والاجتماعي والاقتصادي، ويرى الباحثون أن دراسة الصحة النفسية بالنسبة للطلاب لها أهميتها الخاصة فيما يتعلق بمجالات؛ تقوية شخصية الطالب، وربط الطالب بالقيم والمفاهيم الصحية النفسية، ورفع الحس والإدراك للطلاب في الجوانب التربوية.
  7. واقع مقرر الصحة النفسية بكلية التربية بجامعة زالنجي: يشتمل مقرر الصحة النفسية بكلية التربية بجامعة زالنجي؛ على مفاهيم؛ الصحة النفسية، ومعايير تحديد السلوك السوي، والتوافق، والوراثة وأثرها في الصحة النفسية، والبيئة، واضطرابات الجهاز الهضمي، وتكامل العواطف. ويتبيّن للباحثين من خلال توصيف مقرر كلية التربية جامعة زالنجي، أنه لم يتضمن الإشارة إلى المدارس الفلسفية التي قام عليها مفهوم الصحة النفسية، كما أغفلت الصحة النفسية التي قام نادي بها الإسلام ونظرته الثاقبة للكون والإنسان والحياة، ويرجع السبب في ذلك حسب نظر الباحثين إلى أن الكلية تعتبر في طور التكوين. ويلاحظ الباحثون من توصيف المقررات السابقة أن هنالك اختلافاً طفيفاً في بعض المسميات بالإضافة لوجود مقررات جديدة في مجال علم النفس التربوي، فكلية التربية جامعة الخرطوم، أدخلت مقرر سيكولوجية مهارات التعلم بينما غاب مقرر الصحة النفسية والمدرسية وعلم نفس الشخصية والفروق الفردية، ويرى الباحثون أن وجود مثل هذه المقررات (الصحة النفسية وعلم الشخصية والفروق الفردية) ذو أهمية كبرى وفائدة علمية واقعية للطالب.
  • نقد الوضع الحالي لتعليم علم النفس بكليات التربية:

تتحدث كتب علم النفس الحديثة عن أزمات كثيرة يواجهها علم النفس اليوم ولا سيما القضايا المستعصية التي بدأت منذ فجر تاريخ علم النفس في الربع الأخير من القرن الماضي، ومن هذه القضايا قضية الوراثة مقابل البيئة؛ ما نصيب كل منهما في سلوك الفرد؟ وما نصيب التداخل بينهما؟ ومنها قضية الشعور مقابل اللاشعور وما تأثير كل منهما في السلوك؟ وما دورهما كمحددين للسلوك الإنساني وكيف تتناقض في ضوء ذلك نسبية المنظورات تناقضاً تاماً؟ وهنالك قضية السلوك الملاحظ مقابل العمليات العقلية الداخلية[13].

تحليل البيانات التي تم الحصول عليها:

من يدخل في هذه الأزمة الخاصة بهذه القضية يظن أن هنالك علمين مستقلين لعلم النفس لا علاقة لأحدهما بالآخر ومن هذه القضايا قضية حرية الاختيار مقابل الحتمية (أي الجبرية) وهذه قضية فلسفية انعكست في علم النفس وكل العلوم الاجتماعية الأخرى. ومن القضايا- أيضاً- الفروق الفردية مقابل الخصائص المشتركة كم سلوكاً يختص بالفرد ذاته دون غيره؟ وكم سلوكاً مشتركاً بين أبناء البشر عامة؟ مع العلم بأن البشر جميعاً يشتركون في التكوين البيولوجي نفسه ولهم خبرات مشتركة؟.

ولتوضيح هذه الأزمة يلخص نزار العاتي كل وجهات نظر المدارس أو المنظورات النفسية لهذه الأزمة في الجدول الآتي للتأكيد على الأزمة التي يمر بها علم النفس المعاصر وحقيقتها.

جدول رقم (1): الأزمة التي يمر بها علم النفس المعاصر

الأزمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة مدرسة التحليل البيولوجي التحليل النفسي التحليل

المعرفي

التحليل السلوكي التحليل الإنساني
الوراثة مقابل البيئة وراثة وراثة وراثة بيئة بيئة بيئة
الشعور مقابل اللاشعور لا شعور لا شعور شعور ولا شعور شعور شعور
سلوك ملاحظ مقابل عمليات عقلية داخلية تأكيد داخلي تأكيد داخلي تأكيد داخلي سلوك ملاحظ تأكيد داخلي
بين التخيير والتسيير   تسيير تسيير تخيير تسيير تخيير
فروق فردية مقابل خصائص مشتركة (عامة)  عامة عامة فروق فردية فردية عامة فروق فردية

المصدر:[14].

ويضيف نزار العاني أن أسرار الأزمة التي يعيشها علم النفس هي غياب الإطار النظري العام الموحد عن الرؤية النفسية والإطار النظري مرهون بفلسفة محددة لها منطلقاتها وتصوراتها للإنسان والوجود، ولكن؛ ولأن علم النفس التزم وأُلزم من يوم مولده بالفلسفة العلمانية التي تغيب أساسها (صمتاً أو هروباً) ويظهر تطبيقها (إعلاناً وإشهاراً) فإن إطاره النظري يبقى يتأرجح ما بين الفلسفات المتباينة ووجهات النظر المختلفة.

ولقد خالف (كاتل Cattell) عالم النفس الأمريكي أستاذه الألماني (فونت) ورجع إلى أمريكا مبشراً بنظرية جديدة (وجهة نظر واحدة) وخالفت المدرسة الوظيفية الأمريكية المدرسة البنائية الأوربية، الألمانية وناقضتها (دوافع سياسية أكثر منها علمية). وخالف كل من بونج وإدلر أستاذهما فرويد وهما من أقرب مساعديه ومؤزاريه في وجهة نظره فطردهم من مدرسته لينشئوا مدراس نفسية جديدة (وجهة نظ واحد)، وخرج واطسن من المدرسة الوظيفية ليعلن عن نظرية سلوكية جديدة تخالف المدرسة الوظيفية التي تعلم فيها وتناقضها (وجهة نظر واحدة). وأرادت روسيا الشيوعية أن تبني المادية السلوكية فجعلتها بافلوفية وفيزولوجية (مادية) محض (دوافع سياسية وعقائدية) وناقض علماء النفس الألمان نظرائهم الأمريكيين بمدرسة (الجثتلت) أقرب إلى جذور فلسفتهم وعقيدتهم السياسية وعندما نادي مانستر برج بعلم النفس التطبيقي في أمريكا حذف من تاريخ علم النفس بعد أن كان مديراً لعلم النفس التطبيقي في أمريكا ورئيساً للجمعية النفسية الأمريكية وعندما توفى سنة 1916فإن الجمعية لم تشر إلى وفاته بكلمة واحدة، وذلك بسبب اتهامه بالتعاطف مع النازيين وعدائه للسامية (دوافع سياسية وعقائدية).

وممّا سبق نجد أن النقطة الأساسية هي أن جميع النظريات النفسية كانت في الغالب وجهات نظر شخصية ساعدت ظروف سياسية وإقليمية واجتماعية معينة على بنائها وإظهارها إلى الساحة النفسية. ومن هنا غاب الإطار النظري المشترك أو الموحد عند علماء النفس فاختلفوا بعد ذلك في كل شيء في التشخيص والمنهجية والاستنتاج والمعايير والتفسير. فأصبح هنالك تناقض؛ فالمدرسة الوظيفية ناقضت المدرسة البنائية الكلية، والمدرسة السلوكية ناقضت المدرسة الوظيفية البنائية، ومدرسة التحليل النفسي انتمت إلى شيء آخر تماماً، والمدرسة البيولوجية النفسية تناقض ما عداها في كل علم النفس وهكذا يستنتج الباحثون مما سبق ذكره أن النظريات النفسية في علم النفس الحديث تنطلق من الآتي:

  1. وجهة نظر صاحبها.
  2. خبراته الشخصية.
  3. التأثيرات البيئية والاجتماعية والسياسية التي يعيشها.

ويقودنا هذا إلى القول بأن ما يدرس في محتوى علم النفس ومعظم العلوم الإنسانية الأخرى في كليات التربية هي علوم غربية في فلسفتها ووجهتها؛ أسس نظرياتها علماء غربيون غير مسلمين على أساس نتائج بحوث ودراسات أجريت في مجتمعات غربية غير مسلمة لها أساليبها الخاصة في الحياة والتفكير والاعتقاد ولها فلسفتها الخاصة عن طبيعة الحياة وطبيعة الإنسان ورسالته في الحياة وغايته منها، ولها معاييرها الخاصة في دور الدين في حياة الناس.

(ويريد الله سبحانه وتعالى للمسلمين أن يحملوا للعالم رسالة الحب والخير والعدل، لتحقيق وسطية هذه الأُمَّة، وأن يزيلوا الظلم والطغيان، فلم يحمل المسلمون السيف في وجه الجاهلية، إلاّ لأنها طغت وتجبرت ووقفت في وجه الدعوة الإسلامية، ولم يشن المسلمون حربهم ضد الفرس والرومان والغدر اليهودي إلاّ بتجنيهم على القيم الإنسانية، التي يعتز بها بنو البشر)[15].

ويرى بشير حاج التوم، أن القصور في علم النفس المعاصر يعزى للجهل بحقيقة الفطرة الإنسانية، ولعدم الفهم الصحيح لمفهوم النفس الإنسانية، فالتناقض الواضح والاختلاف الكبير في حقيقة الإنسان أمر واضح في اتجاهات ومدارس الفكر النفسي الغربي، وفرويد يعتبر الإنسان شريراً بطبعه، تحكمه دوافع العدوان والجنس اللاشعورية، وتجعل سلوكه الذي يظن أنه شعوري مجرد محاولات لتبرير النزوات الجنسية والعدوانية وإخفائها ويظهر هذا التشاؤم بالنسبة لمستقبل الإنسان في كتابيه. أوهام المستقبل “The future of an Illusion”، الحضارة وإخفاقها “Civilization and it’s Discontents”

وعلى العكس من ذلك؛ يرى بعض علماء النفس أن الإنسان خير بطبعه وإن كان الخير لا يقاس بمعيار إيماني وخلقي، فهو خير يحقق للإنسان خيره وذاته. كما نجد علماء النفس في الاتجاه السلوكي- وعلى رأسهم واطسن- يرون أن طبيعة الإنسان محايدة وما الخير والشر إلا استجابات يتعلمها الإنسان في بيئته، وهذا يعني تخبط علماء النفس في الغرب وجهلهم بحقيقة النفس الإنسانية: ( وإن النفس متعلقة البدن فهي التي تقوم على تحريكه وتسييره، إلاّ أنها في النهاية مفارقة لهذا البدن لأنها من تكوين مختلف، فهو ينحل ويفني، بينما هي لا يطالها الانحلال أو الفناء، بل تبقي بعد انحلال البدن، وتنتقل إلى عالم جديد)[16].

ويرى الباحثون أن هذا الجهل نابع من الجانب العقدي المتمثل في الفلسفة المادية التي تهمل أثر الدين والإيمان والنواحي الروحية في الصحة النفسية. مؤكدين أن النجاح في أمور الحياة يرفع العمل وإنجاز العمل يؤكد على الصحة النفسية والعقلية الجيدة غافلين عن دور الدين في التخلص من القلق والضياع مما أدى إلى انتشار الجريمة والفساد وإدمان المخدرات(إن مناهج البحث في علم النفس كثيرة ومتنوعة، لأن المناهج من وضع الإنسان، والإنسان لا يستطيع أن يحيط بمعرفة النفس من جميع جوانبها)[17].

هذه التعقيدات العلمية نابعة من تفسير نتائج البحوث التي أجريت على الحيوان بالإضافة إلى التفسير المادي البحت للظواهر السلوكية. فمن غير المنطقي أن نفسر سلوك الإنسان على أساس نفس المبادئ المادية التي تفسر بها الحيوان.

إن علم النفس والعلوم الإسلامية التي تدرس في الجامعات الإسلامية لم تخضع للتحليل النقدي لمعرفة مدى اتفاقها ومفاهيمها ونظرتها مع المبادئ الإسلامية فقد نقلت هذه العلوم والمقررات دون أدنى تمحيص أو تحليل لما تتضمنه من فروض أو مسلمات ومفاهيم وقيم، ويرجع ذلك في أغلب الظن أن علماءنا الذين تخصصوا في هذه العلوم هم في الأغلب علماء درسوا في الجامعات الغربية وتتلمذوا على علماء غربيين، وغالباً ما يجهلون أصول الدين الإسلامي أو على غير إلمام دقيق، ولذلك فغالبيتهم العظمى عاجزين عن التحليل النقدي لنظريات هذه العلوم، وهم غير قادرين على إيجاد وتقديم نظريات بديلة تتفق مع مبادئ الإسلام. عكس ما قام به بعض التلامذة الغربيين فقد آثروا الخروج عن تعاليم أساتذتهم وخالفوهم الرأي فخرجوا بنظريات جديدة تناقض ما درسوه. فما بال علمائنا الذين درسوا في الغرب قد سلموا روح المبادرة وفضلوا التبعية العمياء بدلاً عن الخروج، مع العلم بأنهم يملكون في بلادهم ما يجعلهم يتفوقون على أساتذتهم في الغرب[18].

لقد نجح الاستعمار إلى حد كبير في وضع نظام علماني غربي فالنظم التعليمية الحالية أدت إلى إبعاد الغالبية العظمى من شبابنا عن الإسلام، فهم لا يتلقون في المدارس والجامعات إلا النذر اليسير من التعليم الديني الذي لا يعطي الطالب المسلم المعلومات الكافية لكي يكون على معرفة صحيحة بالإسلام. وفي نفس الوقت تنهال عليه كثير من المبادئ والمفاهيم والقيم الواردة من الغرب سواء عن طريق المناهج الدراسية التي صممها أبناء بلادنا أو الوسائل الإعلامية المختلفة أو عن طريق التعرض في حياته اليومية لوسائل التكنولوجية الغربية المختلفة في جميع مواقف الحياة، وقد أدى ذلك إلى وقوع كثير من شبابنا في حيرة وبلبلة بين ما يتلقاه في البيت والمدرسة من المبادئ والقيم الإسلامية رغم قلتها وبين المبادئ والقيم الواردة إليه من الغرب، ولما كان الطالب المسلم العادي لم يتلقى من التعليم الديني قدراً كافياً فهو ليس في وضع يمكنه من مواجهة تيار المبادئ والأفكار والنظريات المنافية لروح الإسلام فيؤدي به ذلك إلى فقدان الهوية الإسلامية فينحرف في تقليد تيار الغرب في عاداتهم وقيمهم.

  • المفهوم الإسلامي للنفس: لقد وردت كلمة نفس في القرآن الكريم في آيات كثيرة بمعنى الإنسان نذكر منها؛ قوله تعالى:(فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم)[19]. (لقد جاءكم رسول من أنفسكم)[20]. وقوله: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)[21].

(لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)[22]. وقوله تعالى: (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة)[23].

هذه الآيات وغيرها كثير تؤكد أن النفس معناها الذات الإنسانية باعتبارها كائناً حياً في وحدة توازن، ولذلك فإن مفهوم النفس في الإسلام يرتبط بالجسم والعقل والقلب والروح وهذه مكونات الإنسان التي تعمل بشكل متحد ومتوازن؛ لا انفصال بينهما فالجسم طاقة تسعى إلى إشباع الدوافع الفطرية واستغلال ما في الكون لعمارة الأرض، والعقل يعين الجسم على ذلك والقلب العامر بالإيمان يصلح الجسد والعقل والروح تهذب الجسم وتهدي العقل.

 

بين الفطرة الإنسانية والطبيعة الإنسانية:

يختلف مفهوم الفطرة الإنسانية في الإسلام عن مفهوم الطبيعة الإنسانية لدى الفلسفات ومدارس علم النفس المختلفة، ففي المعجم الوسيط: طبع الشيء طبعاً وطباعة: وصاغه في صورة ما، ويقال طبع الله الخلق: أنشأه وتستخدم بمعنى التأثير على الأشياء؛ نقول طبع الشيء عليه: ختم عليه بطابع والطبيعة السجية، ومزج الإنسان لمركب من الأخلاط والقوة السارية في الأجسام التي يصل بها الجسم إلى كماله الطبيعي الذي هيأه الله له: (فالإسلام دعوة ورسالة، وهو بهذا المعنى يتجه إلى كل فرد)[24].

فالطبيعة- بهذا المعنى- هي مجموعة السجايا التي خلق الله عليها الناس وفطرهم عليها، والطبع هو الصياغة وإحداث الأثر، فالطبع تأثير الأعمال في النفس وتأثير الأشياء على الأشياء، لا يختلف معنى الفطرة في التصور الإسلامي عن معنى الطبيعة ففي القاموس: فطر ناب البعير: أي شق اللحم وطلع، وفطر النبات : أي شق الأرض ونبت منها، وفطر الأمر:أي ابتداءه واخترعه، وفطر الله العالم أي أوجده وابتداء، يقول الحق على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام :(إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين)[25].

والفطرة هي الخلقة السليمة لم تشب بعيب (فطرت الناس التي فطر الله عليها لا تبديل لخلق الله)[26].،(فوسطية الإسلام تتضح من خلال تقبل الإسلام للملكية الخاصة وحرية التجارة والكفاية الفردية، والحث على الإنتاج، فالإسلام هو الحل الأمثل للمشاكل المستعصية التي يعاني منها الغرب، والإسلام هو الذي صنع المسلمين ووحدهم، وأعطاهم شريعة وثقافة عالمية، وإن هؤلاء الذين يدعون إلى إزاحة التراث الإسلامي، من الطريق يفعلون ذلك لتكون لهم الحرية في تشكيل الحاضر الغربي وحاضر المسلمين تشكيلاً مضطرباً وفق ما يشاءون)([27]).

 

  • حقيقة الإنسان في الإسلام وعلم النفس الحديث:

الإنسان في الإسلام هو مخلوق خلقه الله؛ خلقه مستقلاٌ متميزاً متفرداً وهو أكرم خلقه، أما الإنسان عند المدرسة التحليلية (فرويد) والطبيعية عموماً، فليس هو الإنسان المخلوق من الله، بل هو الحيوان المتطور عن الطبيعة التي هي أصل الأشياء وسبب وجودها وهذا ما تدعيه نظرية التطور التي أثبت العلم خطأها، والتي لا تعدو كما يقول محمد رشاد(أن تكون أسطورة يونانية قديمة قال بها الطبيعيون اليونان وأحياها ملاحدة التطوريين الطبيعيين حديثاً وزينوها بالأدلة، ولووا أعناق بعض النتائج التي أسفرت عنها البحوث الطبيعية والحيوية).

إذاً فالإنسان هنا ليس مخلوقاً لله مكوناً من جسد وروح كما هو الشأن في الإسلام، وإنما مرده إلى وحدة الأصل الحيواني للإنسان، فوحدة الإنسان في علم النفس الحديث؛ ترجع إلى كون الإنسان قد جاء نتيجة تطور الأحياء من الطبيعة، وهنا يتصادم الإنسان مرة أخرى مع الفلسفات التي تقوم عليها مدارس علم النفس الحديثة فيما يتصل بمفهوم الإنسان.

ويقول محمد عمارة: (ولقد وضع الخالق تعالى الميزان لهذا الكون، ما نعلمه منه وما نجهل، لتنظيم الحياة وفق نظام رباني يجمع بين الانسجام والتناغم وبين الاعتدال والتوازن، وهو ما يؤكد أن الوسطية هي أصل النظام الكوني، وأنها عنصر من عناصر الخلق، وكما ينطبق هذا النظام الرباني على الحياة والكون، ينطبق أيضاً على الإنسان بدرجة أولي، بحيث إن المنهج الذي يصلح الإنسان هو المنهج الوسط وهو ما جاءت به الرسالة الإسلامية، الخاتمة التي اشتملت على القواعد والأصول وكليات الأحكام، والوسطية هي المنهج الرباني، والنظام الكوني الإلهي، وسُّنَّة الله في خلقه، وهي تنسجم مع الفطرة الإنسانية، وتبلغ هذا المقام في حضارتنا، لأنها بنفيها الغلوّ الظالم، والتطرف الباطل، إنما تمثل الفطرة الطبيعية في براءتها، وفي بساطتها، وبداهتها، وعمقها، وصدق تعبيرها، عن فطرة الله التي فطر النَّاس عليها إنها صبغة الله). ([28])

  • مكونات النفس: النفس في الإسلام هي جماع شخصية الإنسان، والروح هي أصل النفس ومادتها، فالنفس مركبة فيها ومن اتصالها بالبدن. ويمكن عقد مقارنة بسيطة بين علم النفس الإسلامي وعلم النفس الغربي من حيث المصدر، والصفات والخصائص، والنظرة للإنسان والكون والحياة، ومفهوم النفس حتى تتضح الصورة جلياً ويبين الفارق وإن كان واضحاً لأولي الألباب.

جدول رقم (2): مقارنة بين علم النفس الإسلامي والغربي

وجهة المقارنة علم النفس الإسلامي علم النفس الغربي
المصدر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واجتهادات العلماء المسلمين. أفكار وآراء شخصية فردية متعددة بتعدد الأفراد مستمدة من النظرة للطبيعة
الصفات الشمول والتكامل، والتناسق، العلمية، الثبات في الأصول. التعدد، التناقض، التنافر، ضعف العلمية وعدمها ، الأصول غير ثابتة
الإنسان مخلوق من مخلوقات الله أكرمه ونعمه وأحسن خلقه. الإنسان ابن الطبيعة جاء نتيجة تطور الأحياء.
النفس مركبة من الروح والجسد المتفاعلين، مخلوقة من رب العزة. يتعامل مع النفس الطبيعية التي تصنعها الظروف والمؤثرات الخارجية

 

والخلاصة في أنه كلما كانت التربية هي تطبيق لمفاهيم علم النفس، فإن التربية في الإسلام، تختلف عن التربية الغربية بقدر الاختلاف بين علم النفس الإسلامي وعلم النفس الغربي في حقيقة النفس والإنسان. وبمعنى آخر فإن علم النفس التربوي هو تطبيق لنظريات التحليليين والسلوكيين وغيرهم من المؤمنين بالمنهج الطبيعي- على اختلاف أشكالهم- وهذه المدارس كلها لا تعرف الإنسان المخلوق وإنما تتكلم عن إنسان طبيعي لا روح له ولا يتميز عن بقية الأشياء والأحياء، وبهذا لا تعترف بالخالق ولا بإرادته ولا بتدبيره ولا بقدرته ولا بالعوامل المادية التي يعرف بها العالم، وهذا كله ينعكس على نظريات التعلم والصحة النفسية والممارسات التربوية التابعة لها كما ينعكس على دوافع السلوك وغايتها وما يترتب عليها من نتائج وآثار.

  • بين منهج الخالق والمخلوق حول مهنة التدريس:

للوقوف على الفرق بين التشريع الإسلامي الإلهي والمنهج الوضعي حول مهنة التدريس لابد أن نفهم الحقيقة بين ما يخضع للقانون الإلهي في إصلاح الأخلاق والسلوك وما يخضع للقانون الأرضي فى ذلك. فالقانون العقلي يخضع للعقل والعقل يخطئ ويصيب، بينما القانون الإلهي يعتمد على الوحي و الوحي لا يخطئ لأنه معصوم، لفهم هذا الفرق يجب أن نفرق بين التعقل والتصور، فكلنا ندرك تماما بالعقل أن الله موجود حقيقة تظهر في كل شيء حولنا وقد أكرمنا بمنهج شامل منظم لهذه المهنة لا جدال فيه: (وهذا هو المنهج الواضح الذي يدل النَّاس إلى الدين من خلاله، ويحذر النَّاس من المناهج التي تعتمد على الآراء والأهواء والأغراض)[29].

أما التصور فهو من البشر حول أسس وتنظيمات هذه المهنة وطالما وهو من البشر؛ فهو قابل للتبديل والتغيير ، والذي يضع القانون قد يضعه ويصححه بما يخدم هواه وفكره واتجاهات بلده، فالذي رغب في إنشاء أصلاً ماركسيا- مثلاً- وضع أسس وقواعد المجال المعرفي بما يخدم الماركسية وهكذا النفعية والمثالية، أي أن القوانين الوضعية ليست ثابتة مطلقا بل نسبيا، أما القوانين الإلهية فثباتها مطلقٌ وواضح ومتعقل، بالإضافة لذلك؛ فهذا التكليف صادر من الله سبحانه وتعالى بتوضيح وتفسير جلي، أما ما اعتمد في مهنة التدريب من أسس اعتمدت أولاً وأخيراً على آراء بشرية من خلق الله ، فكيف يأتي أكلها بما هو أفضل من الصانع والخالق العظم لأصحاب هذه الآراء البشرية.

وذلك ببساطة لأن الإنسان تتغير آراؤه وأفكاره في ضوء الاتجاهات السائدة في مجتمعه، وإن تغيرت آراؤه وأفكاره؛ تبدلت مقاييس الخير والشر والجائز والمحظور في هذه المهنة. فليس هنالك مقنن- من غير البشر- ليس لديه منهج ثابت أو طريق مستقيم وواضح، وبالتالي لا نستطيع أن نقنن مقياساً ثابتاً للأخلاق الفاضلة التي نتوخاها في أبنائنا في ظل هذه المهنة التي تتحكم فيها الطبائع الإنسانية والتيارات السائدة في مجتمع ما .

أما التشريع الإسلامي فهو تشريع يتناول كل الجوانب المتعلقة بحياة الإنسان، والإسلام هو دين الوسطية، التي تعالج هذه الجوانب: (إن وسطية الإسلام يجب أن نمثلها في سلوكنا وأفكارنا، وتعاملنا فيما بيننا أولاً ثم ننقلها إلى الخارج؛ لا من خلال الأفكار فقط؛ ولكن من خلال السلوك). ([30])

ويرى الباحثون؛ أن الضرورة الحتمية والدينية، تستوجب أن تدرس هذه الأساليب وطرق التدريس وأنشطة ومحتوى العلم في مقررات التربية بكليات التربية، لأنه بالرغم من تعدد النظريات التربوية قديماً وحديثاً حول مهنة التدريس إلا أنها ضعيفة ولا تصلح إلى جانب أسلوب المدرسة المحمدية والقرآن الكريم, لأنها من صنع البشر.

وسار في هذا الاتجاه نفر قليل تعرضوا لنظريات علم النفس بالنقد والتحليل والمقارنة ووضعوا إشارات يستهدي بها الباحثون في تأصيل العلوم الإنسانية، وفي ذلك يقول مالك بدري: (أهم جوانب التأصيل الإسلامي لعلم النفس بقصد إثبات الجانب الروحي الإيماني، التي تجعل الأخصائي النفسي المسلم بعيد النظر في التعريف الحديث لعلم النفس على أساس إدخال هذا العامل الروحي الإيماني في تكوينه، ومن المتفق عليه أن علم النفس هو الدراسة العلمية للسلوك، والسلوك ليست مكوناته نفسية واجتماعية وعضوية فحسب؛ بل إن القبول بهذا التعريف هو انصياع لتصور مادي يبعد الروح الإيمانية عن مظلة علم النفس، وهذه النصوص تبين لنا أن القول هو الأصل في وسائل الدعوة إلى الله تعالى وهو الوسيلة الأولى والأصيلة في إيصال الحق إلى المدعوين).[31]

ولذلك تؤدي: (الجامعة دوراً مهماً وأساسياً في تنمية المجتمعات البشرية وتطويرها، فهي التي تصنع حاضرها، وتخطط معالم مستقبلها)[32]. ويؤكد محمد قطب ذلك بقوله: (للإسلام نظرة مستقلة في النفس الإنسانية تختلف عن غيرها اختلافاً أساسياً وإن كانت في الفروع والتفصيلات قد تلتقي في بعض الأحيان بغيرها من النظريات، ونظرة الإسلام في تكاملها وتناسقها وشمولها لكل جوانب النفس الحياة معاً غير مسبوقة من الوجه التاريخية وما تزال حتى اليوم بعد كل ما ظهر تنفرد وحدها بالشمول والعمق والاتزان1،ونضيف إلى ذلك بأن نظرة الإسلام للنفس الإنسانية سوف تظل على مر العصور متفردة وعميقة وشاملة.

  • أهداف التوجيه الإسلامي لعلم النفس:

تتمثل أهداف التوجيه الإسلامي لعلم النفس في الآتي:ـ

  1. تبصير المتعلم بحقيقة فطرته السليمة التي فطره الله عليها وبحقيقة قدراته واستعداداته النفسية التي وهبها الله له للتعليم.
  2. توضيح استفادة التربية من علم النفس في مجال إعداد المعلم.
  3. تدريب المتعلم على النقد البناء لكتب علم النفس التربوي المتداولة في كليات التربية لتوضيح ايجابياتها وما فيها من انحرافات عن المنهج الإسلامي؛ نتيجة لتأثرها بالفكر الغربي، وتبصير المتعلم بالخلفيات الفلسفية التي انطلقت منها موضوعات علم النفس التربوي خاصة نظريات التعلم. (وفي هذا بشارة بالفلاح لمن آمن واستجاب، فإذا أبت النفوس إلاّ الإعراض عن الحق والإصرار على الباطل جاءت الموعظة التي تطرق القلب، وتقرع مشاعر الإنسان[33].

تصور الباحثين لمقرر الصحة النفسية والمدرسة:

إن الغرض من تدريس هذه المادة تبصير الطلاب بالظواهر النفسية وتعريفهم بالأمراض النفسية التي تصيب الإنسان كما تهدف إلى استجلاء الطرق العلمية الموصلة لعلاج الأمراض النفسية وبالتالي يفقد الإنسان السيطرة والقدرة على مواجهة الصراعات الداخلية والدوافع الغريزية التي تكمن في الجهل وعدم معرفة الإنسان بحقيقة نفسه.

والواقع أن علم النفس الحديث بنظرياته المختلفة، التجريبية والإكلينيكية والقياسية، فشلت في إيجاد العلاج الناجح للأمراض النفسية في: ( إيجاد شخصية إسلامية متزنة تقتدي بالسلف الصالح في شمول فهمهم، واعتدال منهجهم، وسلامة سلوكهم، فوسطية الإسلام هي التحذير من الشطط في أي جانب من جوانب الدين، والتأكيد على النظرة المعتدلة المنصفة والموقف المتزن من المؤسسات والأشخاص 34.

وكل ذلك يجب أن يتم بوسطية واعتدال: (والوسطية تعني التوازن، فلا يختل أمر على حساب آخر)[34].

أهداف مقرر الصحة النفسية: ويهدف هذا المقرر إلى:

  1. تعريف الطالب بمفهوم الصحة النفسية في الإسلام.
  2. تعريف الطالب بمعايير تحديد السلوك السوي في الإسلام .
  3. إدراك أثر الوراثة والبيئة في الصحة النفسية.
  4. الإلمام بالجوانب الوجدانية في الإنسان وإدرك وسائل ضبطها وعلاجها في الإسلام.

 

  1. أساليب تدريس مقرر الصحة النفسية:
  2. أساليب التدريس: ويمكن إيجازها في صورة بدائل قابلة للاختبار كما يلي:ـ

تطوير أسلوب المحاضرة بأحد الأشكال التالية:

  1. الاعتماد على استخدام أسلوب الأنشطة داخل المحاضرة سواء بصورة فردية أو مع جماعات صغيرة.
  2. طرح قضايا من خلال أسلوب المحاضرة تعتمد على (أسلوب حل المشكلات).
  3. إعداد الأفكار الأساسية للمحاضرة مع تزويد الطالب بالمراجع اللازمة والبحوث المعززة لتلك المحاضرة.
  4. الاعتماد على أسلوب المناقشة أكثر من أسلوب الحوار من طرف واحد مع فتح قنوات الاتصال بين جميع الطلاب في المحاضرة الواحدة.
  5. أسلوب التعلم بالاكتشاف:

نجحت الجامعات الماليزية في التجارب التي جددت أساليب التعلم بالاكتشاف من خلال البدائل التالية:

  1. استخدام أنشطة حل المشكلات.
  2. استخدام أسلوب التعلم الذاتي.
  3. استخدام أسلوب المناقشة والعصف الذهني.
  4. استخدام أسلوب تنمية مهارات التفكير.
  5. استخدام أسلوب لعب الأدوار.
  6. استخدام أسلوب السمنارات.
  7. استخدام أسلوب تكنولوجيا التعليم من أجهزة سمعية وبصرية.
  8. ربط المحاضرة النظرية بالتجربة العملية من خلال تطوير المباني التعليمية الحديثة التي تشمل معمل داخل قاعة المحاضرة واستخدام برامج الكمبيوتر التعليمية لربط النظرية بالتطبيق.
  9. الاستفادة من الرحلات العلمية والزيارات الميدانية للمحليات وقطاع الإنتاج الصناعي والزراعي والتجاري في تدعيم المحاضرة النظرية.
  10. الاستفادة من الواقع الميداني للتعلم داخل الصف.
  11. الاستفادة من التجارب والدراسات التي تجري داخل المعامل والورش التعليمية في تكنولوجيا التعليم.
  12. تدعيم أساليب التعليم من خلال مصادرها العلمية بالمكتبات باستخدام الميكروفيلم أو الميكروفيش ونقد الكتب والمقالات والرسائل الجامعية.
  13. محاولة توفيره أجهزة ووسائل تكنولوجيا التعليم على الأقل لاستخدامات أعضاء هيئة التدريس في عاقة المحاضرات حتى تصبح عادة سلوكية راسخة في بنية معلم المستقبل في المدرسة.

 

  1. الخلاصة:
  2. واقع الصحة النفسية بكليات التربية في السودان واقع يحتاج إلى تقويم ودراسة لتفادي القصور والنقص.
  3. أن كل ما يصلح من تربية غربية وأفكار وضعية لا يمكن أن يصلح للمجتمع المسلم، فالتربية التي تسود العالم الإسلامي اليوم ليست وليدة الفكر الإسلامي.
  4. تباين أساليب التدريس بهذه الجامعات.
  5. ميل الطلاب إلى الكسل وعدم الجدية.
  6. تقهقر دور الأسرة في العناية بتربية وتعليم أبنائها.
  7. ضعف الوازع الديني لدى فئة من الطلاب.
  8. تدهور الصحة النفسية لدى شريحة من الطلاب بسبب الفضائيات والإنترنت.
  9. إعراض نسبة كبيرة جدًا من الطلاب عن المشاركة في البرامج الصحية والتربوية بالجامعات.
  10. اهتمام الوالدين والمجتمع ووسائل الإعلام بالمواد العلمية أكثر من غيرها.
  11. عدم الاهتمام مفهوم الصحة النفسية في الإسلام.
  12. هنالك توافق نفسي في الإسلام.
  13. يوجد أثر للوراثة والبيئة في الصحة النفسية.

 

  1. التوصيات:

في ضوء النتائج السابقة يوصي الباحثون بالآتي:

  1. لابد من مراعاة عدة جوانب حتى تؤدي الصحة النفسية الوظيفة الأساسية وتحقق المطلوب وفقاَ للأسس والضوابط التربوية التعليمية التي تصلح حال الطلاب في الجامعات السودانية وبصفة خاصة طلاب كليات التربية بالسودان،
  2. يجب ربط الطلاب بالعملية التربوية المناسبة التي تشكل الأساس الطبيعي والطليعي للتقدم العلمي والمعرفي.
  3. يجب أن تتكامل كل الجهود من أجل ضمان الصحة النفسية التي تجعل طلاب العلم يؤدون واجباتهم بالصورة المطلوبة وعلى الوجه الأكمل، تحقيقاَ لرفعة البلاد والعباد، والنهوض بالعملية التربوية.
  4. أهمية وضع الدراسات الخاصة بالصحة النفسية في سلم الأولويات في هذه الجامعات.
  5. توحيد معايير تحديد السلوك السوي في الإسلام.
  6. ضرورة استصحاب التقويم حيث يعتبر التقويم مقوماً أساسياً من مقومات العملية التربوية.

 

قائمة المصادر والمراجع:

  1. أبي الحسن على بن إسماعيل: الإبانة عن أصول الديانة، ط/1، دار بن زيدون للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 1397هـ.
  2. أبي عبد الرحمن صالح بن محمد بن حليس اليافعي: القرآن المعجزة المتجددة في عصرنا، ط/1، دار الإيمان، الإسكندرية، مصر، 1427هـ ـ 2007.
  3. أحمد عزت: أصول علم النفس، ط/1، دار المعارف للطباعة والنشر والتوزيع، الإسكندرية، مصر، 1985.
  4. أسماء عبد العزيز الحسين: المدخل الميسر إلى الصحة النفسية والعلاج النفسي. دار عالم الكتب، ط/2، الرياض، المملكة العربية السعودية، 2000.
  5. أنور الجندي: عالمية الإسلام، ط/2، دار الاعتصام للباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 1998.
  6. بندر كريم أبو تاية: أثر العدالة التنظيمية على سلوك المواطنة التنظيمية في مركز الوزارات الحكومية في الأردن، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات الاقتصادية والإدارية، غزة، فلسطين، 2012.
  7. حسن ضياء الدين عتر: وحي الله وحقائقه في الكتاب والسُّنُّة، نقض مزاعم المستشرقين، ط/1، دار المكتبي للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، سوريا، 1419هـ ـ1999.
  8. خديجة النبراوي: موسوعة أصول الفكر السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ط/1، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة، مصر، 1424هـ ـ 2004.
  9. راتب السعود وسوزان سلطان: درجة العدالة التنظيمية لدي رؤساء الأقسام الأكاديمية في الجامعات الأردنية الرسمية وعلاقتها بالولاء التنظيمي لأعضاء الهيئات التدريسية فيها، مجلة جامعة دمشق، دمشق، الأردن، 2009.
  10. راغب عبد الرحيم البصير: أثر الصحة النفسية على طلاب الجامعات، ط/1، دار القلم، الكويت، الكويت، 2016.
  11. زاهر عبد الرؤوف محسن: العولمة وأسلمة المناهج التربوية، ط/2، مكتبة وهبة، القاهرة، مصر، 2015.
  12. سعيد فايز السبيعي: العدالة التنظيمية وعلاقاتها بالصراع التنظيمي لدي القادة التربويين بمكاتب التربية والتعليم بمدينة مكة، من وجهة نظر المشرفين، رسالة ماجستير غير منشورة، مقدمة لقسم الإدارة التربوية والتخطيط، جامعة أم القرى، مكة، المملكة العربية السعودية، 2012.
  13. سميح عاطف الزين: معرفة النفس الإنسانية في القرآن والسُّنّة، ط/1، دار الكتاب اللبناني والكتاب المصري، بيروت، لبنان، 1991.
  14. عبد الفتاح عاشور: منهج القرآن في تربية المجتمع، ط/2، دار الفكر، بيروت، لبنان، 2014.
  15. عبدالكريم زيدان: أصول الدعوة، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الموسوعة الفقهية، الرياض، المملكة العربية السعودية،1987.
  16. عدنان بن محمد بن عبد العزيز الوزان: موسوعة حقوق الإنسان في الإسلام، ط/1، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، م/1، 1425هـ ـ2004.
  17. على بن عمر بن أحمد: مقومات الداعية الناجح، ط/4، دار الأندلس الخضراء، جدة، المملكة العربية السعودية، 1422هـ ـ2002.
  18. فاروق عطوان الراشدي: آفاق الصحة النفسية والتربوية، ط/1، دار القلم، الكويت، الكويت، 2016.
  19. القرآن الكريم.
  20. ليلي عبد الرازق محمد: الصحة النفسية في العصر الحديث، ط/2، مكتبة ومطبعة مصطفي بابا الحلبي، القاهرة، مصر، 2014.
  21. مازن بن عبد الكريم الفريح: الرائد دروس في التربية والدعوة، ط/1، دار الأندلس الخضراء، جدة، المملكة العربية السعودية، 1423هـ ـ2002.
  22. مالك بن نبي: دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين، دار الفكر، بيروت، لبنان، ط/1، 1398هـ.
  23. مأمون مصطفي عبد التواب: علاج المشكلات التربوية والصحية من منظور إسلامي، ط/1، دار الفكر، بيروت، لبنان، 2015.
  24. محمد جبريل فضل: تربية الأبناء في الإسلام، ط/2، دار الصفاء الحديثة للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2015.
  25. محمد عمارة: معركة المصطلحات بين الغرب والإسلام، ط/7، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2002.
  26. محمد فريد عطواني: الصعوبات التي تواجه الفكر الإسلامي، ط/2، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، 2015.
  27. محمد فريد وجدي: علم النفس، المكتبة العلمية الجديدة، دائرة معارف القرن العشرين، جدة، المملكة العربية السعودية، 1987.
  28. مشرف سعيد عبد العاطي: الصحة النفسية في الميزان، ط/2، دار الفكر، بيروت، لبنان، 2015.
  29. نجيب كيلاني: لإسلام والقوي المضادة، ط/1، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، 1400هـ ـ 1980.
  30. نزار سعيد العاتي، أزمة علم النفس المعاصر، ط/2، مجلة إسلامية المعرفة، جدة، المملكة العربية السعودية، العدد22، 2002.
  31. يسن محمد زاهر: المفهوم النفسي في الإسلام، ط/2، عالم الكتب، بيروت، لبنان، 2014.

 محمد فريد عطواني: الصعوبات التي تواجه الفكر الإسلامي، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط/2، 2015، ص34. [1]

 بندر كريم أبو تاية: أثر العدالة التنظيمية على سلوك المواطنة التنظيمية في مركز الوزارات الحكومية في الأردن، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات الاقتصادية والإدارية، غزة، فلسطين، 2012، ص146. [2]

 محمد سيف علاء الدين: المدخل لدراسة التربية والصحة النفسية، دار الفكر، بيروت، لبنان، ط/1، 1999، ص42. [3]

حسن ضياء الدين عتر وحي الله وحقائقه في الكتاب والسُّنُّة، نقض مزاعم المستشرقين: د، دار المكتبي للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، سوريا، ط/1، 1419هـ ـ1999م ص51.

[4]

سعيد فايز السبيعي: العدالة التنظيمية وعلاقاتها بالصراع التنظيمي لدي القادة التربويين بمكاتب التربية والتعليم بمدينة مكة، من وجهة نظر المشرفين، رسالة ماجستير غير منشورة، مقدمة لقسم الإدارة التربوية والتخطيط، جامعة أم القرى، مكة، المملكة العربية السعودية، 2112، ص11. [5]

أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، ج/4، ص2052. [6]

محمد فريد وجدي،دائرة معارف القرن العشرين: المكتبة العلمية الجديدة، جدة، المملكة العربية السعودية، ج/5، ص 659، وأنظر: راغب عبد الرحيم البصير: أثر الصحة النفسية على طلاب الجامعات، دار القلم، الكويت، الكويت، ط/1، 2016، ص16ـ19. [7]

 عبد العال منعم زاهر: توازن الصحة النفسية، دار المعرفة بيروت، لبنان، ط/2، 2005، ص63. [8]

 زاهر عبد الرؤوف محسن: العولمة وأسلمة المناهج التربوية، مكتبة وهبة، القاهرة، مصر، ط/2، 2015م، ص45، وأنظر: ليلي عبد الرازق محمد: الصحة النفسية في العصر الحديث، مكتبة ومطبعة مصطفي بابا الحلبي، القاهرة، مصر، ط/2، 2014م، ص90. [9]

 حسن ضياء الدين عتر: وحي الله وحقائقه في الكتاب والسُّنُّة نقض مزاعم المستشرقين، دار المكتبي للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، سوريا، ط/1، 1419هـ ـ1999، ص32. [10]

[11] أبي الحسن على بن إسماعيل،الإبانة عن أصول الديانة: دار بن زيدون للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ط/1، بدون تاريخ طبعة، ص43.

 عدنان بن محمد بن عبد العزيز الوزان: موسوعة حقوق الإنسان في الإسلام. مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، م/1، ط/1، 1425هـ ـ2004م، ص8. [12]

أسماء عبد العزيز الحسين، المدخل الميسر إلى الصحة النفسية والعلاج النفسي: دار عالم الكتب، الرياض، المملكة العربية السعودية، ط/2، 2002م، ص234. [13]

نزار سعيد العاتي، أزمة علم النفس المعاصر. مجلد إسلامية المعرفة، العدد 22 ص35 – 36، 2000م. 14

[15] نجيب كيلاني: الإسلام والقوي المضادة، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط/1، 1400هـ ـ 1980، ص87ـ 88.

1سميح عاطف الزين؛ معرفة  النفس الإنسانية في القرآن والسُّنّة، دار الكتاب اللبناني والكتاب المصري، بيروت، لبنلن، ط/1، 1991م، ج/1، ص11.

سميح عاطف الزين، معرفة النفس الإنسانية في القرآن والسُّنّة: ج/1، ص22. [17]

ط/1، 1985م، ص34، وأنظر: يسن محمد زاهر: المفهوم النفسي في الإسلام، عالم الكتب، بيروت، لبنان، ط/2، 2014م، ص56. أحمد عزت، أصول علم النفس: مرجع سابق، ص54. [18]

 سورة آل عمران الآية61. [19]

سورة التوبةالآية128. [20]

سورة البقرةالآية44. [21]

سورة البقرةالآية286. [22]

سورة التحريم الآية6. [23]

1 خديجة النبراوي، موسوعة أصول الفكر السياسي والاجتماعي والاقتصادي: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة، مصر، ط/1، 1424هـ ـ 2004م، ص20، وأنظر: مأمون مصطفي عبد التواب: علاج المشكلات التربوية والصحية من منظور إسلامي، دار الفكر، بيروت، لبنان، ط/1، 2015م، ص7.

 

سورة الأنعام الآية79. [25]

سورةالروم الآية30. [26]

([27])أبي عبد الرحمن صالح بن محمد بن حليس اليافعي، القرآن المعجزة المتجددة في عصرنا ، دار الإيمان، الإسكندرية، مصر، ط/1، 1427هـ ـ 2007م، ص322ـ 323.

[28]. محمد عمارة، معركة المصطلحات بين الغرب والإسلام، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، ط/7، 2002، ص189، وأنظر: فاروق عطوان الراشدي: آفاق الصحة النفسية والتربوية، دار القلم، الكويت، الكويت، ط/1، 2016، ص43.

 محمد جبريل فضل: تربية الأبناء في الإسلام، دار الصفاء الحديثة للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، ط/2، 2015م، ص6، وأنظر: مشرف سعيد عبد العاطي: الصحة النفسية في الميزان، دار الفكر، بيروت، لبنان، ط/2، 2015م، ص87ـ90. [29]

([30])مالك بن نبي، دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين، دار الفكر، بيروت، لبنان، ط/، 1398هـ، ص38.

[31]) عبدالكريم  زيدان، أصول الدعوة: ص471، وأنظر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الموسوعة الفقهية، ج/20، ص332 ـ333.

[32] ) راتب السعود وسوزان سلطان: الولاء التنظيمي لأعضاء الهيئات التدريسية فيها، مجلة جامعة دمشق، دمشق، الأردن، 2009م، ص139. درجة العدالة التنظيمية لدي رؤساء الأقسام الأكاديمية في الجامعات الأردنية الرسمية وعلاقتها

[33] عبد الفتاح عاشور: منهج القرآن في تربية المجتمع، دار الفكر، بيروت، لبنان، ط/2، 2014م، ص249.4

[33]: مازن بن عبد الكريم الفريح، الرائد دروس في التربية والدعوة. دار الأندلس الخضراء، جدة، المملكة العربية السعودية، ط/1، 1423هـ ـ2002م، ج/2، ص9ـ10.

34 على بن عمر بن أحمد، مقومات الداعية الناجح،. دار الأندلس الخضراء، جدة، المملكة العربية السعودية، ط/4، 1422هـ ـ2002م، ص226ـ 227.

 

([34])على بن عمر بن أحمد، مقومات الداعية الناجح. دار الأندلس الخضراء، جدة، المملكة العربية السعودية، ط/4، 1422هـ ـ2002م، ص226ـ 227.

 

 

لتحميل البحث كامل المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث